الليلة الثالثة

 طريق الحسين عليه السلام

الهدف:

تعريف الحضور بقضية الإمام الحسين عليه السلام ومواصفات طريقه والضريبة التي يجب على المؤمن تقديمها في هذا الطريق مقارنة بسلوك طريق اعدائه.

تصدير الموضوع:

لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين، لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحمته، وهي مجموعة في حظيرة القدس، تقربهم عينه، وينجز بهم وعده، من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى"
1

محاور الموضوع:

1- سبب تفرق الناس عن الإمام الحسين عليه السلام

٭ معرفتنا بسبب تفرق الناس عن الإمام عليد وأبنائه يجنبنا الوقوع في هذا الموقف.


26


٭ تفرق الناس عن علي وأولاده عليهم السلام لأن طريقهم طريق الجنة المحفوف بالمكاره.

٭ التف الناس حول معاوية وأشباهه لأن طريقهم طريق النار المحفوف بالشهوات.

ــ فَإِنِّي أُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا فَإِنَّهَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ وَتَحَبَّبَتْ بِالْعَاجِلَةِ وَرَاقَتْ بِالْقَلِيلِ وَتَحَلَّتْ بِالْآمَالِ وَتَزَيَّنَتْ بِالْغُرُورِ لَا تَدُومُ حَبْرَتُهَا وَلَا تُؤْمَنُ فَجْعَتُهَا غَرَّارَةٌ ضَرَّارَةٌ حَائِلَةٌ زَائِلَةٌ نَافِدَةٌ بَائِدَةٌ أَكَّالَةٌ غَوَّالَةٌ2

ــ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِا كَانَ يَقُولُ إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ وَإِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ شَيْءٌ إِلَّا يَأْتِي فِي كُرْهٍ وَمَا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ شَيْءٌ إِلَّا يَأْتِي فِي شَهْوَةٍ فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَزَعَ عَنْ شَهْوَتِهِ وَقَمَعَ هَوَى نَفْسِهِ
3

2- مواصفات طريق الإمام الحسين عليه السلام

ــ طريق الحسين عليه السلام صعب مستصعب لا يحتمله الا من امتحن الله قلبه للايمان.

ــ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: "إِنَّ حَدِيثَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا صُدُورٌ مُنِيرَةٌ أَوْ قُلُوبٌ سَلِيمَةٌ أَوْ أَخْلَاقٌ حَسَنَةٌ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِنْ شِيعَتِنَا الْمِيثَاقَ كَمَا أَخَذَ عَلَى بَنِي آدَمَ أَلَسْتُ


27


بِرَبِّكُمْ فَمَنْ وَفَى لَنَا وَفَى اللَّهُ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَمَنْ أَبْغَضَنَا وَلَمْ يُؤَدِّ إِلَيْنَا حَقَّنَا فَفِي النَّارِ خَالِداً مُخَلَّدا"ً.4

٭ طريق الحسين عليه السلام شديد الوطأة وعر المسالك.

ــ من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى5

٭ طريق الحسين ثقيل المؤونة على النفس في الدنيا وخفيفها في الآخرة.

ــ
﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ6

ــ
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً7

٭ طريق الحسين عليه السلام هو طريق ابتغاء مرضاة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة العد
ل﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين8

٭ طريق الحسين عليه السلام هو طريق القيم والتقرب إلى الله وابتغاء ثوابه..

ــ "وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما


28


خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول اللهاوأبي علي بن أبي طالبد، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين"9

3- مواصفات طريق يزيد وأشباهه:

٭ طريق يزيد خفيف تبتهج له النفس وتبشّ.

٭ طريق يزيد هو طريق المتاع والشهوات والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث.

٭ طريق يزيد هو طريق الغرق في بحار الذنوب والمعاصي.

٭ طريق يزيد هو طريق الظلم والفساد والجرائم.

ــ وكان يزيد متهتكاً في معاصيه ومباذله وهواياته لا يأبه بأحكام الله وحدوده تعالى، ولا يقيم لها وزناً، وتلك هي سير أبيه من قبله، فكان يقول له: "يا بني ما أقدرك على أن تصل إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك وقدرك ويشمت بك عدوك ويسيء بك صديقك" وكان يزيد أول من أظهر شرب الخمر والانصراف إلى الغناء والصيد واتخاذ الغلمان واللعب بالقرود،، وكان يُلبس كلاب الصيد أساور وحُللاً من ذهب ويهب لكل كلب عبداً يخدمه وفيه قال زياد بن أبيه


29


لمعاوية عندما طلب إليه أخذ بيعة المسلمين في البصرة لولده: "فما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبّغ، ويدمن الشراب، ويمشي على الدفوف"10

4- موانع السير في طريق الحسين عليه السلام


٭ الإيمان المستعار الذي لم تنجبل به النفس ولم يتحول إلى سلوك عملي.


ــ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه السلام قَال: "إِنَّ الْقُلُوبَ أَرْبَعَةٌ قَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ وَقَلْبٌ أَزْهَرُ أَجْرَدُ فَقُلْتُ مَا الْأَزْهَرُ قَالَ فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ فَأَمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ وَأَمَّا الْأَزْهَرُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ إِنْ أَعْطَاهُ شَكَرَ وَإِنِ ابْتَلَاهُ صَبَرَ وَأَمَّا الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ الْمُشْرِكِ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَهُمْ قَوْمٌ كَانُوا بِالطَّائِفِ فَإِنْ أَدْرَكَ أَحَدَهُمْ أَجَلُهُ عَلَى نِفَاقِهِ هَلَكَ وَ إِنْ أَدْرَكَهُ عَلَى إِيمَانِهِ نَجَا"11.

٭ حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة


ــ قال الحسين عليه السلام لابن الحر عندما رفض نصرته: "فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك".


30


ولم اكن بالذي اتخذ المضلين عضداً، لأني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: "من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقهم إلا أكبّه الله على وجهه في النار"12

ــ يقول أحد المقرّبين من عمر بن سعد في كربلاء: "رأيت شيوخاً على التل يبكون ورحى المعركة دائر ويقولون اللهم أنزل نصرك.. يريدون أن ينزل النصر على الإمام الحسين عليه السلام دون أن يشاركوا هم بصنع هذا النصر.. يقول هذا المقرّب من عمر بن سعد: قلت لهم يا أعداء الله ألا تنزلون وتنصرونه؟! ومن الغريب أن هذا المتحمّس نفسه لم ينزل هو لنصرة الإمام الحسين عليه السلام". .

٭ ترك الجهاد والقعود والركون إلى الدعة والراحة

ــ من كلمات علي عليه السلام: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَشَمِلَهُ الْبَلَاءُ وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ وَأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ وَسِيمَ الْخَسْفَ وَمُنِعَ النَّصَفَ"13

5- نلتزم طريق الحسين عليه السلام في هذا العصر عبر:

٭ الوقوف في معسكر المجاهدين والمقاومين الرافضين للظلم..


31


٭ توطين الأنفس على تحمل المصاعب والمعاناة والبلاءات في سبيل الله.

٭ الدفاع عن أنصار الحسين عليه السلام في هذا العصر مجاهدي المقاومة الإسلامية بالموقف والكلمة.

٭ أن نواجه الأوضاع السياسية التي تضغط على الأمة الإسلامية بروح حسينية أبية ورافضة.


32


هوامش

1- رحلة الشهادة، ص 34
2- نهج البلاغة، خطبة 111
3- نهج البلاغة، خطبة 175
4- الكافي، ج 1، ص 471
5- رحلة الشهادة،34
6- الأعراف: 8
7- مريم: 105
8- الرعد: 82
9- رحلة الشهادة، ص 23
10- رحلة الشهادة، ص9
11- الكافي، ج2، ص 443
12- رحلة الشهادة، ص63
13- نهج البلاغة، خطبة الجهاد