الفصل الثامن: مسؤوليّة الهيئات والمجالس الدينيّة اتجاه الثورة الإسلاميّة

الإمام القائد: "نحن اليوم أمّة تمكّنت في هذا البلد من أن تثور ببركة دماء ونهضة الإمام الحسين عليه السلام وببركة الروح الحسينيّة، وأن تُركع النظام المستبدّ الفاسد والخبيث الأصل والسلوك, وأن تأتي مكانه بنظام شعبيّ ذي صبغة وروحيّة ومسلكية إسلاميّة, إلى حدٍّ ما- روحيّتنا روحيّة إسلاميّة، وإن كنّا لا ندّعي بأنّ عملنا إسلاميّ بالكامل، وإن شاء الله يصبح كذلك أكثر فأكثر يوماً بعد آخر- فهذا النظام بعينه هو مشكلة جميع القوى العالميّة، ووجود نظام الجمهوريّة الإسلاميّة شوكة في عين أمريكا، فحتّى لولم تهتفوا بعبارة "الموت لأمريكا" فهذا النظام بنفسه ضربة كبيرة لجميع القوى المعادية لكرامات وفضائل واستقلال وشرف الشعوب, إنّنا اليوم جميعاً مكلّفون برفع الضعف والنقص عن هذا النظام، وملزمون أيضاً بتقوية عناصر القوّة المعنويّة والماديّة فيه, وتوفيرها له بشكل أكبر, فإذا كنّا نحتاج إلى الوحدة، والعلم والتعاون والعطاء الإقتصاديّ والسياسيّ، وإذا كنّا نحتاج أيضاً إلى روح الشهادة والإيثار وإلى الكثير من الأمور الأخرى، فمن


91


واجب كلّ شخص أن يرفد المجتمع بها بمقدار استطاعته"1.

الإمام الخمينيّ: "لقد قدّم الأنبياء عليهم السلام تضحياتٍ جساماً من أجل الإسلام, لا سيّما النبيّ الأكرم وأهل بيته الكرام وأصحابه المنتجبين، وتحمّلوا الصعاب من أجله, إنّ الإسلام الذي أنزله الله تعالى إلينا يجب أن نحافظ عليه, وإنّ هذا النصر الذي تحقّق لكم إثر هذه الثورة لو فقدناه- لا سمح الله- نتيجة للضعف والوهن في إعلامكم الذي قد يطال حضور أبناء شعبنا في الساحة, فاعلموا أنّ الإسلام لن يستطيع النهوض بعد ذلك على مدى قرونٍ عديدة.

المسؤوليّة جسيمة وعلينا جميعاً تحمل أعباء هذه المسؤوليّة، وإنّ غاية ما ينتظرنا هي الشهادة ولقاء الله والإلتحاق بسيّد الشهداء وأمثاله، وهي غاية آمال عشّاق الحقّ تعالى"2.

الإمام الخمينيّ: "وجميع علماء الدّين في أنحاء البلاد، مكلّفون بالحفاظ على هذه النعمة الإلهيّة- الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة- وأداء الشكر لها، وإنّ شكرها يتمثّل في التبليغ... بالعمل على توعية الناس بأهداف سيّد الشهداء ودوافعه للنهوض والطريق الذي سلكه والنصر الذي تحقّق له وللإسلام بعد استشهاده, وليعلم أبناء شعبنا بأنّ تحرّك الإمام الحسين عليه السلام كان جهاداً في طريق الإسلام, فقد كان يعلم بأنّه لا يمكن, طبقاً للحسابات الماديّة, مواجهة هذا الطاغوت الذي كان يمتلك كلّ شيء، بهذا العدد القليل الذي لا يتجاوز مائة شخص، ولكنّه كان يعلم جيّداً أيضاً أنّ الإستشهاد في سبيل الله هو الذي يحقّق النصر للإسلام ويجدّد حياته.

إنّ شهادة شيوخ المحراب العظام، بدءاً بالشهيد مدني رحمه الله وانتهاءً


92


بشهيدنا الأخير3، هي الضمان لانتصار الإسلام, إنّ شهادة هؤلاء العظام هي التي فضحت أعداءكم أمام شعوب العالم مهما كان تأييد العالم لهم"4.

الإمام الخمينيّ: "ولكن ينبغي للوعّاظ والمبلّغين الأعزّاء والعلماء الأعلام والخطباء المحترمين، انتهاز فرصة هذه التجمّعات التي تتشكّل في محرّم وصفر وفي كلّ الأوقات، للخوض في قضايا الساحة السياسيّة والإجتماعيّة وتوعية الناس بواجباتهم ومسؤوليّاتهم في مثل هذه المرحلة التي يصطفّ فيها كلّ الأعداء للنيل منّا... فلا بدّ من توعية الناس بأنّنا لا زلنا في وسط الطريق, وعلينا المضيّ قدماً حتّى النهاية إن شاء الله تعالى. فإذا ما واصلنا المسيرة على هذا النحو وبمشاركة أبناء الشعب، فإنّنا سنحقّق النصر الكامل والشامل, ولكن علينا ألّا نهن ولا نضعف"5.

الإمام القائد: "بالإمكان تصدير هذه الثورة إلى الدنيا بأكملها ببركة الإمام الحسين, والسيّدة الزهراء, والأئمّة عليهم السلام وببركة هذا المدح وهذا الحديث حول الحقائق التي تبيّن حياة هؤلاء العظماء، ونحن يمكننا القيام بهذا العمل فأنتم (مدّاحي أهل البيت عليهم السلام) تمتلكون أفضل المواقع والأدوات"6.


93



94


هوامش

1- من كلام له في لقاء المدّاحين بمناسبة ولادة السيّدة الزهراء عليها السلام 17/5/83 هـ. ش.
2- صحيفة نور، ج 17، بتاريخ 25/7/61 هـ. ش.
3- الشهيد هو آية الله أشرفي أصفهاني (رحمة الله عليه).
4- صحيفة نور، ج 17، بتاريخ 25/7/61 هـ. ش.
5- المصدر نفسه.
6- لقاء الإمام القائد مع المدّاحين 11/12/64 هـ. ش.