مخطط المجلس الأول

المناسبة:

       ذكرى عاشوراء ومعانيها

عنوان الموضوع المناسب:

       لماذا نبكي على الحسين عليه السلام؟

المشكلات المطلوب علاجها والتركيز عليها:

       من فروع الدين: الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله

النقاط الرئيسية للموضوع:

1. سبب البكاء على الإمام الحسين عليه السلام حب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله له ومواساتنا له صلى الله عليه وآله وسلم.

2. ما هو سبب حب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله للإمام الحسين عليه السلام؟

3. الإنسان الصالح محبوب من الله والناس.

4. الإمام الحسين عليه السلام جسد كل الصفات الخيرة التي يحبها الله.

5. إنسان بصفات وأخلاق الإمام الحسين عليه السلام يستحق حب الأمة وتعظيمها.


13


المجلس الأول

لماذا نبكي على الإمام الحسين عليه السلام؟

صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله، يا مظلوم كربلا ومسلوب العمامة والردا، لعن الله الظالمين لكم، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً..

القصيدة:

مني العزا لعلي للزهـراء                      في ذكرى مقتل سيد الشهداءِ ِ
إن العزاء فريضة يأتي بهـــا                  من كان في الدنيا من الشرفاءِ
نبكي الحسين وليس ضعفاً إنما                 نبكي له حباً وصفـو ولاءِ
فهو الذي خط الإباء وسنـه                     بعزيمة وشهادة ودمـاء ِ
وفدى لنا شرع الإله بنفســه                    وبأهله وبصحبه النجبـاءِ
حتى أعاد الدين دين "محمـد"                 لم يستجب لمشيئة الطلقـاء ِ
ومضى إلى المجد المبين مخلدا               في زمرة الأحرار والسعـداء ِ
يا ليتني في كربلا كنت الـذي                 أفدي الحسين بمهجتي ودمائي
لأكون من جند الحسين وحزبـه               الفائزين بجنة ورخــاء


14


الموضوع

أيها الأعزاء

لماذا يجتمع الشيعة يا ترى في كل عام ومع الأول من شهر محرم ليقيموا مراسم العزاء والبكاء واللطم ولبس السواد؟ كل ذلك لأجل إحياء ذكرى إمام من أئمتنا هو الإمام الحسين بن علي عليهما السلام وما يدفعنا الى ذلك انما هو الحب الذين نكنه اتجاه هذا الإمام العظيم، الحب الذي أمرنا به الله والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله.

الإمام الحسين عليه السلام الذي نجتمع لأجل أن نحي ذكراه في موسم عاشوراء هو حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال عنه وعن أخيه الإمام الحسن عليه السلام بأنهما:

"سيدا شباب أهل الجنة".

وقال عنهما بأنهما ريحانتاه من الدنيا وقال عنه:

"حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً".

والذي أخذ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله يوماً بيده ويد أخيه الإمام الحسن عليه السلام وقال:

"من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة".

ولكن هل تعرفون لماذا أحب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الإمام الحسين عليه السلام وأمرنا بحبه؟

هل لأن الإمام الحسين عليه السلام هو ابن بنته؟

كلا، وإنما لأن الله تعالى يحب الإمام الحسين عليه السلام وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحبه.

ولكن يا ترى لماذا كان الإمام الحسين عليه السلام محبوباً من الله تعالى؟ ولماذا يكون أي انسان محبوباً من الله عز وجل؟

والجواب على هذه التساؤلات هو أن الإنسان الصالح والمحسن يكون محبوباً من الله ومحبوباً من الناس.

وهكذا كان الإمام الحسين عليه السلام منذ نعومة أظافره، فهو إمام معصوم لم يرتكب ذنباً ولا خطأً في حياته كلها على الإطلاق، كان عليه السلام كثير العبادة والصلاة ومنكباً على تلاوة القرآن بشكل دائم وفي الوقت نفسه كان محسناً في أهل بيته كريم الأخلاق والصفات محمود الأفعال..

أما مع الناس فكان تعامله كريماً ومحباً للمساكين والضعفاء من الناس يحنو عليهم وجلس بجانبهم ويهتم بمساعدتهم وقضاء حوائجهم.

وأما مع الطغاة والظالمين فكان شديداً قاسياً وثائراً معترضاً حتى ضحى بنفسه وبأهل بيته وخيار أصحابه ليسود العدل والصلاح في الدنيا بعيداً عن الظلم والمنكرات والمفاسد.

نعم لقد أمرنا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بحب الإمام الحسين عليه السلام لأن الإمام الحسين كان مثالاً حياً للإسلام هذا الدين الذي يحمل السعادة والخير والهداية للإنسان.

إن إنساناً بصفات وأخلاق الإمام الحسين عليه السلام يستحق من الإنسانية جمعاء الحب والتعظيم والإجلال.

المجلس

وإنسان بصفات الإمام الحسين عليه السلام اعتاد الفقراء والمساكين على القدوم إلى باب داره لطلب الإحسان والمساعدة وكان من شدة أخلاقه عليه السلام يخجل من النظر إلى وجه الفقير وهو يطلب المساعدة كي لا يرى ذل السؤال في عينيه ولذا كان يقدم مساعداته وهو واقفٌ خلف باب الدار.

وبعد حادثة كربلاء وشهادة الإمام الحسين عليه السلام جاء رجل إلى المدينة ولم يكن على علم بما جرى وعلى عادته جاء إلى دار الإمام الحسين عليه السلام يريد أن يطلب منه المساعدة. وقف على الباب، طرق بيده حلقة الباب، خرجت امرأةٌ من الباب، ماذاتريد يا شيخ؟، سلم عليها وردت عليه السلام، سألها عن الإمام الحسين عليه السلام.

قالت: هو غائب.

سألها عن أبي الفضل العباس؟

قالت: هو غائب.

سألها عن علي الأكبر؟

قالت: هو غائب.

قال لها متى يعودون؟

عندها انفجرت بالبكاء، فهي لم ترد أن تقول له بأنهم لن يعودوا أبدا لأنهم مقتولين مذبوحين عند شط الفرات.

قصة وعبرة

ملابس العيد

روي أن الحسن والحسين عليهما السلام دخلا يوم عيد إلى حجرة جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا يا جداه اليوم يوم العيد وقد تزين أولاد العرب بألوان اللباس، ولبسوا جديد الثياب وليس لنا ثوب جديد وقد توجهنا لذلك إليك فتأمل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله حالهما وبكى ولم يكن عنده في البيت ثياب يليق بهم، ولا رأى أن يمنعهما فيكسر خاطرهما فدعا ربه وقال: إلهي اجبر قلبهما وقلب أمهما فنزل جبرئيل ومعه حلتان بيضاوان من حلل الجنة فسر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وقال لهما يا سيدي شباب أهل الجنة خذا أثوابا خاطها خياط القدرة على قدر طولكما فلما رأيا الخلع بيضاً قالا يا جداه كيف هذا وجميع صبيان العرب لابسون ألوان الثياب؟ فأطرق النبي ساعة متفكرا في أمرهما، فقال جبرئيل يا محمد طب نفسا وقر عينا إن صابغ صبغة الله عز وجل يقضي لهما هذا الأمر ويفرح قلوبهما بأي لون شاءا فأمر يا محمد بإحضار الطست والإبريق فأحضرا، فقال جبرئيل يا رسول الله أنا أصب الماء على هذه الخلع وأنت تفركهما بيدك فتصبغ لهما بأي لون شاءا فوضع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله حلة الحسن عليه السلام في الطست فأخذ جبرئيل يصب الماء ثم أقبل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله على الحسن عليه السلام وقال له يا قرة عيني بأي لون تريد حلتك فقال أريدها خضراء ففركها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بيده في ذلك الماء، فأخذت بقدرة الله لونا أخضر فائقا كالزبرجد الأخضر. فأخرجها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأعطاها الحسن عليه السلام فلبسها، ثم وضع حلة الحسين عليه السلام في الطست وأخذ جبرئيل يصب الماء فالتفت النبي الأعظم صلى الله عليه وآله نحو الحسين عليه السلام وكان له من العمر خمس سنين وقال له يا قرة عيني أي لون تريد حلتك فقال الحسين يا جد أريدها حمراء ففركها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بيده في ذلك الماء فصارت حمراء كالياقوت الأحمر فلبسها الحسين عليه السلام فسر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بذلك وتوجه الحسن والحسين عليهما السلام إلى أمهما فرحين مسرورين.

فبكى جبرئيل عليه السلام لما شاهد تلك الحال فقال النبي يا أخي جبرئيل في مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي وتحزن فبالله عليك إلا ما أخبرتني، فقال جبرئيل اعلم يا رسول الله أن اختيار ابنيك على اختلاف اللون فلا بد للحسن أن يسقوه السم ويخضر لون جسده من عظم السم ولا بد للحسين أن يقتلوه ويذبحوه ويخضب بدنه من دمه فبكى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وزاد حزنه لذلك.