مقدمة المجلس

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضَلُ الصلاةِ والسلامِ على نبيِّ الرحمةِ والهدى محمَّدٍ المصطفَى وآلِهِ المعصومين، أعلامِ الدينِ وقواعدِ العلمِ، الّذينَ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيهِمْ:
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا1.

وجعلَ أجرَ نبيِّهِ محمَّدٍ صلواتُهُ عليهِ وعليهمْ مودَّتَهُمْ في كتابِهِ، فقال تعالى:
﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى2.

وقال تعالى محذّراً من انقلابِ أمّتِهِ عليهِ وعليهم:
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ3.


9


والحمدُ للهِ الّذي مَنَّ علينا من بينِهِم بسفينةِ النجاةِ، ومصباحِ الهدَى الإمامِ الحسينِ بْنِ عليٍّ عليه السلام الذي أجمعَ المسلمون على أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قالَ فيه:
"حسينٌ منّي وأنا مِنْ حسين, أحبَّ الله مَنْ أحبَّ حسيناً، حسينٌ سِبْطٌ مِنَ الأسباط"4.

أعظمَ اللهُ أجورَنا بمُصابِنا بالحسينِ عليه السلام, وجعَلَنا وإيَّاكُمْ من الطالبينَ بثارِهِ معَ الإمامِ المهديِّ من آلِ محمَّدٍ صلواتُ اللهِ عليهِ وعليهِمْ.

أحسنَ اللهُ لكُم العَزاءَ يا أهلَ العزاءِ...

سيّدي يا رسولَ اللهِ... عظَّمَ اللهُ أجرَكَ في ولدِكَ الحُسينِ...
سيّدي يا أميرَ المؤمنينَ... عظَّمَ اللهُ أجرَكَ في وَلدِكَ الحُسينِ...
سيّدتي يا فاطمةُ الزهراءُ... عظَّمَ اللهُ أجرَكِ في وَلدِكِ الحُسينِ...
سيّدي يا صاحبَ الزمانِ... عظَّمَ اللهُ أجرَكَ في جَدِّكَ الحُسينِ...


10


لَوْ سَاْلَ دَمْعِي جَمْراً مِلْءَ أَجْفَانِي
أَوْ أَنَّ قَلْبِي ذَا بِالوَجْدِ مُنْفَطِرٌ
أَوْ سَالَ دَمِّيْ مَسِيلَ الدَّمْعِ مِنْ جَزَعٍ
لَنْ تَنْطَفِي نَارٌ لِلسِّبْطِ مُوْقَدَةٌ
أَوْ أَنْ يَقُوْمَ بِسَيْفِ الحَقِّ مُنْتَصِرٌ
هُوَ الْقَتِيْلُ بِجَنْبِ المَاءِ مُنْفَرِدَاً
مَاءَ الفُرَاتِ عُدِمْتَ المُزْنَ يَا مَاءُ
لِمْ لَا سَقَيْتَ غَلِيْلاً بَاتَ مُلْتَهِبَاً
أَوَ مَا رَأَيْتَ عُيُونَ السِّبْطِ غَائِرَةً
أَوَ مَا رَأَيْتَ شِفَاهَ السِّبْطِ يَابِسَةً
يَا مَنْ بَكَتْهُ عُيُونُ الخَلْقِ قَاطِبَةً
أُنْظُرْ لِزَيْنَبَ وَقْعُ الخَطْبِ أَفْجَعَهَا
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ طَرْفَ الدَّهْرِ يَرمُقُنِي

وَالحُزْنُ أَطْفَأَ عينَيَّ فَأَعْمَانِي
وَاعتَلَّ جِسْمِيَ هَدَّ الخَطْبُ أَرْكَانِي
عَلَى الحُسَينِ وَيَومَ الطَّفِ أَضْنَانِي
حَتَّى أُوَسَّدَ فِي لَحْدِيْ بِأَكْفَانِي
عَلَى الطُّغَاةِ فَيَشْفِي السَّيْفُ أَضْغَانِي
أَفْدِيْهِ رُوْحِيَ عَطْشَانَاً وَجُثْمَانِي
وَلَا جَرَتْ مُوَجٌ مِن فَوْقَ كُثْبَانِي
بِفُؤَادِ مُنْفَطِرِ الأَحْشَاءِ ظَمْآنِ
تَرْنُوْ إِلَيْكَ بِأَشْوَاقٍ وَأَشْجَانِ
فَكَيْفَ ذُدْتَ حُسَيْنَاً مَاءَكَ الفَانِي
حَتَّى السَّمَاءُ بَكَتْ يا دَمْعَهَا القَانِي
يَا لَيْتَ قَبْلَكَ كَأْسُ المَوْتِ أَرْوَانِي
وَغَيْرَ عَيْنَيكَ بَعْدَ الطَّفِّ تَرْعَانِي


11


هوامش

1- سورة الأحزاب الآية 33.
2- سورة الشورى الآية 23.
3- سورة آل عمران الآية 144.
4- ابن قولويه: كامل الزيارات، ص 116.