الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر الحراب-العدد 1032-22 ربيع الثاني 1434 هـ الموافق 5 آذار 2013 م
حقوق المعلم "وأما حق سائسك بالعلم..."

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

بسم الله الرحمن الرحيم

الهدف:
التعريف ببعض حقوق المعلّم، من خلال النص المتعلّق بهذا الموضوع في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام .

محاور الموضوع:
1 ـ مكانة المعلّم ليست منّة.
2 ـ من حقوق المعلّم.
3 ـ تعلّم لله.
4 ـ خاتمة في منزلة المعلّم.


تصدير الموضوع:
"وحق سائسك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه..."

حقوق المعلّم:
في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام :
"وحق سائسك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه؛ وألاّ ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذُكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه، ولا تجالس له عدوّاً، ولا تعادي له وليّاً. فإذا فعلت ذلك، شهدت لك ملائكة الله جلّ وعزّ بأنك قصدته، وتعلّمت علمه لله جلّ اسمه لا للناس "1.

ـ مكانة المعلم ليست منّة:
لقد درج الناس في المجتمعات المختلفة عبر التاريخ على توقير المعلّم واحترامه، فكانت له منزلة خاصّة في وسطه ومحيطه؛ وذلك لما لا يخفى من الحظّ العظيم الذي يتمتع به العلم، والمنزلة السامية التي دفع إليها حاملها. ولمّا كان العلم بالاكتساب وسيلة فضلى في تحصيل العلوم، فإنّ المتعلّم يجب عليه أن يتعرّف على جملة من الآداب في علاقته مع معلّمه بشكل خاص، لتعرف بذلك بعض هذه الحقوق وتكون في معرض الأداء والحفظ.

ـ من حقوق المعلّم:
يتحدث الإمام زين العابدين عليه السلام عن جملة من الحقوق، يمكن اختصارها بالتعظيم العام؛ ولكن مظاهر هذا التعظيم، تظهر في مجموعة من المحافل:

أ ـ في المحفل الذي يحضر فيه، ومظاهر التعظيم في محضره، منها:
1 ـ التوقير لمجلسه، ويكون ذلك من خلال:
1 ـ "حسن الاستماع إليه والإقبال عليه" بأن تجعل مقاديم بدنك وجهك في مقابل وجهه؛ ولا تجعل أحد جنبيك موازياً له، فضلاً عن كراهة الإدبار عنه.
ثمّ بأن يصغي المتعلّم في مجلسه إلى معلّمه جيداً، لا أن يتشاغل بالأمور التي تنافي ذلك. ومن ضمن حسن الاستماع والمجالسة.
2 ـ "أن لا ترفع عليه صوتك" وذلك عندما تكون في إطار المحاورة والمناقشة معه.
3 ـ "ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب" إذ كثيراً ما يقع المتعلّمون، أو المجالسون عموماً، في مثل هذه الآفة، حيث يظنّ أنه يعرف الجواب في المسألة، فنراه يبادر إلى الإجابة من دون أن يكون الكلام موجّهاً إليه. ومن الأدب إذا أراد هو الإجابة أن يستأذن أستاذه، فإن أذن فبها ونعمت، وإلاّ فليسكت.
4 ـ "ولا تحدّث في مجلسه أحداً" بحيث تبدو غير آبه لمحضره. وقد قيل في ذلك من بعض العلماء "أن لا يتكلّم بغير ضرورة".
2 ـ إذا أنت دخلت مجلسه، أن تخصّه بالتعظيم. فعن أمير المؤمنين عليه السلام في حديثه عن حقّ العالم: وإذا دخلت عليه، وعنده قوم:
1 ـ فسلّم عليهم جميعاً، وخصّه بالتحيّة دونهم.
2 ـ واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه.
3 ـ ولا تغمز بعينك.
4 ـ ولا تُشير بيدك.
5 ـ ولا تُكثر من القول: قال فلان وقال فلان، خلافاً لقوله.

ب ـ التعظيم له في غيبته، في المجالس التي لا يكون حاضراً فيها، ووجوب أداء حقوقه وحفظها، ومن جملتها:
1 ـ "أن تدفع عنه إذا ذُكر عندك بسوء". وهذا من الحقوق البديهية للإخوة، فضلاً عن المعلّمين. وذلك بأن يردّ عنه التهم والافتراءات التي قد تُكال من قبل مغرضين بحقّ المعلّم.
2 ـ "أن تستر عيوبه" فإنّ كثرة المجالسة والمخالطة، مع الاستماع والتلقّي، واحتدام المحاورات، قد يظهر مع ذلك شيء من قلّة الصبر لدى المعلّم، أو التعجّل في إطلاق الأحكام، أو بعض الخصال التي لا تروق للمتعلّم، أو بعض التصرّفات التي لا تليق بمنزلة المعلّم. فإنّ ذلك من الأمور التي يجب سترها على المعلّم، وعدم القيام بإفشائها، أو مساعدة الآخرين على الكلام فيها.
3 ـ وأن "تظهر مناقبه" من حسن الخصال، والمحامد الشخصية، والمآثر العلميّة، ووفرة الآداب التي قد يتحلّى بها المعلّم.
ج ـ في تعظيم المعلّم من خلال نسج العلاقات مع الآخرين، وعدم إيذائه في مخالفته.
قال الإمام السجاد عليه السلام : "ولا تجالس له عدوّاً، ولا تعادي له وليّاً".

وقال الشهيد الثاني (رحمه الله):
الثامن: تعظيم حرمته في نفسه واقتداؤه به، ومراعاة هديه في غيبته وبعد موته. فلا يغفل عن الدعاء له مدّة حياته، ويرد غيبته، ويغضب له زيادة عمّا يجب رعايته في غيره... ويرعى ذرّيّته وأقاربه وأودّاءه ومحبّيه، في حياته وبعد موته، ويتعاهد زيارة قبره والاستغفار له، والترحُّم عليه والصدقة عنه 2.

ـ تعلّم لله عزوجل:
قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام ، في خاتمة حق المعلِّم: "فإذا فعلت ذلك، شهدت لك ملائكة الله، جلَّ وعزَّ، بأنك قصدته، وتعلّمت علمه لله، جلّ اسمه، لا للناس".

ـ خاتمة في منزلة المعلّم:
1 ـ الأب الروحاني:
آباء أجسادنا لهم سبب                       لأنْ جُعِلْنا عرائض التَّلَفِ
مَنْ عَلَّمَ الناس كان خير أبٍ                 ذاك أبو الروح لا أبو النُّطَف 3

2 ـ دور رسالي:
قال أحمد شوقي:
قُمْ للمعلم وفِهِ التبجيلا                       كاد المعلّم أن يكون رسولا

3 ـ له حقُّ الطاعة:
عن رسول الله صلى الله عليه واله : "من علّم أحداً ملك رقّه. قيل: أيبيعه ويشتريه؟ قال: بل يأمره وينهاه"4.
في إجازة ابن أبي جمهور الإحسائي للسيد محمود بن علاء الدين الطالقاني.
وقيل: من علمني حرفاً كنت له عبداً.


1-من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، ج2، ص377، ح1626 و تحف العقول لابن شعبة الحرّاني، ص184 ـ 195.
2-الكافي للشيخ الكليني، ج1، ص37، ح1، المحاسن للبرقي، ص233، ح185
3 - "منية المريد في أدب المفيد والمستفيد" للشهيد الثاني، ص245.
4-أدب الدنيا والدين، للماوردي، ص77.

12-03-2013 | 13-15 د | 2796 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net