مخطط المجلس الثاني

المناسبة:

      خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة

عنوان الموضوع المناسب:

      لماذا ثار الإمام الحسين عليه السلام

المشكلات المطلوب علاجها والتركيز عليها:

      صراع الأنبياء عليهم السلام والأولياء مع الظالمين (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

النقاط الرئيسية للموضوع:


1. ما هو هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام؟

2. كيف كان يريد يزيد للمجتمع الإسلامي أن يكون؟

3. مخططات يزيد تتعارض مع وجود الإسلام.

4. عندما يكون الإسلام في خطر يتوجب على المسلم أن يضحي.

5. الإمام الحسين ضحى بنفسه وكل ما يملك لأجل بقاء الإسلام.

6. نبكي على الإمام الحسين عليه السلام وفاءً لتضحياته في سبيل الإسلام.


21


الليلة الثانية

لماذا ثار الإمام الحسين عليه السلام؟

صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله، يا مظلوم كربلا ومسلوب العمامة والردا، لعن الله الظالمين لكم، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً..

القصيدة:

وقف الحسين مسلماً ومودعـاً               قبر الرسول وسيد الأطهــــارِ
وعلى الخدود تحدرت دمعاتـه              يشكو الأسى من صولة الكفار ِ
ناجاه يا جداه يا خير الـــورى              كيف السبيل لطاعة الغفـــــارِ
وعلى البلاد تسلطت فجارهـا               والدين أضحى لعبة الأشــرارِ
ناداه من خلف الغيوب مواسيـاً             ولدي فديتك يا هدى الأبــرارِ
قد شاء ربك أن تكون مـجدداً              شرع الرسول وقدوة الأخيــارِ
صبراً على حكم الإله وأمـــره             لتكون دوماً قبلة الأحــــــرارِ


22


الموضوع

أيها الأعزاء

تصادف في هذه الأيام، أي من اليوم الأول من شهر محرم وإلى العاشر منه ذكرى عاشوراء، أي ذكرى شهادة حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وابن أمير المؤمنين علي عليه السلام وسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.

والسؤال الذي يجب علينا أن نسأله في هذه الذكرى هو لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟ وفي سبيل أي هدف ضحى بنفسه وبعائلته وأصحابه الذين لم يتجاوز عددهم المئة شخص مقابل ثلاثين ألف محارب من الجيش الأموي الذي كان بمواجهته؟

والجواب الصحيح على هذا السؤال هو أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت من أجل حفظ الإسلام من التشويه ومن أجل حفظ كل مظاهر الخير والصلاح في المجتمع والحياة والقضاء على كل مظاهر الشر والفساد والسوء في المجتمع والحياة.

فيزيد المجرم، شارب الخمر وقاتل الأبرياء ومرتكب أنواع المفاسد والمنكرات والاعتداءات على حياة الناس وحقوقهم، كان
يريد للمجتمع الإسلامي أن يتحول إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف وينتشر فيها الجوع والفقر والمفاسد والسرقات والاعتداء على أعراض الناس والرقص والغناء وغير ذلك من المظاهر الخطيرة التي تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ولذا وقف الإمام الحسين عليه السلام في وجه هذا المخطط اليزيدي ليواجهه وليحفظ بذلك كل معاني الخير الصلاح في المجتمع الإسلامي والإنساني.

ولذا وقف ليقول للناس "ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه، فيرغب المؤمن بلقاء الله، فاني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا (شقاءً)".

ولذلك خرج الإمام الحسين عليه السلام وثار في مواجهة الخط الأموي واليزيدي وجيشه الهائل بهذا العدد القليل من الأنصار، لأجل أن يحفظ الدين ولأجل أن تبقى الصلاة والصوم والصدقة والحج وأعمال الخير في الحياة، فقدم كل ما يملك لأجلنا ولأجل بقاء الخير في حياتنا ومجتمعنا وبيوتنا ونحن لأجل ذلك كله ووفاءً منا لتضحيات الإمام الحسين عليه السلام نجتمع في كل عام لنحي ذكراه ونبكي عليه ونؤكد له أننا سنكون دائماً إلى جانبه في مواجهة الظلم والفساد والشر في الحياة.

ومن أجل ذلك كله أيها الأعزاء خرج الإمام الحسين عليه السلام في هذه الأيام من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة ومنها إلى العراق لمواجهة المخططات الشريرة ليزيد حيث جرت معركته التاريخية معه.

المجلس

وقبل خروجه عليه السلام ذهب إلى قبر جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وودعه وذهب إلى قبر أمه الزهراء عليها السلام فودعها وذهب إلى قبر أخيه الإمام الحسن عليه السلام فودعه.

وقد كانت قافلة الإمام الحسين عليه السلام كبيرة ً عندما خرج من المدينة ولكن يا ترى كيف كانت هذه القافلة عندما عادت إليها، كانت قافلة من النساء تلبسن السواد وكان بينهم رجل واحد فقط هو الإمام السجاد عليه السلام الذي لم يستشهد في كربلاء لأنه كان مريضاً لا يقوى على القتال.

نعم لقد كانت قافلة من الحزن والبكاء ولبس السواد وعندما وصلت إلى أطراف المدينة صاحت عقيلة الهاشميين السيدة زينب عليها السلام مخاطبة جدها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله:

مدينة جدنا لا تقبلينــــا           بالآهات والأحزان جينا
خرجنا بالآهلين جمعــاً          رجعنا لا أهل ولا بنينَ

قصة وعبرة

أنصار الحق

أصدر (عبيد الله بن زياد) أوامره لقائد جيشه (عمر بن سعد) بالزحف على مخيم الإمام الحسين عليه السلام، وكان ذلك يوم التاسع من المحرم، فأرسل إليهم الإمام الحسين عليه السلام أن يمهلوه ذلك اليوم قائلاً:

"إنا نريد أن نصلي لربنا الليلة ونستغفره، فهو يعلم أني أحب الصلاة له وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار".

وفي تلك الليلة جمع الحسين عليه السلام أصحابه وخطب فيهم قائلاً:

"أما بعد..فاني لا أعلم أصحاباً ولا أهل بيت أبر وأوفى من أصحابي وأهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً، ألا وإن القوم لا يريدون أحداً غيري، وإني قد أذنت لكم بالانصراف.. هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً وتفرقوا في سواده وانجوا بأنفسكم..".

فقال له أهل بيته: "أنفعل ذلك لنبقى بعدك، لا أرانا الله ذلك أبداً".

ثم تكلم أصحابه وقالوا: "والله لا نفارقك يا أبا عبد الله، حتى نكسر في صدورهم رماحنا، ونضربهم بسيوفنا.. ولو لم يكن معنا سلاحٌ نقذفهم بالحجارة حتى نموت معك".

فارتاح الإمام الحسين عليه السلام لإخلاص أصحابه، وشكرهم وبشرهم بالشهادة والجنة، ثم انطلق مع أصحابه يناجون الله بالصلاة والدعاء والاستغفار.