الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة التاسعة عشر - العدد:953- 29 رمضان 1432 هـ الموافق 30 آب 2011م
 إشاعة الفاحشة شراكة فيها

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل


محاور الموضوع ألرئيسة:
1- معنى إشاعة الفاحشة.
2- إشاعة الفاحشة تقويض للمجتمع.
3- النهي عن إشاعة الفاحشة.
4- النهي عن تصديق خبر السوء بحق المؤمن.
5- مشيع الفاحشة شريك فيها.

الهدف:
بيان ما للتفاعل مع الفاحشة ونقلها من آثار سلبية على الأفراد وعلى المجتمع وإظهار جهد الإسلام في سبيل منع إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.

تصدير الموضوع:
- عن الصادق عليه السلام: "مَنْ قال في أخيه ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فهو ممّن قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"1.﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.2

- معنى إشاعة الفاحشة
قال الراغب: "الفحش والفحشاء والفاحشة، ما عَظُمَ قبحه من الأفعال والأقوال... ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ..".3

و"بما أنّ الإنسان مخلوق إجتماعي، فالمجتمع البشري الذي يعيش فيه له حُرمة يجب أنْ لا تقلّ عن حرمته الشخصية. وطهارة كلّ منهما تساعد في طهارة الآخر، وقبح كلّ منهما يسري إلى صاحبه. وبموجب هذا المبدأ، كافح الإسلام بشدة كلّ عمل ينشر السموم في المجتمع. كإشاعة الفاحشة التي ذكرتها الآيات فهي كالنار تسري في الهشيم وإذا نقلناها من مكان إلى آخر، فإنها ستحرق الجميع ولا يمكن حينئذٍ إطفاؤها أو السيطرة عليها".4 إذاً، فإنّ من معنى الفاحشة إشاعة الفاحشة.

- إشاعة الفاحشة تقويض للمجتمع:
إنّ المجتمع الذي يكون أفراده محصّنين اتجاه الفواحش لا يرتكبونها ولا يتظاهرون بها، بل يستهولونها ويستفظعونها، ويحقّرون مرتكبها ويقاطعونه- إنّ مجتمعاً بهذه الحالة- هو مجتمع يحفظ سلامة ظاهرة، آمن من انتشار الموبقات.

وفي الوقت عينه، فإنّ إشاعة الفاحشة تعدّ تدميراً لحصانة المجتمع وسلامة ظاهرة، وبالتالي تشجيعاً للأفراد على ارتكاب الفاحشة، والتظاهر فيها واستصغارها، حيث لا يعود هناك من حسابات واعتبارات اجتماعية، ولا عواقب منتظرة للقيام بهذه الأفعال، وفي ذلك تقويض لطهارة المجتمع، ونقائه، وإزالة للحواجز النفسية والإجتماعية أمام ارتكاب الفاحشة، وتسهيل للتورّط بها.

- النهي عن إشاعة الفاحشة
فقد نهى الإسلام عن تلقُّف ما يُعلم من المؤمنين والمسلمين، من ارتكابهم للأعمال المحرّمة، سواءٌ أكان منقولاً من قبل وسائط موثوقة، أو كان مما رأته العينان أو سمعته الأذنان بلا واسطة.

عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "مَنْ قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فهو من الذين قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".5

وفي المقابل، ربّى الإسلام أبناءَه على وجوب ستر العيوب وما يشين المؤمنين على أصحابها، وعدم إذاعتها وإشاعتها.

فعن أبي جعفر الثاني الإمام الجواد عليه السلام أنه قال: "يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة".6

وإذاعة ما يشين عن المؤمن، فضلاً عن أنه إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا، فهو كذلك غيبة للمؤمن، والغيبة هي التي توعّد الله عليها.

فعن عبد الرحمن بن سيّابة، عن الصادق عليه السلام: "إنّ من الغيبة أنْ تقول في أخيك ما ستره الله عليه".7

أي أنّ في هذا الفعل ارتكاباً لكبيرتين، إحداهما الغيبة للمؤمن، وثانيتهما إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا. وقد توعّد الله على كلا الكبيرتين. فضلاً عن المضارّ الاجتماعية لهما.

- النهي عن تصديق خبر السوء بحق المؤمن:
لم يكتفِ الإسلام بمنع إشاعة الأخبار المشينة عن المؤمنين واعتبارها غيبة وإشاعة للفاحشة في الذين آمنوا، هذا إذا كانت مضامين هذه الأخبار حقاً كمثل ما رأت العين وسمعت الأذن؛ بل دفعت الأخبار الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة إلى تكذيب تلك الأخبار وتصديق المؤمن بحق نفسه، حتى وإن كان النقلة من أهل الوثاقة والأمانة، بل حتى لو حلفوا على صدق ما ينقلون.

فعن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الأول الإمام موسى الكاظم عليه السلام، قال: "قلت له: جُعلت فداك، الرجل من إخواني يبلغني عنه الشيء الذي أكرهه، فأسأله عن ذلك، فيتنكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات؟ فقال لي: يا محمد، كذّب سمعك وبصرك عن أخيك. فإنْ شهد عنه خمسون قسّامة وقالوا لك قولاً، فصدقّه وكذّبهم. لا تذيعنّ عليه شيئاً تشينه به، وتهدم به مروءته، فتكون من الذين قال الله في كتابه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".8

- مشيع الفاحشة شريكٌ فيها
ما تقدّم بين أيدينا يفيد أنّ الإسلام سدّ الأبواب أمام أيّ تفاعل مع ناقلي الفاحشة، ولا أي تفاعل سلبي اتجاه مَنْ يُدّعى بحقه إرتكابها. وأكثر من ذلك، فقد اعتبرت الأخبار الواصلة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام أنّ ناقل الأخبار التي تتحدّث عن الفاحشة شريك في إشاعتها، وشريك في فعلها كفاعلها بلا فرق.

وفي الحديث المروي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أذاع فاحشة، كان كمبتدئها".9

ومن صور الشراكة في إشاعة الفاحشة وفعلها:
1- إنشاء مراكز الفساد.
2- توفير وسائل المعصية للناس، وتشجيعهم على ارتكابها.
3- المجاهرة في ارتكاب الفاحشة دون مراعاة للقيم الدينية والاجتماعية، ولا للآداب العامة.10


1- أمالي الصدوق، ص276، ح 16.
2- سورة النور، الآية: 19.
3- المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، ص373- 374، من كتاب الفاء.
4- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، تأليف آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج11، ص51- 52، بتلخيص.
5- الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني، ج2، ص266، ح2، وفي هذا المعنى نقل الصدوق في الأمالي، ص276، ح16، وعلي بن إبراهيم في تفسير القمي، ج2، ص76، والمفيد في الاختصاص، 227.
6- الكافي، ج2، ص165، ح8.
7- معاني الأخبار للشيخ الصدوق، ص184، ح1.
8- كتاب ثواب الأعمال للشيخ الصدوق نقلاً عن تفسير الثقلين للحويزي، ج3، ص582، والكافي، ج8، ص147، ح125.
9- الكافي، ج2، باب القبح.
10- تفسير الأمثل، ج11، ص52- 53، بتلخيص وتصرّف.

06-09-2011 | 05-56 د | 3747 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net