الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المبلغ وتحدّي الإعلام المفسد
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

بات واضحاً للجميع أن الإعلام صار مشاركاً للأهل والمدرسة والمؤسسات الدينية التبليغية في تشكيل وعي وأخلاق مجتمعنا، هذا إذا لم يصبح المصنّف رقم واحد ضمن هذه اللائحة. والخطورة تبلغ مداها إذا عرفنا أن هذا الإعلام - الذي يملأ الأثير التلفزيوني والسينيمائي إضافة إلى مواقع الانترنت وخدمات الهواتف الذكية – ليس إعلاماً ساذجاً وبسيطاً، بل هو إعلام يدار من مراكز القرار العالمية ومراكز الدراسات المرتبطة بها والتي تقوم بطبخ السموم الثقافية ليتربى أولادنا عليها. وهم يتفنون في تقديمها، كما هو التفنن في تقديم أطباق الوجبات السريعة والتي هي في الحضيض من حيث القيمة الغذائية.. حتى باتت أجيالنا تعيش المرض والانتكاسة على صعيد البنية الجسدية مع الترهّل الثقافي والنفسي والاخلاقي.. إلخ.

إنها الثقافة المادية إذاً، تلك التي تنهش في قيمنا الأصيلة، وثقافتنا الإسلامية السمحاء الجميلة. الثقافة المادية بشقيها الإقتصادي (النيوليبرالي)، والاجتماعي الذي يدعو للتحلل من كل قيد أخلاقي سوى القيود التي صاغتها هذا الحضارة الوافدة والفاسدة.

فمن خلال الشق الإقتصادي (النيوليبرالي) تقوم هذه الثقافة بإقصاء الطبقات الفقيرة والمحرومة والحكم عليها بالموت البطئ من خلال محاصرة قيم اقتصاد السوق لها وتصفيتها شيئاً فشيئاً.

ومن خلال الشق الإجتماعي يصبح المجتمع مجتمعاً منحلاً، لا تحكمه الضوابط العقلية والقيم الأخلاقية الرفيعة، بل يصبح محكوماً من قبل الغرائز والشهوات التي انفلتت من عقالها وصارت كالوحش همها إرواء عطشها اللامحدود في الجنس والطعام والمال والسلطة.. إلخ.

الإعلام الموجه وأربعينيات تشكيل النفس:
من الأمور الواردة في تراثنا الإسلامي ان الذي يسعى وراء تمكين أي خصلة أخلاقية كريمة في نفسه، فما عليه إلا المداومة عليها لمدة لا تقل عن أربعين يوماً، حيث إن الشارع المقدس الذي يعلم خبايا النفس الإنسانية هدى الإنسان منذ مئات السنين إلى المدة التي تحتاجها نفسه لزرع وترسيخ صفات وملكات يفقدها..
إن ما نلاحظه أن الإعلام الموجه يعتمد نفس التقنية، حيث أوصلته أبحاثه الحديثة في علم نفس الإنسان إلى فعالية التلقين اليومي والمبرمج. خذوا على سبيل المثال موضة المسلسلات التركية المكونة من خمسين حلقة وأكثر.. كيف أنها تلقن بناتنا وشبابنا قيماً اخلاقية فاسدة وبشكل يومي.. إن هذه المسلسلات تحوي حزمة كبيرة من الأفكار والقيم الفاسدة.. ولكنها لو استطاعت زرع قيمة واحدة منها فقط في نفس شاب في كل دورة من هذه المسلسلات لكان هذا كاف في تحقيق الهدف الذي تسعى إليه. إن هذه الشبكة العالمية المفسدة لا تعمل ضمن إطار الوقت القريب والمنظور.. بل هي تعمل لتحصد النتائج ولو بعد عشر سنوات أو حتى خمسين سنة. فالنتائج قد تكون محدودة الأثر في الاجيال الحالية، ولكنها ستكون مبهرة في جيل أولادنا وأحفادنا..

وخطورة هذه المسلسلات أنها من إنتاج الحضارة التركية القريبة لنا جغرافياً والمشتركة معنا في الدين الإسلامي، والتي تقدَّم لنا الآن على أنها الوجه الراقي للإسلام الحديث. فهذا الإعلام هو عسل مخلوط بالسم.. إعلام مغلف بعناوين براقة.. ولكنه يستبطن أهدافاً سياسية واقتصادية وثقافية.. بل فقل استعمارية بعيدة المدى.

دور المبلغين:
إنطلاقاً مما تقدم تقف كل المؤسسات التربوية والتثقيفية أمام مسؤولية خطيرة.. فعلاج هذا المد الثقافي الغازي وتنقيته يجب أن يبدأ من البيت مرورا بالمدرسة والجامعة وإنتهاء بأبسط ميدان تثقيفي يمكن أن يكون داعماً لتشكيل وعي مجتمعنا وأبنائنا.. فحتى السينما والفن المحليين يجب أن يلعبا دورا في ملئ هذا الفراغ الثقافي الذي تغذيه الثقافة الغازية في مجتمعاتنا.

وللمبلغ ضمن هذا الإطار دور خطير وحساس أيضاً.. فهو بداية ينبغي أن يكون ملتفتاً إلى هذه المؤامرة التي تحاك ضد ثقافة مجتمعاتنا وأجيالنا الآتية. بل على المبلغ أن يكون مستعداً دائماً لهكذا تحديات.. لأن أعداء أمتنا وديننا لن يتوقفوا عن محاولة اختراقنا بمختلف السبل كما لم يتوقفوا عن ذلك في الحقب الزمانية الماضية.. وبالتالي، من المهم بمكان التسلح بالفكر الذي يبطل مفعول هذا الغزو الثقافي ويرده إلى نحره..

على المبلغ أن يسخّر كل الميادين التي يتواجد فيها ليبث الوعي بين الناس حول ذلك.. فينبغي أن يسخر التلفاز والراديو والكتاب والمجلة والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمسجد والحسينية للتنبيه على هذا الأمر. بل ينبغي أن يقترب المبلغ من الناس أكثر ليبث الوعي فيهم عبر السهرات والجلسات الاجتماعية التي عادة ما تكون مثمرة وفعالة بسبب التفاعل المتبادل وقابلية سماع الهواجس والآراء من الشريحة المستهدفة.

وحتى يكون العمل مثمرا ينبغي إجراء تقييم لكل هذه الجهود لاكتشاف أيها كان أفعل ليتم التركيز عليه.. فالتقييم يفتح المجال لإجراء تغذية راجعة والتعديل على الخطوات المطبقة لضمان تحقق النتائج المتوخاة.


* فرع إعداد المواد في موقع المنبر

23-03-2013 | 11-28 د | 1799 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net