المقدمة

الحمد لله الذين منّ علينا بنعمة الموالاة لنبيه وآل نبيه صلوات الله عليهم، فجعلهم الشموس الطالعة، والأقمار المنيرة، والأنجم الزاهرة، وأعلام الدين وقواعد العلم، صالحاً بعد صالح، وصادقاً بعد صادق، وسبيلاً بعد سبيل، فقال فيهم:

﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

وجعل أجر نبيه محمد صلواته عليه وعليهم مودتهم في كتابه.

فقال:
﴿قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى.

وقال:
﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ.

وقال:
﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَ مَنْ شَاء أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً.

والحمد لله الذي من علينا من بينهم بسفينة النجاة، ومصباح الهدى، الإمام الحسين ابن علي عليهما السلام الذي أُمرنا بإحياء ذكره وإقامة أمره، تعظيماً لحقه.

وبعد،

أثر انعقاد المؤتمر العاشورائي الأول للناشئة في العام 2003م والذي انبثق عنه قرار إعداد كتاب خاص بمجالس الناشئة، أخذ معهد سيد الشهداء عليه السلام على عاتقه مهمة إعداد الكتاب (فكان النموذج الأول لمجالس الأطفال والناشئة ) مع ما اعتراه من ثغرات وملاحظات عملاً استثناياً، قنن ونظم للمرة الأولى عملية تقديم المادة العاشورائية.

بعد التقييم المتراكم من المناطق والخطباء وذوي الاختصاص التربوي، تقرر إدخال تعديلات جذرية على عملية إعداد الكتيب المذكور وتصديره بحلة جديدة لجهة المضمون والشكل مراعين في عملية إعداد الكتيب الأمور التالية:

1- التركيز على مفهوم العلاقة العاطفية، الإنسانية، الأخلاقية بالإمام الحسين عليه السلام - التربية بالقدوة - في معالجة أحداث عاشوراء وطرحها على مسامع الناشئة حيث تم ربط كل قيمة تربوية مطلوب ترسيخها في شخصية النشء بشخصية الإمام الحسين عليه السلام.

2- عدم التعرض لأمور تشوش ذهن النشء (معقول ولا معقول) بسبب عجز الطفل عن تبرير الغيبيات.

3- عدم تحويل كربلاء إلى مجرد تراجيديا خالية من المفاهيم والقيم والأهداف (البكاء للبكاء) بحيث لا تبدو حياة الإمام الحسين عليه السلام حياة مأساوية مختصرة بصور البكاء والتفجيع عليه قبل ولادته وبعدها وحتى شهادته عليه السلام.

4- تجنب الإشارة إلى معرفة الإمام الحسين عليه السلام بخبر شهادته قبل خروجه إلى الشهادة وأن يتم إفهام الطفل بأن الهدف كان الإصلاح.

5- تقديم مادة لمجموعة من القراء الملمين ببعض الأسس التربوية التي تمكنهم من مخاطبة النشء بلغة بسيطة مفهومة وخالية من المثالب التربوية.

6- تبسيط لغة الكتيب، حيث قام المعهد بمساعدة أحد الشعراء (الحاج يحيى شرارة) بإعداد قصائد شعرية بسيطة اللغة والتعابير وغير مطوّلة، تتناسب أوزانها مع أطوار العزاء لتكون بديلاً عن القصائد القديمة المشهورة والتي تقف لغتها حائلاً أمام تلقي المستمع لمفاهيمها ومعانيها.

7- تحديد هدف وأغراض كل محاضرة من محاضرات الكتيب ووضع مخطط تفصيلي لكل مجلس يبيّن (مناسبة المجلس - عنوان الموضوع المتناسب معها - المشكلات التربوية والمسلكيّة المطلوب التركيز عليها ومعالجتها - النقاط الرئيسية للموضوع)، على أن يترك للقارئ الاختصار والتوسع تبعاً للظروف.

8- تم اختيار عناوين المحاضرات والمشاكل التربوية المراد تناولها فيها عبر الرجوع إلى العلوم التربوية التي تحدد المشاكل الأخلاقية والمسلكية الأبرز التي يواجهها النشء في المرحلة العمرية الممتدة من (7-14) سنة.

9- حاولنا إضافة قصة تربوية مفيدة على هامش كل مجلس يمكن للخطيب الاستعانة بها لترسيخ أو استنتاج المفاهيم المراد إيصالها للناشئة تسهيلاً لعملية التحضير وتأطيراً لها.

ختاماً، لا يمكنها القول بأن ما أُنجز كان تاماً على المستوى التربوي، بل نحتاج دائماً إلى التطوير وإعادة النظرن وهذا يلزمنا جميعاً بالمشاركة في عملية التقييم وتقديم المقترحات الهادفة والبنّاءة والتي يمكن أن تساهم في إعادة التخطيط للمادة الثقافية العاشورائية المتعلقة بالناشئة.

لذا كلنا أمل بأن يتم نقل تقييم المعنيين (الناشئة - خطباء مجالس الناشئة - مدراس مجالس الناشئة) والمشرفين على هذه العملية التربوية الحساسة، بكل أمانة وصدق، لتضاف إلى مقترحات وتقديرات التربويين المختصين، فينتج عنها عمل ينشد الكمال ولا يصل إليه بكل حال.

والله من وراء القصد.