الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب-السنة العشرون العدد 1054-28 رمضان 1434 هـ-6آب 2013 م
عوائد الله تعالى للصائمين في يوم الفطر (اليوم الذي يثاب فيه المحسنون)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق


محاور الموضوع
1. مقدمة.
2. ليلة العيد كليلة القدر.
3. كيف نحي هذه الليلة.
4. حقيقة العيد: المغفرة والقبول.
5. خاتمة / كلام للشهيد الثاني حول عوائد هذا اليوم الشريف.

الهدف
بيان لحقيقة ما يعود في هذا اليوم على العباد نتيجة أعمالهم.

تصدير الموضوع:
الإمام الحسن بن علي عليه السلام: "وأيّم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه والمسيء مشغول بإساءته".

مقدمـــــة:

عيد الفطر يصادف الأول من شهر شوال وهذا هو أول شهور الحج، وسُميّ بذلك لشولان الإبل بأذنابها في ذلك الوقت لشدة شهوة الضراب، وعن النبي صلى الله عليه وآله سُميّ شوالاً لأن فيه شالت ذنوب المؤمنين1.

وأما العيد لغة:

قال ابن الأعرابي: سُمّيَ العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد.2 والعيد مشتقّ أو مأخوذ من العادة: اعتاده3 أو من عاد، يعود، كأنهم عادوا إليه، ويقال: عيّدَ القوم: شهدوا عيدهم. وأعياد المسلمين أربعة، ثلاثة تعود في السنة مرة وواحد في كل أسبوع. أما الذي في كل أسبوع فيوم الجمعة وأما الثلاثة فعيد الفطر وعيد الغدير وعيد الأضحى، وهو في يوم العاشر من ذي الحجة. وقد جُمعت هذه الأعياد في رواية المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام حينما سأله عن عدد أعياد المسلمين فأجابه الإمام: "أربعة أعياد"، قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة، فقال لي: "أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة"4 أي عيد الغدير5.

الأمر الشائع بين الناس أن يوم العيد هو يوم للتلذذ بالأطعمة والأشربة ولارتداء الثياب الجديدة وللرحلات الترفيهية إلى غير ذلك من هذا القبيل علماً أنه هو يوم ينبغي أن يكون يوماً لمراقبة النفس ليرى أنه هل هو من هؤلاء المحسنين الذين أفاض الله عليهم بنعمة غفران الذنوب وكفران السيئات أم من أولئك المقصرين الذين حرموا من العطايا الإلهية وجوائزه ؟

يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية وان الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الفطر ويوم النحر6. وقد نقل صاحب البحار عن مولانا الإمام الحسن عليه السلام في يوم فطر لقوم يلعبون ويضحكون فوقف على رؤوسهم فقال: "إن الله عزوجل جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا، وقصّر آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، وأيُم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه والمسيء مشغول بإساءته" ثم مضى عليه السلام7 ولتكن المراقبة ليلة العيد حتى يتدارك العبد ما وقع فيه من النقص والتقصير.

ليلة العيد كليلة القدر:

بدل أن نكثر الجدل في قضية الهلال بعد ثبوته وعوضاً عن الأقوال الجانبية وعدولا عن الأفعال اللهوية فلننصرف إلى إحياء هذه الليلة بالعبادة والطاعة تجنباً للوقوع في موت القلب فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب8.

كيف نحي ليلة العيد:

عن مولانا الإمام الباقر عليه السلام قال: "كان عليّ بن الحسين عليه السلام يحي ليلة العيد عيد الفطر بصلاة حتى يُصبح ويبيت ليلة الفطر في المسجد ويقول: يا بُني ما هي بدون الليلة، يعني ليلة القدر"9.

بعض أعمالها:

ذكرت بعض كتب الأدعية أعمالاً في هذه الليلة المباركة منها:

الغسل: ففي كتاب مصباح المجتهد للطوسي قال: إغتسل في آخر الليل، واجلس في مصلاك إلى طلوع الفجر.

السجود: عقيب صلاة المغرب وليقل فيه: يا ذا المن والطول، يا ذا الجود، يا مصطفي محمد وال محمد وناصره صل على محمد وآل محمد واغفر لي كل ذنب أحصيته وهو عندك في كتاب مبين. وليكثر من الإستغفار في سجوده.

زيارة الإمام الحسين عليه السلام.

صلوات خاصة.

التكبير.

الأدعية المأثورة.

ثمرة هذا الإحياء هي أن يستزيد المحسن من إحسانه وليتدارك المقصرون في شهر رمضان لعلهم يفوزون بقبول الله لهم ويدخلهم في عباده الصالحين بعد اعترافهم بالتقصير ورجاءهم رحمة رب العالمين.

حقيقة العيد: المغفرة والقبول:

عن سويد بن غفلة، قال دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام يوم عيد فإذا عنده فاثورأي خوان عليه خبز السمراء الحنطة وصفحة فيها خطيفة وملبنة الملعقة فقلن يا أمير المؤمنين يوم عيد وخطيفة! فقال عليه السلام "إنما هذا عيد من غفر له"10.

ومن المهم جداً أن يقرأ العاملون حقيقة هذا اليوم بملاحظة عدة أمور:

اولاً: الرابط بين صيام شهر رمضان وقيامه ويوم العيد كالرابط بين العمل ونتيجته بل أكثر من ذلك فعيد الفطر هو عيد الصائمين القائمين وإليه أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: "إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لا تعصى الله فيه فهو يوم عيد"11.

ثانياً: يوم العيد يجب أن يكون محطة للمؤمنين لينظروا في مستقبل أيامهم وليستأنفوا فيها مستفيدين منها لمزيد من التزود إلى مقارهم الأبدية ويدل عليه قول علي عليه السلام:"عباد الله إن أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر شهر رمضان أبشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون"12.

ثالثاً: إذا كان يوم عيد الفطر هو اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون فهو أشبه بيوم القيامة من هذه الجهة ولذا فلينظر الإنسان في كل واحدة من حركاته وسكناته وخروجه ورجوعه والى هذا المعنى أشار مولى المتقين عليه السلام في إحدى خطبه فقال: "أيها الناس إن يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون وهو أشبه بيوم قيامكم فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلاّكم خروجكم من الأجداث إلى ربكم، وإذكروا بوقوفكم في مصّلاكم وقوفكم بين يدي ربكم، واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم الى منازلكم في الجنة"13.

رابعاً: يوم العيد هو يوم الذكر لله سبحانه وتعالى فزينة العيد هو ذلك وهو ثابت في السيرتين القولية والعملية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمن الأولى قوله صلى الله عليه وآله وسلم:"زينوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس"14 ومن الثانية في صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج في العيدين رافعاً صوته بالتهليل والتكبير15.

خامساً: ينبغي أن يكون هذا اليوم لتجديد البيعة مع الولي الإلهي الواجب إطاعته كيلا تصيبه الغفلة عنها فيحيد عن الصراط الأقوم وينقلب عن السبيل الموصل الى ساحة المولى عزوجل فيؤصد في وجهه باب الله الذي إليه يتوجه الأولياء.

الحاصل: من تدبر في يوم عيده وأقام فيه وهو على تلك الهيئة يرجو أن ينال فيه ما يناله الفائزون.

خاتمة:

من المفيد أن نذكر كلاماً لطيفاً للشهيد الثاني في واحدة من رسائله من التنبيهات العلية حول هذا الموضوع فيقول: وأما العيد فأحضر في قلبك فيه يوم قسمة الجوائز وتفرقة الرحمة وإفاضته المواهب على من قُبل صومه وقام بوظائفه فأكثر من الخشوع والابتهال إلى الله عزوجل واستشعر الحياء والخجل من حيرة الرد وخذلان الطرد، فليس ذلك اليوم بعيد من لبس الجديد وإنما هو عيد من آمن من الوعيد وسلم من النقاش والتهديد واستحق بصالح أعماله المزيد.

واستقبله بما استقبلت به يوم الجمعة من الوظائف والتنظيف والتطيب وغيره من أسباب التهيؤ والإقبال بالقلب على ربك والوقوف بين يديه، عسى أن تصلح للمناجاة والحضرة لديه، فإنه مع ذلك يوم شريف وزمان منيف يقبل الله فيه الأعمال وتستجاب فيه الدعوات، فلا تجعل فرحك فيه عالم تخلق لأجله فهو لم يُجعل عيداً بسببٍ من المأكل والمشرب واللباس وغير ذلك من متاع الدنيا البائرة بل هو عيد لكثرة عوائد الله تعالى فيه على من عامله بمتاجرة الآخرة.


1- الطريحي –ج2-ص 471.
2- لسان العرب –ج3- ص319.
3- المعجم الوسيط 635
4- الخصال- الصدوق-ص264.
5- الخصال- الصدوق ص22
6- كنز العمال خ24103.
7- بحار الانوار –ج 78- ص 110وتحف العقول ص170.
8- منهج الدعوات –ص 263-واقبال الاعمال ج 2- ص 457
9- اقبال الاعمال ج1-ص 457 وجامع احاديث الشيعة ج7- ص 214.
10- بحار الانوار – ج40- ص73.
11- شرح النهج –ج20- ص73ونهج البلاغة –حكم 428.
12- تنبيه الخواصر ص 392.
13- المصدر نفسه.
14- كنز العمال خ- 24095
15- المصدر نفسه

14-08-2013 | 10-14 د | 3032 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net