الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1608 10 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 21 آذار 2024 م

أحسنُ الحسنِ

ثلاثُ حسراتٍكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في محفل الأنس بالقرآن الكريمنداء الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) بمناسبة حلول العام 1403هـ.ش. وعيد النوروزصوم الجسد وصوم النفسمراقباتمراقباتشهر الفُرصكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في يوم التشجير وأسبوع الموارد الطبيعيّة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مشروعية حركة المختار الثقفي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

المختار الثقفي هو زعيم مؤمن طموح قاد انتفاضة الكوفة فاستولى على الحكم، وطرد والي عبد الله بن الزبير، وأباد جميع قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) الذين حظوا بحماية سلطة ابن الزبير، وتصدى لغزو أموي عات فدرأ خطره، وقتل عبيد الله بن زياد والي الكوفة آنذاك، بيد أن الحكم الثقفي لم يدم طويلا، حيث زحفت قوات عبد الله بن الزبير إلى الكوفة وأسقطت حكومة المختار وقتلته. إن كل هذه الثورات والحركات جعلن من الإمام (عليه السلام) أن يتخذ موقفا دون أن يثير حفيظة السلطة الحاكمة، حيث تسنى له عامل آخر للمضي في نشر علوم آل محمد (ص) واستقطاب الناس. العامل الثاني: التجاوب النفسي مع أهل البيت (عليهم السلام) من قبل قطاعات واسعة من الأمة، لا سيما في الولايات والمدن الاسلامية التي تتمتع بأهمية وتأثير في الوجود الاسلامي، مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والكوفة والبصرة، وحتى الشام، و ذلك لشعور عام وعارم لدى الناس بمظلومية أهل البيت (عليهم السلام)، وقد أفادت مظاهر التعاطف مع أهل البيت (عليهم السلام) الإمام كثيرا.

وهنا عدة أدلة يمكن ذكرها لإثبات مشروعية حركة المختار الثقفي وهي:
الدليل الأول:
النص الصادر من الإمام السجاد (عليه السلام): كان الإمام السجاد (عليه السلام) يعيش ظرفا سياسيا خاصا، دعاه إلى أن يسلك نهجا محددا في العمل السياسي، يتجنب فيه الممارسات السياسية المباشرة ضد النظام، فلا نتوقع أن نعثر على نص صادر منه يدعو مريديه إلى الالتحاق بقوات المختار في الكوفة، لأن ذلك مخالف لأسلوبه في العمل، إنما ينبغي أن نبحث عن نص يؤيد عمل المختار، ويمدحه في حدود خاصة، وهذا النص قد صدر من الإمام السجاد (عليه السلام)، وذلك بعد أن أرسل إليه المختار رأسي ابن زياد وابن سعد، حيث قال (عليه السلام): (الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من أعدائي، وجزى الله المختار). هذا الكلام يشهد بأن عمل المختار وقع مرضيا عنه من قبل الإمام (عليه السلام)، ولا يقال بأن مدح الإمام (عليه السلام) في حدود قتل ابن زياد، وابن سعد فحسب: وذلك لأن المختار إنما سعى في ثورته إلى تتبع قتلة الحسين (عليه السلام) والذين شاركوا في صنع تلك الفاجعة، كافة، فلا يمكن القول أن قتل شمر بن ذي الجوشن أو حرملة بن كاهل أو غيرهما، من الذين لم يبعث المختار برؤوسهم إلى المدينة، لم يقع مرضيا عنه من قبل الإمام السجاد (عليه السلام)، كما أن المختار سعى في مواجهة الحكم الأموي، لأنه هو المدبر الرئيس لفاجعة كربلاء، فلا محالة تكون مشمولة برضا الامام ومدحه للمختار.

الدليل الثاني: وهو النص الصادر من الإمام الباقر (عليه السلام): (حيث ورد في الحديث، عن عبد الله بن شريك: قال: دخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) يوم النحر وهو متكئ، وقد أرسل إلى الحلاق، فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه، ثم قال: من أنت؟ قال: أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان متباعدا من أبي جعفر (عليه السلام) فمد يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده، ثم قال: أصلحك الله إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك. قال (عليه السلام): أي شئ يقولون؟ قال: يقولون كذاب، ولا تأمرني بشئ إلا قبلته. فقال (عليه السلام): سبحان الله، أخبرني أبي والله، أن مهر أمي كان مما بعث به المختار، أولم يبن دورنا، وقتل قاتلنا، وطلب بدمائنا؟ فرحمه الله، وأخبرني والله أبي، أنه كان ليمر عند فاطمة بنت علي يمهدها الفراش، ويثني لها الوسائد، ومنها أصاب الحديث، رحم الله أباك، ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه، قتل قتلتنا وطلب بدمائنا). وهذه الرواية تدل بوضوح على مدح المختار، وعلى سلامة أهدافه التي رفعها. وإلى جانب تلك النصوص التي تدل على مشروعية ثورة المختار، توجد ثمة مؤيدات عامة يمكن إضافتها إلى تلك النصوص الصريحة في دلالتها وهي:

1- ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (لا تسبوا المختار، فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة). وما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت، حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين (عليه السلام)).

2- ما ورد عن محمد بن الحنفية من المديح للمختار.

3- ما ورد عن عبد الله بن العباس حين قال له ابن الزبير: ألم يبلغك قتل الكذاب؟ قال: ومن الكذاب؟ قال: ابن أبي عبيد (ويقصد به المختار)، قال: قد بلغني قتل المختار. قال: كأنك نكرت تسميته كذابا، ومتوجع له. قال: ذاك رجل قتل قتلتنا وطلب ثأرنا، وشفي غليل صدورنا، وليس جزاؤه منا الشتم، والشماتة.

4- ما ورد من أن عبد الله بن الزبير قوي على محمد بن الحنفية، وعلى عبد الله بن العباس بعد قتل المختار، حيث كان المختار أيام حياته يقف إلى جانبهما، ويدافع عنهما أمام ضغوط ابن الزبير لأخذ البيعة منهما.

5- وقوف أمثال إبراهيم بن مالك الأشتر، وهو الشيعي المعروف، إلى جانب المختار، و هذا بحد ذاته له دلالة على نوعية مسار المختار السياسي.

6- وقوفه (المختار) ضد ابن الزبير وخوضه الحرب ضده، وهذا الأمر يشير إلى اتجاهه السياسي الموالي لأهل البيت، حيث عرف من ابن الزبير عداوته وحقده على الهاشميين. وهذه المؤيدات إضافة إلى تلك الأدلة تجعل الباحث يقطع بالهوية الشيعية لحركة المختار.


* السيد لطيف القزويني – بتصرف يسير

26-01-2016 | 14-28 د | 1211 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net