الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مراقبات شهر ذي القعدة الحرام
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ذو القِعدة، من الأشهر الأربعة الحُرم، وثاني أشهر الحجّ. يحتضن ولادة ثامن أئمّة أهل البيت الإمام الرضا عليه السلام، وذكرى شهادته، وشهادة ولده الإمام الجواد عليه السلام. وفي الخامس والعشرين منه دُحيت الأرض من تحت الكعبة، ولهذا اليوم وليلته شأنٌ عظيم. ومن أسرار هذا الشهر ليلة النصف منه، وهي ليلة ينظر فيها الله تعالى إلى عباده بالرحمة.

خصوصية الشهر الحرام:
من خصائص الأشهر الحُرم ما رواه المفيد عليه الرحمة في (المُقنعة)، أنّه قال: «قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: مَن صامَ من شَهْرٍ حَرامٍ الخَميسَ والجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ، كَتَبَ اللهُ له عِبادَةَ تِسْعِمائَةِ سَنَةٍ». كذلك في هذا الشهر تزداد الحاجة إلى المراقبة؛ قال المُحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان): «قال الشيخ الأجلّ عليّ بن إبراهيم القمّي: إنّ السّيّئات تُضاعف في الأشهر الحُرم، وكذلك الحسنات».

اليوم الحادي عشر: ولادة الإمام الرّضا عليه السلام:
يقول المحدّث القمّيّ في (الأنوار البهيّة)، في الفصل الذي أفرده للنور العاشر من آل محمّد صلّى الله عليه وآله: «الإمام الثامن الضامن المأمول المرتجَى، بضعة سيّد الورى مولانا أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده أئمّة الهدى. وُلد عليه السلام في الحادي عشر من ذي القعدة، يوم الخميس أو يوم الجمعة بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة، بعد وفاة جدّه الصادق عليه السلام بأيامٍ قليلة، وكان الصادق عليه السلام يتمنّى إدراكه. ففي الخبر عن موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، قال: (سَمِعْتُ أَبي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِما السَّلامُ غَيْرَ مَرَّةٍ، يَقول لي: إنَّ عالِمَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ لَفي صُلْبِكَ، وَلَيْتَني أَدْرَكْتُهُ، فَإِنَّهُ سَمِيُّ أَميرِ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ)».

* دعاؤه عليه السلام في الاحتراز، المُسمّى برقعة الجيب:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللهِ إنّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إنْ كُنْتَ تَقِيّاً أوْ غَيْرَ تَقِيٍّ، أخَذْتُ بِاللهِ السَّميعِ البَصيِرِ عَلى سَمْعِكَ وَبَصَرِكَ، لا سُلْطانَ لَكَ عَلَيَّ وَلا عَلى سَمْعِي، وَلا عَلى بَصَرِي، وَلا عَلى شَعْرِي، وَلا عَلى بَشَرِي، وَلا عَلى لَحْمِي، وَلا عَلى دَمي، وَلا عَلى مُخِّي، وَلا عَلى عَصَبي، وَلا عَلى عِظامي، وَلا عَلى مالي، وَلا عَلى ما رَزَقَني رَبِّي؛ سَتَرْتُ بَيْني وَبَيْنَكَ بِستْرِ النُبُّوَةِ الَّذِي اسْتَتَرَ أنْبِياءُ اللهِ بِهِ مِنْ سَطَواتِ الجَبابِرَةِ وَالفَراعِنَة، جَبْرَئيلُ عَنْ يَميني، وَميكائِيلُ عَنْ يَساري، وَإسْرافيلُ عَنْ وَرائِي، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ أمامي، وَاللهُ مُطَّلِعٌ عَلَيَّ يَمْنَعُكَ مِنِّي وَيَمْنَعُ الشَّيْطانَ مِنِّي. اللَّهُمَّ لا يَغْلِبُ جَهْلُهُ أَناتَكَ أَنْ يَسْتَفِزَّني وَيَسْتَخِفَّني. اللَّهُمَّ إلَيْكَ إلْتَجَأْتُ، اللَّهُمَّ إلَيْكَ إلْتَجَأْتُ، اللَّهُمَّ إلَيْكَ إلْتَجَأْتُ».
(مهج الدعوات، السيد ابن طاوس)


أَدلُّكَ على أمرٍ إذا فَعَلْتَهُ كنتَ وليَّ الله حقّاً:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّ الحَذَرَ لا يُنْجي مِنَ القَدَر، ولكن يُنْجي مِنَ القَدَرِ الدُّعاءُ، فَتَقَدَّموا في الدُّعاءِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ البَلاءُ، إِنَّ اللهَ يَدْفَعُ بِالدُّعاءِ ما نَزلَ مِنَ البَلاءِ وَما لَمْ يَنْزِلْ».
مجموعة من الدعوات الموجزة أوصى النبيّ صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، بالاستعانة بها في قضاء الحوائج، مختارة من كتاب (الدعوات) للمولى أبي الحسين سعيد بن هبة الله المشهور بـ «قطب الدين الراونديّ».

* قال أمير المؤمنين عليه السلام، للبراء بن عازب: «أَلا أَدُلُّكَ عَلى أَمْرٍ إِذا فَعَلْتَهُ كُنْتَ وَلِيَّ اللهِ حَقّاً؟ قال: قلتُ: بلى يا وليّ الله. قال: تُسَبِّحُ اللهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاة عَشْراً، وَتَحْمَدُهُ عَشْراً، وَتُكَبِّرُهُ عَشْراً، وَتَقولُ: لا إلهَ إلّا اللهُ، عَشْراً، يَصْرِفُ اللهُ، تَعالى، عَنْكَ أَلْفَ بَلِيَّةٍ في الدُّنْيا، أَيْسَرُها الرِّدَّةُ عَنْ دينِكَ، وَيُدَّخِرُ لَكَ في الآخِرَةِ أَلْفُ مَنْزِلَةٍ، أَيْسَرُها مُجاوَرَةُ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ».

رطِّب شفتيك بالاستغفار:
* قال أبو عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام: «إنَّ مِنْ أَلحِّ الدُّعاءِ أَنْ يَقولَ العَبْدُ: ما شاءَ الله، وَإِنَّ مِنْ أَجْمَعِ الدُّعاءِ أَنْ يَقولَ العَبْدُ: الاسْتِغْفار؛ وسَيِّدُ كَلامِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ (لا إِلَهَ إِلّا اللهُ)». * وعن محمّد بن الرّيّان، قال: «كتبتُ إلى أبي الحسن الثالث (الإمام الهادي) عليه السلام أسألُه أن يعلّمني دعاء (للشدائد) والنوازل والمهمّات وقضاء حوائج الدنيا والآخرة، وأن يخصّني كما خصّ آباؤه مواليهم، فكتب إليّ: الْزَمِ الاسْتِغْفارَ».

* وعن إسماعيل بن سهل، قال: «قلتُ لأبي الحسن الرضا عليه السلام: علِّمني دعاء إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة، فكتب إليّ: أَكْثِرْ تِلاوَةَ (إِنّا أنزلناه)، ورَطِّبْ شَفَتَيْكَ بِالاسْتِغْفارِ».

دعواتٌ لا تُردّ:
* قَدِمَ رجلٌ على رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: «يا رسول الله، هل من دعاءٍ لا يُرَد؟
قال: نَعَمْ، (اللّهُمّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْلى الأَجَلِّ الأَعْظَمِ)، تُرَدِّدُها ثمّ سَلْ حاجَتَكَ».

* وقال صلّى الله عليه وآله: «ما مِنْ عَبْدٍ يَبْسُطُ كَفَّيْهِ في دُبُرِ صَلاتِهِ، ثُمَّ يَقولُ: (اللَّهُمَّ إِلَهي وَإِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ويوسُفَ، وَإِلَهَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَجيبَ لي دَعْوَتي فَإِنّي مُضْطَرٌّ، وَتَعْصِمَني في ديني فَإِنّي مُبْتَلًى، وَتَنالَني بِرَحْمَتِكَ فَإِنّي مُذْنِبٌ، وَتَنْفِيَ عَنّيَ الفَقْرَ فَإِنّي مِسْكينٌ)، إِلّا كانَ حَقّاً عَلى اللهِ أَلّا يَرُدَّ يَدَيْهِ خائِبَتَيْنِ».

* وعن عليّ بن محمّد (الهادي) عليه السلام، قال: «هذا دُعاءٌ كَثيراً ما أَدْعو اللهَ تَعالى بِهِ، وَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَلّا يُخَيِّبَ مَنْ دَعا بِهِ في مَشْهَدي، وهو: (يَا عُدَّتِي دُونَ الْعُدَدِ، وَيَا رَجَائِي وَالمُعْتَمَد، وَيَا كَهْفِي وَالسَّنَد، ويا واحِدُ ويا أَحَد، وَيَا قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ أَحَداً مِثْلَهُمْ، صَلِّ عَلى جَماعَتِهِمْ...)». [ثمّ يسأل حاجتَه]

* وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: «مَن أَصابَهُ هَمٌّ أو كَرْبٌ أَوْ حُزْنٌ، فَلْيَقُل: اللهُ اللهُ اللهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيِّ الّذي لا يَنامُ، وَلا يَموتُ».

* وعن سماعة بن مهران قال: «قال أبو الحسن (الكاظم) عليه السلام: إِذا كانَتْ لَكَ حاجَةٌ إِلى اللهِ، فَقُل: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَليٍّ فَإنَّ لَهُما عِنْدَكَ شَأناً مِنَ الشَّأْنِ وَقَدْراً مِنَ القَدْرِ، فَبِحَقِّ ذَلِكَ الشَّأْنِ وَبِحَقِّ ذلكَ القَدْرِ أنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَفْعَلَ كَذا وَكَذا) فَإِنَّهُ إِذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ، إِلّا وَهُوَ يَحْتاجُ إِلَيْهِما في ذَلِكَ اليَوْمِ».


قطب الدين الراونديّ رحمه الله

11-08-2016 | 15-32 د | 1171 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net