الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- العدد 1010-15 ذو القعدة 1433 هـ - الموافق 2 تشرين الأول2012 م
آثار أكل الحرام في الدنيا والآخرة.(الطعام والشراب)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق




محاور الموضوع ألرئيسة:
1- المراد بأكل الحرام
2- آثار أكل الحرام
3- الحثّ على الأكل الحلال،وذكر أنّ الرزق مقسوم
4- ذكر نماذج من أكل الحرام

الهدف:
التحذير من أكل الحرام،والحثّ على الحلال منه

تصدير الموضوع:
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لَعَنَه كلُّ ملك في السماوات والأرض"

أكل الحرام

من الذنوب الكبيرة أكل الحرام، والمراد بأكل المال الحرام مطلق التصرُّف به، سواءٌ بنحو الأكل والشرب، أم بنحو اللبس والسكن وغير ذلك. وباختصار يُحرم جميع التصرفات في المال الحرام.

وقد عُبِّر عن المال الحرام بـ(السُحتِ)، والسبب في هذا التعبير هو أنَّ السُّحت بمعنى الزوال والانعدام، والمال المسحوت بمعنى المال المقتلع والمقطوع من جذوره، وحيث إن المال الحرام لا بركة فيه، ولا ينتفع المتصرِّف به، لذا عُبِّر عن أكل الحرام بأكل السحت. والسحت يشمل جميع أقسام المال الحرام، بمعنى أنَّ أي مال يتصرف به الإنسان بطريق حرام غير مشروع هو من أكل السحت.فعن الإمام الصادق عليه السلام: "كلّ شي‏ءٍ غلّ من الإمام فهو سحت، والسحت أنواع كثيرة منها ما أصيب من أعمال الولاة الظلمة، ومنها أجور القضاة، وأجور الفواجر وثمن الخمر والنبيذ المسكر والربا بعد وضوح حرمته وأمّا الرشا... في الأحكام فهو الكفر بالله العظيم وبرسوله"1.

وعنه عليه السلام: "السُحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر البغي، والرشوة في الحكم، وأجر الكاهن"2.

آثار أكل الحرام

أ- أكل الحرام يسلب البركة من المال: كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "من كسب مالاً من غير حلِّه سُلِّط عليه البناء والطين والماء"3.

ب- مانع عن قبول العبادة: كما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل"4.

ج- اللعن: كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لَعَنَه كلُّ ملك في السماوات والأرض"5.

د- عدم استجابة الدعاء: كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أكل لقمة حرام،... لم تُستجب له دعوة أربعين صباحاً، وكلّ لحم ينبته الحرام فالنار أولى به، وإنَّ اللقمة الواحدة تنبت اللحم"6.

هـ- يسبِّب قساوة القلب: الطعام الذي يأكله الإنسان بمنزلة البذرة التي تبذر في الأرض، وعلى هذا فإذا كان ذلك الطعام طاهراً حلالا،ً ظهر أثره من الرقّة والصفاء على القلب الذي هو بمنزلة سلطان البدن، وحينئذٍ لا يصدر من جوارح البدن إلا الخير والعمل الصالح.وأمَّا إذا كان الطعام خبيثاً حراماً أدّى إلى قساوة القلب وسواده، فلا يؤمَّل منه الخير نتيجة ذلك، ولا تنفع معه الموعظة والنصيحة، ولا تؤثّر فيه أكثر المشاهد رقّة، كما عن الإمام الحسين عليه السلام ضمن خطبته بجيش ابن سعد: "فقد ملأت بطونكم من الحرام، وطُبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟ ألا تسمعون؟"7.

أكل الحلال سبب لكل خير

كما أنّ أكل الحرام سبب لكل شرٍّ وفساد كذلك لقمة الحلال سبب للخير، ومنشأ للحسنات، وقد وردت روايات عديدة في فضل طلب الحلال منها:

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العبادة سبعون جزءاً، أفضلها جزءاً طلب الحلال"8.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من أكل الحلال قام على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ من أكله"9.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من بات كالاًّ من طلب الحلال بَاتَ مغفوراً"10.

الرزق مقسوم من اللـه تعالى

غالباً يتخيّل من لا يتورع من كسب المال الحرام أنه إذا صرف النظر عنه فإنَّ وضعه المعيشي سوف يتدهور، ويعتقد أنَّه سيكون في أشدّ الحاجة والابتلاء، لذا يجب أن ننبّه إلى هذه الملاحظة، وهي أنَّ ذلك مجرد خيال نفسي ووسوسة شيطانية، وأمّا القرآن الكريم والروايات الشريفة فهي تؤكد أنَّ الله تعالى قد ضمن لكل مخلوق رزقه، بمعنى أنَّ رزقه من طريق الحلال سوف يصل إليه إن لم يستعجل، وكان تقيّاً صابراً قنوعاً.

ويقول سبحانه: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)11.

لا يموت أحد حتى يستكمل رزقه

ولأهميَّة الرزق الحلال، خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة الوداع قائلاً صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إنَّ الروح الأمين نَفَثَ في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّكم استبطاء شي‏ء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن الله قسَّم الأرزاق بين خلقه حلالاً ولم يقسِّمها حراماً، فمن اتقى وصبر آتاه الله رزقه من حلِّه، ومن هتك حجاب الستر وعجَّل وأخذه من غير حلِّه قصّ به من رزقه الحلال وحُوسب عليه يوم القيامة"12.

رواية ذات عبرة:

ورد أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام دخل المسجد يوماً وقال لرجل: أمسك عليَّ بغلتي فأخذ الرجل لجامها ومضى وترك البغلة، فخرج أمير المؤمنين عليه السلام وفي يده درهمان ليكافي الرجل على امساك دابته، فوجد البغلة واقفة بغير لجام، فركبها ومضى ودفع لغلامه الدرهمين يشتري بهما لجاماً، فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين، فقال عليه السلام: "إنَّ العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر، ولا يزداد على ما قدِّر له"13.

نماذج من أكل الحرام

1- أكل الربا
مفاسد أكل الربا على الصعيد الفردي والاجتماعي عظيمة، جاء في القرآن الكريم وأخبار أهل البيت التحذير منه، واعتُبِرَ ذنباً كبيراً وعذابه عظيم بنحو أنَّ آكل الربا إذا لم يندم على عمله، وبقي مصرّاً على هذا العمل الشنيع ولم يقبل الحكم الإلهي بالتحريم فإنه سيكون من أولئك المخلدين في عذاب جهنم.

يقول تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)14.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أكلت أمتي الربا كانت الزلزلة والخسف"15، وعن علي عليه السلام: "لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آكل الربا وموكِّله وبايعه ومشتريه وكاتبه وشاهديه"16.

2- السرقة
وهي من الذنوب الكبيرة، وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رواية عن السارق الإيمان وهو يسرق، كما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "... ولا يسرق السارق وهو مؤمن"17.

وورد عن الإمام الرضا عليه السلام: "حرّم الله السرقة لما فيها من فساد الأموال وقتل النفس لو كانت مباحة، ولما يأتي في التغاصب من القتل والتنازع والتحاسد، وما يدعو إلى ترك التجارات والصناعات في المكاسب، واقتناء الأموال إذا كان الشي‏ء المقتنى لا يكون أحد أحق به من أحد..." 18. هذا ولا فرق في حرمة السرقة من الناحية الكميّة بين الكثرة والقلّة حتى لو كانت بمقدار إبرة أو خيط.

3- أكل مال اليتيم
وهومن الذنوب الكبيرة، يقول سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)19.

4- البخس في المكيال والوزن
من كبائر الذنوب بخس المكيال والميزان، ولقد أكد القرآن الكريم مراراً على ضرورة الوزن للناس بالقسطاس، وحذر من البخس والتطفيف في الميزان: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)20.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما نقض قوم العهد إلا سلّط الله عليهم دعوّهم، وما حكموا بغيرما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات، وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حُبس عنهم القطر"21.

5- حبس الحقوق من غير عذر
من الذنوب الكبيرة والتي تدخل في عنوان أكل السحت، حبس الحقوق من غير عذر، يعني إذا كان لأحدٍ حقّ في ذمّة الغير وطالبه بحقه، وكان ذلك الشخص قادراً، ومع ذلك لم يؤدِّ الحق، فإنه بذلك يرتكب ذنباً كبيراً. عن الإمام الصادق عليه السلام: "من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى تسيل عرقه أو دمه وينادي منادٍ من عند الله، هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه"6.

هـ- يسبِّب قساوة القلب: الطعام الذي يأكله الإنسان بمنزلة البذرة التي تبذر في الأرض، وعلى هذا فإذا كان ذلك الطعام طاهراً حلالا،ً ظهر أثره من الرقّة والصفاء على القلب الذي هو بمنزلة سلطان البدن، وحينئذٍ لا يصدر من جوارح البدن إلا الخير والعمل الصالح.وأمَّا إذا كان الطعام خبيثاً حراماً أدّى إلى قساوة القلب وسواده، فلا يؤمَّل منه الخير نتيجة ذلك، ولا تنفع معه الموعظة والنصيحة، ولا تؤثّر فيه أكثر المشاهد رقّة، كما عن الإمام الحسين عليه السلام ضمن خطبته بجيش ابن سعد:

أكل الحلال سبب لكل خير

كما أنّ أكل الحرام سبب لكل شرٍّ وفساد كذلك لقمة الحلال سبب للخير، ومنشأ للحسنات، وقد وردت روايات عديدة في فضل طلب الحلال منها:

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "

الرزق مقسوم من اللـه تعالى

غالباً يتخيّل من لا يتورع من كسب المال الحرام أنه إذا صرف النظر عنه فإنَّ وضعه المعيشي سوف يتدهور، ويعتقد أنَّه سيكون في أشدّ الحاجة والابتلاء، لذا يجب أن ننبّه إلى هذه الملاحظة، وهي أنَّ ذلك مجرد خيال نفسي ووسوسة شيطانية، وأمّا القرآن الكريم والروايات الشريفة فهي تؤكد أنَّ الله تعالى قد ضمن لكل مخلوق رزقه، بمعنى أنَّ رزقه من طريق الحلال سوف يصل إليه إن لم يستعجل، وكان تقيّاً صابراً قنوعاً.

ويقول سبحانه: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)11.

<

04-10-2012 | 10-23 د | 4805 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net