الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
وظائف المساجد في الماضي والحاضر
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

 بسم الله الرحمن الرحيم


من جملة الأمور الأساسية التي تتمحور حول المساجد هي: ما هي المسؤوليات الدينية والثقافية والاجتماعية الملقاة على عاتق المساجد منذ القدم وحتى الوقت الحاضر، وكيف يجب اجراء هذه الرسالة في مجتمعنا المتدين والمعاصر؟

أما أئمة الجمعة والجماعات فهم أشخاص قد تخرجوا من الحوزة العلمية وأخذوا على عاتقهم مسؤولية امامة المسجد. فهل مسؤولية الحوزة اعداد هؤلاء الأشخاص فقط، أم أن لها مسؤولية أخرى تجعلها على اتصال دائم ومستمر مع العلماء لتقف على مدى موفقيتهم في أداء هذه الوظيفة؟ نحن نعتقد بأن مسؤولية الحوزة مرافقة المبلغ حتى النهاية.

تقسم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا إلى مجموعتين:
1- المسؤوليات ذات الاطار الواضح، كالصلاة التي لا يحق لنا اضافة ركعة إليها أو انقاص واحدة منها. فالصلاة من جملة وظائفنا مع ما يحيط بها من مقدمات ومقارنات وشروط وأجزاء، فلو أتينا بالصلاة مع كامل أجزاءها ستكون عندها مؤثرة.﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.

2- المسؤوليات التي تتطلب نتيجة منا والتي تحتاج إلى تدبير خاص بناءً على مقتضيات الزمان والمكان. مثال ذلك مسألة الجهاد التي ذكر القرآن الكريم والكتب الفقهية مجموعة من الضوابط الخاصة بها، كقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْل، هنا الآية الشريفة تلزمنا برعاية الشروط الزمانية والمكانية والخصوصيات المناسبة لمجتمعنا لنوفق في الجهاد.

وتعتبر المسائل الثقافية والتربوية وتلك المتعلقة بهداية الشباب من جملة هذه المقولات التي لم يتم رسم اطار خاص ودقيق ومحدد لها في زمان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. لقد تم طرح مسائل كلية في ما يتعلق بمسألة الهداية ولكن لم يعين لها قالب خاص.

كان للمسجد أجواؤه وأوضاعه الخاصة بالأمس، ولكن هل يجب أن يستمر وضع المسجد اليوم على الوتيرة الماضية، وهل يجب أن تستخدم المساجد لهداية الشباب بنفس الجو السابق أم أنه يمكن تغيير الأسلوب؟
هنا لا نبحث حول تغيير الأصول بل حول تغيير الأساليب بحيث يجب أن تتناسب مع الظروف الزمانية ويصبح العمل التبليغي مفيداً ومؤثراً في اطار الأصول والقيم الدينية.

وظائف المسجد في الماضي:
إن أول عمل قام به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بعد دخول المدينة هو بناء المسجد. وكأن النبي صلى الله عليه وآله أراد التذكير بأن قوام الدين لا يتحقق إلا بعد بناء موقع للدين. أما أهم وظائف المسجد في صدر الإسلام فعبارة عن:

1- محل العبادة:
المسجد هو أفضل الأماكن للعبادة: ﴿مَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا والمسجد هو محل العبادة الخالصة: ﴿أَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا.

2- أفضل مدرسة لتعليم الدين:
• كان الفقهاء في فترة زمنية معينة يبحثون حول جواز أو عدم جواز بناء المدارس، وهذا يعني: هل من الجائز بناء المدارس مع وجود المساجد وهي مراكز ومواقع مباركة وقيمة.
طبعاً يجب الإشارة إلى أن الدور المنوط بالمدارس اليوم كانت تقوم به المساجد في الماضي. لذلك كانت المدارس تبنى إلى جانب المساجد لتتحقق حالة من الارتباط والتعاون بينهما.

• كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يستعمل المسجد لتبين وتوضيح آيات القرآن والأحكام الدينية للناس. ويقال أن الرسول صلى الله عليه وآله كان يوضح بعض تلك المسائل بعد الصلوات الواجبة اليومية وبما يتناسب مع المخاطبين.

• يلفت الانتباه بعض الأساليب التبليغية التي اعتمدها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إذ كان يجلس بعد صلاة الصبح وجهاً لوجه مع المصلين ويبقى حتى طلوع الشمس يجيب على أسئلتهم، حتى أن بعض من كان يرى مناماً كان يطلب من الرسول صلى الله عليه وآله تفسيره.

• كانت مسابقات الشعر تقام في المساجد وكان الرسول صلى الله عليه وآله يحضر الجلسات ويشارك في تقديم الجوائز.

• وكان المسجد في زمان الأئمة الأطهار عليهم السلام مركزاً للحوار الديني. ونشاهد خير دليل على ذلك ما كان يحصل في أيام الإمام الرضا عليه السلام.

3- مركزاً عسكرياً:

كانت البرامج المتعلقة بالاستعداد للحرب في زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله تنطلق من المسجد.

4- مركزاً لجمع وتوزيع الزكاة:
ربط الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله النشاط الاقتصادي بالمسجد أيضاً. وهذا يعني أن الناس عندما كانوا ينظرون إلى المسجد كانوا لا يشاهدونه مركزاً للعبادة فقط بل مركزاً لحل المسائل الاقتصادية أيضاً: لذلك كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يقوم بجمع وتوزيع الزكاة عن طريق المسجد.

وظائفنا اليوم:
نحن نمتلك اليوم أكبر وأهم المراكز الدينية للتبليغ. ولكن السؤال هو: كيف يمكننا اليوم الاستفادة من المساجد بما يتناسب مع الظروف الزمانية؟ في الجواب يجب رعاية الأمور الآتية:

1- إيجاد الجاذب:
إن أول المسؤوليات التي يجب أن نطّلع بها على مستوى هداية جيل الشباب هو ايجاد الجاذبية. وعندما نطرح هذا البحث يخرج الكثيرون ليطرحوا مسائل عديدة تحت عنوان مسائل جاذبة للشباب ولكنها خاطئة حيث يجعلون مكانها خارج المسجد. لذلك نقول يجب التفكير ملياً عندما نرغب بايجاد الجاذبية على أساس دين الإسلام. يجب عدم الاشتباه فلا نجعل الجاذبية هي الهدف. لأن الهدف هو الدعوة إلى الحق التي تشكل الموضوعية لنا. بناءً على ما تقدم يجب أن يكون الطريق الذي نختاره للدعوة إلى الحق متناسباً مع الدعوة.

لا يمكن جذب الشباب إلى المسجد بأي طريق ووسيلة، بل يجب البحث عن طرق ايجاد الجاذبية الدينية في الكتاب والسنّة وتجارب علماء الدين حتى لا يتحول المسجد بعد مدة إلى مركز لا شبه بينه وبين المسجد الذي يريده الله منا.
ويمكن اللجوء إلى عدد من الوسائل لايجاد الجاذبية في المسجد من جملة ذلك اقامة جلسات الحوار الديني، جلسات السؤال والجواب، المسابقات بالأخص تلك التي تتمحور حول نهج البلاغة والقرآن وسيرة أهل البيت عليهم السلام. وكذلك يمكن دعوة الطلاب والتلامذة إلى المسجد واقامة مراسم خاصة بهم.

2- حل مشاكل الناس:
المسجد هو واحد من الأماكن التي يمكن استخدامها لحل مشاكل الناس، حيث يجب على إمام المسجد ومعاونوه القيام بهذه المهمة. هنا ينبغي أن يشعر الناس بأن المسجد ليس مكاناً للصلاة فقط، بل هو مكان تطرح فيه مسائل ومشاكل الناس للوصول إلى حلول مناسبة.

3- المشاورة:
ينبغي أن يتخذ إمام المسجد مكاناً خاصاً في المسجد أو إلى جانبه يحضر إليه في أوقات محددة حيث يتوافد الناس إليه للاستشارة والمشاورة في أمور حياتهم وقضاياهم الدينية. والزواج من جملة الأمور التي يمكن الاستشارة والبحث حولها مع إمام المسجد، حتى أن الاستخارة التي يقوم بها إمام المسجد واحدة من أساليب الارتباط مع الناس.

4- رفع الاختلافات:

العدالة من جملة شروك إمام الجماعة. والشخص العادل يمكنه العمل بشكل جدي لرفع الاختلافات بين الناس.

5- مركز خير للحكومة الإسلامية:

لعب المسجد في القديم دوراً كبيراً في مسألة مواجهة الظلم. وهناك جزء كبير من الانجاز الكبير الذي تحقق في الوقت الحاضر والذي تمثل بانتصار الثورة الإسلامية، مرهون للمسجد. فالمسجد كان مركزاً لمواجهة الظلم الذي أدى إلى انتصار الثورة لذلك يجب أن يكون مركز خيرٍ للحكومة الإسلامية. ومن هنا ينبغي أن يبقى المسجد محلاً لمصارحة الآخرين بالأخطاء والاشكالات وتذكير البعض بما ينبغي عليهم القيام به والعمل بشكل مجموعي للدفاع عن الحكومة الإسلامية.

6- اكتشاف الاستعدادات:
هناك في كل منطقة الكثير من الاستعدادات المجهولة، لذلك يمكن للمسجد أن يلعب دوراً كبيراً في الكشف عن هذه الاستعدادات واظهارها إلى العلن.

تعالوا لاعمار المساجد:
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ. والعمارة هنا يراد بها العمارة والبناء المعنوي وكذلك المادية والظاهرية.
لذلك يمكن لكل شخص أن يلعب دوراً ما في اعمار المسجد. وعلى هذا الأساس فاعمار المسجد من جملة وظائف ومسؤوليات المؤمنين. نرجو الله تعالى التوفيق للجميع في هذا الطريق.


* حجة الإسلام والمسلمين حسيني بوشهري

11-07-2012 | 08-24 د | 1958 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net