الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة العشرون - العدد: 1006 -04أيلول 2012م الموافق 16 شوال 1433هـ
سوء العاقبة بما قدّمت اليدان

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع ألرئيسة:
1. المؤمن في الدنيا محل اختبار الله فلا بدّ من الثبات
2. من أسباب حُسْنِ العاقبة

الهدف: التحذير من سوء العاقبة والإلفات الى بعض أسباب حُسْن العاقبة

تصدير الموضوع: عن رسول الله صلى الله عليه واله: "لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت"
بحار الانوار

الاختبار والثبات
يقول تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ  *  وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ.

تشير الآية الكريمة إلى حقيقة وسنّة إلهية جارية على الناس في حياتهم الدنيوية، وهي سُنَّّة الاختبار والامتحان.

وهذا يعني أن الإنسان معرّض للاختبار طول حياته إلى ساعة موته، فهو لا يعيش في الحياة على وتيرة واحدة، فحالاته مختلفة من الفقر إلى الغنى ومن الصحة إلى المرض ومن الحرب إلى السلام ومن الغضب إلى السكينة إلى غير ذلك من الأوضاع التي ينبغي على الإنسان أن يثبت على إيمانه فيها.فلا يكون مؤمناً في الفقر عاصياً في الغنى او العكس، ولا يكون قريباً الى الله في حالة المرض وبعيداً عنه في حالة الصحة او العكس، بل عليه ان يكون ثابتاً على الايمان والطاعة في كل الحالات السلبية والايجابية إلى أن يسلّم روحه لله طاهرة فتكون عاقبته حسنة فيختم له بخير. ومن هنا عليه أن يخشى من عاقبته،كما ورد في الروايات،عن رسول الله صلى الله عليه واله: "لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت"1.

فملاك العمل بخواتيمه، عن رسول الله صلى الله عليه واله: "إن العبد ليعمل عمل أهل الجنّة فيما يرى الناس وإنه لمن أهل النار، وإنه ليعمل عمل أهل النّار فيما يرى الناس وإنه لمن أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم" 2.
وعن المسيح عليه السلام: إن الناس يقولون: "إن البناء بأساسه وأنا لا أقول لكم كذلك، قالوا: فماذا تقول يا روح الله؟ قال: بحق أقول لكم: إنّ آخر حجر يضعه العامل هو الأساس"3.

وعن الامام علي عليه السلام:"إن حقيقة السعادة أن يختم للمرء عمله بالسعادة، وإن حقيقة الشقاء أن يختم للمرء عمله بالشقاء"4.

من أسباب حسن العاقبة
علينا أن نسعى جهدنا لكي نثبت على الإيمان ولا يكون إيماننا وقتيّاً مُعاراً فعن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام:"فمن الإيمان ما يكون ثابتاً مُستقرّاً في القلوب ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم, فإذا كانت لكم براءة من أحد فقفوه حتّى يحضره الموت, فعند ذلك يقع حدّ البراءة" 5.

وللثبات على الإيمان وحسن العاقبة أسباب، منها:
1-اليقين: فعلى الإنسان المؤمن أن يترقّى في إيمانه ولا يقنع بالدرجات الدنيا منه، إلى أن يصل الى اليقين الذي لا شك فيه.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام  كان يقول: "واسألوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العاقبة، وخير ما دار في القلب اليقين"6.

2- التقوى: فملازمة طاعة الله والبُعد عن معصيته، من الامور المهمة للثبات والخاتمة الحسنة. يقول تعالى: ﴿ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذينَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ7 ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى8.﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين9. ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ10.

- الإمام علي عليه السلام: "إن أتاكم الله بعافية فاقبلوا، وإن ابتليتم فاصبروا، فإن العاقبة للمتقين"11

3- موالاة اهل البيت وعدم تكذيبهم: يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "يا كميل إنّه مستقر ومستودع واحذر أن تكون من المستودعين. يا كميل إنما تستحق أن تكون مستقراً إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك إلى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و هديناك إليه"12.

وانظر إلى هذه الرواية كيف تبيّن أنّ أحدهم كان مستودعاً, فلما كذب على أهل البيت بسوء اختياره سُلِبَ الإيمان، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: ... وأعار قوماً إيماناً, فإن شاء تمّمه لهم وإن شاء سلبهم إياه, قال: وفيهم جرت: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ وقال لي: إنّ فلاناً كان مستودعاً إيمانه, فلما كَذِبَ علينا سلب إيمانه ذلك13.

4- عدم اتباع الهوى والبدع:عن رسول الله صلى الله عليه واله: "المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن وإن قلّ، أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء" 14.

5-عدم الغضب: عن الإمام علي عليه السلام - من كتاب له إلى الحارث الهمداني: "واكظم الغيظ، وتجاوز عند المقدرة، واحلم عند الغضب، واصفح مع الدولة، تكن لك العاقبة"15.

6- عدم حب الدنيا: الإمام علي عليه السلام: "من عبد الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة"16.

7- قضاء حوائج المؤمنين: عن الإمام الصادق عليه السلام - إلى بعض الناس -: "إن أردت أن يُختم بخير عملك حتى تقبض وأنت في أفضل الأعمال فعظم لله حقه، أن تبذل نعماءه في معاصيه، وأن تغتر بحلمه عنك، وأكرم كل من وجدته يذكر منا أو ينتحل مودتنا"17.

- وعن الإمام الكاظم عليه السلام: "إن خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانكم والإحسان إليهم ما قدرتم، وإلا لم يقبل منكم عمل، حنوا على إخوانكم، وارحموهم تلحقوا بنا" 18.

8- العقل: عن الإمام الصادق عليه السلام: "من كان عاقلاً خُتم له بالجنة إن شاء الله".
فعلى الانسان المؤمن أن يرقي عقله بالتفقه في الدين...

9- مراعاة القلوب وتفقّدها: إنّ الثبات عند الترغيب أو الترهيب يحتاج منّا إلى المراقبة الدائمة لنفوسنا وأعمالنا، فلنراقب قلوبنا وسلوكنا ودرجة ورعنا عن محارم الله, ولنُشعِر أنفسنا دائماً بهذا الخطر، فما الّذي يؤمننا, ومن الّذي أعطانا صك البراءة؟ !فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان!

فأولياء الله لم يملكوا اليقين والثبات في ليلة وضحاها بل كان لهذا الثبات مقدّمات ومجاهدات ورياضات روحية ومراقبات وعبادات.

قال العالم الجليل المازندرانيّ: "فلا بدّ للعبد من مراعاة قلبه فإن رآه مقبلاً إليه عزّ وجلّ شكر وبذل جهده ويطلب منه الزيادة لئلّا يستدبر: ﴿رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ، وإن رآه مدبراً زائغاً عن الحقّ تاب واستدرك ما فرّط فإن لم يفعل ربّما سلط الله عليه العدوّ ورفع عنه التوفيق وهو يموت مدبراً مسلوب الإيمان كما قال الله تعالى ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ نعوذ بالله من الإزاغة"19

10- لا تعجب بنفسك: لا تعجب بنفسك بل اشكر فضل الله وتوفيقه أن وفقك للإيمان والعمل الصالح. عن الإمام علي عليه السلام - لما نظر إلى رجل أثر الخوف عليه -: ما بالك؟ قال: إني أخاف الله، فقال: "يا عبد الله خف ذنوبك، وخف عدل الله عليك في مظالم عباده، وأطعه فيما كلفك، ولا تعصه فيما يصلحك، ثم لا تخف الله بعد ذلك فإنه لا يظلم أحدا، ولا يعذبه فوق استحقاقه أبدا، إلا أن تخاف سوء العاقبة بأن تغير أو تبدل، فإن أردت أن يؤمنك الله سوء العاقبة فاعلم أن ما تأتيه من خير فبفضل الله وتوفيقه، وما تأتيه من سوء فبإمهال الله وإنظاره إياك وحلمه وعفوه عنك". 20


1-البحار: 71 / 366 / 13.
2-كنز العمال: 590.
3-معاني الأخبار: 348 / 1.
4-معاني الأخبار: 345 / 1.
5-نهج البلاغة، الخطبة: 189.
6-البحار: 69 / 398 / 88.
7-(الروم)
8-(طه: 132)
9-(القصص: 83. )
10-(هود: 49.)
11-(نهج البلاغة: الخطبة 98).
12-بحار الأنوار،ج74، ص 272.
13-الكافي، ج2، ص 418.
14-الكافي: 8 / 8 / 1.
15-نهج البلاغة: الكتاب 69.
16-الخصال: 2 / 632 / 10.
17-(عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 4 / 8. )
18-(البحار: 75 / 379 )
19-شرح أصول الكافي، المولي محمّد صالح المازندراني، ج1، ص 137.
20-البحار: 70 / 392 / 60.

10-09-2012 | 03-53 د | 3755 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net