مخطط المجلس العاشر

المناسبة:

    مصرع الإمام الحسين عليه السلام

عنوان الموضوع المناسب:

    سوء أخلاق أعداء الحسين عليه السلام وصفاتهم السيئة

المشكلات المطلوب علاجها والتركيز عليها:

    التخريب – إشعال الحرائق – الكلام البذيء والسرقة

النقاط الرئيسية للموضوع:


1. الإسلام يدعونا إلى حب الخير والعمل به وبغض الشر والإعراض عنه.

2. الإسلام لم يكتف بالدعوة بل قدم لنا نماذج عملية للإقتداء بها.

3. على رأس من جعله الإسلام قدوة لنا (شخص النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام).

4. مساوئ الأخلاق وقبائح الأفعال تجسدت في أعداء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام.

5. صفات الكذب وبذاءة اللسان والسرقة والنهب والغش والخلف بالوعد والعهد والاعتداء على الناس من خلال إشغال الحرائق والتخريب هي أخلاق أعداء الإمام الحسين عليه السلام (نماذج من كربلاء).

6. لكي نكون حسينيين علينا التحلي بالأخلاق الحسينية وليس بأخلاق أعداءه.


107


المجلس العاشر

مصرع الحسين عليه السلام


صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله، يا مظلوم كربلا ومسلوب العمامة والردا، لعن الله الظالمين لكم، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً..

القصيدة:

مدى الأيام لا أنسى حسينـــاً        وقد رضت مفاصله الخيــــولُ
على الرمضاءِ ملقىً دون رأسٍ     سليب الثوب موتور قتيــــــلُ
له تبكي ملائكة السمــــــاءِ          ويندبه عليٌّ والبتــــــــــولُ
غريباً ثاوياً في الطف ظلمـــاً       له الرحمن يغضبُ والرســـولُ
يقول الله يا شر البرايــــــــا         قتلتم صفوتي فمن البديــــــلُ
يزيد الفسق أم ابن الدعــــيِّ        عبيد الله ذا خطبٌ جليـــــــلُ
بني الزهراء في قتل وأســـرِ       وأبناءُ البغايا تستطيــــــــــلُ
جزاك الله في الأخرى ثوابـــاً       جوار الله والأجرَ الجليـــــــلُ


109


الموضوع

أيها الأعزاء

دعانا الإسلام العزيز إلى الالتزام بالأخلاق والقيم السامية والترفع عن مساوئ الأفعال والأخلاق وحبب إلينا الأخلاق الحسنة وبغض إلينا الشرور. فوعد أهل الخير والصلاح بالجنة وووعد أهل المعاصي والشرور بالعذاب الأليم في الآخرة والشقاء الدائم في الدنيا. ولم يكتف الدين الحنيف بأن بين لنا محاسن الأخلاق ودعانا إلى الالتزام بها بل قام بتقديم نماذج عملية حية متحركة أماننا ت تستجمع في شخصياتها كل هذه القيم والأخلاق الحسنة والفاضلة ودعانا إلى الإقتداء والتمثل بها وعلى رأس هؤلاء كان شخص النبي الأعظم صلى الله عليه وآله فقال تعالى:

﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.

وقال أيضاً:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرا.

وكان أئمتنا عليهم السلام صورة مماثلة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله في أخلاقه وصفاته الكاملة والعظيمة ومنها أخلاقه الحميدة.

في المقابل نجد أن مساوئ الأخلاق والصفات القبيحة تجسدت في أعداء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته العظام عليهم السلام، فها هو أبو سفيان عدو النبي الأعظم صلى الله عليه وآله شارب الخمر والمعتدي على الناس بغير حق وها هو يزيد عدو الإمام الحسين عليه السلام:

"شارب الخمر، الفاسق، قاتل النفس المحترمة".

كما وصفه الإمام الحسين عليه السلام. وها هم المنضمون إلى الجيش اليزيدي يحملون نفس الأخلاق التي كان يحملها زعيمهم وقائدهم ولذا كان صفات الكذب وبذاءة اللسان والسرقة والنهب والغش والخلف بالوعد والعهد والاعتداء على الناس من خلال إشغال الحرائق والتخريب وغير ذلك من التصرفات المشينة من أبرز صفاتهم وأخلاقهم.

أما الغش ومخالفة العهود والمواثيق، فقد وعدوا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسين عليه السلام بالنصرة والبيعة له ودعوه إلى الكوفة ليتزعم ثورتهم ضد الحكم الأموي على أن يبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، حتى وصل عدد الرسائل التي بعثوا بها إليه الآلاف، فما أن جاء إليهم وقبل وصوله إلى الكوفة، خرجوا لقتاله في جيش عبيد الله بن زياد.

أما الكذب، فها هو يقف أمامهم يوم العاشر من المحرم ويناديهم بأعلى صوته مذكراً إياهم بما كتبوا له من الرسائل (يا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا فلان ويا فلان..ألم تبعثوا إلي أن أقدم إلينا فقد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجند) فأجابوا (ما ندري ما تقول) لقد أنكروا بكل بساطة كل المجريات والوقائع، عندها أخرج لهم الإمام عليه السلام رسائلهم التي كتبوها بأيديهم مبينا كذبهم.

أما بذاءة اللسان، فهم لم يتركوا شتيمة إلا رموا بها الحسين عليه السلام وأبيه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل البيت النبوي.

أما السرقة والنهب فهم لم يمهلوا الإمام الحسين عليه السلام حتى الشهادة فعدوا إلى خيامه وينهبونها ويسرقونها، حتى أنه عليه السلام اضطر لتبديل ملابسه قبيل المعركة خوفا من أن يطمعوا بها فيسرقونها، ولكنهم ذلك لم يردعهم بل عمدوا إلى إصبعه الشريف فقطعوه بغية سرقة خاتمه، وبعد المعركة أتوا إلى عائلة الامام الحسين عليه السلام يسرفون حليها، ومن بينهم طفلة له عليه السلام فصارت تخاطب سارقها وهو يبكي: لم تبكي؟ قال أبكي لأني أسرق بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت له: فلم تسرقني إذا؟ قال: إن لم أفعل ذلك فعله غيري.

أما إشعال الحرائق والتخريب، فقد عمدوا إلى خيام الامام الحسين عليه السلام فأشعلوا فيها الحرائق وأخربوها على رؤوس من فيها فأضطر النساء والأطفال إلى الخروج منها بحثا عن مآوى أو مكان يمكن لهم الاختباء فيه فلم يجدوا إلا رمال الصحراء وشمسها.

أيها الأعزاء

إن الكذب وبذاءة اللسان والسرقة والنهب والغش والخلف بالوعد والعهد والاعتداء على الناس من خلال إشغال الحرائق والتخريب من أبرز الصفات المشينة التي كان يحملها أعداء الامام الحسين عليه السلام ونحن لكي نكون حسينيين علينا أن نتخلق بالأخلاق الحسينية وليس بالأخلاق التي حملها أعداء الامام الحسين عليه السلام وعندها نصبح موالين وأنصاراً حقيقيين فنقول للإمام الحسين عليه السلام بلهجة صادقة: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.

المجلس

وفي صباح اليوم العاشر من المحرم، تقدم الجيش الأموي، وبدأ عمر بن سعد المعركة بأن رمى أول سهم نحو خيام الامام الحسين عليه السلام، وقال لجنوده (اشهدوا لي عند الأمير أنني أول من رمى الحسين عليه السلام وأصحابه..).. وتوالت السهام، فنادى الامام الحسين عليه السلام أصحابه وأنصاره وقال: (قوموا يا كرام.. هذه رسل القوم إليكم) فخرجوا من خيامهم كالليوث الضاربة بشجاعةٍ نادرة، لا يبالون بالموت، ولا يرهبون كل تلك الحشود الهائلة.

واحتدمت المعركة، وأظهر رجال الإسلام بطولات نادرة، وتضحيات رائعة، فكان لا يقتل الرجل منهم حتى يقتل العشرات، وبفعل قلة عددهم قتل أنصار الامام الحسين عليه السلام جميعاً خلال ساعات.

فبقي الامام الحسين عليه السلام وحيداً في الميدان يدافع عن الإسلام والشرف والكرامة والحرية، وقد أثبت الشجاعة والإقدام ما حير أعداءه وجعلهم يخشون أن يبيدهم، فتكاثروا عليه فرقاً، وأحاطوا به، فرقة بالسيوف، وأخرى بالرماح، وأخرى بالحجارة، حتى أثخن بالجراح، فضعف وسقط عن جواده.

وبعد استشهاد الامام عليه السلام، اندفع لجيش اليزيدي إلى الخيام النساء والأطفال، فنهبوها وأحرقوها، وساقوا الجميع سبايا في موكبٍ إلى الكوفة فالشام يتقدمهم رأس الإمام الحسين عليه السلام مرفوعاً على رأس رمح.

قصة وعبرة

آخر دعاء للإمام الحسين عليه السلام

عندما سقط الإمام الحسين عليه السلام عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن، استوى جالساً، وقد رفع الإمام طرفه إلى السماء يناجي ربه:

"اللهم متعالي المكان، عظيم الجبروت، شديد المحال، غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر علىما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابغُ النعمةِ، حَسَنُ البلاءِ، قريبٌ إذا دُعيتَ، محيطٌ بما خلقتَ، قابلُ التوبةِ لمن تاب إليكَ، قادر على ما أردت، تدرك ما طلبت، شكور إذا شكرت، ذكور إذا ذكرت، أدعوك محتاجاً وأرغب إليك فقيراً، وأفزع إليك خائفاً، وأبكي مكروباً، واستعين بك ضعيفاً وأتوكل عليك كافياً..

اللهم احكم بيننا وبين قومنا، فإنهم غرونا وخذلونا، وغدروا بنا وقتلونا، ونحن عترة نبيك، وولد حبيبك محمد الذي اصطفيته بالرسالة وائتمنته على الوحي، فاجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً يا أرحم الراحمين.. صبراً على قضائك يا رب، لا إله سواك، يا غياث المستغيثين، مالي رب سواك ولا معبود غيرك، صبراً على حكمك، يا غياث من لا غياث له، يا دائماً لا نفاذ له، يا محيي الموتى، يا قائماً على كل نفسٍ بما كسبت، احكم بيني وبينهم وانت خير الحاكمين".

دعاء يُقرأ في ختام كل مجلس

إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اللهم إنا نسألك وندعوك بحق محمد وآل محمد، صل على محمد وآل محمد.

اللهم ارزقنا في هذه الدنيا زيارة الحسين عليه السلام وفي الآخرة شفاعته.

اللهم عجل فرج وليك صاحب العصر ولازمان الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.

اللهم احفظ علمائنا ومراجعنا العاملين، لا سيما ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي.

اللهم انصر المجاهدين في سبيلك لا سيما مجاهدي المقاومة الإسلامية.

اللهم ارحم شهداءنا شهداء المقاومة الإسلامية، لا سيما سيدهم السيد عباس الموسوي وشيخهم الشيخ راغب حرب.

إلى أرواحهم وأرواح المؤمنين نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مسبوقة بالصلاة على محمدٍ وآل محمد.

توصيات عامة حول مجالس الناشئة

الإخوة القيمون على إدارة مجالس الناشئة،

السلام عليكم ورحمة الله،


يهمنا أن نضع بين أيديكم مجموعة من التوصيات التربوية المفيدة في عملية إدارة مجالس الناشئة على أمل الاستفادة منها والاضاءة من خلالها على بعض الأمور المهمة على المستوى التربوي وعدم الاقتصار على إقامة مجلس العزاء الخاص بالناشئة فقط. بل توسيع دائرة الأنشطة التي يمكن أن تقام لهم على هامشه والتي تعتبر ذات فاعلية تربوية وتثقيفية خاصة، من قبيل:

1- وضع مجلة حائط توضع عليها مشاركات الناشئة المتعلقة بعاشوراء (مواضيع – رسومات - شعر...).

2- كتابة لوائح شعارات وجمل حسينية وعاشورائية بقصد استيعابها وحفظها من قبل الأولاد، على أن تكتب بخط واضح وكبير وملون جذاب والتأكيد اليومي عليها طيلة المجلس وشرح معانيها لهم.

3- إقامة مسابقة شفهية يومية وتوزيع جوائز فورية على المشاركين على أن تكون الأسئلة ذات طابع عاشورائي (تاريخ، أسماء أعلام، أماكن،...).

4- إقامة مسابقة خطية تكون الإجابات عليها موجودة في المجالس والقصص وتوزيعها عليهم في المجلس الأول ليتسنى لهم متابعة المجالس وتسجيل الإجابات والمعلومات خلالها.

5- تكرار بعض كلمات وأحاديث الإمام الحسين عليه السلام على مسامع الناشئة دائماً لوقت محدود بين النشاطات أو بعد انتهاء المجلس (مع تسجيلاتها وكلماتها إذا أمكن) من قبيل: فاني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا شقاءً- إنا نريد أن نصلي لربنا الليلة ونستغفره، فهو يعلم أني أحب الصلاة له وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار-كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً- كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء كل شهرٍ محرم – لا يوم كيومك يا أبا عبد الله.

6- الحرص على قراءة زيارة وارث بعد كل مجلس.

7- إشراك الناشئة في عملية ترتيب الكراسي والنظافة وتوزيع الماء والحلوى.

8- إشراك الناشئة في عملية تقديم الضيافة في المجالس وحفزهم على إحضار الضيافة من البيوت.

9- إفساح المجال أمام الناشئة للتعبير خطياً أو شفهياً أو بالرسم عن مشاعرهم (مثلاً يمكن الإفساح أمام بعضهم يومياً لبضعة دقائق لإلقاء خطاب قصير (شعر – كلمة...).

10- وضع لوحة داخل المجلس أو لوح كتبت عليه عبارة (السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين) وفي كل يوم تضاف إليها أسماء الشهداء الواحد تلو الآخر.

11- قراءة دعاء ختام المجلس بشكل جماعي.

في الختام نسأل الله تعالى لكم قبول الأعمال والتوفيق والهداية لفعل كل ما فيه خير ناشئتنا وصلاح مجتمعاتنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

معهد سيد الشهداء عليه السلام