الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 880- 22 ربيع ثاني 1431 هـ الموافق 6 نيسان2010م
حق العالم والمعلم من خلال رسالة الحقوق (شهادة الشهيد الصدر نموذجا)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

محاور الموضوع الرئيسة:
- حقوق العالم والمتعلّم في رسالة الحقوق
- الشهيد الصدر نموذج العالم المعلّم
- موقع المرجعية في قيادة الأمة

الهدف:
التعرّف على المسيرة العلمية والجهادية والفكرية للشهيد الصدر.

تصدير الموضوع:
قال الإمام زين العابدين عليه السلام: " وحق سائسك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه..."

مقدمة:
يمثّل جهاد العالم والمعلم الحلقة الأهم في العملية التعليمية والتربوية التي يرتبط بها مستقبل الأمم وحضاراتها، والمجتمع الذي يعظّم علماءه ومعلميه ويقدّرهم، هو المجتمع القادر، الذي يوفّر عناصر النجاح والقوة لأفراده، وقد عظّم الدين الإسلامي العالم والمعلّم كثيراً.

ويعتبر الشهيد السيد محمد باقر الصدر النموذج الكامل للعالم والمعلّم المجاهد، فقد منّ الله عليه بأن جمع بين مداد العلماء ودماء الشهداء.

1- حقوق العالم والمتعلّم في رسالة الحقوق: نكتفي بالإشارة إلى هذه الحقوق لأنه من الصعب تفصيل ما ذكره الإمام زين العابدين في العلم والمعلّم، بهذه العجالة:

التعظيم والتوقير: قال عليه السلام: "وحق سائسك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه..."

الإقبال عليه: قال عليه السلام: "وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، (والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم، بأن تفرغ له عقلك، وتحضره فهمك، وتزكي له قلبك، وتجلي له بصرك، بترك اللذات ونقض الشهوات"

مراعاة آداب مجلسه: قال عليه السلام: "وأن لا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحداً يسأله عن شئ، حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدِّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه، ولا تجالس له عدواً ولا تعادي له ولياً، فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته، وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس".

2- الشهيد الصدر نموذج العالم المعلّم: جسّد الشهيد الصدر هذه الآداب والواجبات خلال تعلّمه، وتعليمه، وتصدّيه للمرجعية وقيادة الأمة، بلا فرق بين ما يرتبط بتهذيبه لنفسه، وبنشاطه العلمي الكبير في الحوزة العلمية، وبحضوره الفاعل في الساحة الفكرية العالمية، وبجهاده في مواجهة الطاغية صدام، وفي ولائه للثورة الإسلامية في إيران، وذوبانه في إمامها العظيم الإمام الخميني قدس سره.وهذا ما سنوضحه في المحاور الآتية:

المحور الأول: تربيته لنفسه وتهذيبه لها: من السمات الشخصية للسيد الشهيد اهتمامه بتربية نفسه وتهذيبها، على منهج أجداده الطاهرين ما جعله الشخصية الأكمل في العبادة والأخلاق والزهد والتواضع، وكان يملك العاطفة الحارة، والأحاسيس الصادقة، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأمة، تراه يلتقيك بوجه طليق، تعلوه ابتسامة تشعرك بحب كبير وحنان عظيم، حتى يحسب الزائر أن السيد لا يحب غيره، وإن تحدث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة، وكان سماحته يقول: إذا كنا لا نسع الناس بأموالنا فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا؟ وأما من ناحية الزهد فلم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا، لأنه كان لا يملك شيئاً منها، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه، فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله لم يلبس عباءة يزيد سعرها عن خمسة دنانير ( آنذاك )، في الوقت الذي كانت تصله أرقى أنواع الملابس والأقمشة ممن يحبونه،لكنه كان يأمر بتوزيعها على طلابه.

المحور الثاني: العالم المعلم والمفكّر العالمي: بدأ السيد الصدر في إلقاء دروسه التخصصية والعالية حتى البحث الخارج في الفقه ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً، وقد استطاع الشهيد العظيم شخصياً أن يطرح الفكر الإسلامي للأمة الإسلامية وللعالم أجمع، طرحاً حياً معاصراً، مؤكداً بذلك حقيقة أن الفكر الإسلامي لا يغلب في شتى المجالات. لكن الفكر وحده لا يستطيع أن يصنع كل شيء.ومن نتاجاته الفكرية المهمة آنذاك التي تصدى فيها لنظريات وأفكار عالمية:

- فلسفتنا: ألف هذا الكتاب في 29 ربيع الثاني 1379هــ أي سنة 1959م. إن هذا الكتاب دراسة دقيقة وموضوعية للأسس التي تقوم عليها الفلسفة الماركسية ودياليكتيتها ودحضها علمياً رصينا. يقول الشهيد رضوان الله عليه "فلسفتنا هو مجموعة مفاهيمنا الأساسية عن العالم وطريقة التفكير فيه ولهذا كان الكتاب".

- اقتصادنا: لقد عالج السيد الشهيد المشاكل الفلسفية الداخلية في الصراع بكتابة فلسفتنا، ولكن الصراع الذي كان يتناول في جملة ما يتناول النظريات الاقتصادية إضافة للإشكالات الفلسفية وتطرح الشيوعية نظرياتها وكذلك تفعل الرأسمالية ويبقى الإسلام مغبوناً بين هذه الاتجاهات ليدخل عنصراً فاعلاً في ساحة الصراع وسلاحاً بيد الإسلاميين في معركتهم مع الكفر والانحراف.

المحور الثالث: مواجهة الظالمين: للسيد الشهيد مواقف مشرفة كثيرة ضد النظام العراقي الظالم، فرغم وضعه تحت الإقامة الجبرية، فلم تكن ظروف الإقامة الجبرية المشدّدة للغاية قادرة على منع السيد الشهيد من أداء تكليفه الشرعي تجاه شعبه؛ فأصدر وهو في تلك الظروف الصعبة ثلاث نداءات إلى الشعب العراقي المسلم يحثهم فيها على رفض الحكم الدكتاتوري الذي فُرض على الشعب وأذلّه طيلة حكم البعثيين، كما واسى الشعب العراقي- في نداءه الثاني- بما يلاقيه من إذلال وقتل وإرهاب على يد البعثيين الكفار، وأعلن السيد الشهيد في نداءه هذا بأنه قد صمم على الشهادة حيث يقول: "وأنا أعلن لكم يا أبنائي (أنني) قد صممت على الشهادة ولعل هذا آخر ما تسمعوه مني".

وأفتى رضوان الله عليه بحرمة الانتماء لحزب البعث، حتى لو كان الانتماء صورياً، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، فكان هو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك، وحزب البعث في أوج قوته وكان ذلك جزءاً من العلة وأحد الأسباب التي أدت إلى استشهاده كما أفتى في هذا النداء بوجوب العمل على إدانة الجهاز والنظام الحاكم في العراق على جميع العراقيين في داخل العراق وخارجه ولو كلفه ذلك حياته.

المحور الرابع: ولاؤه للثورة وذوبانه في الإمام الخميني قدس سره: كان الشهيد الصدر مرتبطاً عاطفياً وسياسياً وفكرياً بالإمام ا الخميني قدس سره ؛ فنراه يناصره منذ ثلاثين سنة عبر رسالة يرسلها إلى أحد أخوانه العلماء يقول فيها "وأما بالنسبة إلى إيران فإن الوضع كما كان وأقاي خميني مبعداً في تركيا من قبل عملاء أمريكا في إيران وقد استطاع أقاي خميني في هذه المرة أن يقطع لسان الشاه الذي كان يتهم المعارضة باستمرار بالرجعية والتأخر لأن خوض معركة ضد إعطاء امتيازات جديدة للأمريكان المستعمرين لا يمكن لإنسان في العالم أن يصف ذلك بالرجعية والتأخر".

ويقول السيد الشهيد: "لقد استطاع الشعب الإيراني المسلم أن يشكل القاعدة الكبرى لهذا الرفض البطولي والثبات الصامد على طريق دولة الأنبياء والأئمة والصديقين، والشعب الإيراني العظيم بحمله لهذا المنار وممارسته مسؤوليته في تجسيد هذه الفكرة وبناء الجمهورية الإسلامية يطرح نفسه لا كشعب يحاول بناء نفسه فحسب بل كقاعدة للإشعاع على العالم الإسلامي وعلى العالم كله".

وبعد نجاح الثورة الإسلامية المباركة أرسل الإمام الخميني برسالة مع ثلة من العلماء البارزين في لبنان إلى السيد الشهيد يسألونه عن معالم الدستور الإسلامي جاء في أحد مقاطعها ".. فالمرجو من سماحتكم بحكم ما يعرفه العالم الإسلامي كله عن تبحرّكم في الفقه وكل فروع المعرفة الإسلامية وقيموميتكم الراشدة على أفكار العصر أن تنفعونا بما يلقي ضوءاً في هذا المجال وتمدّونا بانطباعات عما تقدّرونه من التصوّرات الأساسية للشعب الإيراني المسلم بهذا الصدد.. وقد أعطى السيد الشهيد مجموعة مركزة من المفاهيم حول الموضوع. وفي معرض جوابه على هذه الرسالة يقول "فأنا أشعر باعتزاز كبير يغمر نفسي وأنا أتحدّث إلى هذا الشعب الإيراني المسلم الذي كتب بجهاده ودمه بطولته الفريدة تاريخ الإسلام من جديد وقدم إلى العالم تجسيداً حياً ناطقاً لأيام الإسلام الأولى بكل ما زخرت به من ملاحم الشجاعة والإيمان". وبسبب بعض الحوادث عزم السيد الشهيد إلى الهجرة من النجف الأشرف، وفور سماع الإمام الراحل هذا الخبر أرسل ببرقية إلى السيد الصدر مطالباً إياه بعدم الهجرة من العراق لحاجة الحوزة العلمية والأمة الإسلامية إليه هناك، وقد كان جواب السيد الشهيد:

... تلقيت برقيتكم الكريمة التي جسدت أبوتكم ورعايتكم الروحية للنجف الأشرف الذي لا يزال منذ فارقكم يعيش انتصاراتكم العظيمة، وإني أستمد من توجيهكم الشريف نفحة روحية كما أشعر بعمق المسؤولية في الحفاظ على الكيان العلمي للنجف الأشرف..."

3- موقع المرجعية في قيادة الأمة: اعتبر السيد أن المرجعية هي المسؤولة عن توجيه الأمة فكرياً، وقيادتها سياسياً، فيجب أن تتصدى لأداء هذه المهمة العظيمة في كلا جانبيها الفكري، والسياسي، ويمكن تلخيص أهداف المرجعية الصالحة بنظر الشهيد في النقاط الآتية:

أ- نشر أحكام الإسلام على أوسع مدى ممكن بين المسلمين.
ب- إيجاد تيار فكري واسع في الأمة.
ج- إشباع الحاجات الفكرية الإسلامية للعمل الإسلامي.
د- القيمومة على العمل الإسلامي.
هـ- إعطاء العلماء من المرجع إلى أدنى مراتب العلماء الصفة القيادية للأمة.
و- المرجعية الدينية هي وحدها القادرة على توجيه الأمة، وقيادتها ثم ضمان المسيرة، وتأمينها من الانحرافات المحتملة. إن المرجعية من خلال نفوذها في عمق الأمة الإسلامية هي وحدها القادرة سياسياً على النهوض بالأمة، ومن ثم استلام زمام الحكم والدولة.و"إن الشعب.. يحقق نجاحه في نضاله بقدر التحامه مع قيادته الروحية، ومرجعيته الدينية الرشيدة التحاماً كاملاً."
هذا مضافاً إلى أن:
ح- المرجعية الدينية والقيادة الروحية هي الحصن الواقي من كثير من ألوان الضياع والانحراف.

21-04-2010 | 08-57 د | 3535 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net