مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا 1.
إن الحديث عن التبليغ والهداية والإرشاد لهو حديث عن قضية لطالما شكلت بوجودها الأهداف الحقة والإلهية لكل الأنبياء والرسل الذين بذلوا الجهود والتضحيات الكبرى في سبيل القيام بأمر الله سبحانه وتعالى ومن هنا فإننا نجد الكثير من الآيات والروايات التي تحدثت عن أهمية وعظمة ومكانة التبليغ باعتباره يمثل الواسطة المباشرة بين المشروع الإلهي من جهة وهداية الناس من جهة أخرى على صعيد كل المفاصل التي يمثلها الإنسان في هذا الوجود ولذلك فإن قيمة هذا العمل مرتبطة بعظمة وقيمة الرسالة الإلهية التي حملها الأنبياء للناس كافة من أجل اخراجهم من الظلمات إلى النور وتحقيق الغاية السامية من وجودهم في هذا العالم وعلى هذا الأساس فإن متابعة عمل الأنبياء عليهم السلام تعتبر على درجة عالية من الأهمية التي تجعل الذي يقوم بهذا الأمر في مرتبة يستحق من خلالها أن يكون من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا ما صرّح به صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "رحم الله خلفائي فقيل يا رسول الله، من خلفاؤك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: الذين يُحيون سنتي ويعلّمونها عبادَ الله"2. وقد تضافرت الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام التي تحث على تبليغ الدين وتعليم أحكامه وايصال تعاليمه وقيمه إلى عموم الناس وبيّنت المنزلة الرفيعة والمقام الخاص لمن يتولى هذه المسؤولية الإلهية.

وانطلاقاً من الذي تقدم فإن المركز الإسلامي للتبليغ وحرصاً منه على إيلاء هذا الموضوع الاهتمام المناسب قام بمعالجة النصوص والكلمات الصادرة عن ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظله في شأن التبليغ ليقدمها في هذا الكتاب ويضعها بين يدي الإخوة المبلغين ضمن تبويب ينسجم مع أولويات المعالجة الخاصة بالموضوع عَلَّنا نُوفَق وإياكم للإستفادة في طريق تحقيق الفهم الواعي والدقيق لدورنا الزاكي والبَّناء من أجل ايصال الحقائق والمعارف الإلهية التي شكلت بوجودها مشاعل هداية لطالبي الحق والقيم المعنوية.

المركز الإسلامي للتبليغ

هوامش
1- سورة الأحزاب، الآية: 39.
2- منية المريد.