الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب-السنة العشرون العدد 1059-3 ذو القعدة 1434 هـ-10أيلول 2013 م
أَثَرُ الذنوب والمعاصي في نزول البلاء

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
توطئة
أسباب البلاء
المحور الأول
المحور الثاني
المحور الثالث

الهدف
بيان أن الذنوب هي سبب وعلة لأنواع من المصائب.

تصدير الموضوع:
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يجني على العبد إلا يده".


توطئة:

البلاء الذي يصيب الإنسان ظاهره واحد، ولكن أسبابه متعددة ولا يتصور وجود إنسان من دون تصور حلول البلاء في ساحته وكأنَّ هناك تلازم غير منفكٍّ بين الإنسان والبلاء ومن يُبْتَل فلينظر في قلبه وَلْيُعِدْ النظرَ في دينه، فقد رُوي في هذا المضمار صاحب البحار: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دُعي إلى بيت أحد المسلمين فلما حلَّ فيه لاحظَ دجاجةً تبيض على جدار البيت ثم وقعت ولم تنكسر، فتعجب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من هذا فقال له صاحب الدار: استعجب يا رسول الله؟ قَسَماً بالله الذي اصطفاك نبيّاً إنني لم أُصَبْ أبداً بأذى، فنهض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وغادر المنزل قائلاً: "من لم يَرَ مصيبة أبداً فهو بعيد عن لطف الله"1. ولذلك اشتهر على ألسنة أهل السلوك (البلاء للولاء). والبلاء يوازي دين الفرد بمعنى انه كلما زِيد في إيمانه زيد في بلائه ومن هنا كان الأنبياء (عليهم السلام) من أشدّ الناس بلاءً، وتلاهم الأوصياء، ومن ثم الأمثل‏ فالأمثل‏2، بمعنى الأفضل والأشرف والأخير. نعم فان الغاية من البلاء تختلف بين الأصناف، فان البلاء للأنبياء درجةٌ، وللمؤمنين اختبار، وللكافرين عقاب، وأما ألوان البلاء متعددة ومتكثرة ولا تقف عند حدّ الإحصاء وقد يُصيب الفردَ الواحد عدةُ بلاءات في وقت واحد.

أسباب البلاء:

لا يوجد سبب واحد للبلاء بل الاسباب كثيرة، فالمؤمن على سبيل المثال قد يُبتلى لاختباره وامتحانه، وقد يُبتلى لتأديبه ومعاقبته، وربما هناك أسباب أخرى عِلمها عند ربّه سبحانه وتعالى، ومحلّ البحث هو الحديث عن البلاء الذي هو مُسبَبٌ عن الذنوب والمعاصي وليس البلاء الذي هو سَببٌ للإختبار والإمتحان، وبعبارة أخرى، فإنَّ محاور موضوعنا هو البلاء كنتيجة لا كفعل، وكمُسبب لا كسَبب. ويتم الحديث عن ذلك باستعراض عدة محاور:

المحور الاول: الروابط التكوينية بين المعاصي والبلاءات.

من يتدبر الآيات الشريفةالتي تتضمن الحديث عن هذا المحور يجد أنَّ هناك رابط تكويني وعلاقة العلة والمعلول بين بعض الذنوب والمعاصي من جهة والبلاءات والمصائب من جهة اخرى، وهذا الاستنتاج مؤيد في القرآن الكريم و السنة الشريفة كما هو واضح لأدنى تأمل، ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ3 ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ4 ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ5.

يُستفاد من هذه الآيات الشريفة الأمور التالية:

أ: ظاهرة في أنَّ هناك مصائب تصيب الإنسان وكذلك في ظهور الفساد في الأرض.

ب: صَرّحت الآيات أن سبب المصائب والفساد هو ما اكتسبه الإنسان أي بسبب أفعاله وأقواله.

ج: علة المصائب القريبة هي أن يتذوق العصاة نتائج بعض أعمالهم، وأما العلة البعيدة هو سوق العباد إلى مكان لعلهم يَعتبرون فيتراجعون عن أعمالهم ويتوبون إلى الله خالقهم. ويؤيده قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يجني على المرء إلا يده"6. وقد أورد العلامة المجلسي، بان الله أوحى إلى أيوب: "هل تدري ما ذنبك أليَّ حين أصابك البلاء؟ قال عليه السلام: لا، قال تعالى: "إنك دخلت إلى فرعون فداهنت في كلمتين"7.

المحور الثاني: ألوان الذنوب وأنواع المصائب:

ففي هذا المحور نستفيد آمرين، الأول: يعزز الفكرة السابقة وهي الروابط بين الذنوب والمصائب والثاني: انه ليس كل ذنب يؤدي إلى كل مصيبة وليست كل بلية هي نتيجة لكل معصية بل هناك ذنوب ينتج عنها مصائب محددة وهذا ما نستفيده من مجموعة من الروايات والأدعية، وشاهدٌ على ذلك ما جاء في دعاء كميل بن زياد المروي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام تعرض عليه السلام لذكر مجموعة ذنوب وما ينتج عنها من مصائب معينة حيث قال عليه السلام: "اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء" فمما لا شك فيه أن هتك العصم ونزول النقم وغيرها، هي أنواع من البلاءات بالمعنى العام وهي نتيجة لذنوب مختلفة اقترفها الإنسان فمن الذنوب التي تنزل النقم التطاول على الناس والاستهزاء بهم، ومن الذنوب التي تنزل النقم كفران النِعَم، وترك الشكر، ومن الذنوب التي تمنع الإجابة سوء النية وخبث السريرة، والنفاق مع الإخوان، وتأخير الصلوات المفروضات، ومن الذنوب التي تنزل البلاء ترك إغاثة الملهوف وترك معاونة المظلوم8.

المحور الثالث: أخطر الذنوب ما جّر الذنوب.

هناك أنواع من الذنوب في غاية الخطورة حيث تفتح على الإنسان أبواب المعصية ومؤدى ذلك الشرك والكفر بالله تعالى وإقفال أبواب العودة والرجاء(التوبة) لأنها ذنوب تهتك العصم منها شرب الخمر واللعب بالقمار ومجالسة أهل الريب وتبرير الذنب و....، وفي الخاتمة: أنقل هذه القصة التي أوردها مجموعة من أرباب التفسير وخلاصتها: انه كان في بني إسرائيل عابد يقال له برصيصا قد عبد الله تعالى زماناً من الدهر إلى درجة كان يؤتى بالمجانين فيبرؤون على يديه، وذات يوم جيء بامرأة مجنونة -وهي على حُسَنْ- فوسوس له الشيطان فوقع عليها ولما استبان حملها قتلها ودفنها فجاءوه إخوتها واستنزلوه فاقرَّ لهم بفعله فأُمر به فَصُلب، ولما رُفع على خشبته تمثَّل له الشيطان قائلاً: إطعن فيما أقول أخلَّصك مما أنت فيه، قال: نعم، فأمره أن يسجد له سجدةً واحدة، فقال: كيف أسجد لك وأنا على هذه الحالة ؟! فقال اكتفي منك بالإيماء، ففعل، فكفر9 بالله تعالى وقُتل مشركاً وهو قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ10


1- بحار الانوار –ج15- ص5،و اصول الكافي –ج -ص 6،
2- الكافي - الكليني –ج2-ص252
3- الشورى 30
4- آل عمران 165
5- الروم 41
6- تفسير الثقلين –ج4-ص209
7- بحار الانوار ج75-ص380
8- ماذكر من اسباب هو مضمون ماجاء في الاحاديث.
9- مجمع البيان ج9-ص265 وتفسير روح البيان ج9-ص446 وتفسير القرطبي ج9 6518
10- الحشر 16

17-09-2013 | 10-10 د | 3106 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net