الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1608 10 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 21 آذار 2024 م

أحسنُ الحسنِ

ثلاثُ حسراتٍكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في محفل الأنس بالقرآن الكريمنداء الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) بمناسبة حلول العام 1403هـ.ش. وعيد النوروزصوم الجسد وصوم النفسمراقباتمراقباتشهر الفُرصكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في يوم التشجير وأسبوع الموارد الطبيعيّة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة العشرون - العدد:980- 13 ربيع ثاني 1433هـ الموافق 06 آذار 2012م
طلب العلم "تحفيز الشباب على التعلّم"

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل


محاور الموضوع ألرئيسة:
1- الإسلام دين الحياة.
2- الإسلام والأميّة.
3- لماذا الإستحياء من طلب العلم.
4- رسالة إلى الأهل.
5- رسالة إلى الشباب.

الهدف:
بيان خطر الأميّة والجهل، وقيمة العلم والتعلّم، والحثّ على طلب العلم خصوصاً من قبل الشباب.

تصدير الموضوع:
عن الإمام علي عليه السلام: "كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه، ويفرح به إذا نُسب إليه، وكفى بالجهل ذماً (أن) يبرأ من هو فيه"1.

مقدمة: الإسلام دين الحياة:
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ...2.

في هذه الآية بدأ الله كلامه بالنداء للمؤمنين، وقد أعطى الخطاب القرآني للمؤمنين فرصة ليسمعوا النداء أولاً ثم ليلتفتوا وليصغوا لأنَّ ما سيأتي بعد ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو أمر غاية في الأهمية. وقد جاء الخطاب من حيث كونهم مُتّصفين بصفة الإيمان ليثير فيهم روح الإيمان وحركيته وفاعليته من داخل النفوس إلى خارجها، فهذه الصفة اشتقّها الله من اسمه وأسبغها على فئة من المسلمين الذين وصل الإسلام إلى قلوبهم، وكأن هذا الخطاب يأتي بندائه المُحبب ليُلامس شغاف القلوب فتفتح لكلامه تعالى طريقاً إلى القلوب لتتلّقى التوجيه الإلهي بالاستجابة، لتغدو الإستجابة مظهراً حيّاً للإيمان ومن مقتضياته وآثاره. والإستجابة مطلوبة لما يجعل النفوس حيّة كأفراد وكأمّة. ومما لا شك فيه أن كلَّ ما دعا إليه الإسلام وجاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هو دعوة للحياة فالإسلام دين الحياة والقرآن كتاب الإحياء ومواعظ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت حياة للقلوب لأنها كلها حِكَم، وإذا عدنا إلى أول ما نزل من القرآن نجده قوله تعالى: ﴿إقْرَ هذا القول الذي يصلح بعد كونه مفتتح نزول القرآن أن يكون شعار الأمة الإسلامية، ومنه يظهر أن مشروع الإسلام يقوم على العلم لصناعة الأمة الواعية، أي الأمة المتعلمة ثم العالمة فالمعلمة للبشرية.

وجاء وصف علاقة الإسلام والعلم والإيمان على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأروع بيان حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: "العلم حياة الإسلام وعماد الإيمان"3.

فالمادة التي تمد الإسلام بأسباب الحياة هو العلم، والأساس الذي يحمل بنيان الإيمان كذلك هو العلم. وقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام ما يدعم ذلك حين قال عليه السلام: "العلم حياة"4 وكذلك "بالعلم تكون الحياة"5.

وقد رصَّع الإمام علي عليه السلام جبين الحكمة بجوهرة حقَّ أن تجعل في تاجها حينما قال عليه السلام: "اكتسبوا العلم يكسبكم الحياة"6.

وفي المقابل سيغدو الجهل سلباً لطالبي الحياة وللأحياء أسبابها فعنه عليه السلام: "الجهل موت والتواني فوت"7.

الإسلام والأمية:
لقد دعا الإسلام إلى محو الأميّة مع أوائل كلمات الوحي وظل طوال فترة نزول الوحي بتدرج نزول كتابه وتشريع أحكامه يمارس عملياً عملية نقل الأمّة الغارقة في الجهل والأمية إلى مدارج العلم ودرجاته وقد واكب الإسلام المسلمين الأوائل في مسيرتهم بتوجيهاته وتعاليمه ليرفع من مداركهم فدعاهم للإستفادة مما يأتيهم به الإسلام من علم، وما تجود به الأيام من أحداث ومواقف ففي قصص الماضين تدبّر للتاريخ واستفادة للعبر، ففي سورة يوسف عليه السلام: ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ8.

وفيها كذلك:﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَاب9.

وبالغ في الحثِّ على التعلم ليس فقط ليخرج الإنسان من حالة الأميّة والجهل بل ليصبح من العلماء حيث قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ10.

وعلى الرغم من كون الإسلام منذ أول بزوغ لفجره واجه مشكلة العالم الذي وُلد فيه وهو الجهل والأميّة، إلا أننا لا زلنا نعاني في أمتنا من الأميّة، ولم يتحقق هذا الهدف وهو محو الأمية من الأمة. تصوروا أنه بعد 14 قرناً تعاني من الأمية مع أن أبواب التعلم مفتوحة أمام الجميع والدورات التي تقام لرفع الأمية تقام ومتيسرة ومجانية وتبث اعلانات إقامتها على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومع ذلك يتردد أبناؤنا وآباؤنا وأمهاتنا في الإنتساب إلى هذه الدورات.

لماذا الإستحياء من طلب العلم
ربما يكون المانع عند كثيرين من سعيهم لطلب العلم وتفويتهم فرصة مغادرة ظلمات الأمية إلى نور القراءة، التي هي وسيلة التعلم، هو الشعور بالذل وبشيء من الدونية لأنه عندما يسعى للإنتساب إلى هذه الدورات يشعر وكأنه يشهر أمام الناس ما يتعيب به وهو الجهل والأمية.

ولكن على من يشعر بالذل من التعلم أن يعرف أنه إن لم يتحمل هذا الشعور فترة من الزمن فسيبقى دهره يحمل في نفسه أسباب الخجل والمذلّة فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لم يصبر على ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبداً "11وربما يكون السبب هو الإستحياء وعن ذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام: "ولا يستحيَنّ أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه".

رسالة إلى الأهل:
إنّ مما يؤسف له أننا نرى أنّ الآباء والأمهات يُسهّلون لأولادهم الوقوع في الأمية والجهل، تارة تحت مبررات من واقع الشفقة والمحبة فيتسرب الأولاد وخصوصاً الأطفال من المدارس وأحياناً بلا مبالاة من الأهل، ولأن الأهل أحياناً لا يُشعرون وأولادهم، سواء كانوا أطفالاً أو مراهقين، بخطورة أفعالهم أو بعدم مساءلتهم عن أفعالهم. أو بعدم ترغيبهم بالعلم وتحصيله.

وأحياناً يتمّ اغفال هذا التسرب المدرسي وتسهيل ترك مقاعد الدراسة لأجل توجيه الأولاد إلى ميادين العمل وهم في سن مبكرة. ولكن على الأهل أن يعلموا أن من واجبهم أن يحرصوا على تعليم أبنائهم لأن العلم ليس سلاحاً فحسب وإنما هو الحياة والجهل هو الموت... والتواني... أي التأخر واللامبالاة في طلب العلم وحثّ الأولاد والأجيال على طلب العلم وتحصيله هو موت... موت لهؤلاء الأميين وموت للأمة لأنها حينها ستكون مستعبدة لغيرها من الأمم، ومستعمرة منهم ومستغلَّة منهم فالحريص على مستقبل أبنائه ومستقبل أمّته عليه أن يكون حريصاً على تعليم أبنائه وإيصائهم بطلب العلم.

رسالة إلى الشباب:
وإلى الجيل الشاب كلمة، إحرصوا على أن تكونوا جدييّن في حياتكم وارغبوا في طلب العلم وتحصيله. إن كنتم تريدون الحياة الكريمة.

فعن الإمام علي عليه السلام: "لطالب العلم عز الدنيا وفوز الآخرة"12 ولأن "الجهل خصم"13 كذلك "الجهل أصلّ كل شر"14.

ولأن الإنسان الذي لا يتعلم لن يكون في عداد الأحياء "الجهل مميت الأحياء ومخلد الشقاء"15.

وإذا لم يتعلم الإنسان، وإذا لم يتفقه الإنسان في دينه شاباً قبل هرمه كم من الأخطاء سيقع فيها وبعضها قد يكون مميتاً، وكم سيفسد من أمور فعن علي عليه السلام: "الجهل فساد كل أمر"16.

وكم من أمر ستزلّ فيه قدمه ولا يهتدي إلى الحق فيه فعنه عليه السلام: "الجهل يزل القدم"17.

وأخيراً فإن الجهل لا يفسد الدنيا فقط وإنما خطره يصل إلى الآخرة فيورث سوء العاقبة والمنقلب.

"الجهل يفسد المعاد"18.

وهل يترك عاقل فضل العلم وبركاته إلى الجهل وآفاته.

والحمد لله رب العالمين


1- ميزان الحكمة، الريشهري، ج3.
2- سورة الأنفال، الآية: 24.
3- ميزان الحكمة، الريشهري، ج1، ص463.
4- ميزان الحكمة، الريشهري، ج3.
5- نفسه.
6- ميزان الحكمة، الريشهري، ج3.
7- ميزان الحكمة، الريشهري، ج1، ص462.
8- سورة يوسف، الآية: 7.
9- سورة يوسف، الآية: 111.
10- سورة الزمر، الآية: 9.
11- ميزان الحكمة، الريشهري، ج3.
12- ميزان الحكمة، الريشهري، ج3.
13- علي، ميزان الحكمة، الريشهري، ج1، ص .
14- نفسه.
15- نفسه.
16- نفسه.
17- نفسه.
18- الإمام علي، ميزان الحكمة، الريشهري، ج1، ص462.

13-03-2012 | 05-49 د | 3455 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net