الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الاعتبار بالعبر والاتّعاظ بالعظات
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

حقيقة التفكر: سير الباطن من المبادئ إلى المقاصد، ولا يرتقي من النقص إلى الكمال إلا بهذا السير، ومبادئه الآفاق والأنفس بأن يتفكر في أجزاء العالم وذراته وفي الأجرام العلوية والكواكب، وفي الأجرام السفلية، برها وبحرها ومعادنها وحيواناتها، وفي أجزاء الإنسان وأعضائه وما فيها من المصالح والحكم وغيرها، مما يستدل بها على كمال الصانع وعظمته وعلمه وقدرته، فالتفكر من حيث خلقها وإتقان صنعها وغرائب الصنع وعجائب الحكم الموجودة فيها، أثره الايقان بوجود الصانع وعلمه وقدرته وحكمته، ومن حيث تغيرها وفنائها بعد وجودها، أثره الانقطاع منها والتوجه بالكلية إلى خالقها وبارئها، ونظيره التفكر في أحوال الماضين وانقطاع أيديهم عن الدنيا وما فيها ورجوعهم إلى دار الآخرة، فإنه يوجب قطع المحبة عن غير الله، والانقطاع إليه بالطاعة والتقوى. فالتفكر في الحقيقة من الأسباب والمقدمات الموصلة إلى عرفان نظري هو أشرف المعارف، وهو عرفان الرب تعالى بصفاته وأفعاله، وإلى حالة نفسانية هي أفضل الحالات، وهي الانقطاع إليه تعالى عن غيره، والمداومة على هذا العمل والممارسة عليه تورث ملكة التفكر والاتعاظ ودوام التوجه إلى الله تعالى، وانقطاع النفس عن كل ما يقطعها عن الرب. وقد ورد الحث الأكيد على ذلك في الكتاب الكريم، والأمر والترغيب في النصوص بمقدار وافٍ كثير.

فقال في الكتاب العزيز: (يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة)[1] وقال في أولي الألباب: (ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً)[2] وقال: (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء)[3].

وقال: (انظروا ماذا في السموات والأرض)[4]. وقال في عباد الرحمن: (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً)[5].

وقال: (أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى)[6]. وقال: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)[7]. وقال: (إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون)[8]. وقال: (وفي الارض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون)[9]. وقال: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)[10]. و(كيف كان عاقبة الذين من قبلهم)[11]، و(كيف كان عاقبة المكذبين)[12]. و(كيف كان عاقبة المنذرين)[13]، و (كيف كان عاقبة المجرمين)[14]. وقال: (لقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر)[15]. وقال: (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)[16]. وقال: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)[17]. و (تلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها الا العالمون)[18]. و (إن هذه تذكرة)[19] و (فاعتبروا يا أولي الأبصار)[20].

وقد ورد في النصوص عن أهل البيت: قول علي: (نبه بالفكر قلبك)[21]. قال المحقق الطوسي يمكن تعميم التفكر هنا للتفكر في أجزاء العالم العلوي والأجرام السفلية، وأعضاء الإنسان، وأحوال الماضين، والتفكر في معاني الآيات القرآنية والأخبار النبوية، والآثار المروية عن الأئمة الأطهار، والمسائل الدينية والاحكام الشرعية.

وورد: أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة[22]. فإذا مر بالخربة أو بالدار يقول: أين ساكنوك وأين بانوك ما لك لا تتكلمين؟[23].

وأن أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته[24]. وقوله: (في الله) أي: في صفاته تعالى وأفعاله، وليس المراد: التفكر في ذات الله وكنه صفاته، فإنه ممنوع يورث الحيرة واضطراب العقل.

وأنه ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم، إنما العبادة: التفكر في أمر الله[25].
وأن التفكر يدعوا إلى البر والعمل به[26].
وأنه كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والاعتبار[27].
وأن على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يتفكر فيما صنع الله إليه[28]. وأن الفكر مرآة صافية[29].
وأنه لا عبادة كالتفكر في صنعة الله[30].
وأن أغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال[31].
وأن السعيد من وعظ بغيره[32].
وأن أوجز الوعظ أنه ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة[33].
وأن كل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة[34].
وأن الله يحب المتوحد بالفكرة[35].
وأن مرآتك يريك سيئاتك وحسناتك[36].
وأنه من اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم[37].
وأنه ما أكثر العبر وأقل الاعتبار[38].
وأن القلب مصحف البصر[39].
وأنه يجب الاستدلال على مالم يكن بما قد كان فإن الأمور أشباه[40].
 
آية الله الشيخ علي مشكيني – بتصرف يسير


[1] البقرة: 219.
[2] آل عمران: 191.
[3] الأعراف: 185.
[4] يونس: 101.
[5] الفرقان: 73.
[6] الروم: 8.
[7] فصلت: 53.
[8] الجاثية: 3 ـ 4.
[9] الذاريات: 20 ـ 21.
[10] العنكبوت: 20.
[11] الروم: 9.
[12] النحل: 36.
[13] يونس: 73.
[14] الأعراف: 74.
[15] القمر: 4.
[16] الأعراف: 176.
[17] يوسف: 111.
[18] العنكبوت: 43.
[19] المزمل: 19، الإنسان: 29.
[20] الحشر: 2.
[21] الكافي: ج2، ص54 ـ بحار الأنوار: ج71، ص318 ـ وسائل الشيعة ج11، ص153.
[22] الحقائق: ص309 ـ الوافي: ج4، ص385.
[23] الكافي: ج2، ص54 ـ بحار الأنوار: ج71، ص320.
[24] الكافي: ج2، ص55 ـ وسائل الشيعة: ج11، ص153 ـ بحار الأنوار: ج71، ص321.
[25] الكافي: ج2، ص55 ـ بحار الأنوار: ج71، 322.
[26] الكافي: ج2، ص55 ـ وسائل الشيعة: ج11، ص153 ـ بحار الأنوار: ج71، ص322.
[27] بحار الأنوار: ج71، 323.
[28] المحجة البيضاء: ج3، ص68 ـ بحار الأنوار: ج71، ص323.
[29] نهج البلاغة: الحكمة 5 و365 ـ بحار الأنوار: ج78، ص92.
[30] معالم الزلفي: ج1، ص16 ـ بحار الأنوار: ج71، ص324.
[31] بحار الأنوار: ج71، 324 وج73، ص88.
[32] من لا يحضره الفقيه: ج4، ص377 ـ تنبيه الخواطر: ج2، ص92 ـ بحار الأنوار: ج71، ص324 وج77، ص136.
[33] بحار الأنوار: ج71، ص324.
[34] نفس المصدر السابق.
[35] بحار الأنوار: ج71، ص325.
[36] بحار الأنوار: ج71، ص325.
[37] نهج البلاغة: الحكمة 208 ـ بحار الأنوار: ج71، ص327.
[38] نهج البلاغة: الحكمة 297 ـ بحار الأنوار: ج71، ص328 وج78، ص69.
[39] نهج البلاغة: الحكمة 409 ـ غرر الحكم ودرر الحكم: ج1، ص273 ـ بحار الأنوار: ج71، ص328.
[40] نهج البلاغة: الكتاب 31 ـ بحار الأنوار: ج71، ص328.

02-02-2017 | 15-58 د | 2211 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net