الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الرؤية تربوية في تعليم الأحكام
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم


كنت قبل 15 عاماً أدرس الأخوات الأحكام. في أحد الأيام وبعد انتهاء الحصة الدراسية أتت إحدى الأمهات وسألت: "هل يجب على المرأة من الناحية الشرعية أن تقدم حقوقها المكتسبة لزوجها؟ " قلت لها: "يجب على الزوج أن يتكفل مصاريف زوجته من المنزل والنفقة ونفقات الحياة. ولا يجب على الزوجة اعطاء حقوقها المكتسبة (المعاش) إلى زوجها حتى وإن كانت تعمل وتحصل على المال، ولكن قد يؤدي عدم اعطاء هذه الحقوق للزوج إلى وجود مشاكل متعددة لا بل وايجاد نوع من الكدورة بين الزوجين".

عندما تلفظت بهذه العبارات الأخيرة ظهر عليها الغضب وبدأت الدموع تنهمر من عينيها وقالت: "صحيح، حَلَّت الخلافات بيننا وابتعدت الحياة الهادئة الجميلة عن منزلنا لأن زوجي يقول لي: يجب أن تعطيني الأموال التي تحصلين عليها من التعليم. رفضت اعطاءه المال، مما دفعه إلى الغضب ومن ثم هددني بانفراط عقد الحياة المشتركة بيننا".

قلت لها: "كم المدة التي تتوقعين أن تعملي فيها فيما تبقى من حياتك، وكم هي المدة التي ستبقين قادرة على تحصيل الأموال؟ ".
قالت: "حوالى 50 سنة".
قلت لها: "ما هو مقدار الحقوق التي تحصلين عليها في الشهر وكم عدد أبنائك؟ ".
قالت: "أحصل في الشهر على 3 آلاف تومان وعندي 3 أبناء".
قمت بعملية حسابية في حضورها وقلت لها: "سيبلغ مقدار الأموال التي ستحصلين عليها 3,600,000 تومان. هل أنت حاضرة بسبب هذا المقدار من المال أن تضحي بحياتك وبأبنائك؟ " أجابت بصدق: "لا".

ثم قلت لها: "لا يجب عليكِ إعطاء الأموال لزوجك، وزوجك لا يقوم بعمل جيد، لا بل ظلمكِ بعمله هذا، إلا أنني أطلب منك ان تسامحي بهذه الحقوق لتحصلي على حياة هانئة هادئة مطمئنة وجميلة مقابلها، على أمل أن تتغير نظرة الزوج يوماً إلى الحياة فينظر نظرة أكثر واقعية".
وأنتن أيتها الأمهات تدركن جيداً أن لا شيء هام عند الأبناء بالأخص البنات كالأمهات اللواتي يملأن قلوب أبنائهن محبة وحناناً.
بعد هذه العبارات مسحت تلك الأم عينيها وقالت: إذاً لأعود لبناء حياتي من جديد إلى جانب أبنائي.

والأهم من ذلك أن تلك السيدة رجعت إليّ بعد عدة أيام لتقول لي إن زوجها قد أصبح حسن الأخلاق في معاملتها بعد أن اطلع على ما قررت.
الهدف من سرد هذه القصة هو القول بضرورة امتلاك رؤية تربوية ارشادية عند تعليم الأحكام، فلا نكتفي بمجرد بيان الأحكام والاجابة على المسائل الشرعية، لأن ذلك قد يؤدي في بعض الحالات إلى بروز مشكلات عديدة.

لو كان يمكن الاكتفاء ببيان الحكم الشرعي فما الذي سيحل بمصير تلك السيدة. لو قلت لها أن الحكم الشرعي هو أن يدفع زوجك نفقات الحياة وأموالك هي لكِ فقط دونه. أليس من المتوقع أن يؤدي مجرد اعطاء الجواب الشرعي في هذه الحالة إلى إيجاد فتنة.
ألا يجب علينا عند توضيح الأحكام الشرعية أن نلتفت إلى الجوانب النفسية والصحية والتربوية؟ وغيرها من الجوانب ذات الصلة بالأحكام.


* مهدي فاطمي

12-02-2014 | 14-09 د | 1607 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net