الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
"... فقدموا أفضلكم"
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

ينبغي أن يكون إمام الجماعة خاشعاً خاضعاً أكثر من أي شخص آخر وعليه الابتعاد عن تشتت الحواس وعدم حضور القلب وأن لا يغفل عن المعبود الحقيقي. يقول العالم الرباني الملا محمد مهدي النراقي: "ينبغي لإمام الجماعة: أن يختص من بين القوم بمزيد صفاء القلب. وإقباله إلى الله، والخشوع والتعظيم وغير ذلك من الشرائط الباطنية، لأنه القدوة والجاذب لنفوس الجماعة إلى الله، فما أقبح به أن يكون قلبه غافلاً عن الله، أو واقعاً في أودية الوساوس الباطلة في الصلاة، ويكون بعض من اقتدى به من القوم خاشعاً حاضر القلب معظماً لله سبحانه، وما أشنع به أن يكون التفات قلبه إلى من وراءه من الناس الذين لا يقدرون على شيء من النفع والضر أكثر من التفات قلبه إلى مالك الملك المحيط بالكل، الذي حدث بمجرد إرادته العوالم العلوية والسفلية والملك والملكوت، أو لا يستحي من علام الغيوب أن ينصب نفسه قدوة لأمة سيد الرسل صلى الله عليه واله، ويحل محل رسول الله صلى الله عليه واله وأوصيائه الراشدين عليهم السلام وينوب عنهم ويكون تغير قلبه وتأثر نفسه عن ضعفاء العوام الذين اقتدوا به أشد من أفعاله وتأثره من عظمة الله وجلاله؟ أو لا يخجل عند الله من تفاوت حالة بكثرة المأمومين وقلتهم..."1.

يوصي العلامة الفيض الكاشاني هؤلاء الأشخاص ببذل جهودهم لانجاز هذه الوظيفة بخشوع كامل، فالذي يرغب أن لا يلتفت إلى غير الله ينبغي أن يكون في نهاية الخشوع وأما إذا التفت القلب إلى غير الله تعالى فيجب تذكيره لأن الله تعالى عالم بأحوالك ولا ينبغي الغفلة عن الله 2.

ـ الاخلاص عند إمام الجماعة:

ينبغي أن يمتلك إمام الجماعة "الاخلاص" بالأخص عند الصلاة ومن هنا نرى العارف الإلهي الملكي التبريزي يوصي العالم والواعظ وإمام الجماعة بالسعي نحو تحصيل الاخلاص في النية والصدق في الاخلاص، لأن آفات الوعظ والإمامة كثيرة ليست أقل من فضائلها وفوائدها.

ويعتبر أن على الواعظ والإمام التحرك نحو العمل بعد المراقبة الكاملة والخلوص، والترك فيما إذا لم يتيقن الاخلاص أو لم يدرك ما إذا كان مخلصاً أم لا. إذا كنت صادقاً في الاخلاص فإن الله تعالى سيهديه بحكم قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا3.

ـ قصد القربة في إمامة الجماعة:
قصد التقرب إلى الله تعالى والرجاء ثوابه من جملة الأمور اللازمة للاخلاص في إمامة الجماعة. وإذا كان مقتدى الناس في الصلاة صاحب أجر فإن هذا الأمر لا يتحقق إلا مع نية القربة. يقول العالم الرباني الملا مهدي النراقي رحمه الله: "ينبغي ألا يكون باعثه ومحركه إلى المسجد لإمامة القوم إلا القربة ورجاء الثواب، فلو كان في بعض زوايا قلبه باعث خفي من الشهرة والمنزلة في القلوب، أو الوصول إلى ما ينتظم به معاشه، فله الويل والثبور، ويكون ممن ظل وأظل وهلك وأهلك"4.

يقول آية الله السيد حسن مدرس الهاشمي صاحب شرح رسالة السير والسلوك: "إذا وقفت في المحراب وشعرت أن ذلك لله ولم تهتم بكثرة أو قلة المصلين، أو إذا علمت بوجود شخص يمكنه أداء هذه الوظيفة أفضل منك، فتعهد بها إليه برضى كامل، عند ذلك يتضح اخلاصك وقدرتك على إمامة الجماعة. وأما إذا افتقدت هذه الروحية، فلا تتحرك من البداية نحو هذا المنصب"5.

يتضح مما تقدم أن إمام الجماعة لا ينبغي عليه القيام بهذا العمل بهدف الوصول إلى المال والمقام أو الشهرة والاحترام وإلا فستضيع صلاته وصلاة المأمومين والمقتدين. ينبغي أن يخلي قلبه من كل ما سوى الله ويجعل الله هو كل ما يريده ويرغب به.

ـ العدالة والطهارة شرط أساسي:
تعتبر العدالة والابتعاد عن المعاصي من الخصائص الأولى والأساسية لإمام الجماعة وهي الركن الأساس له. وإمام الناس ينبغي أن يزين نفسه بالفضائل الأخلاقية والإنسانية والطهارة الباطنية.

يعتقد صاحب كتاب "الحقائق" أن من جملة الشروط المفترض وجودها في إمام الجماعة أن يكون مؤمناً، عادلاً وأن يكون وثوقاً أميناً من ناحية الدين وأن يؤدي الأمانة الإلهية على مستوى شروط الصلاة.

ويقصد من الأمانة طهارة الباطن من الفسق والذنوب الكبيرة وعدم الاصرار على الصغيرة. فالذي يقدم نفسه لإمامة الصلاة ينبغي أن يسعى جاهداً لعدم الوقوع فيها لأنه بمنزلة شفيع الناس وينبغي أن يكون كأفضلهم.

ويضيف بضرورة أن يهتم بالحفاظ على الطهارة الظاهرية من الحدث والباطنية من الخبث، لأنه هو المطلع الوحيد على هذا الأمر 6.
الذنوب والمعاصي بمنزلة أشواك الصحراء، والأهواء وهي بقع سوداء على صفحة القلب وهي أمور لا يترتب عليها تزيين الشخص على الاطلاق بالأخص إذا كان إمام جماعة وهادياً للناس إلى الصلاح، لذلك يجب أن يسعى لامتلاك طهارة النفس، والصفاء الباطني، العدالة والتقوى العالية. وإذا كان الوصول إلى مرتبة الإنسان الكامل صعباً، إلا أن الاقتراب إلى هذه المرتبة والتخلق بالأخلاق الإسلامية أمر ضروري للجميع وأكثر ضرورة لأئمة الجماعة.

كتب آية الله الشيخ علي آغا النجفي الكاشاني رحمه الله حول صفات وخصائص أئمة الجماعة: ... إن الذي يقف لإمامة المصلين ينبغي أن يكون أفضل الجميع من حيث الفضل والفقه والطهارة وصحة العقيدة والعمل والعدالة والمروءة ومخالفة الأهواء والمناعة والشهامة والشجاعة ووضوح الرؤية.

وبما أن الإمام ومقتدى الصلاة وافد على المأمومين فينبغي أن يكون لائقاً من جميع الجهات لأن الوافد هو الشخص المرسل من قبل الجماعة إلى الأكبر ليمثلهم ويحمل رسالتهم أو يعرض حاجتهم عليه.

يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "إمام القوم وافدهم فقدموا أفضلكم".
"وإمام الجماعة هو سفير وممثل وواسطة الناس، يقتدون به إلى الله تعالى. لذلك ينبغي أن يكون من المقربين إلى الله تعالى وأن يكون هدفه خير وصلاح الناس"7.

رحيم كاركر


1- جامع السعادات، ج3، ص450.
2- الحقائق، ج2، ص366.
3- العنكبوت، الآية: 69. المراقبات، ص282.
4- جامع السعادات، ج3، ص451.
5-شرح رسالة السير والسلوك، ص51.
6- المحجة البيضاء، ج2، ص12 ـ 13.
7- قبس من الصلاة، ص162 ـ 163

25-01-2013 | 02-43 د | 1839 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net