الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 857- 8 ذي القعدة 1430هـ الموافق 27 تشرين أول 2009م
الإمام الرضا عليه السلام وحقوق الجوار

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- من هو الجار وما هي حقوقه.
- حسن الجوار في الروايات.
- واجبات الجيران تجاه بعضهم البعض.

الهدف:

التعرّف على نظرة الإسلام إلى قيمة الجوار، والحث على ثقافة حسن الجوار، ومراعاة حق الجار.

تصدير الموضوع:
عن الإمام الرضا عليه السلام: "... وتعاهد إخوانك، وسارع في قضاء حوائجهم، وإياك والغيبة والنميمة، وسوء الخلق مع أهلك وعيالك، وأحسن مجاورة من جاورك، فإن الله يسألك عن الجار".

1- من هو الجـار؟

الجار هو الشخص الذي يسكن في الجوار، سواء أكان قريباً من حيث الصلة الرحمية، أو كان من إتباع الديانة نفسها، أو غيرها من أتباع الرسالات السماوية الأخرى، فلا علاقة لمعتقداته بانطباق عنوان الجار عليه. ولا يُصنَّف على أساس المعرفة القديمة به، أو المعرفة الحديثة الناشئة عن السكن في الجوار. لكن لعامل القرب والبعد عن مكان السكن أهمية لتحديد الجار، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما سئل عن حد الجوار، قال: "أربعون داراً"1.

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "حريم المسجد أربعون ذراعاً، والجوار أربعون داراً من أربعة جوانب"2.

وقد أشار القرآن الكريم بالإجمال إلى قسمي الجوار: الجار القريب والجار البعيد، عندما أمر بالإحسان إلى أصناف من الناس ومنهم الجار بقسميه، فقال: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً... وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ...3.

2- مراعاة حقوق الجيران في الإسلام
لقد قرن القرآن الكريم عبادة الله تعالى والإحسان إلى الوالدين والأرحام بالإحسان إلى الجار كما في قوله تعالى : ﴿واعبدُوا اللهَ ولا تُشرِكُوا بهِ شَيئاً وبالوالِدَينِ إحساناً وبذي القُربى واليتَامى والمَساكينِ والجارِ ذي القُربى والجارِ الجُنُبِ والصّاحبِ بالجَنبِ4.

وحق الجوار لا ينظر فيه إلى الانتماء العقائدي والمذهبي، بل هو شامل لمطلق الإنسان مسلماً كان أم غير مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "الجيران ثلاثة : فمنهم من له ثلاثة حقوق : حق الجوار، وحق الإسلام، وحق القرابة، ومنهم من له حقّان : حق الإسلام، وحق الجوار، ومنهم من له حق واحد : الكافر له حق الجوار"5.

وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته بمراعاة حق الجوار، والسعي إلى تحقيقه في الواقع، وركّز على ذلك باعتباره من وصايا الله تعالى له، قال صلى الله عليه وآله وسلم : "مازال جبرائيل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه"6.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : "والله الله في جيرانكم، فإنّهم وصية نبيكم، مازال يوصي بهم حتى ظنّنا أنه سيورّثهم"7.

وقد كتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً بين المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من أهل المدينة : "إنّ الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وحرمة الجار على الجار كحرمة أُمّه"8.

وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إكرام الجار من علامات الايمان فقال : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"9.

واستعاذ صلى الله عليه وآله وسلم من جار السوء الذي أطبقت الانانية على مشاعره ومواقفه فقال : "اعوذ بالله من جار السوء في دار إقامة، تراك عيناه ويرعاك قلبه، إن رآك بخير ساءه، وإن رآك بشر سرّه"10.

3- الجار قبل الدار
ورد في العديد من الروايات الحث على البحث عن الجار قبل البحث عن الدار، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أريد شراء دار، أين تأمرني أشتري، في جهينة، أم في مزينة، أم في ثقيف، أم في قريش؟.فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الجوار ثم الدار، الرفيق ثم السفر"11.

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام في نهج البلاغة: "سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار"12.

وروى الإمام الحسن عليه السلام قال:"رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عامود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء. فقلت لها: أمَّاه لم لا تدعوِنَّ لنفسك كما تدعونَّ لغيرك؟ فقالت :يا بني، الجار ثم الدار"13.

4- حسن الجوار في الأخبار
- حسن الجوار من الأوامر الإلهية:
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : "عليكم بحسن الجوار، فإنّ الله عزَّ وجلَّ أمر بذلك"14.

- كف الأذى والصبر عليه من حسن الجوار: حسن الجوار ليس كف الأذى فحسب، وإنّما هو الصبر على الأذى من أجل إدامة العلاقات، وعدم حدوث القطيعة، قال الإمام موسى الكاظم عليه السلام: "ليس حسن الجوار كف الأذى، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى"15.

- تفقّد أحوال الجيران: دعا صلى الله عليه وآله وسلم إلى تفقد أحوال الجيران وتفقّد حاجاتهم، فقال : "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع"16.

- من بركات حسن الجوار: حثّ الإمام جعفر الصادق عليه السلام على حسن الجوار لما فيه من تأثيرات إيجابية واقعية تعود بالنفع على المحسن لجاره، فقال : "حسن الجوار يعمّر الديار، ويزيد في الأعمار"17.

وقد أمر صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام وسلمان وأبا ذر والمقداد أن ينادوا في المسجد بأعلى أصواتهم بأنّه "لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه، فنادوا بها ثلاثاً، ثم أومأ بيده إلى كلّ أربعين داراً من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله" 18.

- قضاء حاجة الجار: وأمر صلى الله عليه وآله وسلم بالتكافل الاجتماعي والنظر إلى حوائج الجار والعمل على إشباعها فقال صلى الله عليه وآله وسلم : "ومن منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة، ووكله إلى نفسه، ومن وكله الله إلى نفسه هلك، ولا يقبل الله عزَّ وجلَّ له عذراً"19.

5- حرمة الاعتداء على الجار وممتلكاته
 الاعتداء على الجار موجب للحرمان من الجنة، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : "من كان مؤذياً لجاره من غير حقّ، حرمه الله ريح الجنة، ومأواه النار، ألا وإن الله عزَّ وجلَّ يسأل الرجل عن حق جاره، ومن ضيّع حق جاره فليس منّا"20.

ومن يطّلع على بيت جاره ويتطلّب عوراته يحشر مع المنافقين يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "ومن اطلع في بيت جاره فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شيء من جسدها، كان حقاً على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتبعون عورات الناس في الدنيا، ولا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ويبدي عورته للناس في الآخرة"21.

ويحرم الاعتداء على ممتلكات الجار، ومن اعتدى فالنار مصيره، قال صلى الله عليه وآله وسلم : "ومن خان جاره شبراً من الأرض طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين ناراً حتى يدخله نار جهنّم"22.

خاتمة:
حق الجار في رسالة الحقوق: قال الإمام زين العابدين عليه السلام: "وأمَّا حقُّ الجار، فحفظُه غائباً، وكرامتُه شاهداً، ونصرتُه ومعونتُه في الحالين جميعاً. لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوأة لتعرفها، فإن عرفتها منه عن غير إرادة منك ولا تكلُّف، كُنتَ لما علمتَ حصناً حصيناً وستراً ستيراً، لو بحثتْ الأسنةُ عنه ضميراً لم تتصل إليه لانطوائه عليه. لا تستمع عليه من حيث لا يعلم. لا تسلمه عند شديدة، ولا تحسده عند نعمة. تُقيل عثرته وتغفر زلَّته. ولا تدَّخر حلمك عنه إذا جهل عليك، ولا تحرَّج أن تكون سلماً له. تردُّ عنه لسان الشتيمة، وتبطل فيه كيدَ حامل النصيحة، وتعاشرُه معاشرةً كريمةً، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله".


1- السنن الكبرى للبيقهي-ج6 ص276.
2- روضة الواعظين للفتال النيسابوري –ص 336.
3- سورة النساء الآية 36.
4- سورة النساء : 4.
5- جامع السعادات، النراقي 2 : 267.
6- بحار الأنوار 74 : 94.
7- نهج البلاغة : 422، كتاب : 47.
8- الكافي 2 : 666.
9- المحجة البيضاء 3 : 422.
10- الكافي 2 : 669.
11- مستدرك الوسائل للميرزا النوري –ج8 ص 429.
12- نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام الخطبة 31 من وصيته للإمام الحسن عليه السلام.
13- علل الشرائع للشيخ الصدوق-ج1 ص182.
14- بحار الأنوار 74 : 150.
15- تحف العقول : 306،2.
16- جامع السعادات 2 : 268.
17- الكافي 2 : 667.
18- الكافي 2 : 666.
19- بحار الأنوار 76 : 363.
20- بحار الأنوار 76 : 362.
21- بحار الأنوار 76 : 361.
22- بحار الأنوار 76 : 361.

12-03-2010 | 16-21 د | 3562 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net