الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1146 - 22 رجب 1436 هـ - 11 أيار 2015 م
خصائص البعثة النبوية في فكر الإمام الخامنئي دام ظله

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف
 التعرّف على خصائص وقصة البعثة النبوية المباركة.

المحاور
قصة بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
خصائص البعثة الشريفة.
ضرورة العمل وفق رسالة البعثة النبوية

تصدير
 قال الله تعالى: ﴿ بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.
 
قصة بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
مدخل: إنّ الله تعالى لم يخلُق الإنسان ويتركه مهملاً ضائعاً بلا رعاية ، بل جعل له الوحي وسيلة لتعريفه بنفسه، وبربِّه، وبخالقه، وبعالمه، وسبيلاً إلى هدايته، لتنظيم حياته ، وتعامُله مع أبناء جنسه ومجتمعه.
 
وهكذا شاء اللطف الإلهي والعناية الربَّانية للعباد أن يختار لهم أفراداً مخصوصين ومؤهّلين لحمل الرسالة، وتبليغ الأمانة إلى البشر، فكان الأنبياء والرسل . قال الله تعالى : ﴿ اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [1]
 
البعثة الشريفة
 كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أواخر العقد الثالث من عمره الشريف يلقى إليه الوحي عن طريق الإلهام والإلقاء في نفسه، والانكشاف له من خلال الرؤية الصادقة، فكان يرى في المنام الرؤية الصادقة، وهي درجة من درجات الوحي . جاء في العديد من المصادر أنّ أول ما بدئ به رسول الله ( ص) من الوحي الرؤية الصادقة ، فكان لا يرى رؤياً إلاّ جاءت مثل فلق الصبح. ثمّ حبَّبَ الله إليه الخلاء، فكان يخلو بِغار حراء، وهو كهف صغير في أعلى جبل حراء، فكان صلى الله عليه وآله وسلم ويتعبَّد فيه ويذكر ربّه تعالى، وينقطع عن عالم الحِسِّ والمادَّة، ويستغرق في التأمّل والتعالي نحو عالم الغيب والملكوت، والاتجاه إلى الله تعالى.
 
وحينما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم الأربعين من عمره ، عام (13) قبل الهجرة (610 م) ، أتاه جبرائيل في غار حراء، فألقى إليه كلمة الوحي، وتفيد الروايات أنّ أوَّل آيات القرآن الكريم التي قرأها جبرائيل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي: ﴿بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ... [2]
 
وبعد تلقِّيه صلى الله عليه وآله وسلم ذلك البيان الإلهي، عاد النبي إلى أهله، وهو يحمل كلمة الوحي، ومسؤولية حمل الأمانة التي كان ينتظر شرف التكليف بها، فعاد واضطجع في فراشه، وتدثَّر ليمنح نفسه قِسطاً من الراحة والاسترخاء، ويفكِّر ويتأمل فيما كُلِّف به. فجاءه الوحي ثانية، وأمره بالقيامِ وتَركِ الفراش، والبدء بالدعوة والإنذار، إذ جاء هذا الخطاب في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ[3]
 
فانطلق مستجيباً لأمر الله تعالى، مبشِّراً بدعوته، وكان أول من دعاه إلى سبيل الله زوجته خديجة بنت خويلد ( رض) ، وابن عمِّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي كان في العاشرة من عمره ، فآمَنَا به، وصدَّقاه فكانت النواة الأُولى لبدء الدعوة الإلهية الكبرى .
 
فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يختار أصحابه فرداً فرداً ، ولم يوجِّه دعوته إلى الجميع في تلك المرحلة، إلى أن جاء الأمر الإلهي: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [4]
 
خصائص البعثة الشريفة
يذكر الإمام الخامنئي عدة خصائص[5] للبعثة الشريفة أهمها:

حاجة البشرية إلى البعثة المباركة: يقول الإمام الخامنئي: إنّ البعثة النبوية وقعت في فترة فراغ روحي ومعنوي، فالبشرية كانت بحاجة إلى تلك البعثة العظيمة، والله بحكمته البالغة جعل هذه البعثة والحادثة العظيمة في منطقة؛ بحيث أصبحت المفاهيم الحقيقية لهذه البعثة معروفة في تلك الأيام وبقيت مصونة ومحفوظة على مدى تاريخ البشرية، ودون أن تتلّوث أو أن تندسّ فيها المفاهيم المتداولة والرائجة تلك الأيام.

خلود الدين الإسلامي: يقول الإمام الخامنئي: إنّ من خصائص بعثة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم أنّها دائمة وخالدة للبشرية، أي بإمكان المعارف القرآنية ملء الفراغ المعنوي في الحياة البشرية في كل الأحوال، فهناك قوة خاصة تكمن في المعارف الإسلامية وبوسعها أن تملأ ــ تحت أية ظروف ــ الفراغ المعنوي والروحي وتتيح للبشرية الحياة في مناخ روحي ومعنوي.

العقلانية والمنطقية: يقول الإمام الخامنئي: إنّ من شروط انتشار دعوة بين الشعوب والملل هو أن تكون الدعوة منطقية ومعقولة، فإنّ أيّ حديث يفصل الإسلام عن المنطق والعقل هو مانع لانتشار الإسلام. فعلى المفكّرين والمنظّرين في القضايا والشؤون الإسلامية أن يتوجّهوا لهذه النقطة وهي أنّ الإسلام هو دين المنطق والعقل، وأنّ العقل السليم والفطري يستوعبه ويفهمه ويتقبّله بسرعة، طبعاً ليس بمعنى أنّه لابُدّ من برهان عقلي لكل حكم من أحكام الإسلام، مثلاً لماذا تكون صلاة الصبح ركعتين، فيلزم دليل عقلي عليه، كلا ليس بهذا المعن، ولا بمعنى لزوم وجود أي شيء يفهمه ويدركه لعقل في الإسلام، بل بمعنى إمكانية الدفاع عن المعارف الإسلامية الثابتة والمقبولة من قبل أهل الخبرة والفن في الإسلام في أي محيط عقلي وعلمي. فالمنصفون وأهل العلم والعقل والمنطق والاستدلال يمكنهم استيعاب وقبول جميع المعارف الإسلامية، وهذه من خصائص الإسلام؛ انه مطابق للعقل والمنطق. فان سعى أناس لإفراغ الإسلام من هذه الخصيصة سواء إعلامياً بأن يقولوا: إن هذه المعارف مخالفة للعلم والعقل، أو عملياً بأن ينسبوا ما ليس في الإسلام وما ليس موافقاً للعقل السليم إلى الإسلام فإنّهم لم يدعموا الإسلام بل عرقلوا انتشاره.

المعنوية والإلهية: يقول الإمام الخامنئي: من خصائص الإسلام أنّه معنوي والهي، أي أنّه خلافاً لما ينسب إلى بعض الأديان من غلبة الجانب المعنوي على الجانب الدنيوي، لكن الإسلام ليس كذلك. إنّ الإسلام يرى أنّ الدنيا جزء من الآخرة، فحياتكم وتجارتكم وتحصيلكم للعلم وعملكم الإداري والسياسي هي حياة دنيوية لكنها جزء من الآخرة. وبالرغم من اهتمام الإسلام بالأمور الدنيوية؛ إلا أنّ الإسلام في الوقت نفسه دين المعنويات. ففي الإسلام يجب أن تتّجه القلوب نحو الله، ويجب أن تكون النيّات خالصة للّه، فهذه من خصائص الإسلام ومن وسائل نشر الإسلام.
 
ضرورة العمل وفق رسالة البعثة النبوية:
يؤكّد الإمام الخامنئي على ضرورة التربية على ضوء البعثة الشريفة[6] فيقول:

إنّ بعثة رسول الإسلام العظيم صلى الله عليه وآله وسلم منعطف مهم في تاريخ البشرية، والحاجة الأهم للمجتمع الإسلامي اليوم هي العمل برسالة البعثة وجعل العقل معياراً، وتحكيم الفضائل الأخلاقية، والارتكاز إلى الانضباط القانوني في المجتمع، وواجبات النخبة والشخصيات البارزة على هذا الصعيد مهمة جداً.

التربية العقلانية والبعثة النبوية:
أبارك للأمة الإسلامية عيد المبعث النبوي الكبير، وأعتبر التربية العقلانية والتأكيد على التعقّل والتدبّر الجانب الأهم من رسالة البعثة النبوية، فأول ما قام به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هو تسويد العقلانية في المجتمع الإسلامي؛ لأنّ تنمية القدرة على التفكير وقوة العقل في المجتمع هي حلاّلة جميع المشكلات وكابحة لجماح النفس وممهِّدة الأرضية لعبودية الإنسان.

التربية الأخلاقية والبعثة والنبوية:
أمّا التربية الأخلاقية كجزء ثانٍ من رسالة البعثة، فقد تجلّت في شياع الفضائل الأخلاقية كالهواء النقي اللطيف الذي يوفّر الأرضية للحياة السليمة، ويصدّ الإنسان عن الحرص والجهل وطلب الدنيا وسوء الظن بالآخرين، ولهذا تتقدّم في الإسلام التزكية والتنمية الأخلاقية على التعليم.
 
التربية والانضباط القانوني:
إنّ التربية والانضباط القانوني هما الجزء الثالث من رسالة البعثة، فريادة رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم في العمل بأحكام الإسلام ودساتيره، كل هذه الأحوال، تعدّ مؤشّرات ومعايير للمجتمع الإسلامي، وساحة الحياة مشهد لاختبار البشر.


[1] الحج، 75.
[2]العلق : 1 - 5.
[3] المدثر : 1 - 4.
[4] الشعراء : 214
[5]  من خطاب لسماحته بذكرى المبعث النبوي الشريف في 27 رجب 1414 هـ / طهران.
[6]  من كلمة لسماحته في ذكرى المبعث النبوي الشريف، 20/07/2009

15-05-2015 | 14-26 د | 2628 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net