الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:902- 27 رمضان 1431 هـ الموافق 07 أيلول 2010م
الوعد الإلهي بالنصر من خلال سورة الإسراء

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- عوامل الانتصار
- الوعد الإلهي بالنصر
- استشعار روح الجهاد والشهادة

الهدف:
التعرف على أسباب النصر والوعد الإلهي به.

تصدير الموضوع:
قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً * وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً1.

مقدمة:
إن صناعة النصر بالتضحية والدم والشهادة، ثقافة محمدية علوية حسينية تعلمها المجاهدون من بدر وخيبر وعاشوراء حيث الإيمان مع القوة والثبات، والعقيدة الراسخة مع العزيمة والشجاعة؛ وانتصار الدم على السيف، والثبات والإرادة على الهزيمة والانقياد أمام الظالمين، وتعتمد هذه الثقافة في مواجهة الظالمين والمستكبرين على الإيمان بالله وطاعته: لأنه يقول في كتابه العزيز: ﴿إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أقْدَامَكُمْ2، و﴿ولَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عزيزٌ3. والإيمان ليس قولاً فقط، بل هو عقيدة وعمل وأمل وثقة، يقول الله تعالى: ﴿وكان حقًّا علينا نصرُ المؤمنين4.

1-عوامل الانتصار:


أشارت الآيات المذكورة أعلاه إلى ثلاثة عوامل للانتصار، هي:
أ - الدخول الصادق والخالص في الأعمال.
ب - الاستمرار على هذه الحالة الصادقة حتى النهاية، قال تعالى: ﴿رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ.
ج- الاعتماد على قدرة الخالق بالاعتماد على النفس، و ترك أي اعتماد أو تبعية على الأجانب، ﴿واجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً. فليس هناك أية سياسية تؤثر في الانتصار كما في الصدق والإخلاص، ليس هناك أي اعتماد أفضل من الاعتماد على الخالق والاستقلال وعدم التبعية.

ولا بد من الإشارة إلى أن التوكل على الله مع إعداد القوة من أعظم عوامل النصر؛ لقول الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ5.لأن التوكل يقوم على ركنين عظيمين:
الأول: الاعتماد على الله والثقة بوعده ونصره تعالى.
الثاني: الأخذ بالأسباب الطبيعية كالتخطيط والتدريب والتجهيز ومعرفة العدو وخططه وتقنياته، والاستفادة من مختلف التقنيات العسكرية الممكنة.

د- حتمية انتصار الحق و هزيمة الباطل‏: نواجه في الآيات أعلاه أصلاً تاماً، و أساساً آخر، وسنة إلهية خالدة تزرع الأمل في قلوب أنصار الحق، هذا الأصل هو أنّ عاقبة الحق الانتصار، وعاقبة الباطل الاندحار. قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ6.

إنّ الباطل شي‏ء مصنوع ومزوّر، ليست له جذور، أجوف، والأشياء التي لها صفات كهذه- عادة- لا يمكنها البقاء طويلا. أمّا الحق فله أبعاد وجذور متناسقة مع قوانين الخلق والوجود، ومثله ينبغي‏ أن يبقى7.

الوعد بالنصر: إنّ حقيقة انتصار الحق وانهزام الباطل هي تعبير عن قانون عام يجري في مختلف العصور، وانتصار الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم على الشرك والأصنام وبقية الانتصارات هي على هذه القاعدة. جاء في سورة الإسراء عند الحديث عن فساد بني إسرائيل، قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنا إِلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسى‏ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراًً8.

2- بقية أسباب النصر


أ- استشعار روح الجهاد والشهادة: بالاعتقاد بأن الجهاد والدفاع واجب كبقية الواجبات، بل من أهمها، و قد فرضه الله على كل قادر دفاعًا عن المقدَّسات والحرمات، وعن العقيدة والمبدأ، وعن الحِمَى والوطن، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "مَنْ قُتل دون ماله فهو شَهيدٌ، ومَنْ قُتل دون عِرْضهِ فهو شهيد، ومن قُتل دون قوْمه فهو شهيد، ومَنْ قُتل دون دينه فهو شهيد"9 وقد جاء في القرآن آياتٌ كثيرة تحثُّ على استشعار روح هذا الجهاد فقال: ﴿والذينَ جاهدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ10.

ولا بد من الاعتقاد التام بأن الشهادة حياة وأن الشهداء أحياء عند ربهم: قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ11. وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ12.

كما ينبغي إضافة للإيمان والاعتقاد النظري، تربية النفس وتهيئتها للشهادة، وقد صرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين بحب الشهادة والقتل في سبيل الله, فورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل, ثم أغزو فأقتل, ثم أغزو فأقتل"13، وعن علي عليه السلام "...فوالله إني لعلى حق وإني للشهادة لمحب".

ب- الاعتقاد بالوعد الإلهي بالنصر: وعد الله المؤمنين بالنصر المبين على أعدائهم، وذلك بإظهار دينهم، وإهلاك عدوهم وإن طال الزمن، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ، يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ14. وقال سبحانه: ﴿حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ15 والمؤمنون الموعودون بالنصر هم الموصوفون بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ16. وقال الله تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً17.

ج - الشجاعة والبطولة والتضحية: من أعظم أسباب النصر: الاتصاف بالشجاعة والتضحية بالنفس والاعتقاد بأن الجهاد لا يقدم الموت ولا يؤخره، قال الله تعالى: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَة18.

قال الشاعر:
من لم يمت بالسيف مات بغيره         تعددت الأسباب والموت واحد

ولهذا كان أهل الإيمان الكامل هم أشجع الناس وأكملهم شجاعة هو إمامهم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ظهرت شجاعته في المعارك الكبرى التي قاتل فيها ومنها على سبيل المثال:

أولاً: شجاعته البطولية الفذة في معركة بدر، قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: "لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا". وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "كنا إذا حمي البأس ولقي القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يكون أحد أدنى إلى القوم منه".

ثانياً: في معركة أحد قاتل قتالاً بطوليًّا لم يقاتله أحد من البشر.


1- الإسراء.
2- محمد : 7.
3-الحج: 40.
4- الروم: 47.
5-المائدة: 11.
6- الرعد: 17.
7- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏9، ص: 96.
8- الإسراء.
9- أخرجه أحمد، ج1،190، وابو داوود، 5،128 -129 برقم4772.
10- د.
11- آل عمران: 169.
12- البقرة: 14
13- مسند أحمد بن حنبل، ج2، ص231.
14- غافر: 51، 52.
15- الروم: 47.
16- الأنفال: 2-4.
17- النساء: 141.
18- النساء: 78.

08-09-2010 | 04-10 د | 3488 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net