مخطط المجلس السابع

المناسبة:

     مصرع القاسم بن الحسن عليه السلام

عنوان الموضوع المناسب:

     الولد الصالح فخر لأبويه

المشكلات المطلوب علاجها والتركيز عليها:

     صفات الولد الصالح: الإيمان- العلم- الأخلاق...

النقاط الرئيسية للموضوع:


1. متى يشعر الإنسان بالفخر والاعتزاز؟

2. متى يشعر والدينا بالفخر والاعتزاز؟

3. كيف نكون صالحين فيفخر بنا والدينا؟

4. القاسم بن الحسن عليه السلام كان مدعاة لفخر والديه لا سيما في يوم العاشر.


75


المجلس السابع

مصرع القاسم عليه السلام


صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله، يا مظلوم كربلا ومسلوب العمامة والردا، لعن الله الظالمين لكم، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً..

القصيدة:

وقف الفتى في ساحة الميــــدانِ        فرأى الخيول وصولة الطغيــــانِ
و رأى الحسين تكاثرت أعـــداؤه       بغضاً له في طاعة السلطـــــــانِ
فأتى إليه مواسياً مستعطفــــــــاً        أرجوكَ عمي رحمة بجنانــــــي
دعني أزود عن الرسول وشرعه       علّي أفوز بجنة الرضـــــــــوانِ
و مشى إليهم ثائراً ومـــــــردداً        إن تنكروني فالحسام لسانــــــي
أمضي على دين النبي موحـــــداً      ومجسداً بقتالكم إيمانـــــــــي
حتى يعود الحق مرتفع اللــــــوا       بحمى الرسول ورحمة الرحمــن


77


الموضوع

أيها الأعزاء

الشعور بالفخر والاعتزاز هو أجمل شعور يمكن أن يعيشه الإنسان في لحظة من لحظات عمره، فقد يقوم الإنسان بإنجاز علمي كأن يحوز على المرتبة الأولى في صفه فيشعر بالفخر أو قد يقوم بإنجاز رياضي كأن يحرز فرقه كأس دورة بواسطة هدف تمكن هو من تحقيقه فيدعوه ذلك إلى الفخر و الاعتزاز. ولكن ما الذي يدفع والدين إلى تحقيق هذا الشعور بالفخر والاعتزاز؟

انه الولد الصالح، الابن البار، هو فخر والديه ومصدر اعتزازهما.

والسؤال: كيف يمكن لنا أن نكون صالحين كي نكون مصدر اعتزاز وفخر بالنسبة لوالدينا؟

نكون صالحين عندما نكون من أهل الإيمان والتقوى والطاعة لله تعالى، عندما نلتزم بالصلاة والصوم والعبادات التي أمرنا الله بها، عندما نبتعد عن المعاصي وكل ما يغضب الله تعالى.

نكون صالحين عندما نكون مجتهدين وحريصين على العلم والدراسة والتفوق وتحصيل أعلى المستويات والمراتب الدراسية لكي نبني مستقبلنا ومستقبل أمتنا ومجتمعنا.

نكون صالحين عندما نتحلى بالأخلاق الفاضلة: كالصدق والاجتهاد والشجاعة والإخلاص والصبر وروح الخدمة ومساعدة الآخرين والجد والمثابرة والعطاء الدائم والمستمر والنشاط والحيوية وغير ذلك.

نكون صالحين عندما نتصدى لعمل الخير والمعروف ونترك الأعمال السيئة والمنكرات المختلفة ونكون مصدر خير ورحمة في الحياة وليس مصدر شر وإيذاء وإضرار بالبشر والطبيعة.

عند ذلك يمكن لوالدينا أن يشعروا بالفخر والاعتزاز لأنهم قدموا إنسانا صالحاً وخيراً للحياة فنكسبهما بذلك المدح والثناء على أسنة الناس في الدنيا والخير والأجر الأخروي الجزيل في الآخر حيث أن "الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة" كما أخبرنا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أي مصدراً لنشر العطر والأريج الفواح في الدنيا والآخرة.

والقاسم ابن الإمام الحسن عليه السلام كان نموذجاً للولد الصالح الذي يفخر به والديه، كان عمره في كربلاء لا يتجاوز ثلاثة عشر عاماً ومع ذلك فقد كان فتى شجاعاً مقداماً تتجسد فيه كل فضائل وصفات أبيه الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.

المجلس

في ليلة العاشر من المحرم، جاء القاسم بن الحسن عليه السلام الى عمه الحسين عليه السلام ليسأله عن دوره وم عاشوراء، فسأله الحسين عليه السلام: كيف ترى الموت؟ فأجابه انه أحلى عندي من الشهد، فأخبره عندها الامام الحسين عليه السلام أنه ممن سيقتل غداً.

وبقي القاسم منتظراً لتلك اللحظة التي يترجم فيها ايمانه وتربيته الحسنية وانتماءه الى الصفوة الطاهرة من أهل البيت النبوي فيفخر به أبوه وعمه.

ولما استشهد علي الأكبر وتبعه الهاشميون ولم يبق إلا الحسين عليه السلام والعباس وإخوته اقترب القاسم حتى وقف أمام عمه الحسين عليه السلام طالباً منه الاذن بالنزول الى المعركة، فقال له الحسين عليه السلام:

"وعزمت على الموت يا عم؟".

فقال القاسم:

"وكيف لا أعزم وأنا لا أرى لك ناصراً ولا معيناً".

ثم قال له الإمام الحسين عليه السلام:" أنت وديعة أخي الحسن".

واذا بالحسين ينادي أخته زينب، بأن تحضر صندوقاً فيه ذكريات عن الحسن عليه السلام.

فتح الصندوق، فأخرج رداءً للامام الحسن عليه السلام ألبسه لولده القاسم، وأخرج عمامة للامام الحسن عليه السلام ألبسها للقاسم، وأخرج سيفاً للامام الحسن عليه السلام قلده للقاسم ثم قال:

"بني امش أمامي حتى أملأ عيني منك".

فمشى القاسم وراحت دموع الامام الحسين عليه السلام تتحدر على خديه الشريفين.

ثم برز إلى المعركة وما زال يضربهم بسيفه والحسين عليه السلام يراقب حملاته.زو انقطع شسع نعله اليسرى فانحنى ابن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ليصلح نعله غير مبال بالجمع ولا خائف من الألوف فضربه لعين من الأعداء على رأسه فصاح القاسم:

"أدركني يا عماه".

فأسرع الحسين عليه السلام الى مصرع القاسم فقتل قاتله، فجلس الحسين عليه السلام عند رأس القاسم وقو يقول:

"يعز والله يا عم على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك شيئاً".

قصة وعبرة

هل لهذا أم؟

قال العلامة المجلس أعلى الله مقامه في بحار الأنوار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضر شاباً عند وفاته فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

"قل لا إله إلا الله".

قال: فاعتقل لسانه مراراً. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لإمرأة عند رأسه: هل لهذا أم؟ قالت: نعم أنا أمه. قال صلى الله عليه وآله وسلم: أفساخطة أنت عليه؟ قالت: نعم، ما كلمته منذ ست حجج قال صلى الله عليه وآله وسلم لها: إرضي عنه، قالت: رضي الله برضاك يا رسول الله. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

"قل لا إله إلا الله".

قال: فقالها فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما ترى؟ فقال: أرى رجلاً قبيح المنظر ووسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة فأخذ بنفسي. فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم قل:

(يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير إقبل من اليسير واعف عني الكثير إنك الغفور الرحيم).

فقالها الشاب، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: انظر ما ترى؟ قال: أرى رجلاً أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد ولينى وأرى الأسود قد تولى عني.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: أعد، فأعاد، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما ترى؟ قال: لست أرى الأسود وأرى الأبيض وقد وليني ثم مات على تلك الحال.