الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1163- 22 ذو القعدة 1436هـ - 07 أيلول 2015م
زواج علي من فاطمة في السماء قبل الأرض

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف:
بيان الزواج النموذجي والقدوة لكل زوج وزوجة.

المحاور:
-  توطئة.
1- لا فضل في التبتل.
2- رضي الله فاطمة لعلي ورضيه لها.
3- اللبنة الأولى في سعادة الأسرة الكفاءة بين الزوجين.
4- زواج علي من فاطمة في السماء قبل الأرض.
5- نعم الزوجان.
6- خاتمة في التعاون المنزلي.

تصدير:
 نادى منادٍ من تحت العرش: "ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألا اني أشهدكم أني قد زوجت فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من علي بن أبي طالب رضى مني بعضهما البعض"1

توطئة:
التزاوج بين الذكر والأنثى حاجة ضرورية لإشباع الجانب الغريزي في كليهما كحاجتهما الى الطعام والشراب لرفع ألم الجوع والعطش، فالشعور بإحتياج الجنس إلى الجنس الآخر أمر فطري طبيعي في المخلوقات فلا قدرة لها على منع ذلك الشعور أو العمل على عدم الإحساس بها، فلا سبيل لها إلا إشباعها من طريق الزواج، مضافا إلى أن الضمانة لإستمرارية الحياة وديمومتها لا تتحقق إلا من خلال التناسل والتكاثر وليس من البعيد أن يقال إن ضمانة البقاء والإستمرار في الوجودات تستدعي إيجادها مفطورة على الغريزة الجنسية وحب الشهوة في الجنسين للجنسين، من هنا عمد الشارع إلى وضع القوانين لتنظيم هذه العلاقة بينهما، ولم نجد في المخلوقات إستثناءا واحدا خارج هذا القانون ببعديه التكويني أو التشريعي، بمعنى أنه لم يخلق أحد من دون شهوة فيما له قابلية الشهوة أو أنه لا يشمله قانون الزواج. وكذلك لا فرق في النوع الإنساني بين فرد وآخر إذ يقول الله تعالى "من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا"2  وقال تعالى أيضا "ولقد أرسلنا رسلا من قبلكم وجعلنا لهم أزواجا و ذرية"3

1- لا فضل في التبتل:
من ترك التزويج فقد خالف الفطرة ووقع في الفتنة وعرض نفسه للهلاك وإن مات وهو عازب فعد من شرار الموتى، فقد سأل النبي رجلا اسمه عكاف: ألك زوجة؟ قال: لا يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ألك جارية؟ قال: لا يا رسول الله، قال: أفأنت موسر؟ قال: نعم، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): تزوج وإلا فأنت من المذنبين وفي رواية: (فأنت من رهبان النصارى وفي رواية ثالثة فأنت من إخوان الشياطين)4.

و سألت إمرأة أبا جعفر فقالت: أصلحك الله إني متبتلة فقال لها: وما التبتل عندك؟ قالت لا أريد التزويج أبدا، قال: لم، قالت: أتلمس في ذلك الفضل، فقال: انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة (عليها السلام) أحق به منك، إنه ليس أحد يسبقها إلى الفضل5.

2- رضي الله فاطمة لعلي ورضيه لها:
روى العلامة المجلسي (أعلى الله مقامه) عن أمالي الطوسي عن الشيخ المفيد بسنده عن الضحاك بن مزاحم قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول... فأتيته (رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)) فلما رآني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضحك ثم قال: ما جاء بك يا أبا الحسن حاجتك؟ فقال (عليه السلام): فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي صدقت فأنت أفضل مما تذكر، فقلت يا رسول الله فاطمة تزوجنيها، فقال: يا علي إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت لها فرأيت الكراهة في وجهها، لكن على رِسِلك حتى أخرج إليك.

فدخل عليها فقامت فأخذت رداءه ونزعت نعليه وأتته بالوضوء فوضأته بيدها وغسلت رجليه، ثم قعدت، فقال لها: يا فاطمة، فقالت: لبيك لبيك حاجتك يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه وإنه قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبه إليه، وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟ فسكتت ولم تول وجهها ولم ير فيه رسول الله كراهة؟ فقام وهو يقول: الله أكبر بسكوتها إقرارها. فأتاه جبرائيل فقال: يا محمد زوجها علي ابن أبي طالب فإن الله قد رضيها له ورضيه لها6.

3- اللبنة الأولى في سعادة الأسرى الكفاءة بين الزوجين:
إن أغلب المشاكل الأسرية التي تحصل داخل الأسرة سببها عدم رعاية الكفاءة بين الزوجين على الصعيدين الخلقي والخلقي، ومن أجل ذلك علل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زواج بعض الأشخاص كما أُثر عنه بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أنكحت زيد بن حارثة زينب بنت أبي جحش، وأنكحت المقداد ضباعة بنت الزبير ين عبد المطلب ليعلموا أن أشرف الشرف الإسلام"7.

ولا بأس بالإشارة السريعة الى بعض الصفات التي ينبغي توفرها في الزوجين ليصبحا كفوءين لبعضهما البعض.
الأولى: الدين والخلق المرضيان في الزوج:
جاء رجل الى الحسن يستشيره في تزويج ابنته، فقال: زوجها من رجل تقي فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها8.
الثانية: لا تزوج شارب الخمر: إياك أن تزوج شارب الخمر فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا9.
الثالثة: لا تزوج الشكاك: تزوجوا في الشكاك ولا تزوجوهم، لأن المرأة تأخذ من أدب الرجل وتصير ما على دينه10.
الرابعة: سيء الخلق: عن حسين البشار قال: كتبت الى أبي الحسن (عليه السلام): إن لي قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء؟ قال: لا تزوجه إن كان سيء الخلق11.

وأما صفات الزوجة:
الأولى: ذوات الدين:
أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستأمره النكاح: فقال: نعم، إنكح وعليك بذوات الدين تربت يداك12.
الثانية: أن لا يختارها لجمالها أو مالها: "من تزوج إمرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين"13.
 الثالثة: كثرة المهر: كثرة المهر شؤم فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: "أما شئم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها"14.
الرابعة: الحمقاء: "إياكم وتزوج الحمقاء، فإن صحبتها ضياع وولدها ضياع"15.

وعلى الشباب أن يعلموا بأن المرأة قلادة فلينظر ما يتقلد وليس المرأة خطر لا لصالحتهن ولا لطالحتهن فأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة هي خير من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فليس خطرها التراب، التراب خير منها16.
بعد هذا فلنتطلع جميعا إلى القدوة الصالحة والى المثل الأعلى في اختيار الأزواج على أساس الكفاءة من خلال بيت النبوة الى بيت الإمامة حيث يقول: هبط جبرائيل عليَّ فقال: يا محمد إن الله جل جلاله يقول: لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمة إبنتك كفو على وجه الأرض، آدم فمن دونه17.

4- زواج علي من فاطمة في السماء قبل الأرض:
ما ذكرناه آنفا إنما هو جزء مما شرعه الله من أحكام وآداب لتنظيم عمليه التناكح والتناسل بين الذكر والأنثى و يبقى الإختيار بأيدي الأفراد ولم ينقل في آية أو رواية بأن الله اختار فلان لفلانة وبالعكس في تاريخ البشرية إلا في الزواج الميمون بين علي وفاطمة (عليهما السلام) وهذا ما نقله العلامة المجلسي في بحاره في عدة روايات تشير الى هذا الأمر ومنها ما نقله عن المناقب عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني ملك فقال يا محمد إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول: قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان وأن أهل السماء قد فرحوا لذلك وسيولد منها ولدان سيدا شباب أهل الجنة، وبهما يزين الجنة فأبشر يا محمد فإنك خير الأولين والآخرين18.

5- نعم الزوجان:
من شاء الإطلاع على حقيقة المعاشرة في بيت علي(عليه السلام) بإمكانه أن يعتمد أكثر من سبيل لمعرفة ذلك وأكتفي في المقام بذكر موقفين في تاريخ البشرية، وهاك إليك أولهما، قالت أم سلمة (رض): دعا رسول الله ابنته فاطمة ودعا بعلي، فأخذ عليا بيمينه وفاطمة بشماله، وجمعها الى صدره، فقبل بين أعينهما، ودفع فاطمة الى علي وقال: يا علي نعم الزوجة زوجتك ثم أقبل على فاطمة وقال لها: يا فاطمة نعم البعل بعلك ثم قام يمشي بينهما حتى أدخلهما بيتهما الذي هيء لهما ثم خرج من عندها فأخذ بعضادتي الباب فقال، طهركما الله وطهر نسلكما أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، أستودعكما الله واستخلفه عليكما19.

ومنه نستشرف مستقبل طبيعة الحياة الأسرية الحقيقة في بيت علي (عليه السلام)، والكلام هو الكلام بالنسبة للموقف الثاني وقد نقله لنا الإمام الباقر(عليه السلام) مع ما يختزن من الآلام والتحسر حينما وقف أمير المؤمنين(عليه السلام) على قبر فاطمة(عليها السلام) وهو يؤبنها داعيا لها بقوله: اللهم إني راض عن ابنة نبيك اللهم إنها قد أوحشت فآنسها20.

خاتمة

في التعاون المنزلي:
لا بد من تعاون الزوجين على كل كبيرة وصغيرة لبقاء المودة وديمومة الثقة بين الزوجين ومنها تبادل الخدمات فعن ورام بن أبي فارس في كتابه قال (عليه السلام): أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة، تدخل من أيها شاءت وقال أيضا: ما من امرأة تسقي زوجها شربة ماء إلا كان خيرا لها من عبادة سنة21.

وأما من طرف الزوج فيكفي ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: لا يخدم العيال إلا صدِّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة22.

1- بحار الأنوار ج43 – ص 102
2- الروم 21
3- الرعد 38
4- بحار ج 103 ص 221
5- بحار الأنوار ج 103 ص 219
6- بحار الأنوار ج 43 ص 93
7- بحار ج 103 ص 266
8- مكارم الأخلاق ص 204 وسائل الشيعة ج14 ص 50 باب 28
9- بحار الأنوار ج 79 ص 142
10- بحار الأنوار ج 103 ص 377
11- بحار الأنوار ج 103 ص 235
12- وسائل الشيعة ج 14 ص 21
13- بحار الأنوار ج 103 ص 235
14- بحار الأنوار ج 76 ص 150
15- بحار الأنوار ج 103 ص 237
16- وسائل الشيعة ج 14 ص 17
17- بحار الأنوار ج 43 ص 93
18- بحار الأنوار ج 43 ص 124
19- بحار الأنوار ج 43 ص 132
20- بحار الأنوار ج 103 ص 257
21- وسائل الشيعة ج 14 ص 123
22- بحار الأنوار ج 104 ص 132

11-09-2015 | 11-38 د | 2870 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net