الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1202 - 03 رمضان 1437 هـ - الموافق 09 حزيران 2016 م
أبو طالب عبد مناف: ظهير وسند

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

  تصدير:
عن الصادق(عليه السلام): "إن مثل أبي طالب كمثيل أصحاب الكهف، أسّروا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين: وإنّ أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك، فآتاه الله أجره مرتين"[1].

الهدف:
رفع الظلامة عن شيخ البطحاء أبي طالب، وبيان شيء من فضله الذي جهد المغرضون في تضييعه.
 
محاور الموضوع:
1-  الكفيل.
2-  النصير.
3-  ظلامة آل أبي طالب.

1- الكفيل:

كان النبي(صلى الله عليه وآله) في عهدة جده لأبيه عبد المطلب بن هاشم، حتى إذا ما بلغ ثماني سنين وأحسّ جدّه بدنّو أجله عهد بكفالته إلى عمّه عبد مناف- المعروف بأبي طالب-.

"تقبّل أبو طالب تحمّل المسؤولية بفخر وكانت تعينه في ذلك زوجته فاطمة بنت أسد بن هاشم، فكانا يؤثران محمداً بالنفقة والكسوة على نفسيهما وعلى أولادهما. على أنّ أبا طالب كان فقير الحال،كثير العيال.

ولشدة تعلّق فاطمة بنت أسد به وإيثارهما له، وقع ذلك من النبي موقع التأثير العميق؛ حتى أنه عبّر عن ذلك حين وفاتها قائلاً: اليوم ماتت أمّي.

وكفنها بقميصه واضطجع في قبرها.

وكان أبو طالب يقيه بماله ونفسه وجاهه منذ صغره، ويدافع عنه وينصره بيده ولسانه طوال حياته، حتى نشأ محمد وتلّقى النبوة وصدح بالرسالة"[2].

2- النصير:

بعد أن بُعث النبي(صلى الله عليه وآله)، تعرّض لمختلف أنواع الضغوط من قبل قريش. وكان أبو طالب نصيراً له وسنداً ثابتاً في حمايته، لا يأبه لكلّ الأخطار المحدقة. وقد كانت له في ذلك مواقف تضيق عن سردها جميعاً هذه الساعة. لكن، نضيء على بعض تلك المواقف منها:

1)    عندما افتقد النبي(صلى الله عليه وآله):
ينقل صاحب كتاب "الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب" عن ابن الجوزي(الذي كان يرى كفر أبي طالب)، بإسناده إلى الواقدي، قال: كان أبو طالب بن عبد المطلب لا يغيب عن رؤية النبي صباحه ولا مساءه، ويحرسه من أعدائه ويخاف أن يغتالوه. فلمّا كان ذات يوم فقده فلم يره، وجاء المساء فلم يره، وأصبح الصباح فطلبه في مظانّه فلم يجده، فلزم أحشاءه، وقال: وا ولداه ! وجميع عبيده، ومن يلزمه من نفسه، فقال لهم: إنّ محمداً قد فقدته في أمسنا ويومنا هذا، ولا أظنّ إلا أنّ قريشاً قد اغتالته وكادته... ثم أخبرهم أنه قد تفقّده في مختلف الأماكن التي يحتمل وجوده فيها، إلا أنّه بقي هذا الوجه مما جئته، وبعيد أن يكون فيه، وأصر عشرين رجلاً أن يشحذوا  سكاكينهم، وليمضوا وليجلس كلّ واحد منهم جنب واحد من سادة قريش، فإن أتيت وما محمد معي، فليضرب كلّ رجل منكم الرجل الذي إلى جانبه من سادات قريش ولا يستأذني فمضى فوجده إلى جانب صخرة في أسفل مكة قائماً يصلي".
فوقع عليه وقبّله وأخذ بيده، وقصد القوم، وأخبرهم بما كان ينوي فعله.

فقالوا له: وهل كنت فاعلاً؟
فقال:[ أي ورب هذه- وأومأ إلى الكعبة-.
فقال له المطعم بن عدي(وكان شريفاً في قريش):
لقد كدت تأتي على قومك –أي تفنيهم-.
قال: هو ذاك، ومضى به، وهو يقول:
اذهب بني فما عليك غضاضة      اذهب وقرّ بذاك منك عيونا
والله، لن يصلوا إليك: بجمعهم   حتى أوسّد في التراب دفينا
ودعوتني وعلمت أنك ناصحي   ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
وذكرت ديناً لا محالة إنه    من خير أديان البرية دينا[3]

 
2)    في حصار الشِّعب:
ينقل ابن أبي الحديد أن أبا طالب عندما فرضت قريش حصارها على بني هاشم في الشعب، كان يخاف على النبي من الجواسيس والمتسلّلين من أن ينالوا منه أو يغتالوه، في ذلك الحصار الذي استمرّ ثلاث سنين. فكان أبو طالب إذا أخذ النبي مضجعه وعرف مكانه، جاءه فأنهضه من على قراشه وأضجع ابنه علياً مكانه. فقال له علي ذات ليلة: يا أبتاه، إني مقتول. فقال:
إصبرن يا بني، فالصبر أحجى   كلّ حيّ مصيره لشعوب
قد بذلناك والبلاء شديد    لفداء الحبيب وابن الحبيب


فقال علي عليه السلام:
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد   ووالله ما قلت الذي قلت جازعاً
ولكنني أحببت أن ترى نصرتي   وتعلم أني كم أزل لك طائعا
وسعيي لوجه الله في نصر أحمد   نبي الهدى المحمود طفلاً ويافعاً
[4]
 
3- ظلامة أبي طالب:

على الرغم من المستوى المنقطع النظير الذي قدّمه أبو طالب من السلوك العام لجهة النبي صلى الله عليه وآله، والذي لم يتراجع أبداً بعد البعثة وإعلانها؛ بل على العكس فقد تصاعدت وتيرة العناية والاحتضان والدعم للنبي من قبل عمّه والقيام بحمايته وافتدائه بنفسه وبأولاده وبأعزّ ما عنده.

وعلى الرغم مما أبداه من التأييد وإظهار الاعتقاد بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وقد رأيت نماذج منها مما يزيل أي التباس حول موقفه من الإسلام؛ على الرغم من كل ذلك تعرض أبو طالب لحملة شعواء من قبل المغرضين المبغضين الذين لم يألوا جهداً في وضع الأحاديث الكاذبة، وتلفيق الروايات في سبيل تكفير أبي طالب، مؤمن قريش.

حيث روى البخاري ومسلم عن سفيان بن سعيد وعن عبد الملك بن عمير وعن عبد العزيز بن محمد حديثاً نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال عن أبي طالب: "وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح". "ولعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه". [5]من أبواب المناقب وصحيح مسلم/كتاب الإيمان.
 
- نقاش الرواية:
1- سنداً:
يقول الذهبي –وهو من علماء الرجال المعتمدين عند السنة- في سفيان: "كان يدسّ عن الضعفاء".[6]
ويقول عن عبد الملك بن عمير: "طال عمره وساء حفظه. قال أبو حاتم: ليس بحافظ. وقال أحمد: ضعيف يغلط. وقال ابن معين: مخلّط. وقال الكوسبح عن أحمد بن حنبل: إنه ضعيف جداً". [7]
أما عبد العزيز بن محمد، فقد قال فيه أحمد بن حنبل: "إذا حدّث من حفظه جاء بالأباطيل".
وقال أبو حاتم: لا يُحتجّ به. وقال أبو زرعة: إنه كان سيء الحفظ".[8]

2- دلالةً: فهي تخالف نصّ صريح القرآن الكريم. يقول تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ}. [9]
فكل مشرك يخلّد في النار، عدا عن الآيات التي تتحدّث عن غفران الذنوب جميعاً إلا أن يشرك به.

وروي عن النبي صلى اله عليه وآله رواية تخالف بصراحة دلالة هذه الرواية في شفاعة النبي لعمه. تقول الرواية: "أعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئاً". [10]
الشفاعة تنال كلّ من لا يشرك بالله، فكيف ينالها من ادّعي الشرك بحقّه.

وعن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً، وأنّ محمداً رسول الله. يصدّق لسانه قلبه، وقلبه لسانه"[11]
هذا فضلاً عن روايات مؤمن قريش، ومؤمن آل فرعون، وأهل الكهف، التي تشبّه أبا طالب بهم، وتلك التي تعتبر إيمان أبي طالب يرجح على إيمان الخلائق. وجميع هذه الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام.


[1] الكليني، في أصول الكافي، ج1،ص 448.
[2] تاريخ اليعقوبي، ج2، ص:14.
[3] من كتاب "إيمان أبي طالب" المعروف بـ "الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب لفخار بن معدّ المتوفى 630 هـ/ص256-258.
[4] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي/ج3، ص310.
[5] صحيح البخاري/ج1، ص33 و34
[6] ميزان الاعتدال للذهبي/ج2،ص169.
[7] ميزان الاعتدال/ج2، ص660.
[8] ميزان الاعتدال/ج2، ص634.
[9] سورة فاطر/36.
[10] الترغيب والترهيب/ج4، ص433.
[11] . الترغيب والترهيب/ج4، ص437.

09-06-2016 | 15-59 د | 2507 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net