يقول الإمام الخميني قدس سره:
ومن الأمور الّتي أرى لزاماً عليّ طرحها هنا، هو أنّ جبهات القتال بحاجة إلى علماء
الدِّين، وأنّ جميع أبناء الشعب محتاجون لأن يرشدهم علماء الدِّين ويبصِّروهم
بواجباتهم بإحباط وإفشال كلّ مخطّطات ومؤامرات الأعداء المحاكة ضدّنا. ففي الجبهات
وفي المدن الحدودية هناك حاجة ماسّة لعلماء الدِّين والخطباء. لذا على العلماء
والمبلغين التوجّه إلى الجبهات والذهاب إلى المناطق الحدودية وإرشاد الناس وتبصيرهم
بواجباتهم لأجل الله. فالشياطين في كلّ مكان، ويجب أن يكون جند الله في مواجهتهم
دومًا. وقد طرح هذا الموضوع كرارًا بأن يأتي علماء الدِّين والخطباء إلى الجبهات
الّتي هي بحاجة لوجودهم. وليس من الإنصاف أن يبذل شبابنا الأعزاء كلّ هذه التضحيات
ويطلبون منكم أن تعالوا إلينا وأرشدونا، دون أن تلبّى رغبتهم. فهذا الأمر أيضًا من
القضايا الّتي ينبغي للسادة الاهتمام بها والالتفات لها. وإنّ أيّام محرّم وصفر تعدّ
فرصة جيّدة للسادة للذهاب إلى هناك حيث يمكنهم التبليغ في المدن الحدودية، ولو بشكل
متناوب، بأن يذهب السّادة إلى تلك المدن ويقيموا فيها شهراً، ثمّ يأتي مبلّغ آخر
ويبقى شهراً آخر، ويمارسون دورهم في إرشاد النّاس وتوعيتهم بتكاليفهم الشرعية وأمور
دينهم ودُنياهم. كما عليهم توعية شبابنا الأعزّاء في أنحاء البلاد، بعد تقدير
خدماتهم في صيانة الثورة والجمهورية الإسلامية ضدّ ضربات الأعداء، وإبلاغهم بأنّهم
في وسط الطريق، وأنّ هناك حاجة ماسّة لحضور الشباب، وأنّنا لم نبلغ الهدف الّذي
رسمه الإسلام بعد، وأنّه ينبغي للسّادة المبلّغين حثّ الشباب على مواصلة الحضور في
جبهات القتال وإعمارها بوجودهم.
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج18، ص 150.