الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أُمُّ البنين الوفيّة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

كانت أمّ البنين كما أرادها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام - وبشهادة عقيل ـ من أصل كريم، وفرع قويم، ومن خيرة النساء الفاضلات، المعتقدات بحقّ أهل البيت عليهم السلام، وكانت مُخلصة في ولائها لهم، ممحّضة في مودّتهم ومحبّتهم، حتّى حَظَتْ عندهم بالجاه الوجيه، والمحلّ الرفيع، والمقام المنيع.ثمّ إنّه على أثر إخلاص السيّدة أمّ البنين في ودّها ومحبّتها بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذريّته الطيّبين، وما قدّمته من عناية ورعاية لأبناء الزهراء عليها السلام وما عرفته لهم من الحقوق التي فرضها الله تعالى لهم على عباده من السمع والطاعة، والتبجيل والتكريم، خصّها الله تعالى بمقام شامخ وجعلها باباً من أبواب الحوائج، كما خصّ ولدها العباس عليه السلام بذلك أيضاً، حيث جعله عليه السلام باباً للحوائج، وملجأ في المهمّات والمصاعب، فما رجاها طالب حاجة، أو قصدها صاحب همّ وغمّ، ونذر لله تعالى أن يهدي لروحها شيئاً من الدعاء والصلاة، والبرّ والخيرات، إلاّ وقضى الله تعالى له حاجته، وفرّج عنه همّه وغمّه، كلّ ذلك إكراماً من الله تعالى للسيّدة أمّ البنين عليها السلام مقابل إخلاصها ووفائها، ولقد زارتها السيّدة زينب الكبرى عليها السلام ـ على ما نقل من مجموعة الشهيد الأوّل ـ بعد وصولها إلى المدينة، أي عند عودتها من سفرة كربلاء المفجعة، وذلك لتعزّيها بأولادها الأربعة الذين استشهدوا بين يدي إمامهم الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، كما كانت تزورها أيّام العيد أيضاً، وهذا ممّا يدلّ على علوّ مقام هذه الأم المباركة أمّ البنين، وسموّ منزلتها عند أهل البيت عليهم السلام ، كيف لا وقد كانت أمّ البنين بمنزلة الأمّ للسيّدة زينب عليه السلام وأختها أمّ كلثوم، وشقيقيها الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام فإنّها حين جاءت إلى بيت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عاملت أبناء الزهراء عليها السلام معاملة الأم الحنون، وكانت لهم كما تكون الأم العطوفة لأولادها، بل وأكثر، فإنّها كانت ترى نفسها فخورة بخدمتهم، ولذا كانت تقدّمهم على أولادها، وتعتني بهم أكثر ممّا تعتني بأبنائها، وترى القيام بشأنهم واجباً عليها، وفريضة كتبها الله في ذمّتها، فإنّهم قربى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين أوجب الله تعالى على العباد مودّتهم ومحبّتهم، وتبجيلهم وإكرامهم.حتّى روي أنّها لمّا زُفّت إلى بيت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام صادفت الإمامين: الحسن والحسين عليهما السلام مريضين، فأخذت تمرّضهما، وتقوم برعايتهما، وتلاطفهما في القول، وتطيّب لهما في الكلام، حتّى عوفيا من مرضهما، وبرئا من علّتهما.ثمّ إنّها ـ على ما قيل ـ طلبت من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أن يعهد إلى أهل بيته بأن لا يدعوها أحد بعد ذلك باسمها: "فاطمة" مخافة أن يتذكّر أبناء الزهراء عليها السلام أمّهم، فيتجدّد لهم حزنهم، ويعود عليهم مصابهم، ويتذكّروا غصصهم وأشجانهم، وإنّما أرادت منه أن يدعوها بكنيتها "أمّ البنين" وكذلك فعل. فإنّ أمّ البنين لمّا جاءت في بيت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كانت له ولأولاده كما رجاها أبوها حزام، وأمّها ثمامة، وكما وصفها عقيل بن أبي طالب، فإنّها عاشت معه زوجة وفيّة، وقرينة كريمة، وربّة بيت مدبّرة، وأمّاً حنوناً لأولاده ذريّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ثمّ إنّها أنجبت له بنيناً أربعة، أوّلهم وأفضلهم: قمر العشيرة أبو الفضل العباس عليه السلام، وثانيهم: عبدالله، وثالثهم: جعفر، ورابعهم: عثمان، وتحقّق صدق كنيتها: أمّ البنين، بهؤلاء الأشبال الأربعة، بل الأسود البواسل، حيث إنهم وخاصّة أبو الفضل العباس عليه السلام، قد ورثوا الشجاعة من أبيهم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ومن أمّهم فاطمة الوحيدية الكلابية، فقد كانوا لأخيهم الإمام الحسين عليه السلام مطيعين موالين، وفي حبّهم له من المخلصين الصادقين.

06-05-2014 | 12-34 د | 1380 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net