الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1167- 20 ذو الحجة 1436هـ - 05 تشرين الأول 2015م
التهيؤ النفسي والمعنوي للاستفادة من شهر محرم

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف:
الإشارة إلى أهم الخطوات التي تهيئ الموالي للتفاعل والاستفادة من شهر محرم ومجالس أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
 
المحاور:
- مقدمة: التهيؤ للاستفادة من أيام الله عز وجل
- التهيؤ في محرم بالاستعداد للاستفادة من القدوة والنموذج
- الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه قدوة البشرية
- خطوات التهيؤ للاستفادة من شهر محرم وموسم عاشوراء
 
تصدير:
(إنّ هذه المجالس التي تُذكر فيها مصائب سيّد المظلومين عليه السلام وتظهر مظلوميّة ذلك المؤمن الذي ضحّى بنفسه وبأولاده وأنصاره في سبيل اللّه، هي التي خرّجت أولئك الشبّان الذين يتحرّقون شوقاً للذهاب إلى الجبهات ويطلبون الشهادة ويفخرون بها، وتراهم يحزنون إذا هم لم يحصلوا عليها. هذه المجالس هي التي خرّجت أمهات يفقدن أبناءهنّ ثم يقلن بأنّ لديهن غيرهم، وأنّهن مستعدّات للتضحية بهم أيضاً). الإمام روح الله الخميني (قدسره)
 
مقدمة: التهيؤ للاستفادة من أيام الله عز وجل:

ينبغي على المؤمن الموالي أن يهيئ نفسه لمواسم العبادة وأشهر الشعائر الإلهية خلال العام. وهذا لا يعني أن يهمل نفسه في غيرها من الشهور. فالمؤمن يجب أن يكون في حالة تهيئ دائم ومراقبة مستمرة على مدار الأشهر والأيام، بل على مدار ساعات اليوم أيضاً. ولكن ما عنيناه أن هناك مواسم لها خصوصية توجب مزيد تهيئ واستعداد، حيث إن هذا التهيؤ الزائد يوجب أقصى استفادة منها لما لها من الامتيازات، ولكون الباري تعالى يدخر فيها جوائز وهدايا مكافئة للعبد على مزيد عنايته واستفادته منها. كشهر رمضان وشهري رجب وشعبان.

ومن ضمن هذه الأشهر شهرا محرم وصفر، حيث إنهما شهرا الحزن على مصاب أهل البيت (عليه السلام)، وشهرا التفاعل مع سيرتهم وأخلاقهم وتضحياتهم. وإذا كان شهر رمضان هو شهر كف النفس عن الشهوات وشهر العبادة والمناجاة، فإن شهري محرم وصفر هما شهرا التحلي بصفات ولي الله والتشبه به والإغتراف من شمائله وتوطين النفس على الجهاد والصبر والتحمل والتضحية والذوبان في الله عز وجل عشقاً، كما فعل ولي الله في الأرض أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) ومن معه.
 
التهيؤ في محرم بالاستعداد للاستفادة من القدوة والنموذج:

يتعلم الإنسان ويترقى بشكل أفضل فيما إذا تمثل أمامه النموذج الحسن الذي يطمح للتحلي بصفاته. فالقدوة أعظم معلم ومرب في تاريخ البشرية. أما المواعظ والوصايا والحكم فلها تأثير على السلوك ولكنها لا ترتقي لمستوى النموذج العملي الذي يتجسد بكل تفاصيله امام ناظري الإنسان.

ومن هنا نفهم حكمة الخالق بعدم الاكتفاء بإرسال الكتب والصحف الهادية إلى البشر، فكان أن واتر إليهم أنبياءه، وبعث فيهم رسله، ونصب لهم أئمة إلى قيام الساعة، وجعلهم من البشر، لا من جنس الملائكة. فليس شيئ يلهم المجتمع الإنساني أكثر من نبي أو وصي يعيش بينهم، ويأكل ويشرب مثلهم، ويعمل ويكدح ويكابد مشاق الحياة مثلهم، وهو مع ذلك في قمة الرقي الأخلاقي والتواضع والتقوى والزهد والطاعة لربه.

والتهيؤ لشهر محرم يكون بالتخطيط والاستعداد للاقتداء بصاحب هذا الشهر، الذي مثل سلوكه منهجاً يضيئ درب البشرية في عتمة الليل المظلم.
 
الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه قدوة البشرية:

أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) هو قدوة للبشرية جمعاء إلى قيام الساعة. فشخصيته ألهمت ومازالت كل طامح نحو المعالي والقيم الحقة. وهو يمثل قطب رحى مدرسة كربلاء معلّمة البشرية وملهمة الثوار.

ومدرسة الحسين (عليه السلام) الثورية قد أبرزت لنا من خلال واقعة كربلاء أعظم الشخصيات التي ينبغي للبشرية الاقتداء بها والاستلهام منها. فقد أبرزت لنا هذه المدرسة:
- شخصية السيدة زينب (عليها السلام): نموذج صوت الحق والإباء الذي لا يخشى في الله لومة لائم.
- شخصية أبي الفضل العباس (عليه السلام): نموذج الشجاعة والإقدام والإيثار.
- شخصيات أهل بيت الحسين (عليه السلام) وأصحابه: نماذج التضحية والجود بالنفس في سبيل إعلاء راية الحق في وجه الظلم والفساد.
- شخصيات النساء والأطفال: نماذج التحمل والصبر والستر والعفاف.

وعليه، ينبغي في شهر محرم أن نستفيد من هذه النماذج وهذه الشخصيات.. وحتى تتم الاستفادة يجب أن نحقق أحد أبرز شروطها وهو الاستعداد والتهيؤ المسبق لذلك.
 
خطوات التهيؤ للاستفادة من شهر محرم وموسم عاشوراء:

ينبغي أن يكون تهيؤنا لمحرم ولعاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) متوخياً الاستفادة من كل الدفق المعنوي والشحن التعبوي الذي تقدمه مجالس أبي عبد الله الحسين لنا، وذلك مقدمة للذوبان والاندماج بالأخلاق الحسينية والنموذج الحسيني. وهذا ما يمكن تداركه من خلال الخطوات الآتية:

1- الاستعداد بطلب التوفيق من الله عز وجل ليهيئ مداركنا وقلوبنا للتعرف على ولي الله في أرضه، فليس كل من ولج محرم يتيسر له ان يعرف أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) وما قدمه حق المعرفة. فهذا يحتاج إلى توفيق خاص منه تعالى. ولذلك، فلنجعل ألسنتنا تلهج قبل دخول محرم وخلاله بعبارة: (... اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)1.
 
2- الاستعداد بالمطالعة حول السيرة الحسينية وثورة كربلاء، والتعرف على شخصيات أهل بيت الحسين (عليه السلام) وأصحابه وعلى صفاتهم وما أنجزوه مع إمامهم. فهذه المطالعة المسبقة تكمل وتعزز الدور الذي تقدمه لنا مجالس العزاء أثناء شهر محرم.
 
3- الاستعداد بتخصيص مساحة للإمام الحسين (عليه السلام) في همنا وتفكيرنا اليومي قبل حلول شهر محرم، كأن نقرأ القرآن كل يوم ونهديه إلى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ومن كان معه في كربلاء، أو أن نساعد المحتاجين على حبه.. إلخ، وبالتالي عند حلول هذا الشهر نكون متهيئين نفسياً للاستماع إلى مصيبته وذرف الدموع والتفاعل والتأثر بأجواء مجالسه.
 
4- الإستعداد بكثرة الاسغفار والتوبة من الذنوب لتجلية القلب جلباً للدمعة أثناء شهر محرم. فالعين الجامدة سببها القلب القاسي، وقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب)2.
 
5- الاستعداد بزيادة الارتباط بالصلاة والذكر والحضور في المساجد لندخل إلى محرم ولسان حالنا يقول للإمام الحسين (عليه السلام) ها نحن قد وفدنا إلى مجالسك يا أبا عبد الله وقد أولينا عنايتنا بأحب الأمور إلى قلبك وهي الصلاة وذكر الله عز وجل. فقد روى المحدثون أن أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) قال لأخيه العباس (عليه السلام) في كربلاء: (ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخرهم إلى غد، وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني كنت قد أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار)3.
 
6- الاستعداد بتنظيم أوقاتنا وترتيب أولوياتنا لنشارك بفعالية في المجالس الحسينية، وعلينا تنبيه نفوسنا إلى أهمية هذه المجالس حتى لا نقدم عليها شيئاً من شؤوننا الدنيوية. قال الإمام الرضا (عليه السلام): (من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكى العيون ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلب)4.
 
7- الاستعداد بتهيئة نفوسنا للتغيير على الصعيد المسلكي والأخلاقي. فالإمام الحسين (عليه السلام) لم يستشهد ولم يقم بهذه الثورة لنكتفي في مناسبة عاشوراء بلبس السواد وحضور المجالس والبكاء فيها. لقد أراد الإمام الحسين (عليه السلام) بثورته وشهادته أن يوقد شعلة القيم والأخلاق الحقة في نفوسنا. ولهذا يجب أن نستعد لموسمي محرم وصفر بوضع مخطط للتغيير الشامل في أخلاقنا وسلوكنا، ويجب أن نستلهم من الإمام الحسين (عليه السلام) ومن كان معه القيم التي نريد أن نرسخها في نفوسنا، مثل: قيمة العدل والإخلاص والعطاء والتضحية وغيرها.
 
8- الاستعداد للمشاركة في مناسبة عاشوراء بالتسلح بنبذ الفتنة والتعرف على أهداف الحركة الحسينية التي كانت تهدف إلى الإصلاح في كل الأمة الإسلامية. فالفتنة يترتب عنها الفساد والفرقة وسفك الدماء وتغلغل الاعداء، والحسين (عليه السلام) الذي هو رمز الإصلاح عند جميع المسلمين، منهجه وخطه لا يقبلان بالفرقة والفتنة بين المسلمين.


1- الكافي، الكليني، ج 1، ص 337.
2- علل الشرائع، الصدوق، ج 1، ص 81.
3- بحار الانوار، المجلسي، ج 44، ص 392
4- عيون أخبار الرضا (ع)، الصدوق، ج 1، ص 264.

15-10-2015 | 09-24 د | 2756 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net