الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1608 10 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 21 آذار 2024 م

أحسنُ الحسنِ

ثلاثُ حسراتٍكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في محفل الأنس بالقرآن الكريمنداء الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) بمناسبة حلول العام 1403هـ.ش. وعيد النوروزصوم الجسد وصوم النفسمراقباتمراقباتشهر الفُرصكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في يوم التشجير وأسبوع الموارد الطبيعيّة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1319 - 25 ذو الحجة1439 هـ - الموافق 06 أيلول 2018م
الإمام الحُسين عليه السلام "عبْرةُ كلّ مؤمنٍ"

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف: المساهمة في رفْدِ أهل الإيمان بذِكْر بعض الأفكار التي تتناسب وتجديد ذكرى الإمام الحُسين (عليه السلام) في كلّ عام.

محاور الخِطبة
1- مطلع الخِطبة.
2- لولا ما بذلَه الإمام الحسين (عليه السلام).
3- تجدّد ذكرى سيّد الشهداء.
4- بكاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) على مُصاب الإمام الحسين(ع).
5- عَبْرة كلّ مؤمنٍ.
6- محبّة أئمّة الهدى لمجالِس الإمام الحسين (ع).
7- مِن عوائد مجالِس عزاء سيّد الشهداء.
8- آخر وصايا الإمام الحُسين المظلوم.
 
مطلع الخِطبة
الحمد لله على جميل بلائه وجليل عزائه، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه، وعلى الأئمّة المظلومين من أوصيائه، ورحمة الله وبركاته، وبعد...

قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ[1].

أيّها المؤمنونَ الكرام، لا يخفى أنّه قد قضى العقل والدِّين باحترام عظماء الرجال أحياءً وأمواتاً، وتجديد الذكرى لمَن بذَل نفسه في أسمى المقاصد وأنفع الغايات. وجرت على ذلك جميع الأُمم في كلّ عصر وزمان[2]. وإنّ سيّدنا ومولانا الإمام ابن الإمام أخا الإمام أبا الأئمّة، الحُسين الشهيد ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليهما السّلام)، أحَد ريحانتَي الرسول (صلّى الله عليه وآله) وسِبْطَيه وخليفتِه في أمّته، من أعاظِم رجال الإسلام، بل من أعاظِم رجال الكَون؛ فقد جمع إلى شريفِ نسَبه وكريم عُنصره، وبنوّته لسيّد الأنبياء ولسيّد الأوصياء وللبضعة الزهراء سيّدة النّساء (صلوات الله عليهم)، أكرم الصفات وأحسن الأخلاق وأعظم الأفعال وأجلّ الفضائل والمناقب، وقام بما لم يُسمع بمثله قبله ولا بعده؛ من بذل نفسه وماله وآله في سبيل إحياء الدين وإظهار فضائح المنافقين، وأظهر من إباء الضيْم وعزّة النَفْس والشجاعة والبسالة والصبر والثبات، ما بَهَر العقول. ومصيبته وكيفيّة شهادته من أفظع ما صدر في الكون، مع أنّه ابن بنتِ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الذي لمْ يكُن على وجه الأرض ابن بنتِ نبيّ غيره"[3]، وقد شاع وذاع، وملأ الأسماع والأصقاع قول جدّه الّذي ما يَنطِق عن الهوى:"حُسين منّي، وأنا من حُسين، أَحَبَّ اللهُ من أحبَّ حُسينا؛ حُسينٌ سِبطٌ من الأسباط"[4].
وفيهِ رسولُ اللهِ قالَ وقولُهُ .... صريحٌ صحيحٌ، ليس في ذالكُمُ نُـكرُ
 حُبِي بثَلاثٍ ما أحاطَ بمِثلِها .... وَلِيٌّ فمَنْ زيدٌ سِواهُ ومَنْ عَمرو؟
له تربةٌ فيها الشِّفاءُ، وقُـبَّةٌ .... يُجابُ بها الداعي إذا مَسَّهُ الضُّرُ
وذريَّةٌ دُرِّيَّةٌ مِنهُ تِسعةٌ ........... أئِمَّةُ صِدقٍ لا ثَمانٍ ولا عَـشرُ

 
لولا ما بذله الإمام الحسين (ع) لأمسى الإسلام خبراً من الأخبار
خطَب مولانا الإمام الحُسين (عليه السلام)، فقال: "إنّ هذه الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبَر معروفها واستمرّت جدا، فلم يبقَ منها إلّا صبابة كصبابة الإناء، وخسيسِ عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترَوْن أنّ الحقّ لا يُعمل به، وأنّ الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء اللّه مُحقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلاّ برَما"[5]

"إنّ المنافقين حين دفعوا أهل البيت عن مقامهم، وأزالوهم عن مراتبهم التي رتّبهم الله فيها، ظهروا للناس بمظاهر النيابة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأظهروا التأييد لدينه والخدمة لشريعته، فوقَع الالتباس واغترّ بهم أكثر الناس؛ ولمّا ملكوا من الأمّة أزمّتها واستسلمت لهم برُمّتِها، حرّموا- والناس في سِنة عن سوءِ مقاصدهم- من حلال الله ما شاؤوا، وحلّلوا من حرامه ما أرادوا، وعاثوا في الدين وحكموا في القاسطين، فسملوا أعين أولياء الله، وقطّعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف، وصلبوهم على جذوع النخل، ونفوهم عن عُقر ديارهم، حتّى تفرّقوا أيدي سبأ[6]، ولعنوا أمير المؤمنين (عليه السلام) وكنّوا به عن أخيه الصادق الأمين (صلّى الله عليه وآله)[7]، فلو دامت تلك الأحوال، وهم أولياء السلطة المـُطلقة والرئاسة الروحانيّة؛ لمـَا أَبقوا للإسلام عيناً ولا أثراً؛ لكن ثارَ الحسين (عليه السلام) فادياً دين الله _عزّ وجلّ_ بنفسه وأحبّائه حتّى وردوا حِياض المنايا، ولسانُ حاله يقول:
إنْ كان دين محمّد لم يَستقم ... إلاّ بقتلي يا سيوف خذيني.

فاستنقذ الدين من أيدي الظالمين، وانكشف الغطاء بوقوع تلك الرزايا عن نفاق القوم، حتّى تجلّت عداوتهم لله _عزّ وجلّ_ وظهر انتقامهم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؛ إذ لم يكتفوا بقَتْل الرجال من بَنيه عُطاشا، والماء تعبَثُ فيه خنازير البرّ وكلابه، ولم يقنعوا بذبح الأطفال من أشباله أحياء وقد غارت أعيُنهم من شدّة العطش، ولا اكتفوا باستئصال العِترة الطاهرة ونجوم الأرض من شيبة الحمد حتّى وطئوا جُثَثهم بسنابك الخيل، وحملوا رؤوسهم على أطراف الأسنَّة، وتركوا أشلاءهم الموزّعة بالعراء مُباحة لوحوش الأرض وطَيْر السماء، ثم أبرزوا ودائع الرسالة وحرائر الوحي مسلّبات، وطافوا البلاد بهنّ سبايا، كأنّهن من كوافر البربر، حتى أدخلوهنّ تارة على ابن مرجانة، وأخرى على ابن آكلة الأكباد، وأوقفوهنّ على درج الجامع في دمشق حيث تُباع جواري السبِي، فلم تبقَ بعدها وقفة من عداوتهم لله، ولا ريبة بنفاقهم في دين الإسلام.

وتالله لولا ما بذله الحسين (عليه السلام) في سبيل إحياء الدين من بذل نفسه الزكيّة ونفوس أحبّائه بتلك الكيفيّة، لأمسى الإسلام خبراً من الأخبار السالفة، وأضحى المسلمون أمّة من الأُمم التالفة؛ إذ لو بَقِيَ المنافقون على ما كانوا عليه من الظهور للعامّة بالنيابة عن رسول الله، وادّعاء النُصح لدينه (صلّى الله عليه وآله)، وهم أولياء السلطة المـُطلَقة والإرادة المقدّسة، لغرسوا من شجرة النفاق ما أرادوا، وبثّوا من روح الزندَقة ما شاؤوا، وفعلوا بالدين ما توجبه عداواتهم له، وارتكبوا من الشريعة كلّ أمر يقتضيه نفاقهم"[8].
 
لولا ما تحمَّلهُ الإمام الحسين (ع) ما قامت لأهل البيت قائمة

خَطَب سيّد الشهداء(عليه السلام)، فقال:"خُطَّ الموتُ على وُلْدِ آدمَ مَخطَّ القلادة على جِيْد الفتاة، وما أوْلهني إلى أسلافي اشتياق يعقوبَ إلى يوسف، وخُيِّرَ لي مَصرعٌ أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تُقطّعها عُسلانُ الفلوات (ذئاب الفلوات) بين النّواويس وكربلاء فيملأنَ منّي أكراشاً جَوْفاً وأجربةً سَغْباً، لا مَحيص عن يوم خُطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبرُ على بلائه، ويُوفّينا أُجور الصّابرين؛ لن تشذّ عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لحمته؛ هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّ بهم عينه، ويُنجز لهم وعده"[9]

"أمّا وشيبة الحسين المخضّبة بدمِه الطاهر؛ لولا ما تحمّله (سلام الله عليه) في سبيل الله، ما قامت لأهل البيت (عليهم السلام)  -وهم حُجج الله- قائمة، ولا عرفهم- وهم أولو الأمر- ممّن تأخّر عنهم أحد، لكنّه - بأبي وأمّي- فضَح المنافقين، وأسقطَهُم من أنظار العالمين، واستلفت الأبصار بمصيبته إلى سائر مصائب أهل البيت، واضطرّ الناس بحلول هذه القارعة إلى البحث عن أساسها، وحمْلِهم على التنقيب عن أسبابها، والفحص عن جذرها وبذرها، واستنهض الهِمَم إلى حفظ مقام أهل البيت (عليهم السلام)، وحرّك الحميّة على الانتصار لهم، لأنّ الطبيعة البشريّة والجبلّة الإنسانيّة تنتصر للمظلومين، وتنتقم بجهدها من الظالمين، فاندفع المسلمون إلى موالاة أهل البيت، حتّى كأنّهم قد دخلوا- بعد فاجعة الطفّ- في دور جديد، وظهرت الروحانيّة الإسلاميّة بأجلى مظاهرها، وسطع نور أهل البيت بعد أن كان محجوباً بسحائب ظُلم الظالمين، وانتبَه الناس إلى نصوص الكتاب والسنّة فيهم (عليهم السلام)، فهدى الله بها من هدى لدينه، وضلّ عنها من عمي عن سبيله"[10].
 
تجدّد ذكرى سيّد الشهداء
تُحدِّثنا السيرة النبويّة أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله ) قد حزِن لمصيبة حَبيبه الحسين (عليه السلام) قبل وقوعها، "وكذلك آله الأئمّة الأطهار (عليهم السّلام) كانت سيرتهم تجديد الأحزان لذكرى تلك الفاجعة الأليمة حتّى قال الإمام الرضا (عليه السّلام):"كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى تمضي عشرة أيّام منه، فإذا كان اليوم العاشر، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه"[11]، وقد ندبوا (عليهم السّلام) إلى ما ندب إليه العقل في حقّ كلّ محبّ مع حبيبه؛ من الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم؛ واقتدى بهم في ذلك شيعتهم وأولياؤهم، فجدّدوا ذكرى مصيبة الحسين (عليه السّلام) وكيفيّة شهادته التي تكاد أنْ تفتّت الصخور، فضلاً عن الأكباد والقلوب، لا سيّما في عشرة المحرّم التي وقعت فيها تلك المصائب الفادحة".[12]

وفي استعادة هذه الذكرى أبلغ الدّروس وأجلى العِبَر، فمنها نستمدّ النخوة والكرامة، وعزّة النّفس وعدم الخضوع للضَّيم والخنوع للظلْم. فأيُّ إنسان لا يسمع كلام الإمام الحسين (سلام الله عليه): "ألا وإنّ الدّعي ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة، يأبى اللهُ لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحُجورٌ طابت وطهُرت، وأُنوفٌ حميّةٌ ونفوسٌ أبيّةٌ من أنْ تُؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"[13]؛ أيّ إنسان يسمع هذا الكلام، فلا تتحرّك نخوته، ولا تتوقّد شهامته وغيرته ؟!.. فالهدف من عاشوراء ليس مجرّد الحديث عن الذكرى وحَسْب، "بل تبيانها بكلّ أبعادها وجزئيّاتها التي لا عدّ لها ولا حَصْر، إذ إنّ إحياء هذه الذكرى هو في الحقيقة عملٌ ذو فضلٍ عظيم، ومن هنا كانت مسألة البكاء والإبكاء على مصاب الحسين (عليه السلام) سائدة في زمن أئمّتنا (عليهم السلام)، وينبغي أن لا يفكّر أحد بعدم جدوى البكاء، وما إلى ذلك من العادات القديمة، في زمن الفِكر والمنطق والاستدلال. فهذا فِكرٌ خاطئ؛ لأنّ لكلّ شيء مكانه، ولكلٍّ سهمه في بناء شخصيّة الإنسان، العاطفة من جهة والمنطق والاستدلال من جهة أخرى"[14].
 
بكاء النبيّ المصطفى على مصاب الإمام الحسين (ع)
غالباً ما يتمّ تركيز البحث على مظاهر الحزن لقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، بعد أحداث كربلاء سنة 61 هـ، وهذا لا يعني أنّ بداية هذا الحزن كانت بعد هذه الأحداث، فقد أُوردت مجموعة كبيرة من المصادر الحديثة والتاريخيّة، بكاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على ما سيجري على سِبطه الشهيد، بما أخبره جبرئيل (عليه السلام) عن الله تبارك وتعالى. ومن ذلك ما رواه عَبْد اللَّه بن نُجَيَّ، عَن أبيهِ: أنّهُ سافر مع أمير المؤمنين عَليّ - وكان صاحب مطهرتهِ-، فلمَّا حاذى نينوى، وهو منطلق إلى صفّين، نادى عليّ (عليه السلام):"اصبر أبا عَبْد اللَّه، اصبر أبا عَبْد اللَّه بشطِّ الفرات"، قلتُ: وما ذا؟ قال:"دخلتُ على رَسُول اللَّه (صلّى الله عليه وآله) وعيناهُ تفيضان، فقلتُ: يانبيّ اللَّه، أغضبكَ أحدٌ؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال:«بل قام من عندي جبريل، فحدَّثني أنَّ الحُسَيْن يُقتَل بشطِّ الفرات، وقال: هل لك أن أشمّك من تربته؟» قال: قلتُ: نعم، فمدَّ يدهُ فقبضَ قبضة من تراب فأعطانيها، فلم يسعني أملك عينَيَّ أن فاضتا"[15].

ومَن أراد الاطّلاع على المزيد من المواد التي بكى فيها النبيّ المصطفى (صلّى الله عليه وآله) على مُصاب حفيده سيّد الشهداء، فليراجع باب مناقِب الإمام الحسين من المعجم الكبير للحافظ أبي القاسم الطبرانيّ[16]. و في هذا الشأن العظيم لا يُنسى الجهد الذي قام به جملة من الأعلام؛ لا سيّما العلّامة الحجّة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني (قدّس سرّه) في كتابه الخالد "سيرتنا وسنّتنا".
 
البُكاء رحمة، ومن سُنَن النبيّين
وفي بيان هذا الشأن لنا فِعْل النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآل) وقوله وتقريره، ومن ذلك: يوم أُحد، إذ عَلِم الناس كافّة بكاءه يومئذٍ على عمّه أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب، فإنّه (صلّى الله عليه وآله) لمّا رأه قتيلاً بكى، فلمّا رأى ما مثّل به شهق"[17].

ولمـّا عاد النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى المدينة سمِع النوح على قتلى الأنصار، فقال (ص):" لكن حمزة لا بواكي له"، فسمع رجال الأنصار، فأمروا نساءهم أن يندِبنَ حمزة قبل قتلاهم، ففعلنَ ذلك[18]. ويوم نعى زيداً وذا الجناحين وابن رواحة فيما أخرجه البخاريّ[19]، وذكر ابن عبد البرّ في ترجمة زيد من استيعابه: أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) بكى على جعفر وزيد، وقال:"أخواي ومؤنساي ومحدّثاي"[20]. ويوم كان ولَده إبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف، وأنت يا رسول الله ؟ فقال:"يا ابن عوف؛ إنّها رحمة"، ثم أتبعها بأخرى، فقال (صلّى الله عليه وآله):"إنّ العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلّا ما يُرضي ربّنا، وإنّا بفراقك -يا إبراهيم- لمحزنون"[21].

أراد بهذا أنّ الملامة والإثم في المقام إنّما يكونان بالقول الذي يسخط الربّ _عزّ وعلا_، كالاعتراض عليه والسخَطِ لقضائه، لا بمجرّد دمْع العين وحُزن القلب.

ويوم مات أحد أبناء ابنته، ففاضت عيناه يومئذ، فقال له سعد بن عبادة يا رسول الله ما هذا ؟ قال (صلّى الله عليه وآله):"هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء"[22].

ودلالة قوله:"وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء" على استحباب البكاء في غاية الوضوح كما لا يخفى.
 
عَبْرة كلّ مؤمن
روى ابن قولويه في الكامل، بسنده عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال:"نظَر أمير المؤمنين عليه السلام الى الحُسين، فقال:"يا عَبْرة كلّ مؤمن"، فقال: أنا يا أبتاه؟ فقال: نعم يا بُنَيَّ"[23]. وروى عدّة طرق مُسندة إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يقول فيها:"قال الحُسين (عليه السلام) أنا قتيل العَبْرة"[24]، وروى بسنده عن هارون بن خارجة قال: كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فذكرنا الحُسين (عليه السلام)، وعلى قاتله لعنة الله، فبكى أبو عبد الله، وبكينا ثمّ رفع رأسه، فقال:"قال الحُسين (عليه السلام) أنا قتيل العَبْرة لا يذكرني مؤمنٌ إلّا وبكى"[25].

وهذا الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين (عليه السلام)، قد أصبحَ أحد الخمسة البكّائين من البشر، وهم: آدم، ويعقوب، ويوسف، والزهراء، وهو، سلام الله عليهم أجمعين؛ وذلك لكثرة بكائه على أبيه الحُسين (عليهما السلام). فقد بكى عليه طيلة مدّة حياته. وكان أمره كما وصفه الإمام الصادق (عليه السلام) حينما قال:"ما وُضع بين يديه طعام إلاّ بكى، حتى قال له أحدُ مَواليه: جُعلت فداك يا ابن رسول الله إنّي أخاف أن تكون من الهالكين! قال (عليه السلام):﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ[26]؛ إنّي لم أذكر مصر بني فاطمة إلا خنقتني لذلك العبرة"[27].

وقال الريّان بن شبيب: دخلت على الرضا (عليه السلام) في أوّل يوم من المحرّم، فقال لي:"يا ابن شبيب، إنّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهليّة فيما مضى يحرّمون فيه الظُلم والقتال لحُرمته، فما عَرِفت هذه الأمّة حُرمةَ شهرِها، ولا حُرمة نبيّها (صلّى الله عليه وآله )؛ إذ قتلوا في هذا الشهر ذريّته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله... يا ابن شبيب، إن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين (عليه السلام)، فإنّه ذُبح كما يُذبح الكبش، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً مالهم في الأرض من شبيه، ولقد بكت السموات السبع لقتله... إلى أن قال: يا ابن شبيب، إنْ سرّك أن تكون معنا في الدرجات العُلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا..."[28].

"وقد أجمل الإمام (عليه السلام)، لمـّا أدّى عن الفاجعة وأهميّتها، بهذا الكلام القصير، وأشار به إلى معنى جسيم يُدركه الباحث المتعمّق بَعْد التحليل والاختبار، ويندهش المجموع البشريّ لمثل هذه الرزيّة عندما يعلم أنه لم يوجد بين تلك الجموع المـُحتشدة في كربلاء من يردعهم عن موقفهم البغيض، ولا أقلّ من تسائل بعضهم: لماذا نقاتل الحسين؟ وبأيّ عمل استحقّ ذلك منّا؟ أو هل كان دمّ الحسين (عليه السلام) مُباحاً إلى حدّ إباحة دمِ الكبش؟ ويذبح- بأبي هو وأمّي- بلا مَلامة لإثم ومن دون خشية مُحاسب!!"[29].
 
سيرة أئمّة الهدى (عليهم السلام) في إقامة المأتم
إنّ مآتمنا بما فيها من الجلوس بعنوان الحزن على مصائب أهل البيت، والإنفاق عنهم في وجوه البرّ، وتلاوة رثائهم ومناقبهم، والبكاء رحمة لهم؛ سيرة قطعيّة قد استمرّ عليها أئمّة الهدى من أهل بيت النبوّة، وأمروا بها أولياءهم على مرّ الليالي والأيّام، فورثناها منهم، وثابرنا عليها، عملاً بما هو المأثور عنهم"[30]. ومن ذلك المأثور ما رواه عبد الله بن حمّاد البصريّ: قال لي أبو عبد الله الصادق (عليه السلام):"بلغني أنّ قوماً يأتونه - أي قبر الحسين- من نواحي الكوفة، وناساً من غيرهم، ونساءً يندبنَه، فمن قارئٍ يقرأ، وقاصٍ يقصّ، ونادبٍ يندب، وقائل يقول المراثي"، فقلت له: نعم جُعلت فداك، قد شهدت بعض ما تصف، فقال:"الحمد لله الذي جعل في الناس، من يَفِد إلينا، ويمدحنا ويرثي لنا..."[31].

وروى بكر بن محمّد الأزديّ قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لفضيل بن يسار:"أتجلسون وتُحدّثُون؟" قال: نعم جعلت فداك، قال (عليه السلام):"إنّ تلك المجالس أحبّها، فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل: من ذَكَرَنا أو ذُكِرْنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه"[32]. وقال الإمام الرضا (عليه السلام): "من تذكّر مُصابنا، وبكى لما ارتكب منّا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبكِ عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلِساً يُحيي فيه أمرنا لم يمـُت قلبه يوم تموت القلوب"[33].
 
مآتمنا المختصّة بسيّد الشهداء
"إنّها جامعة إسلاميّة ورابطة إماميّة باسم النبيّ وآله (صلّى الله عليه وآله)، ينبعث عنها الاعتصام بحبل الله _عزّ وجلّ_ والتمسّك بثقلَي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وفيها من اجتماع القلوب على أداء أجر الرسالة بمودّة القربى، وترادف العزائم على إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) ما ليس في غيرها، وحسبك في رجحانها ما يتسنّى بها للحكيم من إلقاء المواعظ والنصائح، وإيقاف المجتمعين على الشؤون الإسلاميّة والأمور الإماميّة ولو إجمالاً، وبذلك يكون أمل العامليّ أمل إخوانه نفسه في العراق وفارس والبحرين والهند وغيرها من بلاد الإسلام. ولا تنسَ ما يتهيّأ للمجتمعين فيها من الإطّلاع على شؤونهم، والبحث عن شؤون إخوانهم النائبين عنهم، وما يتيسّر لهم حينئذ من تبادل الآراء فيما يعود عليهم بالنفع، ويجعلهم كالبنيانِ المرصوص يشدّ بعضه بعضاً، أو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو أنّت له سائر الأعضاء، وبذلك يكونون مستقيمين في السَيْر على خطّة واحدة يسعون فيها وراء كلّ ما يرمون إليه"[34].

ولاشكّ أنَّ تلك المجالس والمُجتمعات ألبسها الأئمَّة الأطهار (عليهم السلام) بواسع علمهم وبُعْد نظرهم للمُستقبل؛ لباساً عقديَّاً؛ لأنَّها من أهم الأسباب المؤدّية لاجتماع كلمة الشيعة، ورسوخ عقائدهم، وبقاء ذكر الجميل بكلِّ معانيه للأئمَّة فيما بينهم، وتلك حكمة تكاد تكون مستورة عن جُلّ المسلمين، حتَّى عن الشيعة أنفسهم، فإنَّ أكثرهم لا يتصوَّرون هذه الفائدة مِن عملهم، بلْ قصد الغالبيّة منهم الثواب الأُخرويّ فقط. لكنْ بما أنَّ كلَّ عمل لابدَّ أنْ يظهر له بطبيعته أثر، فهذه المجالس بما يَحدث فيها مِن إظهار مظلوميَّة آل محمّد (صلَّوات الله عليهم) تُنتج تلك الثمرات للشيعة مِن حيث يشعرون، ومن حيث لا يشعرون؛ وإليك فانظر ماذا يضرُّ (المُتوكِّل العباسي) في كونه مَلِكاً وخليفة مِن نسل العباس عمِّ النبيّ (صلَّى الله عليه وآله)، مِن أنَّ طائفة مِن المسلمين تزور قبر الإمام الحسين (عليه السلام) "حتَّى يمنع عن زيارته، ويهدم قبره ويأمر بحرثه، وإجراء الماء عليه"[35]، وما دخل ذلك في المُلك والسلطان لولا أنَّه قد أدرك أنَّ (الرابطة الحُسينيَّة) المُسبِّبة عن اندفاع تلك الجماهير إلى زيارة قبره، مُجتمعين عنده ذاكرين فضله، وفضل آبائه وأبنائه ومظلوميَّتهم، مُجاهرين بالبكاء عليه وعليهم؛ هي التي توجب ثبوت الاعتقاد بإمامة أئمّتهم، وهذا هو روح التشيُّع .
 
مِن عوائد مجالس عزاء سيّد الشهداء
ومِن عوائِد تلك المجالس ماقد أثبته العيان وشَهِد به الحسّ والوجدان؛ مِن بثّ روح المعارف بسبب هذه المآتم، ونشر أطراف من العلوم ببركتها، إذ هي - بشرط كونها على أصولها- أرقى مدرسة للعوام، يستضيئون فيها بأنوار الحِكم من جوامع الكَلِم، ويلتقطون منها دُرَر السَيْر، ويقفون بها على أنواع العِبَر، ويتلقّون فيها من الحديث والتفسير والفِقه ما يلزمهم حمله ولا يسعُهم جهله، بل هي المدرسة الوحيدة للعوام في جميع بلاد الإسلام. وقد تفنّن خطباؤها في ما يصدعون به أولاً على أعوادها، ثم يتخلّصون منه إلى ذكْر المصيبة وتلاوة الفاجعة، فمنهم من يشنّف المسامع ويشرّف الجوامع بالحِكم النبويّة والمواعظ العلويّة، أو يتلو أوّلاً من كلام أئمّة أهل البيت ما يقرّب المستمعين إلى الله، ويأخذ بأعناقهم إلى تقواه. ومنهم من يتلو أوّلاً من سيرة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وتاريخ أوصيائه (عليهم السلام) ما يبعث المستمعين على مودّتهم، ويضطرّهم إلى بذل الجهد في طاعتهم. ومنهم مَن ينبّه الأفكار أوّلاً إلى فضل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ومقام أوصيائه (عليهم السلام) بما يسرده من الأحاديث الصحيحة، والآيات المـُحكمة الصريحة.

ومنهم من يتلو أوّلاً من الأحكام الشرعيّة والعقائد الدينيّة ما تعمّ به البلوى للمكلّفين، ولا مندوحة عن معرفته لأحدٍ من العالمين.

هذه سيرتهم المستمرّة أيّام حيّاتهم، فهل ترى بجدّك للعوام مدرسة تقوم مقامها في جسيم فوائدها وعظيم مقاصدها؟. لا؛ وسرّ الحكماء الذين بعثوا شيعتهم عليها، وحكمة الأوصياء الذين أرشدوا أوليائهم إليها، ومنها الارتقاء في الخطابة والعروج إلى منتهى البراعة، كما يشهد به الوجدان، ولا نحتاج فيه إلى برهان. ومنها العزاء عن كلّ مصيبة، والسلوة لكلّ فادحة، إذ تهون الفجائع بذكر فجائعهم، وتنسى القوارع بتلاوة قوارعهم، كما قيل في رثائهم (عليه السلام):
أنست رزيّتكم رزايانا التي... سلفت وهوّنت الرزايا الآتية

ومنها إنعاش أهل الفاقة وإثلاج أكباد حَرَّة من أهل المسكنة على الدوام، بما يُنفَق في هذه المآتم من الأموال في سبيل الله _عزّ وجلّ_، وما يُبذل فيها لأهل المسغَبة وغيرهم، أُلوفٌ مؤلّفة يعيشون ببركة أهل البيت، ويتنعّمون بيمن مآتمهم (عليهم السلام)"[36].
 
آخر وصايا الإمام الحُسين (ع) المظلوم
قال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) : "لمّا حضر علي بن الحسين (عليهما السلام) الوفاة ضمنّي إلى صدره، ثم قال: يا بنيّ أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أنّ أباه أوصاه به؛ قال:"يا بني، إياك وظلم من لا يَجدُ عليك ناصراً إلّا الله"[37]، وهذه الرواية الجليلة بِرَسْم كلّ مُحبّ لأهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، في أن يُعطيها قدراً من التأمّل، وأن يتدبّر قول الإمام زين العابدين عليه السلام: "يا بنيّ، أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة" ليعلم أنّ هذه الوصية كانت في اللحظات الأخيرة من حياة سيّد الشهداء مولانا الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حين دخل على خيمة إمامنا السجّاد آخر مرّة، وجراحاته تشخَبُ دماً، وإنّ عطش إمامنا الحُسين وجوعه وغربته وعناءه والذبّ عن حرائر بيت الرسالة، ووقوفه وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين، كلّ هذا لم يمنع سيّد الشهداء (عليه السلام) أن يؤدّي هذه الوصية لولده الإمام زين العابدين كي يوصلها إلينا - لماذا؟ باختصار، لأنّه (عليه السلام) رحمة الله الواسعة كجدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ويريد منّا أن نبقى في ساحة رحمة الله، لا أن نكون من روّاد ساحة غضب الله -جلّ شأنه-. فقد قال الإمام أمير المؤمنين (ع): "قال رسول الله( صلّى الله عليه وآله): "يقول الله (عزّ وجلّ): "اشتدّ غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري"[38].

هذا؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على المبعوث رحمة للعالمين، رسول الله محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

[1] سورة الفجر، الآيات 1-5.
[2] لأنّ تمييز المُصلحين يكون سبباً في تنشيط أمثالهم، وأداء حقوقهم يكون داعياً إلى كثرة الناسجين على منوالهم، وتلاوة أخبارهم تُرشد العاملين إلى اقتفاء آثارهم؛ "السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ العامليّ أعلى الله مَقامَه".
[3] السيّد مُحسن الأمين الحسينيّ العامليّ، مقدّمة كتابه المجالس السنيّة.
[4] محمّد بن عيسى الترمذيّ، الجامع الصحيح سُنن الترمذيّ، ج5، ص658، ح3775، باب 31، من طبعة: دار إحياء التراث العربيّ، بيروت، ورواه البخاريّ في الأدب المفرد، وأحمد بن حنبل في مُسنده، وابن أبي شيبة في مصنّفه، وابن ماجة القزوينيّ في سُننه، والحاكم النيسابوريّ في مُستدركِه، والطبرانيّ في مُعجمه الكبير، وابن حبّان في صحيحه، وغيرهم.
[5] أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ، تاريخ الطبريّ، ج3، ص307، طبعة:1، دار الكتب العلميّة، بيروت، والحافظ الطبرانيّ سليمان بن أحمد بن أيّوب، المعجم الكبير، ج3، ص114، مكتبة العلوم والحكم، الموصل، وأبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، تاريخ دمشق، ج14، ص219، طبعة: دار الفكر، بيروت.
[6] ذهب القوم أيدي سبأ، وأيادي سبأ: أي متفرّقين، شُبّهوا بأهل سبأ لمـّا تفرّقوا في الأرض، فأخذت كلّ طائفة منهم طريق.
[7]  يُراجع فتح الباري شرح صحيح البخاريّ، لأحمد بن عليّ بن حجر العسقلانيّ، ج7، ص71636، قوله باب مناقب عليّ بن أبي طالب، طبعة: دار المعرفة، بيروت، وشمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبيّ، تاريخ الإسلام، ج3، ص460-461، طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت، وشمس الدين أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان، وفيّات الأعيان، ج2، ص504-505، طبعة:1، دار صادر، بيروت، وغير ذلك الكثير من الأعلام الذين صرّحوا بإقدام أولئك الضغام على سبّ السيّد الوصيّ، وختن النبيّ (صلّى الله عليه وآله).
[8] السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ العامليّ أعلى الله مقامه، مقدّمة كتابه "المجالس الفاخرة في مآتم العِترة الطاهرة".
[9] أبو سعد منصور بن الحسين الآبي الرازي (المتوفى 421 ه)، نثر الدرّ في المحاضرات، ج1، ص228، طبعة: دار الكتب العلميّة، بيروت، والسيّد عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد ابن طاووس الحُسيني، اللهوف على قتلى الطفوف، ص60-61، طبعة:1، نشر جهان، طهران، والقاضي النعمان بن محمّد بن حيون المغربيّ، شرح الأخبار، ص146.
[10] السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ العامليّ أعلى الله مقامه، مقدّمة كتابه "المجالس الفاخرة في مآتم العِترة الطاهرة".
[11] الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن بابويه القميّ، الأمالي، ص128، طبعة:6، كتابجي طهران.
[12] السيّد مُحسن الأمين الحسينيّ العامليّ، مقدّمة كتابه المجالِس السنيّة.
[13] الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، تاريخ دمشق، ج14، ص219، طبعة: دار الفكر، بيروت، وكمال الدين بن العديم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيليّ، بُغية الطلب في تاريخ حلب، ج6، ص2588، طبعة دار الفكر.
[14] الإمام السيّد عليّ الحسينيّ الخامنئيّ، من كتابه "في مدرسة عاشوراء".
[15] أحمد بن حنبل، مُسند أحمد، ج1، ص446، حديث رقم 648، طبعة:1، دار الحديث، القاهرة، بتحقيق أحمد محمّد شاكر، وقال محقّقه:إسناده صحيح؛ وهو في مجمع الزوائد، ج9، ص187، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، والبزار والطبرانيّ، ورجاله ثقات، ولم ينفرد نجيّ بهذا".
[16] سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبرانيّ، المعجم الكبير، ج3، ص105-110، حديث رقم:2811-2822، باب: مناقب الحسين بن عليّ بن أبي طالب.
[17] يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البرّ القرطبيّ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج1، ص374، طبعة1، دار الجيل، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ.
[18] أحمد بن حنبل، المسند، ج4، ص474، حديث 4984، طبعة:1، دار الحديث، القاهرة، تحقيق أحمد محمّد شاكر.
[19] محمّد بن إسماعيل البخاريّ، الجامع الصحيح، ج1، ص420، حديث: 1183، طبعة:3، دار ابن كثير، اليمامة.
[20] ابن عبد البرّ القرطبيّ، الاستيعاب، ج2، ص546.
[21] البخاريّ، الجامع الصحيح، ج1، ص439، حديث: 1241.
[22] صحيح البخاريّ، ج6، ص2686، حديث: 6942.
[23] أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، ص108، طبعة:1، دار المرتضويّة، النجف.
[24] جعفر بن محمّد بن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، ص108.
[25] جعفر بن محمّد بن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، ص108.
[26] سورة يوسف، الآية 86.
[27] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص108، والشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ، الأمالي، ص141، طبعة:6، كتابجي طهران.
[28] الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القميّ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج1، ص299-300، طبعة:1، نشر جهان، طهران، ورواه في الأمالي، ص129-130.
[29] السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ العامليّ أعلى الله مقامه، مقدّمة كتابه "المجالس الفاخرة في مآتم العِترة الطاهرة".
[30] السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ العامليّ أعلى الله مقامه، المأتم الحُسيني.
[31] أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، ص325-326، طبعة:1، دار المرتضويّة، النجف.
[32] عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميريّ، قُرب الإسناد، ص36-37، حديث: 117، طبعة:1، مؤسّسة آل البيت (ع)، قم، ورواه الصدوق في ثواب الأعمال، وفي مُصادقة الإخوان.
[33] الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه القمّيّ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج1، ص294، طبعة:1، نشر جهان، طهران.
[34] السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ العامليّ أعلى الله مقامه، المأتم الحُسينيّ.
[35] أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ، تاريخ الطبريّ، ج5، ص312، طبعة:1، دار الكتب العلميّة، بيروت، وعزّ الدين بن الأثير الجزريّ، الكامل في التاريخ، ج6، ص130، طبعة:1، دار الكتاب العربي، بيروت.
[36] السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ العامليّ أعلى الله مقامه، المأتم الحُسينيّ.
[37] الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ، الأماليّ، ص182، طبعة:6، كتابجي طهران.
[38] أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ، الأماليّ، ص405، طبعة:1، دار الثقافة، قم.

06-09-2018 | 09-04 د | 4557 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net