الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1175- 21 صفر 1437هـ - 03 كانون الأول 2015م
الجهاد تجارة مع الله تعالى

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف:
التعرّف على فضل الجهاد وكونه تجارة مع الله، وواجبنا تجاه المجاهدين.

محاور الموضوع
- تجارة تنجي من العذاب
- الجهاد بالمال ملازم للجهاد بالنفس
- أركان التجارة مع الله تعالى
- واجبنا تجاه المجاهدين

التصدير:
قال الله تعالى في سورة الصف: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)

مقدمة:
بالرغم من أنّ الإيمان والجهاد من الواجبات المفروضة، إلاّ أنّ الآيات هنا لم تطرحها بصيغة الأمر.
بل قدّمتها بعرض تجاري مقترن بتعابير تحكي اللطف اللامتناهي للباريء عزّوجلّ، وممّا لا شكّ فيه فإنّ (النجاة من العذاب الأليم) من أهمّ اُمنيات كلّ إنسان.

تجارة تنجي من العذاب:
ولذا فإنّ السؤال المثار هو: هل تريدون من يدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟ وهو سؤال مثير لإنتباه الجميع، وقد بادر في نفس الوقت وبدون إنتظار للإجابة متحدّثاً عن هذه التجارة المتعدّدة المنافع، حيث يضيف تعالى:
- تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
- وَرَسُولِهِ
- وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ.

وممّا لا شكّ فيه أنّ الله سبحانه غني عن هذه التجارة النافعة وأنّ جميع منافعها تعود على المؤمنين، لذا يقول في نهاية الآية: (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). والجدير بالملاحظة هنا أنّ المخاطب هم المؤمنون بقرينة قوله تعالى: (ياأيّها الذين آمنوا) لكنّه في الوقت نفسه يدعوهم إلى الإيمان والجهاد.

الجهاد بالمال ملازم للجهاد بالنفس
وربّما كان هذا التعبير إشارة إلى أنّ الإيمان يلزم أن يكون عميقاً وخالصاً لله سبحانه، حتّى يستطيع أن يكون منبعاً لكلّ خير، وحافزاً للإيثار والتضحية والجهاد، ولذا لا يعتدّ بالإيمان الإسمي السطحي. وعلى كلّ حال فإنّ الإيمان بالرّسول لا ينفصل عن الإيمان بالله تعالى، كما أنّ الجهاد بالنفس لا ينفصل عن الجهاد بالمال، ذلك أنّ جميع الحروب تستلزم وجود الوسائل والإمكانات المالية، ومن هنا فإنّنا نلاحظ أنّ البعض قادر على الجهاد بكلا النوعين (النفس والمال) وآخرين قادرين على الجهاد بالمال فقط وفي المواقع الخلفية للجبهة، وبعض آخر مستعدّ للجهاد بالنفس والجود بها في سبيل الله لأنّهم لا يملكون سواها.
إلاّ أنّ الضرورة تستلزم أن يكون هذان النوعان من الجهاد توأمين متلازمين كلّ منهما مع الآخر لتحقيق النصر، وعند التدقيق في الآية المباركة نلاحظ أنّه تعالى قد قدّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس، لا باعتباره أكثر أهميّة، بل بلحاظ أنّه مقدّمة للجهاد بالنفس، لأنّ مستلزمات الجهاد لا تتهيّأ إلاّ عند توفّر الإمكانات الماديّة.

أركان التجارة مع الله تعالى
- (فالمشتري) هنا هو الله سبحانه، و (البائع) هم المؤمنون، و (البضاعة) هي الأنفس والأموال.
ويأتي دور العنصر الرابع في هذه الصفقة وهو الثمن والعوض لهذه المعاملة العظيمة. وهو كما يقول تعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
ومن هنا نلاحظ أنّ أوّل هدية يتحف الله سبحانه بها عباده الذين استشهدوا في سبيل طريق الحقّ وباعوا مهجهم في سبيل الدين العظيم، هي مغفرة الذنوب جميعاً ولكن هل أنّ المقصود من غفران الذنوب الذي ورد في الآية الكريمة هي الذنوب التي تختّص بحقّ الله فقط، أم تشمل ما يتعلّق بحقوق الناس أيضاً؟
ويتبيّن لنا في هذا الشأن أنّ الآية مطلقة والدليل هو عموميتها، ونظراً إلى أنّ الله سبحانه قد أوكل حقّ الناس إليهم لذا تردّد البعض في القول بعمومية الآية الكريمة، وشكّكوا في شمولها الحقّين.
وبهذه الصورة نلاحظ أنّ الآيات أعلاه قد تحدّثت عن مرتكزين أساسين من مرتكزات الإيمان وهما: (الإيمان بالله والرّسول)
وعن مرتكزين أساسيين أيضاً من مرتكزات الجهاد وهما: (الجهاد بالمال والنفس)
وكذلك عن مرتكزين من الجزاء الاُخروي وهما: (غفران الذنوب والدخول في جنّة الخلد).

واجبنا تجاه المجاهدين:

ما هو واجب الأمة تجاه أبنائها المجاهدين؟
هنالك مسؤوليات وواجبات كثيرة على الأمة تجاه العاملين والمجاهدين في سبيل الله والعدل والحرية، وهي واجبات يفرضها الشرع الإسلامي، وتحتمها المسؤولية الإنسانية وهي كما يلي:

1. الدفاع عن المجـاهـديـن:
إن من لم يحالفه التوفيق للالتحاق بركب المجاهدين، فليحاول إذن الدفاع عنهم، وعدم إلحاق الأذى بهم. والابتعاد عن المحافل التي تلتهم فيها لحومهم عبر الغيبة وتوجيه التهم الباطلة ضدهم.
عن الرسول الأعظم (ص) من أغتاب غازياً في سبيل الله أو آذاه أو خلّفه بسوء في أهله نصب الله له يوم القيامة علم غدر فستفرغ حسناته ثم يركس في النار.
و إذا لم يكن باستطاعتك أن تكون مجاهداً، أو لم يكن بمقدورك تقديم المساعدة المالية، فإنك تستطيع أن تحث الناس على الانضمام إلى صفوف المجاهدين.

2. المـوقـف المعـنـوي
إن الدعم المعنوي له الأثر البالغ في دعم المجاهدين نحو تحقيق الأهداف الرسالية، ولا يتصور البعض أو يظن أن التشجيع المعنوي للمجاهدين غير مجدي، فالمجاهدون هم أحوج الناس للتشجيع من قبل الناس.
ليس المطلوب فقط أن يكتفي البعض بالتغني بما يصنعه المجاهدون من بطولات ومفاخر للأمة الإسلامية، بل لابد من أن يقوم بعمل تجاههم، ولو كان ذلك دفعاً معنوياً، وتشجيعاً روحياً.
في الحديث الشريف: من قال لغاز مرحباً وأهلاً.. حيّاه الله يوم القيامة واستقبلته الملائكة بالترحيب والتسليم.

3. الانتصـار لقضيتهم..
إن التاريخ الإسلامي يطالعنا في صفحاته المشرقة عن المواقف المشرقة، والصور الرائعة في التضحية والإيثار والشجاعة والحمية. وقد جسّدت امرأة في التاريخ بمواقفها الجهادية نوع من النماذج عندما وقفت وقفة الأبطال في ظروف تقاعس فيها الرجال وخذلوا الحق.

تلك المرأة هي (طوعة) التي آوت سفير الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) في بيتها بالكوفة، بينما كانت تطارده السلطة، وتريد إلقاء القبض عليه. وكانت تعلم أن أي تعاطف مع مسلم بن عقيل، وفي ظل الإرهاب الأموي لا يعني سوى اللعب بالنار، وتعريض نفسها للسجن والإعدام.

وكانت تعلم ـ أيضاً ـ أن كل الأبواب في الكوفة قد أغلقت في وجه أنصار الحسين (عليه السلام) ومبعوثه الخاص، وأي تعاون مع المجاهدين يعتبر مخاطرة، قد تطير فيها الرؤوس والأيدي والأرجل.

ولكنها رغم كل ذلك آوت مسلم بن عقيل، ووفرت له الحماية والأمن بعيداً عن أعين السلطات.

إن طوعة نموذج فريد للمرأة الرسالية المؤمنة، فقد كانت نعم المجاهدة.. ومصداقاً بارزاً للآية الكريمة:  قال تعالى: (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله، والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم). الأنفال/74

إن الله سبحانه وتعالى قد اعتبر الذين يأوون المجاهدين (هم المؤمنون حقاً) وهذا يعني أن الذي يمتنع عن أداء هذا الواجب لا يكون مؤمناً حقاً.

4. الـدعـم الـمـالـي
إن المجاهدين أصناف، فمنهم من كان مهندساً وطبيباً، ومنهم من كان تاجراً وثرياً، والآخر طالباً ومدرساً أو عاملاً.. لقد تركوا وظائفهم ومهنهم بمحض إرادتهم واستجابوا لربهم والتحقوا بمسيرة الجهاد من أجل تحقيق الهدف الإسلامي المنشود. وقد كان باستطاعتهم أن لا يلتحقوا بركب المجاهدين، ويوفروا لأنفسهم المال ويتحولوا إلى أثرياء.

ألم يكن باستطاعة المجاهدين ـ كغيرهم من الناس ـ أن يلتحقوا بالمهن والوظائف التي تدرّ عليهم الأرباح.. فيتجه بعضهم لدراسة الطب والآخر لدراسة الهندسة والآخر يصبح تاجراً وهكذا..؟؟

إنهم لم يفعلوا ذلك..

لأن مسؤولياتهم الرسالية، وحاجة المقاومة للمتفرغين، ومتطلبات المرحلة دفعتهم نحو طريق الجهاد والتضحية بالمال والنفس وترك المهن والوظائف.. بل وترك الأوطان أيضاً.. يقول رسول الله (ص): من جهّز غازياً بسلك أو إبرة غفر الله له وهو شريكه في باب غزوته.

إن مسؤولية المجتمع وشرائحه المختلفة، وبالذات الأثرياء والمتمكنين إيصال المال والوسائل المادية إلى المجاهدين، باعتبار أن جهادهم هم من أجلهم، ومن أجل الإسلام والأمة الإسلامية.

وعن الرسول الأكرم (ص): "من أعان غازياً بدرهم فله أجر سبعين درة من درر الجنة وياقوتها ليست منها حبة إلا وهي أفضل من الدنيا".

والتبرع للمجاهدين لا يقتصر على التاجر الكبير وحسب.. إذ ليس التبرع الكبير بديلاً عن التبرع الصغير.

فالواجب هو تقديم الدعم المالي كل حسب ما يملك ويستطيع، ومثال على ذلك، لو تحمل إنسان تاجر كبير تكاليف سفر مجموعة من المجاهدين، وآخر تحمل إعانة ذويهم، والثالث قام بتغطية مصاريفهم الشخصية، والرابع تكفل بدفع راتب شهري لقسم منهم، والخامس فعل أمراً آخر، فإنهم لو فعلوا ذلك لتم سد احتياجات المجاهدين، ولوفروا قسطاً كبيراً من الجهد الذي يذهب في توفير المال للعمل الجهادي.

02-12-2015 | 14-45 د | 2452 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net