المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ...
عزيزي المبلِّغ الموقر...
أحببنا أن تبدأ مقدمة هذا الكتاب بهذا الجزء من الآية الكريمة... ذلك أننا نعتبر أنّ أول الخطى في الحياة بعد العلم... هو العمل... فأن يعمل الإنسان بعد علمه هو المقدمة والمرحلة الأولى سواء أخلص أم لم يخلص...

والأمر الثاني الذي أكملت به الآية الشريفة هو
﴿فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ التي تعني فيما تعنيه أنّ العمل هو في محضر الله وتحت نظره ونظر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام فلا ينشغلَّن بال العاملين في خط الرسالة لأن عاقبة العمل والجد والاجتهاد أنه مرئي وملحوظ وبالنتيجة مقدَّر من قبل الله تعالى...

ولا شك أنَّ أفضل المهام التي يفترض أن تشملها الآية هو المهام الرسالية وعلى رأسها مهمة التبليغ...
وعلى ضوء الآية الآنفة الذكر فإنّ الأساس في المبلغ ورسالته أن يعمل في ميادين الحياة في ايصال الإسلام إلى الناس، لا أن يستغرق في التنظير...
وإن أي تنظير لا سيما في ما خص التبليغ والمبلغين يفترض أن يتحول في النهاية إلى عمل تبليغي، أو منشط للعمل التبليغي، أو مقوٍ لعزائم المبلغين... الخ.

عزيزي المبلّغ

لقد كان الهدف من سلسلة الكتب المجعولة تحت عنوان "روضة المبلغين" والذي بين يديك هو الإصدار الثالث منها، هو ما له أبعاد عملية، لذلك اشتملت هذه الإصدارات الثلاث على ما له علاقة بتنمية المهارات التبليغية، وتطويرها، وتصويب وتنظيم الأعمال التبليغية، إضافة إلى ما يشكل أسوة وقدوة في مجالات التبليغ والتربية... ولم يشذ هذا الإصدار الذي بين يديك عزيزي المبلغ عسى أن يتمتع من الله بالنظر واللحاظ ومنكم بالرضا والقبول...

على أن نطمح إلى ما هو أزيد من افادتكم، وهو أن نستفيد منكم، بأن لا تبخلوا علينا في المركز الإسلامي للتبليغ باقتراحاتكم وملاحظاتكم حول هذا الكتاب وغيره من الأنشطة...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين