القسم الثاني: مكانة المنبر وتوضيح المعارف الدينيّة في مجالس عزاء أهل البيت عليهم السلام

الإمام القائد: "ما هو التبليغ؟ التبليغ يعني الإيصال، ينبغي أن تقوموا بالإيصال ولكن إلى أين؟ هل إلى الأذن؟ لا، بل إلى القلب. إنّ ما نقوم به من التبليغ في بعض الأحيان قد لا يصل حتّى الى الأذن! بل إنّ الأذن لا تتحمّله ولا تنقله! فالأذن عندما تتلقّى فإنّها تنقل إلى الذهن، ولكن لا ينبغي أن تنتهي القضيّة هنا، بل ينبغي أن ينفذ ويترسّخ في القلب ويتبدّل ليصبح جزءاً من هويّتنا. التبليغ هو من أجل ذلك. نحن لا نقوم بالتبليغ لأنّنا نريد أن نتحدّث ببعض الأمور، بل نحن نقوم بذلك لندخل موضوع تبليغنا، إلى قلب المخاطب فينفذ فيه, ولكن ما هو ذلك الموضوع؟ إنّه عبارة عن كلّ الأمور الواردة في الإسلام تحت عنوان القيم، والتي دافع وضحّى لأجلها أبو عبد الله عليه السلام بالروح والعرض والشرف، وهكذا فعل جميع الأنبياء والأولياء وفي مقدّمتهم سيّدهم محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان الحسين بن عليّ عليه السلام هو مظهر ذلك. نحن نريد تبليغ منطق الدّين، والقيم والأخلاق الدينيّة, وجميع الأمور المؤثّرة في بناء شخصيّة الإنسان على أساس الدّين، ليتحوّل مخاطبنا إلى تلك الشخصيّة الدينيّة"1.

الروايات:
عن علي ّعليه السلام قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن، فقال: يا عليّ، لا تقاتل


101


 أحداً حتّى تدعوه إلى الله، لئن يهدي الله على يديك رجلاً خير ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت"2.

عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "خيار أمّتي من دعا إلى الله تعالى وحبَّب عباده إليه"3.

عن الإمام الرضا عليه السلام: "من تذكَّر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يُحيَى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب"4.


102


هوامش

1- من كلام له في لقاء العلماء والمبلّغين على أعتاب شهر محرّم 5/11/84 هـ. ش.
2- الطبرسي, مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، ص 197.
3- نهج الفصاحة، مجموعة الكلمات القصار للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ص 464.
4- الحرّ العامليّ, وسائل الشيعة، ج 14، ص 502.