الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة العشرون - العدد:996-26حزيران 2012م الموافق 5 شعبان 1433هـ
المناجاة والأنس بالله

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل



محاور الموضوع ألرئيسة:
1- مقدمة بين المناجاة والدعاء.
2- اطلالة على المناجاة الشعبانية.
أ- الصلاة على النبي وآله.
ب- موانع إقبال الله.
ج- الهروب إلى الله.
خاتمة: المناجاة والأنس


الهدف:
الإضاءة على المناجاة الشعبانية وأهميتها وبعض مضامينها والحث على قراءتها.
تصدير الموضوع:
"اللهم صل على محمد وآل محمد واسمع دعائي إذا دعوتك، واسمع ندائي إذا ناديتك وأقبل عليَّ إذا ناجيتك فقد هربت إليك ووقفت بين يديك مستكيناً لك متضرعاً إليك..."1.

مقدمة:

بين المناجاة والدعاء
أورد الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان مناجاة رواها ابن خالويه الذي قال أنها مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام كانوا يدعون بها في شهر شعبان.

وفيها الكثير من الآداب في العلاقة مع الله والكثير من آيات الحب لله كأنها زفرات قلب عاشق متوله قد امتلأ كيانه فذاب كلمات سالت على لسان الصدق علي عليه السلام. ونحن نعرف أنّ ثمة ألواناً من العبادة لله تعالى ما يختلج في صدور العابدين من أبرزها بعد الصلاة الدعاء والمناجاة.

والفرق بينهما، أن الدعاء يكون مع لحاظ حال البعد بالنظر إلى حال المخلوق ومن موقعه، وأما المناجاة على ما جاء في المعاجم اللغوية حيث قالوا: "نجوته نجواً أي ساررته وكذلك ناجيته" و"ناجى الرجل الرجل مناجاة ونجاء: سارّه". وعليه ففي المناجاة اللحاظ هو للقرب بين المخاطِب والمخاطَب بالنظر إلى الله القريب الحاضر الذي لا يبعد ولا يغيب.

إطلالة على المناجاة الشعبانية:
لا شك باستحباب قراءة المناجاة الشعبانية اقتداء بسيرة الإمام علي عليه السلام والأئمة من ولده، ولكن لما لم يكن من الممكن في أن نقف على تمام مضامينها ومعانيها نقبس منها قبساً علنا نعود عنها بمثل ما عاد به موسى عليه السلام إلى أهله. بادئين بذكر الفقرات:

أ- الصلاة على النبي:
تبدأ المناجاة بقوله عليه السلام: "اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد". وهذا من آداب الدعاء واشارة واضحة إلى استحباب الصلاة على النبي وآله مطلقاً، وبصورة أخص في الدعاء والمناجاة لما ورد من استحبابها قبل الدعاء وبعده فإنّ الله عزَّ وجلَّ أجلّ وأكرم أن يتقبل الصلاة على النبي وآله أولاً وآخراً ويهمل ما بينهما.

وثمة الفاتة هي أنّ الداعي أو المناجي لما كان قاصداً لجناب المولى الكريم من جهة، والجليل من جهة يبدأ بذكر أحب الخلق إليه لإستدرار عطفه واستدفاع نقمته. فقد يكون الداعي والمناجي على حال من السوء توجب السخط والإعراض، لا الرضا والإقبال، فالصلاة على النبي هنا تصبح أشبه بتوسل باسم الحبيب إلى حبيبه.

ب- موانع إقبال الله:
ولما ذكرنا آنفاً نجد أن الإمام علي عليه السلام قد ثنى بقوله بعد الصلاة على النبي وآله بقوله: "واسمع دعائي إذا دعوتك واسمع ندائي إذا ناديتك، واقبل عليّ إذا ناجيتك".

إن أول ما يفتقر إليه الداعي والمناجي والمنادي هو اقبال المقصود بها عليه، وفتح المغالق أمام صوته، فمهما كانت العبارات راقية والمضامين عالية لا قيمة لها إن لم تجد أبواب السمع مفتحة، فنحن نحتاج إلى اقبال من نخاطبه ليكون ثمة أمل بالإجابة، فإن لم تصل أصواتنا إلى حضرة المولى بمعنى أن يعبأ بما نقول لَغَزَا نفوسنا اليأس واستبدَّ بنا القنوط والإياس.

ولا بأس أن نذكر بعض موانع وصول الدعاء والمناجاة وموانع القبول

1- فمنها: عدم التوفيق الإلهي والإهمال: بمعنى أن يسلط الله علينا ما يمنعنا من التفاعل مع ما ندعو ومن أمثال ذلك النعاس والسهو والغفلة والكسل وغيرها... وقد أشار الإمام السجاد إلى ذلك في دعاء السحر: "اللهم إني كلما قلت قد تهيأت وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك، ألقيت عليّ نعاساً إذا أنا صليت وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت...". فحينما يكون القلب مشغولاً وملتفتاً إلى غير الله كيف يكون جدياً في دعائه ومناجاته.

2- ومنها الإيقاع في البلاء: وقد يكون معناه إهمال الإنسان بسبب ذنوبه ليقع في ما لا يوفق معه للإقبال بالقلب على العبادة والمناجاة وقد قال الإمام السجاد عليه السلام: "ما لي كلما قلت قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوابين مجلسي، عرضت لي بلية أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك".

3- عدم الأدب واللياقة، أو فقل الإستخفاف بحق الله تعالى:
وصورته الأجلى في ارتكاب المعصية مع العناد والإصرار حيث لا يكترث برقابة الله وشهوده ويستخف بعظمته: "أو لعلك رأيتني مستخفاً بحقك فأقصيتني".

4- الإعراض عن ال
له: ومن صوره عدم الإنتفاع بمواعظ الله سواء كانت كالقرآن وما ورد من روايات أهل بيت العصمة، أو بحرمان النفس من الإقبال على موائد كرم الله كشهر رمضان والحج وأشهر النور... فإن الإنسان والحال هذه معرض عن الله فقد يقابل الله ذلك بما يماثله: "أو لعلك رأيتني معرضاً عنك فقليتني". ومن صور هذا الإعراض عدم شكر نعمائه: "أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني". أو ترك التواجد في مجالس الرحمة مجالس العلم والعلماء حيث يقول الإمام السجاد عليه السلام: "أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني". بل قد يستبدل الإنسان مجالس الرحمة هذه بمجالس النقمة: "أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني". وبالتالي فإن نتيجة كل ما ذكرنا من الأعمال والصفات النفسية هي أعراض المولى ليس فقط عن الإستجابة للدعاء والإقبال بل عدم السماع لذلك: "أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني" كأنه حرمان من أصل التوفيق للدعاء والمناجاة فضلاً عن التوفيق فيهما.

ج- الهروب إلى الله:
لا شك إن من الفقرات الجميلة والرائعة في المناجاة الشعبانية قوله عليه السلام: "فقد هربت إليك ووقفت بين يديك مستكيناً لك متضرعاً إليك راجياً لما لديك ثوابي...". وإذا عطفنا عليها قوله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) نلحظ مفهوماً قرآنياً هو الهروب والفرار والهجرة إلى الله وهي وإن اختلفت في تفصيل المعنى إلى أنها بالجملة تشترك في مفهوم واحد وهو ترك ما عدا الله والوفود عليه وطلب الوصول إليه. ولما كانت العبارة في المناجاة الشعبانية هي الهروب فلا بد من القول أن معنى الهروب يفترض أموراً منها:
1- جهة مهروب منها.
2- جهة مهروب إليها.

3- حالة الفزع والخوف بل الهلع الشديد فالإنسان لا يهرب ما لم يكن ثمة خوف من عدو يتقيه بهروبه أو خطر يتجنبه بذلك. الهروب، ولا بد أن يكون الهروب إلى جهة مؤمنة من هذا الخطر الداهم والشر المحدق.

وبالتالي فالمؤمِّن من كل خطر فالهروب إليه أولى من الهروب إلى مؤمِّن من خطر دون آخر أو بوقت دون آخر... فالله تعالى هو الموجود الذي تطمئن النفوس بقدرته على الحماية من كل نوع من الأخطار دنيوية برزخية أو أخروية، ومن عداوة كل عدو سواء كان الشيطان أو الإنسان، أو النفس التي هي أعدى عدو الإنسان... ولا بد مع كل ما تقدم من اليقين بامكان الوصول وأن الطريق إليه ميسرة "وأن الراحل إليك قريب المسافة...". ومن أبرز مصاديق الفرار والهروب إلى الله ترك معصيته وأهم ما يعين عليه الشعور بحضوره تعالى حيث لا يحجب عنه شيء ولا يمنع منه شيء... فالهارب حقاً هو من يهرب من الله لأنه هو المرهوب حقاً... ولا مؤمِّن منه إلا هو... فالهروب منه يكون إليه تعالى...

خاتمة المناجاة والأنس:
لا بد للإنسان من ادامة الشعور بمعية الله ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ2 وايقاظ الشعور بهذه المعية وعدم الغفلة عنها لقمع النفس عن الجموح إلى المعصية ولإيقاظ الشعور القلبي بقربه تعالى والمناجاة تربي هذا الشعور وهذا الإحساس وتوجب الأنس بذلك.


1- مفاتيح الجنان (المناجاة الشعبانية).
2- سورة الحديد، الآية: 4.

06-07-2012 | 09-46 د | 3627 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net