أَنَّى وَيَومُ
الطفِّ أَضْرَمَ
في الحَشَا
يَوْمٌ أبُو
الفَضْلِ
اسْتَفَزَّت
بَأسَهُ
فِي خَيرِ أنصَارٍ
بَرَاهُمْ
رَبُّهُمْ
حتَّى إذَا
قَطَعُوْا عَلَيهِ
طَريْقَهُ
وَدَعَتْهُ
أسرَارُ القَضَا
لِشَهادَةٍ
حَسَمُوا يَديْهِ
وَهامَهُ
ضَرَبُوا بأَعْـ
وَمَشَىْ إليْهِ
السِّبْطُ
يَنعَاهُ كَسَرْتَ
عبَّاْسُ كَبْشَ
كَتيبَتِي
وَكِنَانَتِيْ
يَا سَاعِدِي في
كُلِّ مُعتَرَكٍ
بِهِ
لِمَنِ اللِّوا
أُعْطِيْ وَمَنْ
هُوَ جَامِعٌ
أَمُنَازِلَ
الأقْرَانِ
حَامِلَ رايَتِيْ
عَبَّاسُ تَسْمَعُ
زَينبَاً
تَدعُوُكَ مَن
أَوَلَسْتَ
تَسمَعُ مَا
تَقولُ سُكَينَةٌ
|
جُذُوَاتِ وَجْدٍ
مِنْ لَظَى
سِجِّيْنِ
فَتَيَاتُ فَاطِمَ
من بَنِي يَاسِينِ
لِلدِّيْنِ
أَوَّلَ عَالَمِ
التَّكوِينِ
بِسَدَادِ جَيْشٍ
بَارِزٍ وَكَميْنِ
رَسَمَتْ لهُ فِي
لَوحِها
المَكْنُونِ
ـمِدَةِ الحَديدِ
فَخَرَّ خَيْرَ
طَعِيْنِ
الآنَ ظَهْرِي
يَا أَخِيْ
وَمُعِينِي
وَسَرِيَّ
قَوْمِيْ بَل
أَعَزَّ
حُصُوْنِي
أَسْطُوْ وَسَيفُ
حِمَايَتِي
بِيَمِيْنِي
شَمْلِي وفِي
ضَنَكِ الزِّحَامِ
يَقيِنِي
وَرُوَاقَ
أَخْبِيَتِي
وبَابَ شُؤُونِي
لِي يا حِمايَ
إذا العِدَى
نَهرُونِي؟!
عَمَّاهُ يَومَ
الأسْرِ مَن
يَحمِينِي؟! |
شعبي:
يخويه امنين
اجتني هل رميّه
يخويه اسا عدوّي
شمت بيّه
|
يخوية اسا وگع
بيتي عليّه
وشوفنك يبو فاضل
امطبّر
|
أبوذية:
ألف وسفه على
العباس ينصاب
الماتم دوم اله
ولحسين ينصـاب |
او مخ راسه على
الكتفين ينصاب
لمن تظهر
الرايــة
الهاشــمية |
ولمّا رأى العبّاس كثرة
من قتل من عسكر أخيه
الحسين عليه السلام،
تقدّم وقال لأخوته: يا
بني أمّي تقدّموا
لأحتسبكم عند الله,
فتقدّم إخوته الثلاثة من
أمّه وهم: عبد الله,
وجعفر, وعثمان فقاتلوا
جميعاً واحداً تلو الآخر
حتى قُتِلُوا.
ولمّا اشتدّ النزال ولم
يبق من أصحاب الحسين عليه
السلام وأهل بيته من
الرجال إلّا أبو الفضل,
ونظر أبو الفضل إلى وحدة
أخيه الحسين عليه السلام
أقبل, وقال: سيّدي هل لي
من رخصة؟
نظر
الحسين عليه السلام إلى
العبّاس وبكى بكاءً شديداً,
ثمّ قال: "يا أخي, أنت
صاحب لوائي وإذا مضيت
تفرّق عسكري", فقال
العبّاس: لقد ضاق صدري
وسئمت الحياة, وأريد أن
أطلب بثاري من هؤلاء
الأعداء، فقال الحسين
عليه السلام: "إذا كان
من بدٍّ فاطلب لهؤلاء
الأطفال قليلاً من الماء",
فذهب العبّاس ووعظهم
وأبلغ في كلامه بهم فلم
ينفع مع هذه العصبة
الظالمة, فرجع إلى أخيه,
وإذا به يسمع الأطفال
ينادون العطش.. العطش..,
ما تحمّل أبيّ الضيم سماع
صراخ الأطفال إلّا أن ركب
فرسه وأخذ القربة وتوجّه
نحو الفرات.
لمّا وصل إلى النهر, وكان
قد أحاط به من كانوا
موكّلين بالمشرعة, رموه
بالنبال فكشفهم عن النهر
بعد أن قتل منهم جماعة،
فلمّا وصل إلى المشرعة,
دخل الماء بجواده وركز
لواءه, ثمّ انحنى عن ظهر
جواده, اغترف غرفة ليشرب,
فلمّا أحسّ ببرد الماء
وقد كظّه العطش, تذكّر
عطش الحسين عليه السلام
وأهل بيته, فرمى الماء من
يده, وقال: والله لا أشرب
وأخي الحسين وعياله
وأطفاله عطاشى...
لا كان ذلك أبداً, وجعل
يقول:
يا نَفسُ مِن بعدِ
الحُسينِ هُوْنِي
|
وبَعَدَهُ لَا
كُنتِ أَنْ
تَكُونِي |
هَذا حُسَيْنٌ
وارِدُ المَنُونِ
تالله مَا هَذا
فِعالَ دِينِي
|
وتَشرَبِينَ
بارِدَ المَعِينِ
وَلَا فِعَالَ
صَادِقِ اليَقيِنِ |
شعبيّ:
اشلون اشرب وخوي
حسين عطشان
وظن قلب العليل
التهب نيران |
وسكنه والحرم
واطفال رضعان
يريت الماي بعده
لا حله ومر |
ثمّ ملأ القربة, وحملها
على كتفه الأيمن, وتوجّه
نحو المخيّم, فقطعوا عليه
الطريق, وأحاطوا به من كلّ
جانب فحاربهم, فأخذوه
بالنّبال من كلّ جانب,
حتى صار درعه كالقنفذ من
كثرة السهام, فلم يعبأ
بهم, فكمن له زيد بن
وَرقاء من وراء نخلة
وعاونه حكيم بن الطُفَيلّ,
فلمّا مرّ به العبّاس
ضربه بالسيف على يمينه
فقطعها, فأخذ السيف
بشماله وحمل القربة على
كتفه اليُسْرى وهو يقول:
وَالله إنْ
قَطَعْتُمُ
يَمِينِي
وَعَنْ إمَامٍ
صَادِقِ اليَقيِنِ
|
إنِّي أُحَامِي
أبَداً عنْ
دِينِي
نَجْلِ النَّبيِّ
الطَّاهِرِ
الأمِينِ |
فقاتل حتى ضعف عن القتال,
وقد أعياه نزف الدم, فكمن
له حَكيمُ بن الطُفَيل من
وراء نخلة, فضربه على
شماله فقطعها من الزند
فجعل يقول:
يا نفسُ لا
تَخشَيْ مِنَ
الكُفَّارِ
قدْ قَطَعُوا
بِبَغيِهِم
يَسارِي
|
واستَبشِرِي
بِنِعَمَةِ
الجَبَّارِ
فَأَصلِهِم يا ربِّ
حَرَّ النَّارِ |
ولم يكن للعبّاس همٌ إلّا
أن يوصل القربة إلى معسكر
الحسين عليه السلام, ثمّ
جاءته السهام من كلّ جانب
فأصاب سهم عينه, وسهم
أصاب القربة فأريق ماؤها,
وسهم أصاب صدره, وبينما
العبّاس واقف حائر ماذا
يصنع, لا يدانِ فيقاتل
بهما, ولا ماء فيأتي به
إلى المخيم, جاءه لعين
فضربه بعمود من حديد على
رأسه, ففلق هامته, فانقلب
عن فرسه إلى الأرض منادياً
بضعيف صوته: أخي أبا عبد
الله أدركني.
فجاءه الإمام عليه السلام
ورآه بتلك الحالة مقطوع
اليدين, السهم نابت في
العين, المخ سائل على
الكتفين, القربة مخرّقة,
العلم ممزقّ, عندها صاح
الإمام عليه السلام: "الآن
انكسر ظهري, الآن قلّت
حيلتي, الآن شمت بي عدوّي".
فَأكَبَّ
مُنْحَنِيَاً
عَليهِ وَدَمعُهُ
|
صَبَغَ البَسيطَ
كَأنَّمَا هو
عَنْدَمُ |
قَدْ رَامَ
يَلثِمُهُ فَلَمْ
يَرَ مَوْضِعاً
نَادَى وقَدْ
مَلَأَ
البَوَادِيَ
صَيْحَةً
|
لمْ يُدمِهِ عَضُّ
السِّلاحِ
فَيَلثِمُ
صُمُّ الصُّخورِ
لِهَولِهَا
تَتَألَّمُ |
شعبيّ:
گلّه خوي بوفاضل
گلّي وين الكفوف
دمي على عيني جمد
يحسين ما شوف |
يگلّه خويه تگطعن
ما بين الصفوف
نشّف دمومي يا
بقيّة آل هاشم |
بينما الحسين عليه السلام
عنده وإذا بالعبّاس مدّ
رجليه, واستودع أخاه
الحسين وشهق شهقة, وفاضت
روحه, رحم الله من نادى (
واعبّاساه... أي واسيّداه...
أي وامظلوماه...). فقام
الإمام من عنده منحني
الظهر باكي العين, منادياً:
وا أخاه, واعبّاساه...
شعبيّ:
يخويه العلم گلّي
وين اودّيه
حِنا فوگه
اوشمّه وشبگ
ايديه |
ينور العين دربي
بيش اجدّيه
او صاح احسين
اخوي الله أكبر |
رجع الإمام إلى المخيّم
يكفكف دموعه بطرف كمّه..
(من الذي كان بالانتظار...؟)
ابنته سكينة واقفة تنتظر
أباها الحسين عليه السلام
على باب الخيمة، لمّا رأت
أباها بتلك الحالة, هرولت
إليه, قالت: أبه, ما لي
أراك جئت إليّ وحدك؟ أين
عمّي العبّاس؟ قال الحسين
عليه السلام: "بنيّة
سكينة, عظّم الله لك
الأجر بعمّك العبّاس,
فلقد خلّفته على شاطىء
الفرات مقطّع اليدين
مرضوض الجبين".
لمّا سمعت زينب ذلك خرجت
منادية: واأخاه..
واعباساه.. واضيعتنا بعدك
أبا الفضل..
شعبي:
عندك يبو فاضل
يخويه اشتكي حالي
واليحدي للناگه
زجر عباس يا
عيوني
خويه الفواطم
بالدرب منهو
ليحاميها
وانروح تاليها
بيسر عباس يا
عيوني |
حرمة بلا والي
والشمر يبرالي
ترضه يذلّوني
وللشام يسبوني
عگبك يا واليها
يويلي عليها
ترضى يذلّوني
وللشام يسبوني |
شعبيّ:
خويه ليش هالساعة
عفتني
إمصابك هدّ حيلي
وفتنّي |
رحت عنَّي يخويه
وضيعتني
وجرحك يبو فاضل
بالگلب يسعر |
أَأُخَيُّ مَنْ
يَحمِي بَنَاتَ
مُحَمّدٍ
هَذا حُسَامُكَ
مَن يُذِّلُ بِهِ
العِدَى؟
|
إنْ صِرْنَ
يَستَرْحِمْنَ
مَن لَا يَرحَمُ؟!
وَلِـوَاكَ هَذا
مَن بِـهِ
يَتَقَدَّمُ |
يا الله
|