الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مستلزمات التبليغ‏
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم



تحت العنوان المتقدم أقامت إدارة التحقيقات في مؤسسة الإمام الخميني (قده) التعليمية والتحقيقية مؤتمراً شارك فيه عدد من المحققين من أبرزهم آية الله مصباح اليزدي، وحجة الإسلام والمسلمين محمدي عراقي رئيس منظمة الإعلام الإسلامي وآخرين.

وفيما يلي نقدم خلاصة من الأبحاث التي تناولها المؤتمر.

- التبليغ: النواقص وطرق الحلول‏:
جاء ضمن الكلمات التي قدمت للمؤتمر أن الإسلام دين يجب أن يحظى بالحاكمية في المجتمع. ويصبح الإسلام موجوداً فيه عندما نرى الرؤية الكونية للإسلام تتجلى في مجالات الحياة الاجتماعية.

نحن نعتقد بأن الذي يقوم بوظيفة اصلاح العلاقات البشرية، فكل ظاهرة موجودة بين البشر، إذا كان الإنسان هو أحد أقطابها، فلا بد سيكون الإسلام هو القطب الأساسي الذي تكون له الكلمة الأساس.

وتظهر حاكمية الدين إذا وجدنا أن القرارات الكبيرة والأساسية للبشر متأثرة من الرؤى الكونية الإسلامية. وهذا يعني أن يلجأ الشاب مثلاً إلى الإسلام في اختياره الفرع الدراسي، والزوجة، والعمل، وطريقة الحياة. وعالم الدين يجب أن يتمكن من الحديث عن العلاقات الفردية والاجتماعية بما يتناسب مع مقتضيات العصر.

لعل من أبرز مراحل التبليغ وأكثرها صعوبة أن يحاول عالم الدين الرجوع إلى المبادى‏ء الدينية والأصول الإسلامية ليحلل الظواهر اليومية ويحل مشاكل المخاطبين. وأما في مجتمعنا الذي يحكمه الدين يجب أن يعمل بالتدريج على مأسسة الظواهر الاجتماعية في الأفراد وبالأخص علماء الدين. ويعاني العالم الثالث من مشكلة كبيرة وهي أنهم يحاولون حل مشكلة ما فيوجدون مشكلة أخرى ثم إنهم لا يلاحقون جذور المشاكل لحلها من الأساس وكل ذلك بسبب عدم وجود "النظام".

إن سرعة التغييرات هي واحدة من المسائل الهامة التي تظهر بسرعة في المجالات الاقتصادية والتبدلات والمشاكل، ولكن هذه المشاكل تتكدس في المجال الثقافي ثم تتحول إلى مشكلة سياسية. ما يؤسف له أن الناس والمسؤولين بدأوا في العقدين الأخيرين يهتمون بالمسائل الاقتصادية القصيرة الأمد بينما نلاحظ وجود حركة نزولية على صعيد الاهتمام بالبرامج الطويلة الأمد.

من المسائل الأخرى التي يجب الإشارة إليها أيضاً هي: "شباب المجتمع" فقد ارتفع عدد التلاميذ في العام 1357هـ. ش من سبعة ملايين ونصف إلى ثمانية عشر مليوناً ونصف المليون عام 1378هـ.ش1. وبما أن الفارق بين سن البلوغ والزواج اثنى عشر عاماً لذلك نرى الكثير من الشباب يعانون أزمة الهوية.

من جهة أخرى ساهمت بعض المسائل أمثال اتساع دائرة الارتباطات وظهور مسألة حق الاختيار والانتخاب بين الأفكار المختلفة وزوال الحدود الرقابية وضعف مفاهيم العائلة، المدرسة، المنطقة المتدينة والبلد المتدين، كل ذلك أدى إلى زوال الحدود الخاضعة للرقابة. ثم إن حاكمية الفكر الإسلامي على البلد أدى إلى وجود خصومة بين القوى الاستكبارية الكبرى مما يجعلهم يفكرون بشكل مستمر في إيجاد الأزمات والمشكلات بين الشباب في هذا البلد.

- الإمكانيات لحل المشاكل‏:
يمكن العمل على حل المشاكل إذا وجدت القدرات والاستعدادات الآتية:

أولاً:
أن نعتمد على الإسلام الذي أوجد هذه الحكومة بعد انقضاء أكثر من خمسين عاماً على الحكم البهلوي، وقد احتضن الإسلام جميع أبناء الشعب بمن فيهم الشباب بعد كل المفاسد التي أوجدها النظام السابق.

ثانياً: أن إيران تمتلك موقعاً مميزاً بين دول المنطقة والعالم، لذلك تسعى أمريكا لإقامة علاقات مع إيران. طبعاً موطن القوة التي تتحلى بها إيران كونها تلتزم الدين الإسلامي الذي ما زال شامخاً منذ أربعة عشر قرناً وكانت الثورة من أبرز نتاجاته.

ثالثاً: يمتلك الإنسان فطرة صافية وطاهرة وإذا ما تم إيقاظ هذه الفطرة وجعلها تتلاءم مع الإسلام فستتحول إلى قدرة كبيرة لا يعدلها شي‏ء. يمتلك الشعب أطهر فطرة حتى أن بعض الأشخاص الملوثين بالشبهات ظاهراً يعودون إلى الإسلام بسرعة في المقاطع الحساسة.

رابعاً: إن ما يساعدنا وجود بعض المحطات الهامة التي ترفد الإنسان بالقوة والثبات كمحرم وشهر رمضان الذين يضفيان حالة من التوجه المعنوي لدى أبناء الشعب وبالتالي يمكنان الشخص من مواجهة أكبر القوى الاستكبارية على الإطلاق.

من المسائل الأخرى المطروحة في هذا الخصوص عدم وجود تعادل في النمو. وهذا يعني أننا تقدمنا كثيراً في بعض المجالات وما زلنا متأخرين في مجالات أخرى. مثال ذلك أننا تقدمنا كثيراً على مستوى الطب ولكننا ما زلنا متأخرين مائتين أو ثلاث مئة سنة على مستوى التبليغ الديني. طبعاً تعود أسباب التأخر إلى التعقيد في السلوك الإنساني وتبدل قداسة الخطاب ليحل مكانه نوع من قداسة الأداة. إن الذي يمتلك القداسة هو القرآن والحديث، أما أداة نقل القرآن والحديث فليست مقدسة بل يجب أن تتغير طبق ظروف الزمان والمكان.

لعل من أبرز الأدوات المناسبة لموضوع التبليغ هي الجلسات التي تنبع من الصميمية والمحبة بالأخص عندما تكون مع جيل الشباب. نحن أخطأنا عندما اعتبرنا أن حلَّ المشاكل الثقافية يبدأ من وجود معمم على التلفزيون يتلو خطاباً دينياً أو ثقافياً.

يجب أن نتعرف على الأزمات التي يعاني منها مجتمعنا وإذا رغبنا في أن يتجلى مفهوم حاكمية الإسلام في جميع المجالات، يجب علينا تربية علماء متخصصين في المجال التبليغي بما يتناسب مع ظروف الزمان والمكان، نحن نحتاج إلى نوع من التنظيم في نظام التعليم الديني لنعمد إلى تعريف الاختصاصات.

يجب أن نعمل على تعريف حضور العالم الديني في المجتمع. وإذا أردنا أن يكون الله تعالى حاكماً على علاقاتنا يجب أن يستعيد المسجد دوره الأول ويجب إعادة ترتيب الشروط التي يُحتاج إليها للحياة في المسجد.

في يوم من الأيام كان المسجد مركز ومصدر التحول والتغيير ثم انتقلت المهمة بالتدريج إلى المدارس، الثانويات والجامعات. عندما يضعف المسجد، فهذا يعني أن حضور عالم الدين في العلاقات الاجتماعية أصبح ضعيفاً وقد شاهدتم مقدار الأموال التي تصرف هنا وهناك ولكننا غفلنا عن تجهيز المساجد. عندما يخرج الشاب من بيته فمن الطبيعي أن يختار المكان الأكثر جاذبية وهكذا كان يضعف دور المسجد عاماً بعد آخر.

بناءً على ما تقدم يجب إعداد كافة الأدوات والوسائل التي تساهم في جذب جيل الشباب إلى المساجد، لتحافظ على نشاطها وحيويتها.

بعد انتصار الثورة تغيرت العديد من المفاهيم، فإذا كان يخافون بداية على دين أولادهم أصبح يخافون عليهم من الرسوب في امتحان الدخول إلى الجامعة وبعض المسائل الأخرى من هذا القبيل. وهكذا تبدل النظام التنفيذي والإداري وأصبح الشباب يفرون منه. في يوم من الأيام كان الطالب يدرس لله تعالى ولأجله ولأجل العمل والخدمة ولكنه اليوم أصبح يدرس لأجل الوصول إلى الرفاه والحياة الأفضل.

يجب أن نوثق العلاقة بين المسجد والمدرسة، ويجب أن تقع المدرسة تحت تأثير المسجد، طبعاً المقصود من المسجد ذاك الذي يتولى إدارته عالم مدرك وبعض المتخصصين الواعين.

- مسائل عملية حول التبليغ:
يتحدث حجة الإسلام والمسلمين محمدي عراقي تحت عنوان "مسائل عملية حول التبليغ" فيعتبر أن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي2، حيث اعتبر القرآن الكريم أن البصيرة والمعرفة هي الشرط الأول للتبليغ والبصيرة مسألة تخصصية. إذا لم تكن الفقاهة في التبليغ أهم وأصعب من الفقاهة في الفقه، فهي من دون شك ليست أسهل منه، لأنه يمكن الاستعانة بآراء الفقهاء المتقدمين في الفقه، لكن في مسألة التبليغ يجب على المبلغ أن يجمع الكثير من العلوم وعليه أن يدرك أيضاً ظروف المجتمع والمخاطب.

يجب مراعاة الأمور الآتية في التبليغ:
1 - يجب الاستفادة من المفاهيم القرآنية أثناء التبليغ وتشجيع الآخرين على فهم وتدبر القرآن وهذا أمر لا يقوم به إلا طلاب العلوم الدينية.
2 - توضيح الأحكام الشرعية.
3 - الإجابة على الأسئلة الشرعية والفكرية.
4 - إقامة جلسات فردية وجماعية والإجابة على الأسئلة والشبهات.
5 - التحدث من دون تكلف بل من منطلق الصداقة والمحبة والصميمية وقد أثبتت التجارب مقدار الأثر الذي يتركه هذا النوع من التواصل.
6 - الالتفات إلى الواقع وعدم التحرك في الفضاء المعنوي العالي.
7 - الالتفات إلى مسائل وأسئلة الأخوات كما الإخوة خاصة وأنهم في الغالب أكثر من الأخوة من حيث الكم.
8 - الالتفات إلى الواقع الاقتصادي والعمل والبطالة وارتفاع سن الزواج، والظاهر أن الحلول أصبحت أصعب لهذه المشاكل ويبقى أن علينا العمل على موضوع التقوى والبنية الإيمانية للشباب.

من جهة أخرى يحتاج العمل الثقافي إلى تخطيط دقيق وميزانيات كافية، وكان هذان الأمران كافيين للدخول في عالم التقدم في بعض المستويات والاختصاصات العلمية، وهذا ما نحتاج إليه في تقدم العمل التبليغي.

* تدوين: حسين علي عربي‏


1- هذه الاحصاءات خاصة بالجمهورية الاسلامية الايرانية.
2- سورة يوسف، الآية: 108.

12-04-2012 | 02-20 د | 2289 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net