الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

المحاضرة الواحدة والعشرون
الإيمان بإمام الزمان

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ورد في دعاء الإفتتاح: "اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله وتذلّ بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة".

الهدف:
التعريف بحقيقة الإعتقاد بالإمام المهديّ، وأهمّ الأمور التي تجسّد حقيقة هذا الإعتقاد والتي ينبغي الإيمان بها في عصر الغيبة.

مقدّمة
يعتبر الإعتقاد بإمامة الإمام المهديّ من أوجب الواجبات التي تعني استكمالاً للإعتقاد بكافّة الأئمّة قبله، كما أنّ الجحود بإمامته جحود بإمامة كافّة الأئمّة السابقين كونه إمام العصر الأصيل الذي تجب طاعته وولايته، وإنّ غيبته لا تغيّر شيئاً في هذا المعتقد وإن أضافت بعض الأمور في آليّة الإرتباط به.

يتجسّد الإيمان بالإمام المهديّ من خلال الإيمان بهذه المفاهيم الأربع:

أولاً: الإيمان بوجوده.
ثانياً: الإيمان بحتميّة ظهوره.
ثالثاً: الإيمان بعالميّة دولته.
رابعاً: الإيمان بعدالة دولته.


1- الإيمان بوجوده: ويعني أهميّة معرفته التي هي ملازمةً للهدى ومعرفة الله، كما أنّ عدم معرفته ملازمة للضلال والإبتعاد عن جادّة الحقّ، "اللَّهمّ‏َ عرّفني نَفْسَكَ فَانَّكَ إنْ لَمْ تَعرّفْني نَفْسَكَ لَمْ أعرِفْ نَبِيّك، اللَّهُمّ‏َ عَرّفُني رَسَولَكَ فَإنَّكَ إن لَمْ تُعرّفْني رَسولَكَ لَمْ أعرفْ حُجّتَك، اللَّهُمّ‏َ عَرّفْني حَجّتَكَ فَإنَّكَ إن لَمْ تُعرّفْني حُجّتَكَ ضَلَلْتُ عَن ديْني"1.

ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: "إنّما يعبد الله من يعرف الله، فأمّا من لا يعرف الله فإنّما يعبده هكذا ضلالاً"، قلت: جعلت فداك فما معرفة الله؟ قال: "تصديق الله عزّ وجلّ وتصديق رسوله صلى الله علية واله وسلم وموالاة عليّ عليه السلام والائتمام به وبأئمّة الهدى والبراءة إلى الله عزّ وجلّ من عدوّهم، هكذا يعرف الله عزّ وجلّ"2.

والإيمان بوجوده يستبطن الإيمان بإنتفاع الأمّة في عصر الغيبة وأنّ وجوده ليس وجوداً سلبيّاً وجامداً كما دلّت الرواية المباركة التي سأل فيها جابر لرسول الله صلى الله علية واله وسلم: قال جابر: "يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته؟ فقال صلى الله علية واله وسلم: إي والذي بعثني بالنبوّة إنّهم لينتفعون به يستضيؤون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس، وإن جلّلها السحاب، يا جابر هذا مكنون سرّ الله، ومخزون علمه فاكتمه إلّا عن أهله"3.

2- الإيمان بحتميّة ظهوره: وأنّ البشريّة تسير نحو هذا اليوم الموعود الذي أكّدته النصوص، فقد ورد في الرواية عن النبيّ صلى الله علية واله وسلم: "المهديّ من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً تكون له غيبة و حيرةٌ تضلُّ فيهِ الأمَم، ثُمَّ يقبل كالشهابِ الثَاقب ويملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً"4.

وفي الرواية المرويّة في عيون أخبار الرضا عليه السلام: "........ ولو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً، وأمّا متى؟ فإخبارٌ عن الوقت، ولقد حدّثني أبي عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ عليهم الصلاة والسلام أن النبي صلى الله علية واله وسلم قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريّتك؟ فقال: مثله مثل الساعة ﴿لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلأ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إلأ بَغْتَةً5".

3- الإيمان بعالميّة دولته: من روايةٍ عن رسول الله صلى الله علية واله وسلم:"........ ثمّ سميّي وكنيّي حجة الله في أرضه وبقيّته في عباده محمّد ابن الحسن بن عليّ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها........."6.

ومن المعاني المهمّة في عالميّة دولته أنّه لا يبقى مكانٌ في الأرض يستطيع المرء أن يلجأ إليه دون أن يحدد خياره من دولة الإمام، فعالميّة الدولة تعني فرز الناس كافّة في كافّة المناطق على أساس الموالي والمعارض لحركة الإمام عليه السلام.

وممّا ورد في دعاء الإفتتاح ما يتضمّن الإعتقاد بعالميّة دولة الإمام صلى الله علية واله وسلم: "اللهم اجعله الداعي إلى كتابك والقائم بدينك استخلفه في الأرض كما استخلفت الذين من قبله، مكّن له دينه الذي ارتضيته له، أبدله من بعد خوفه أمناً يعبدك لا يشرك بك شيئاً، اللهم أعزّه وأعزز به، وانصره وانتصر به، انصره نصراً عزيزاً وافتح له فتحاً يسيراً واجعل له من لدنك سلطاناً نصيرا، اللهم أظهر به دينك وملّة نبيّك حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق.

4- الإيمان بعدالة دولته: وقد أكّدت ذلك مئات النصوص التي ورد فيها أنّه يملأها قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً. ومن الواضح أنّ المراد بالعدل في النصوص هو ما قابل الظلم والجور على مختلف الأصعدة وفي مختلف الميادين، وهذه العدالة هي حاجة فطريّة تسعى إليها كافّة الأمم والشعوب على إختلاف معتقداتها وأديانها.

* خير الزاد في شهر الله، المركز الإسلامي للتبليغ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، تموز 2010م.


1- الكافي، ج1، ص337.
2- الكافي، ج1، ص180.
3- بحار الأنوار، ج36، ص250.
4- بحار الأنوار، ج51، ص72.
5- الأعراف: 187.
6- بحار الأنوار، ج36، ص250.

19-08-2010 | 09-10 د | 2983 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net