الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
بناء الروح
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

باسمه تعالى

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا *أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا *إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا *إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا1.

إنّ هذه الآيات من سورة المزمل وإن كانت خطاباً إلهيًا للنبي الأكرم (ص) إلا أنه كذلك خطاب لنا، وهي باختصار تتحدث عن مؤثرية النمو الروحي والتربية الروحية في النجاح بأداء الوظائف الفردية.

فلئن كان رسول الله (ص) قد احتاج إلى أن يرشده الله إلى تلك العلاقة بين خلوه بربه في الليل من خلال الصلاة وتلاوة الكتاب الكريم ليغذي روحه لتصبح أكثر قدرة على تلقي الوحي والقول الثقيل؛ فإن هذا يشير أن ثمة تلازمًا بين الإعداد الروحي والنجاح في تحمل المسؤولية العظمى، فالأول ممر ومقدمة ضرورية للثاني.

فلا بد لمن يتحمل المسؤوليات الجسام من أن يعمل على استدرار المدد الإلهي منه تعالى  إذ أن الله تعالى هو مصدر كل قوة ومعين كل مدد ومن وسائل ذلك قيام الليل؛ فبصلاة الليل والمناجاة وتلاوة القرآن يقوي الإنسان الرابطة به تعالى وبتقوية هذه الرابطة يستمد الهدى حيث ينير الله بصيرته ويريه عورات الطريق وعوائق المسالك.

وكذلك فإذا ما أراد الإنسان أن يصلح ما بينه وبين الخلق أن يعمد إلى إصلاح ما بينه وبين الله فكما ورد في الروايات إذا ما أصلح العبد ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

وحتى الذين يقومون بمهام الإصلاح العام فإن لهذا الإصلاح للعامة من الخلق ممرًا إلزاميًا وضروريًا وهو إصلاح النفس؛ فتخيير الجماعة يبدأ بتغيير الفرد، وتغيير الفرد يبدأ من تغيير الباطن.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِم2.

فالتنمية والتربية الروحية التي نقصد بها تلك الصلة الداخلية والقلبية بين المؤمن وربه، وذلك الاتصال العاطفي والنفسي بالله تعالى، حبًا وإخلاصًا.

وبذلك يظهر أنه وإن كان الإسلام حض على حسن العشرة والمعاملة للناس، إلا أن هذا مظهر باطنه تلك الخلفية الإيمانية المتأتية من الرابطة بين العبد وربه، وحتى لا يحصل اشتباه فإن التأكيد على أهمية بناء الباطن والتربية الروحية لا نقصد به عزله عن الجوانب الأخرى وبشكل مستقل عن تلك الجهات في الشخصية الإسلامية، فالتأكيد على تربية المضمون الروحي باعتباره جزءًا من كل وله الأولوية والمؤثرية في غيره.

ولا نغالي إذا ما قلنا إن السبب الاساس في حالات الانحطاط الإنساني والتراجع في المعاملات بين الناس يرجع إلى انخفاض المستوى الروحي عند الأفراد.

فالارتباط بالله ورؤية حضوره والشعور برقابته وشهوده لظواهرنا وبواطننا هو المحفز الرئيسي على الاستقامة في السلوك وفي العلاقات مع أبناء جلدتنا.

فالعنصر الاساس الذي يضمن مستوى عال من الاستقامة في العلاقات الإنسانية هو مستوى الارتباط بالله سبحانه وتعالى.

وهو الركن الاساس من تقوية روح الثبات وبناء قدرة التحمل والمقاومة في الأزمات وأوقات المحن وكذلك عندما تهب عواصف الشبهات والشهوات.

الحمد لله رب العالمين


1- سورة المزمل، الآيات 1-8.
2- سورة الرعد، الآية 11.

31-07-2015 | 17-29 د | 1558 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net