الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1148 - 06 شعبان 1436هـ - 25 أيار 2015م
ثواب وواجبات المنتظرين للإمام المهدي (عج) في ظل التحدّيات الراهنة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ثواب وواجبات المنتظرين للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في ظل التحدّيات الراهنة

الهدف:

 التعرّف على مفهوم الانتظار وواجبنا في عصر الغيبة.

محاور الموضوع
- مفهوم الانتظار وحقيقته
- كيف نربّي أنفسنا على الانتظار؟
- الانتظار والعلاقة الوجدانية بالإمام
 
تصدير الموضوع:
 جاء في دعاء العهد المتضمّن تجديد العهد بالإمام المهدي عليه السلام فجر كل يوم: «اللهم بلـّـغ مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه عن جميع المؤمنين والمؤمنات، في مشارق الأرض ومغاربها،... اللهم إني أجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهداً وعقداً وبيعة في رقبتي،... واجعلني من أنصاره وأشياعه والذابــين عنه، واجعلني من المستشهدين بين يديه... اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة»1.
 
مفهوم الانتظار وحقيقته

الانتظار يطلق عادة على حالة من يشعر بعدم الارتياح من الوضع الموجود، ويسعى إلى إيجاد الوضع الأفضل والأحسن، ويمكن القول أن الانتظار مركب من أمرين:
 الأول: عدم الانسجام مع الوضع الموجود.
 والثاني: السعي للحصول على الأفضل.


 ولهذا فانتظار الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يلازمه عدم الرضا والانخراط بالواقع المنحرف أو الفاسد، والقيام بواجب الاصطلاح ومواجهة كل أشكال وأنواع الفساد والانحراف والباطل، مهما غلت التضحيات، وهو ما يستدعي شمولية في تربية المنتظرين. ولهذا نلاحظ أنّ الروايات قد وصفت الانتظار بالعبادة، والمنتظرين بالمجاهدين والشهداء بين يدي رسول الله ( ص). وعلى هذا الأساس نرفض المبدأ الذي اعتبر أن الانتظار يرتكز على مبدأ الاستسلام أمام الفساد والظلم والانحراف، واليأس من إصلاح العالم ونشر العدل قبل ظهوره، بل إنّ الفساد والظلم من أسباب الظهور بحسب أصحاب هذه المقولة.

كما يجب أن نعتمد على المبدأ الذي اعتبر أن الانتظار باعث على التحرّك لا الركود وعامل وعي ويقظة، ويطلق عادة على حالة من يشعر بعدم الارتياح من الوضع الموجود، ويسعى لإيجاد الوضع الأفضل والأصلح، وأنه يخلق روح المسؤولية، وباعث للأمل، ومصداق للعبادة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل العبادة انتظار الفرج)2، بل لقد تحدّثت الروايات عن أن الانتظار في توأم مع الجهاد.

سأل شخص الإمام الصادق عليه السلام: ماذا تقول فيمن مات وهو على ولاية الأئمة بانتظار ظهور حكومة الحق؟ فقال عليه السلام: هو بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه- ثم سكت هنيئة- ثم قال: هو كمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 3.

وفي رواية، أنه بمنزلة المجاهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأنه بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 
أهمية الثبات على الدين في عصر الغيبة

من أهم التكاليف الشرعية في عصر الغيبة هو الثبات على العقيدة الصحيحة بإمامة الأئمة ألاثني عشر وخصوصاً خاتمهم وقائمهم المهدي عليه السلام، كما يتوجّب علينا عدم التأثّر بموجات التشكيك وتأثيرات المنحرفين مهما طال زمان الغيبة أو كثرت ضروب المشكّكين، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  قال: (والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبنّ القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس ما لله في آل محمد حاجة ويشك آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً يشككه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني)4. وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة)5.
 
كيف نربّي أنفسنا على الانتظار؟

 إن المنزلة الرفيعة والخاصة للمنتظرين – في الأخبار والروايات – ترتبط بالوظيفة الملقاة على عاتقهم والتكاليف الواجبة عليهم تجاه الرسالة والمجتمع والأمة؛ لناحية التمهيد، وحفظ الدين، والدفاع عن الأعراض والأموال والكرامات والأوطان، وتشييد أسس الدولة المهدوية الموعودة والعادلة وهذا ما يستلزم تربية النفس والمجتمع على عدة أمور، طبعا بعد التسليم بسلامة العقيدة، وقوة الإرادة والإيمان، وثباتها، في ساحتي النظر والعمل. فإن انتظار مصلح عالمي كالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يتطلب تربية تنسجم في مبادئها ومعاييرها مع هذه العالمية والشمولية، لأن أول وأكثر ما يحتاجه هذا التحّول العالمي هو الاستعداد التام والشامل للأفراد والمجتمعات وعلى مختلف المستويات البنيوية والسياسية والعسكرية والعلمية، ولهذا ينبغي الالتفات إلى الأمور التالية:
- الثبات على الدين وقوة الإيمان والعقيدة.
- الاستعداد النفسي والروحي للتضحية.
- الاستعداد الجهادي والفكري والسياسي.
- إصلاح المجتمع وتماسكه وتآلفه وإحياء روح الجماعة في مختلف المجالات.
- عدم الذوبان في المحيط الفاسد ومواجهة كل أشكال الظلم.
- الاهتمام الشامل بالبنية الجهادية والعسكرية على مستوى الأفراد والتشكيلات والمعدات.
- طاعة نائب الإمام (الولي الفقيه).
 
الظهور مرحلة العمل والجهاد والتضحية

مرحلة الظهور هي مرحلة المهام والمسؤوليات الجسام، فالمسألة ليست فقط أن نمني أنفسنا برخاء زمن الظهور ونعيم ذلك الزمن، لا بل هناك مسؤوليات تترتب علينا. مسؤوليات تترتب على المؤمنين، بالأخص وكما تعلمون أن الإمام سيتولى شأن العالم، لكن هذا حينما يظهر ويبدأ بالتدريج بمسح الكفر ونشر الإسلام، جيوش وقتال، عمل دؤوب، إرسال الناس إلى أطراف البلاد، تعليم، يعني هل نتصور أن الصين مثلا ستدخل في طاعة الإمام وأنهم سيصبحون في ليلة واحدة عارفين بأحكام الله ومطيعين وقارئين للقرآن؟ إنهم يحتاجون إلى من يعلمهم وإلى من يرشدهم.

فالمسألة ليست فجائية، بل علينا أن نعدّ أنفسنا لذلك اليوم من الآن. الإمام إذا أراد مجموعة من النساء المؤمنات لتعليم نساء بلد ما فإنه يُرسل إليهنّ امرأة، لكن ليست امرأة جاهلة ليس لها معرفة بالأمور الشرعية، أبداً، نعم الإمام يستطيع بمعجزة أن يحوّلها إلى عالمة، هذا ممكن، إلاّ أن الأمور لا تجري بالمعاجز دائماً. فإذا كانت المرحلة القادمة هي مرحلة المسؤوليات فعلينا إذن أن نعدّ أنفسنا لهذه المسؤوليات ثقافياً ونفسياً وعسكرياً.
 
الانتظار والعلاقة الوجدانية بالإمام

إنّ المعرفة والبيعة والولاء ترتكز على سموّ الروح وصفائها، والانجذاب العاطفي نحو الإمام، وهذا ما يقتضي زيارته والدعاء الدائم له عجل الله تعالى فرجه الشريف. فقد ورد من الناحية المقدّسة على يد محمّد بن عثمان في آخر توقيعاته عجل الله تعالى فرجه الشريف: «وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم»6 ومن ذلك الدعاء المعروف (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن...) فنحن مأمورون بالدعاء للإمام.

ولعل ذلك من أجل بقاء الصلة والرابطة العاطفية مع الإمام، ولعل في ذلك أيضاً آثاراً أخرى نحن لا نعلمها. فعن يونس بن عبد الرحمن قال: إن الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا الدعاء: (اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك بإذنك الناطق بحكمتك وعينك الناظرة في بريتك وشاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد العائذ بك العابد عندك،..... الخ)7.

وقد ورد عن أهل البيت العديد من الأدعية والزيارات الخاصة بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف منها:
- دعاء العهد: وهو الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: (من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة وهو هذا: اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيم، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيع...).
 
- زيارة آل ياسين: وهي زيارة واردة من الناحية المقدسة حيث قال الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف: (إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سَلامٌ عَلَى آلِ يس، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اللَّهِ وَرَبَّانِيَّ آيَاتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ وَدَيَّانَ دِينِهِ...).
 
- دعاء الندبة: حيث يستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة (الفطر، والأضحى، والغدير، ويوم الجمعة) وأوّله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما...)
 
- ما يزار به كل يوم بعد صلاة الفجر:
(اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلايَ صَاحِبَ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا...)8.


1 مصباح الزائر، ص234.
2 كمال الدين وتمام النعمة، ص288.
3 المحاسن، ج1، ص173.
4  بحار الأنوار ج 51 ص 68 ح 10
5 كمال الدين ج 1 ص 303 ح 14
6 الغيبة للشيخ الطوسي : 293
7 مصباح المتهجد ص 409
8  مفاتيح الجنان؛ وذكره صاحب المزار: 662.

29-05-2015 | 11-43 د | 3529 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net