القسم الأول: موقع ومكانة عزاء أهل البيت عليهم السلام ومجالس الذكر والتوسل

الإمام الخمينيّ قدس سره: "ليعرف شعبنا العزيز قدر هذه المجالس التي تبقي الشعوب حيّة، والتي تزداد وتنتشر في أيّام عاشوراء وفي غيرها من الأيّام المباركة مثل الأسابيع ومناسبات الثورة.

ولو أنّ الناس عرفوا الأبعاد السياسيّة لهذه المجالس، فإنّ الجميع سينهض للمشاركة فيها، حتّى أولئك المتأثّرون بالغرب ومقلّدوه، إذا ما كانوا حقّاً يريدون الخير لشعبهم ولوطنهم.

وإنّي لآمل أن تُقام هذه المجالس بنحوٍ أفضل وأوسع من قبل المشاركين في إحيائها, سواءٌ الخطباء الكبار الذين يجلسون على المنابر, أو منشدو المراثي الذين يقفون عند المنابر وينشدون بعض الأشعار، فإنّ كلّاً من هذين الفريقين له تأثيره الطبيعيّ في هذه القضيّة، وإن كان بعض الأشخاص لا يدركون ذلك، إلّا أنّهم يؤثّرون من حيث لا يشعرون"
1.

الروايات:

عن مسمع, قال لي أبو عبد الله عليه السلام: "يا مسمع إنّ الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمةً لنا, وما بكى لنا من الملائكة أكثر، وما رقأت دموع


11


الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلّا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خدِّه فلو أنّ قطرة من دموعه سقطت في جهنّم لأطفأت حرّها حتّى لا يوجد لها حرّ, وإنّ الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا, عند موته, فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتّى يرد علينا الحوض"2.

عن أبي عبد الله عليه السلام: "رحم الله شيعتنا، شيعتنا والله هم المؤمنون، فقد والله شركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة"3.

وعن أبي عبد الله عليه السلام: "...وما عين أحبّ إلى الله ولا عَبْرَة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باكٍ يبكيه إلّا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه، ووصل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأدّى حقّنا، وما من عبد يُحشر إلّا وعيناه باكية إلّا الباكين على جدّي الحسين عليه السلام, فإنّه يُحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور بيِّن على وجهه، والخَلْق في الفزع وهم آمنون، والخَلْق يُعرَضون وهم حُدّاث الحسين عليه السلام تحت العرش وفي ظلّ العرش، لا يخافون سوء يوم الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنّة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه، وإنّ الحور لترسل إليهم: إنّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلّدين، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسه عليه السلام من السرور والكرامة"4.


12


هوامش

1- صحيفة نور، ج 16، بتاريخ 30/3/1361 هـ. ش.
2- المجلسيّ, بحار الأنوار، ج 44، ص 289.
3- المجلسيّ, بحار الأنوار، ج 43، ص 222.
4- المحدّث النوريّ, مستدرك الوسائل، ج 10، ص 314.