الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة العشرون - العدد:987- 03 جمادى الثانية 1433هـ الموافق 24 نيسان 2012م
فاطمةٌ عليها السلام أمامي

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل


محاور الموضوع ألرئيسة:
1- الزهراء كليلة القدر.
2- قدوة النساء.
3- المستورة دنياً وآخرة.
4- أمام أبيها.
5- خاتمة: أول من يدخل الجنة.

الهدف:
بيان بعض المقامات الأخروية للزهراء عليها السلام والدعوة للإقتداء بها والتأسي بسيرتها.

تصدير الموضوع:
عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "... وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها، وتبعث فاطمة أمامي".

مقدمة:

الزهراء كليلة القدر:
"جاء في المرويات عن علة تسمية السيدة الزهراء عليها السلام سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها1، وأنها كليلة القدر التي خاطبنا الله عنها فقال: وما أدراك ما ليلة القدر".

والخلاصة هي أن معرفة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بتمام المعرفة وكمالها أمر أقل ما يقال فيه أنه غير ميسور، ولعل الأولى أن يقال أنه غير مقدور. وبالتالي فإن أمرنا مع معرفتها وتقديرها والعلاقة بها يتردد بين القصور والتقصير. وكيف نؤدي حق من جاء في مرويات أهل بيت العصمة عنها أنه على معرفتها دارت القرون الأولى...

وأن الأئمة عليهم السلام حجج الله على خلقه والزهراء حجة الله عليهم...

ولأن هذا العالم ليس محل ظهور تمام الكمالات للكُمَّل من الخلق فهو عالم ضيق الوعاء شديد الكدورة، عالم التزاحم... بل هو عالم يؤذى فيه كرام خلق الله بأبشع أنواع الإيذاء... فإنَّ ظهور مقامات الأولياء هو في عالم الآخرة ولذا سنعرض فيما يلي صوراً من مواقف الزهراء عليها السلام في الآخرة لعلنا نوفق لشيء من رفع التقصير في معرفتها.

قدوة النساء:
في حديث مروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "... وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملك وعن يسارها سبعون ألف ملك، تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة"2.

ففي هذه الرواية أنها عليها السلام تقود مؤمنات أمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجنة، ونحن نعلم أن الآخرة هي محل ظهور الحقائق وصور الآخرة كاشفة عن حال وواقع الناس في الدنيا، فعندما تكون الزهراء عليها السلام قائدة للنساء المؤمنات في الآخرة إلى الجنة هذا يكشف عن أنهن اتخذنها قدوة لهن في الدنيا. وبالتالي فمن أرادت أن تكون قائدتها السيدة الزهراء عليها السلام إلى الجنة فعليها أن تقتدي بها في الدنيا... بعلمها وحجابها وعفتها وورعها وعبادتها وعلاقاتها بعائلتها والجيران، وكذلك عليها أن تقتدي بها في زهدها بالدنيا ومظاهرها وأحوالها، فأن تكون الزهراء عليها السلام قائدة تقود ركب المؤمنات إلى الجنة هو مقام ينال باتخاذها قدوة وتمثل أخلاقها وعبادتها وسلوكها.

المستورة دنيا وآخرة
من الأمور التي كانت تحرص عليها سيدة نساء العالمين في الدنيا العفاف والستر وهي التي قالت جواباً على سؤال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ما هو خير للنساء فقالت عليها السلام : أن لا ترى الرجال ولا يراها رجل... كانت عليها السلام تحمل هم الستر والحجاب حتى في يوم المحشر حيث يروي أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: "دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم على فاطمة وهي حزينة فقال لها: ما حزنك يا بنية؟ قالت: يا أبه ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : "يا بنية إنه ليوم عظيم، ولكن أخبرني جبرئيل عن الله عزَّ وجلَّ أنه قال: أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا، ثم أبي إبراهيم ثم بعلك علي بن أبي طالب ثم يبعث الله إليك جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور، ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور، فيقف عند رأسك فيناديك: يا فاطمة بنت محمد قومي إلى محشرك، فتقومين آمنة روعتك مستورة عورتك فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها"3.

أمام أبيها:
نقل الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين في كتاب معرفة الصحابة ذكر مناقب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحديث رقم 4727: .... قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، ويبعث صالح على ناقته وابعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها وتبعث فاطمة أمامي".

والحقيقة أنه ليس فقط العجز في القلم وليس فقط العجز في اللسان عن النطق بالبيان حول هذه الصورة وإنما أيضاً العقول هي التي تقف حائرة عن أن تفقه حقيقة هذه الصورة...

كيف يكون محمد صلى الله عليه وآله وسلم إمام الخلق جميعاً سيد الأولين والآخرين وسيد الدارين وتبعث فاطمة أمامه...

ولعل هذا ليس من الأمور التي تدرك وتوصف، ولا من الأمور التي تدرك ولا توصف، بل لعله من الأمور التي لا تدرك ولا توصف.

ولكن ها هنا وجه يمكن المصير إليه وهو أن الرواية تشير إلى اسراع الأنبياء عليهم السلام إلى ملاقاة أممهم في المحشر لاستنقاذهم وقيادتهم إلى الجنة والتشفع لهم عند الله...

ولأن دابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي بلغ بها مقام قاب قوسين أو أدنى حيث لم يصل عبد ولا ملك مقرب هي البراق يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راكباً عليها ليوافي أمته فيعينهم ويستنقذهم ويتشفع لهم...

وكون فاطمة أمامه ينبئ عن اشتراكها معه في المقام والمهمة وشدة إهتمامها بأمة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم فهي على البراق معه أو على دابة أخرى أمامه أي أشدَّ سرعة منه صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذا فقد وصفت إحدى الروايات موقف الشفاعة الخاص بها في رواية...
... ثم يقول جبرئيل: يا فاطمة سلي حاجتك.
فتقولين: يا رب شيعتي.
فيقول الله: قد غفرت لهم.
فتقولين: يا رب شيعة ولدي.
فيقول الله: قد غفرت لهم.
فتقولين: يا رب شيعة شيعتي فيقول الله: انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة، فعند ذلك تود الخلائق أنهم كانوا فاطميين فتسيرين ومعك شيعتك وشيعة ولدك وشيعة أمير المؤمنين آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم، قد ذهبت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون ويظمأ الناس وهم لا يظمأون....4

خاتمة:

أول من يدخل الجنة:
عن أبي يزيد المدني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد، ومثلها في هذه الأمة مثل مريم في بني إسرائيل"5.

لا شك كما سبق القول أن الآخرة هي عالم ظهور الحقائق وغلبة الواقع على الظاهر، وهي عالم ظهور الأعمال والصفات والمقامات: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ....

صحيح أنَّ الأولى أن يكون أول الداخلين للجنة الرسول الأعظم فهو الأكمل والأفضل، وبالتالي فلا يتوهمَّن متوهم أن ثمة تعارض بين كونه صلى الله عليه وآله وسلم الأكمل والأفضل خلقاً وعملاً وكون أول شخص يدخل الجنة فاطمة عليها السلام لأنها صلى الله عليه وآله وسلم بضعة منه كما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "فاطمة بضعة مني" وبالتالي فكونها بضعة منه فدخولها الجنة هو دخوله كأنها عضو سبق أعضاء بل هناك في المرويات ما هو أعظم حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم عنها: "روحي التي بين جنبي".

فكأن الله أراد بهذه المكرمة لفاطمة عليها السلام أن يظهر أنها المرأة التي كانت أباها في سمتها مشيةً ومنطقاً، وعبادة فإن كان الرسول قد قام في العبادة حتى تورمت قدماه حتى أنزل الله تعالى عليه: ﴿طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى6 فقد ضاهته ابنته حتى قال ابنها الإمام الحسن عليه السلام : "ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة عليها السلام كانت تقوم في محرابها حتى تتورم قدماها"7.

فالسلام عليها يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم دفنت ليلاً، ويوم تبعث حية.

والحمد لله رب العالمين


1- البحار،ج43،ص10.
2- بحار الأنوار،ج43،ص24.
3- بحار الأنوار،ج8،ص54،نقله عن تفسير فرات،ص171.
4- بحار الأنوار،المجلسي،ج8،ص54.
5- التدوين،ج1،ص457 (انظر ميزان الاعتدال،ج2،ص618،وكنز العمال،ج12،ص 110.
6- سورة طه، الآيتان:1-2.
7- بحار الأنوار،ج43،ص75.

27-04-2012 | 04-08 د | 3459 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net