كيفية إقامة جلسات السؤال والجواب - محمد حسن نبوي

الإنسان موجود يحمل الأسئلة
ينبغي للمبلِّغ الواعي والحريص أن يتطلع إلى ما يحمل من رؤى قبل إقامة جلسات السؤال والجواب، فهل ينظر إلى هذه الجلسات بشكل أدائي؟ وهل يهتم بهذه الحركة لاعتقاده العميق بما يحمل الإنسان من أسئلة؟ تساهم رؤية المبلغ العميقة في هذا الشأن في إقامة هذا النوع من الجلسات بشكل متين انطلاقاً من القناعة القلبية، وعليه يكون دوره أكثر تأثيراً.

الإنسان موجود صاحب عقل وفكر ولأنه قادر على معرفة أسرار المجهولات، لذلك كان الجواب بمثابة شعور بالهوية الإنسانية ويشبع الإنسان الروح الباحثة عن الحقيقة فيه من خلال بذل الجهود لمعرفة العلوم الجديدة حيث يشعر في هذا الطريق بسرور منقطع النظير.

هناك بعض الأشخاص طوال التاريخ ممن تحملوا مشكلات كبيرة في سبيل إيجاد إجابات لاحتياجاتهم العميقة فضحوا باللذائذ المادية. إن كافة الاختراعات والاكتشافات والتطور العلمي للبشر رهن الحس الباحث، ثم إن كل تغيير حصل في الحياة البشرية بدءاً من سكن الكهوف إلى احتلال الفضاء والبحث في أعماق البحار والاطلاع على أسرار الذرات والتحليق على الأمواج وتحويل الكرة الأرضية إلى قرية عالمية و... كل ذلك نتيجة هذا الحس الباحث.


225


من جملة العلوم التي كانت جذابة للإنسان والتي أبدى رغبة في إدراكها، مجموعة من الموضوعات الأساسية في باب الخلق، كيف خلق؟ مَنْ هو الخالق؟ ما هي وظيفة المخلوق اتجاه الخالق؟ وإلى أين سيذهب المخلوق نهاية؟ وأخيراً، ماذا سيحل بالكون؟

يسعى الإنسان لمعرفة خالقه وأن يعرف الفرض من الخلق وأن يطلع على عالم ما بعد الموت، وكل هذه الأمور يتم تناولها في مجال علم الكلام والأبحاث العقائدية. ثم يُطرح سؤال على الإنسان بعد اعتقاده بالله والقيامة وهو: كيف يشكر الخالق صاحب النعم الكثيرة حيث يرتبط هذا البحث بمجال العبادة. وبعد ذلك يرغب أن يعرف الوظائف الاجتماعية والسياسية و... التي حددها الخالق له ليعمل بها. وتشكل هذه المسائل جزءاً من المعارف الدينية.

تقوم الأديان الإلهية وبالأخص الإسلام بتقديم إجابات عن هذه الأسئلة. وتركز الفلسفة الإسلامية على مبادئ هذه الأسئلة بشكل عقلاني كما يحاول العلماء الاستعانة بالمصادر الدينية والأدلة الفلسفية لتقديم إجابات تتمكن من إقناع الإنسان.

تطرح الأسئلة المتقدمة عند كل إنسان في أي مستوى كان، وهنا يجب على مبلغي الدين الاستعانة بالتعاليم الإسلامية لتقديم إجابات تتناسب مع المستوى الفكري للمخاطبين، وبالتالي مساعدة الآخرين في الوصول إلى إجابات مقنعة. ونشاهد في القرآن الكريم وروايات أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام اهتماماً واضحاً بالأسئلة والاجابات أو توجيه تلك الأسئلة في مجراها الصحيح.

القرآن والسؤال
يلاحظ أنّ القرآن الكريم اهتم بالروح الباحثة وحاملة الأسئلة عند الإنسان حيث أشار إلى هذا الأمر في العديد من الآيات الشريفة التي يجدر الإشارة إليها هنا.


226


1- أشار العديد من الآيات الشريفة إلى سؤال الناس وذلك من خلال عبارة "يسئلونك" أو "إذا سئلك" حيث نجد أن القرآن الكريم قدم إجابات عن تلك الأسئلة.

2- في بعض الأحيان يُطرح السؤال ولكن وبما أنه لا موضوعية له، فلم يقدم القرآن الكريم جواباً وقد يكون السؤال غير ذي أهمية، فيقدم القرآن الكريم جواباً اجمالية ثم يفصل في الجزء مورد الحاجة وهذا ما سنشير إليه في أجزاء المقال الأخرى.

3- في بعض الحالات كان القرآن هو من يوجد السؤال ليدفع المخاطب نحو الفعالية والنشاط بوساطة الحس الباحث الذي يمتلكه ويشاهد هذا الأسلوب في السيرة التبليغية للأنبياء عليهم الشلام وهنا نبين كلا الأمرين:
أ ـ يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
ـ ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ1.

ـ ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ2.

ـ ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ3.

ـ ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ4.

ب ـ أراد النبي يوسف عليه السلام توجيه وإرشاد أصحابه في السجن فطرح سؤالاً دفع المخاطبين إلى التفكير.

ـ ﴿أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ5.


227


إنّ هذه الأسئلة وغيرها الكثير من الأسئلة من هذا النوع هيَّأت الأرضية للإنسان نحو التفكير.

ـ المسألة الأخرى التي اهتم بها القرآن الكريم وهي أن السؤال من القائد الذي يملك دليلاً وبرهاناً على احقانية أعماله وقراراته هو سؤال في غير مكانه. هنا يمكن أن نتعلم من قصة الخضر وموسى عليهما السلام حيث نجد موسى اتبع الخضر الذي يمثل عنواناً للقيادة الموثوقة. يقول الخضر عليه السلام: "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أُحدث لك منه ذكراً"6.

التحق موسى عليه السلام بالخضر عليه السلام بأمر من الله تعالى، فإذا كان الخضر عليه السلام هو الشخص الذي يجب الوثوق به فلا ينبغي سؤاله عن كل عمل.

ونحن أدركنا بالدليل والبرهان حقانية القرآن وكونه كلام الله تعالى، عند ذلك لا يجب أن نسأل عن أسرار كل حكم ودليل، أو أن نعتبر حكماً ما باطلاً لأننا لم ندرك فلسفته.

إيجاد الفرصة للسؤال

بما أن التبليغ الديني يجري غالباً على شكل خطاب وبما أن تقديم المطالب يجري عادة على لسان المتكلم، لذلك نرى الناس لا يشاركون بشكل فعال في هذه الجلسات حيث لا تتوفر لهم الفرصة المناسبة لطرح أسئلتهم، لذلك من المناسب إيجاد زمان خاصّ لطرح أسئلة الناس.

أجواء طرح الأسئلة

يجب أن يخصص المبلغ وقتاً لطرح أسئلة الناس وأن يصغي إلى الأسئلة بصبر، ثم يعمد بعد ذلك إلى الارشاد والتوجيه. أما أوقات وأجواء طرح الأسئلة فهي طبق الآتي:


228


1- بعد صلاتي الصبح والعشاء التي يمكن أن تُخصص للأسئلة الخاصة والأحكام الزمانية.
2- يمكن تخصيص ساعة قبل غروب الشمس للأسئلة العقائدية والارشاد والمشاورة في الأمور العائلية والاجتماعية وحل الخلافات وإصلاح المشاجرات و...
3- من المناسب تخصيص ليلة في الأسبوع للأسئلة العامة.
4- يمكن تعيين وقت خاص لأسئلة الأخوات باعتبار مشكلاتهنَّ وأحكامهنَّ الخاصة، ويمكن الاستفادة في إدارة هذه الجلسة من زوجة المبلغ أو الزوجات المبلغات.
5- يمكن تخصيص وقت معين في الأسبوع للاجابة عن أسئلة المثقفين والطلاب والمعلمين.

أساليب إقامة الجلسات

إن إقامة الجلسات العامة لطرح الأسئلة والاجابات هي الأهم من بين الحالات التي تقدم ذكرها. والسبب في ذلك هو مدى تأثيرها وحساسيتها الخاصة ويجب إدارة هذه الجلسات بشكل دقيق لأن عدم ذلك قد يحمل معه الكثير من الاشكالات، فيما يلي نشير إلى بعض الأمور التي يجب الالتفات إليها في هذه الجلسات، مع العلم أن بعض هذه المسائل قد تكون مفيدة وعملية في الجلسات الخصوصية.

1- بما أن جلسات السؤال والجواب تجري بعض الأحيان في أجواء تترافق مع الاضطراب والضغط الذي يؤثر في المستمع وفي المتكلم، لذلك يجب مراقبة وضبط العوامل التي تزيد من الضغط العصبي، ومن هنا يجب الالتفات إلى أماكن اقامة هذه الجلسات على مستوى الحرارة والبرودة، أماكن جلوس المستمعين، النور الكافي، الصوت و...، لأن كافة هذه الأمور قد تؤثر في مستوى هدوء الجلسات.


229


2- أن تبدأ الجلسات بتلاوة آيات من القرآن المجيد مما يساهم في تهيئة الأجواء المعنوية وتساعد في قبول الكلام الحقّ.

3- الإعلان عن أنّ الأسئلة تجري بشكل مكتوب.

4- تحديد دائرة وإطار المواضيع المبحوث عنها، فهل هي من الأبحاث العقائدية، الأخلاقية، السياسية، الأحكام و...؟

5- إذا كانت الجلسة مخصصة للنساء وكان المبلغ هو الذي يديرها فلا بأس بحضور عدد من الرجال الكبار أو المتوسطين في العمر.

6- إعطاء فرصة للحاضرين بعد طرح الأسئلة وقبل الاجابات، لتقديم ما يمكنهم من الاجابات عن الأسئلة المطروحة، ثم يقوم المبلغ بعرض الجواب النهائي.

7- أن لا يطول زمان الجلسة حتى لا يصاب المستمعون بالتعب.

8- الالتفات إلى أصحاب الأسئلة وإحاطتهم بشيء من الاهتمام في نهاية الجلسة حتى لا يفقدوا الجرأة على طرح الأسئلة ومحاورة المبلغ.

9- أن يجلس المبلغ ولو لدقائق محدودة بعد نهاية الجلسة مع المشاركين بشكل حميم وحميمي حيث تحمل هذه الحركة فوائد عديدة من أبرزها:
أـ ليجد الأشخاص الفرصة المناسبة للحديث مع المبلغ الذي يؤدي إلى المزيد من الادراك.
ب ـ لتحديد مستوى نجاح الجلسة في الحوار الذي يجري بعد الجلسة بين الحاضرين والمبلغ وبالتالي الاطلاع على نقاط القوة والضعف فيها.
ج ـ حتى لا يشعر الحاضرون أن المبلغ ألقى ما عنده ثم انسحب بسرعة من المعركة.
دـ هناك الكثير من الفوائد التربوية في هذه الجلسات التي لا تقل أهمية عن الجلسة.


230


خصائص جواب المتكلم
ينبغي للمبلّغ الذي يرغب في الوصول إلى الأهداف التبليغية في جلسات السؤال والجواب الالتفات إلى مجموعة من الخصائص التي قد تترك آثاراً سلبية في حال عدم الالتفات إليها.

سنحاول فيما يلي الاطلالة على هذه الخصائص في جزءَيْن "الخصائص الظاهرية" و"الخصائص النفسية".

الخصائص الظاهرية

تكون الجلسات ناجحة إذا جرى فيها رعاية المسائل الآتية:
1- أن يكون لباس المبلغ كاملاً، أي أن يرتدي الزي العلمي بشكل كامل، لأن أي نقص في اللباس قد يؤدي إلى الضرر على مستوى شهامة الفرد في الحديث والتركيز الذهني للمخاطب.

2- أن يكون لباس المبلغ نظيفاً، لذلك يجب على المبلغ الامتناع عن اللباس الممزق وغير المنظم والذي تملأه البقع.

3- أن يعتني بشعره ولحيته.

4- إذا كان المبلغ يحمل كتاباً أو كراساً أو ما شابه ذلك فيجب أن يكون منظماً.

5- بما أن بعض الناس حساسون فيما له علاقة بسلوك العلماء وأقاربهم، لذلك ينبغي للمبلِّغ أن لا يصطحب معه ابنه الكثير الحركة، لأن أي حركة غير محسوبة منه قد تشوش أذهان الحاضرين.

6- يجب على المبلغ الابتعاد عن حمل الأمور التي تدل على الرفاه والحياة المرفهة.

7 - يجب على المبلغ الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكان جلوسه حيث كان يجلس حيث ينتهي به المجلس بحيث لا يعرفه من هو غريب عنه.


231


الخصائص الروحية والنفسية
هناك الكثير من الأمور التي يجب الاهتمام بها من الناحية الروحية والنفسية نشير إلى البعض منها:
1- سعة الصدر: الشخص الذي لا يمتلك القدرة على سماع الرأي المخالف لا يمكنه إقامة جلسات السؤال والجواب بشكل ناجح. يجب أن يستمع المبلغ وبهدوء إلى الأسئلة ثم يعمد إلى الإجابة عنها بوقار ومتانة.

2- بشاشة الوجه: من المناسب أن تظهر على المبلغ طوال البحث حالة من البشاشة الهادئة ولذلك يجب ان لا يظهر بوجه المضطرب العبوس.

3- يجب أن يكون المبلغ مستعداً لقبول الحق، فإذا سمع كلاماً حقاً يجب أن يقبله بكل تواضع فقد جاء في الرواية: "تواضع للحق تكن أعقل الناس"7.

4- أن يمتلك الجرأة الروحية ليعلن عدم معرفته بما لا يعرف وأن يبين للمستمعين أنه سيطالع وسيخبرهم في الجلسات اللاحقة.

5- ينبغي للمبلِّغ أن يتوجه للحظة إلى الله تعالى عندما يواجه بحثه معضلة ما وأن يعلن في داخله العجز، ومن ثم يتوجه إلى الله تعالى طالباً العون والمساعدة، لأنّ هذا التوجه قد يؤدي في الكثير من الحالات إلى نزول البركات.

6- إذا جرت الجلسة بشكل جيد ولم يدخلها شيطان الغرور فمن المناسب أن يتوجه المبلغ إلى الله تعالى قائلاً: إلهي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

الهداية المضمونية

بما أنّ جلسات السؤال والجواب تختلف من حيث الكم والكيف والعموم والخصوص... لذلك فإنّ لهذه الجلسات خصوصيات يجب مراعاتها من حيث ما ينبغي وما لا ينبغي، ولكن بما أن العديد من المسائل قد تكون مناسبة لجميع


232


الجلسات وفي كل الأحوال إلا أنها تختلف من حيث الشدة والضعف. فيما يلي نبحث حول الأمور المشتركة:
1- يجب على المبلغ أن يحدد دائرة البحث والأسئلة لأن عدم ذلك يدخله في وادٍ لا حدود له.

2- يجب على المبلغ المطالعة قدر المستطاع حول الموضوع وأن يدخل الجلسة بحضور ذهن.

3- أن يمتنع في الجلسة عن أسلوب "الكلام يجر الكلام" لأن كثرة الحواشي تؤدي إلى ملل المستمع.

4- يجب الامتناع عن الاجابة عن بعض الأسئلة. جاء في القرآن الكريم: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي 8 . المبلغ ليس عالماً بعلوم الأولين والآخرين وعلم الغيب ليتمكن من الاجابة عن كافة الأسئلة.

5- بعض الأسئلة تقنية بالكامل ويجب اللجوء إلى المتخصصين. جاء في القرآن الكريم: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ9.

إن سؤال أهل الخبرة هو أصل عقلائي، وإذا لم يكن المبلغ متخصصاً في بعض ما يُطرح من أسئلة يجب عليه أن لا يقدم جواباً بل عليه الاحالة على أهل الاختصاص.

6- قد يُطرح سؤال ليس من الضروري الاجابة عنه. يمكن للمبلغ في هذه الحالة أن يقدم جواباً اجمالياً ثم يأخذ البحث إلى المكان الضروري. جاء في القرآن الكريم: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ10.


233


هنا سأل الشخص عن الأمر الذي ينفقه، فأجاب القرآن بأنه كل ما هو خير، إنّ السائل لم يسأل عن الأشخاص الذين ينفق عليهم، إلا أن القرآن أخذ البحث إلى هذا الجانب.

7- بعض الأشخاص لا يسألون لأجل المعرفة بل لما يعتريهم من وسواس، حيث إنّ هذه الأسئلة قد تحمل أشياء غير مقبولة لهم. جاء في القرآن الكريم: ﴿لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ11.

من جملة مصاديق الأسئلة التي لا يجب طرحها، قضية بقرة بني إسرائيل حيث طلب منهم النبي موسى عليه السلام ذبح بقرة، فطرحوا أسئلة كثيرة، وكلما زادوا من أسئلتهم ازدادت مشكلتهم، وقد جاء في بعض الروايات أنهم لو باردوا في اللحظة الأولى لذبح بقرة أي بقرة لوجدوا الحل لمشكلتهم.

8- يجب على المبلغ أثناء الاجابة عن الأسئلة أن لا ينحاز إلى حزب أو مجموعة، بل يجب عليه هداية وارشاد الناس على أساس القرآن والروايات فيترك لهم تحديد المصداق.

9- يجب على المبلغ في هذه الجلسات أن لا يبحث عن مسوِّغات لأخطاء المسؤولين.

10- قد تطرح بعض الأسئلة المكتوبة التي تحمل معها شبهات غير موجودة في أذهان الناس، لذلك يجب الامتناع عن طرح هكذا أسئلة في الجلسات العامة ومن ثم الطلب من صاحب السؤال الحضور بشكل شخصي للاجابة عن سؤاله.

11- قد تُطرح أسئلة تتعلق بطبقة أو مجموعة خاصة من الناس حيث لا يجب طرح هذه الأسئلة على العموم. فلو سأل الشاب عن علائم البلوغ في الجلسة العامة فيمكن الطلب إليه الاستماع إلى الجواب في جلسة خاصة.

12- قد تحتاج بعض الشبهات إلى أكثر من خطاب، فيمكن للمبلغ أن يخبر الناس بأنه سيفرد عدداً من الخطابات للاجابة عن تلك الشبهات.


234


13 . يمكن تقديم جواب مباشر للأشخاص الذين يمتلكون معرفة بالمطلب، وأما من لا يمتلك هذه المعرفة فيجب تقديم الجواب له بنوع من الهدوء واللطف.

يسأل شخص الإمام عليّاً عليه السلام عن القدر، فيجيبه: "بحر عميق فلا تلجه"12.

ويسأل شخص آخر الإمام عليه السلام فيجيبه: "لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين"13 حيث إنّ هذا الشخص يمتلك قدرات علمية مقبولة.


235


هوامش

1- سورة العنكبوت، الآية: 2.
2- سورة الحديد، الآية: 16.
3- سورة الفجر، الآية: 6.
4- سورة الفيل، الآية: 1.
5- سورة يوسف، الآية: 39.
6- سورة الكهف، الآية: 70.
7- الكافي، ج1، ص15، بحار الأنوار، ج1، ص125.
8- سورة الأعراف، الآية: 187.
9- سورة النحل، الآية: 43.
10- سورة البقرة، الآية: 215.
11- سورة المائدة، الآية: 101.
12- بحار الأنوار، ج5، ص56 و97 و110.
13- م.ن، ج5، ص11.