كتابة الأهداف التعلّميّة

بعد تحليل محتويات المادّة المعرفيّة وبالرجوع إلى الأهداف العامّة للمؤسّسة التربويّة والمادّة المعرفيّة يقوم الفريق بتحليل كفايات المادّة المعرفيّة ومجالات هذه الكفايات، من أجل التدقيق فيها وفهمها أكثر واستكشاف علاقاتها بالأهداف العامّة. ومن ثَمَّ وبالرجوع إلى مجالات الكفايات وإلى أبعاد شخصيّة المتعلّم (الجوانب العقليّة والعاطفيّة والحركيّة) وإلى تصنيفاتها، يقوم بصياغة الأهداف التعلّميّة مراعياً شرط شمولها لجميع الكفايات ومجالاتها (كالتواصل الخطيّ والشفهيّ في اللغات، ومعرفة العدد والأنشطة العدديّة والقياس والأنشطة الهندسية، وحلّ المسائل في الرياضيّات، وقراءة المستندات، وتحديد المواقع والاتجاهات وكتابة نصّ جغرافيّ في الجغرافيا، واستعمال مفاهيم ومصطلحات، وتحليل مستندات وكتابة نصّ، واتخاذ موقف إيجابيّ في التربية المدنيّة والتنشئة الوطنية...).

إنّ عمليّة تحليل محتويات المادّة المعرفيّة تساعد على كتابة الأهداف الخاصّة أو عناصر الكفايات بشكل دقيق ومتسلسل: فالوقائع تحتاج إلى فهم من قبل المتعلّم وإعطائها معنى ثمّ تخزينها في الذاكرة، والمفاهيم إلى استخلاص التعريفات وإجراء التمارين التدريبية والتطبيق، والمبادئ والقوانين إلى الاكتشاف بالنشاط، والآليات إلى الملاحظة والتمرين، والحركات إلى التقليد والممارسة، والمواقف إلى الوعي والإرادة والفهم والممارسة والعيش والتبنّي...

إنّنا نلفت نظر المعلّمين إلى صعوبة هذا العمل وليس استحالته، وخاصّة عندما تتضافر الجهود ويتعاون الجميع على إنجازه، وعندما نخفّض سقف التوقّعات فيه لنزيد منها مع توالي


11


السنين وتكرار العمل والاستفادة من الملاحظات المدوّنة خلال التجربة.

ينتج من هذه العمليّة إعادة نظر بالمحتويات المعتمدة لجهة تحويلها من معارف علميّة (خام) إلى معارف معلّمة (أو برسم التعليم). كما وتسمح بالحكم على مدى كفاية المحتويات (المتون) المعتمدة كإسناد أو موارد للاستثمار. وهنا تظهر بوضوح العلاقة الجدلية (التبادلية) بين الأهداف التعلّميّة والمحتويات المعرفيّة. فالأهداف نستخرجها بشكل عامّ من المعارف التعليميّة لنعود، بالرجوع إليها، إلى تكييف هذه المعارف مع الأهداف واستكمالها عند الضرورة.

نشير أيضاً إلى فائدة هذه العمليّة في إعادة النظر بتوزيع الوقت المستقطع في المادّة المعرفيّة لكلّ مجال من مجالات كفايات المادّة، وحتّى ذلك المخصّص للمادّة التعليميةّ ككلّ في البرامج التعليميّة.

بعد إنهاء كتابة الأهداف التعلّميّة تُدوَّن في رأس الجدول لأنّها أساس كلّ مكوّنات عمليّة التعليم والتعلّم ومرجعيّتها كلّها بما فيها المحتويات المعرفيّة.


12