الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

٭ منبر المحراب: السنة العشرون العدد 1046-1 شعبان 1434 هـ-11 حزيران 2013 م
بين الشهيد عليه السلام والوريث عجل الله فرجه الشريف

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

محاور الموضوع
ثورة المهدي عجل الله فرجه الشريف امتداد لنهضة الإمام الحسين عليه السلام.
بين الحسين عليه السلام والمهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
المهدي من ذرية الإمام الحسين عليه السلام.
الشبه في الخَلْق والخُلُق.
وارثان وثائران.
المهدي محقق آمال الحسين عليه السلام ومنتقم له.

الهدف
بيان أبعاد ودلالات الروايات التي ربطت بين الشهيد والوريث في الخط والدور والنهج.

تصدير الموضوع
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "من ذرية هذا ـ وأشار إلى الحسين عليه السلام ـ رجلٌ يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً"1.

مقدمة:
ثورة المهدي عجل الله فرجه الشريف امتداد لنهضة الحسين عليه السلام:
لقد وردت نصوص كثيرة تظهر منها تلك الرابطة الوثيقة بين نهضة الإمام الحسين عليه السلام وثورة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف فهما جولتان في جملة جولات الحرب الممتدة في تاريخ البشرية بين الحق وأهله والباطل وأهله، إلا أنهما جولتان مفصليتان مرتبطتان ببعضهما أشد وأوثق ارتباط، وبين القائدين ارتباط أي ارتباط.

لقد كانت واقعة الطف جولة دامية فيها أبعاد المأساة والحزن والمثيرات العاطفية، وفيها القيم والفكر والإيثار والفداء والبطولة والإباء. لقد كانت نهضة الحسين عليه السلام تشكل مقدمة أساسية للثورة المهدوية العالمية؛ وآثار نهضة الإمام الحسين عليه السلام ستظهر واضحة في ثورة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وفي حركة وشعارات الممهدين له والأنصار. فثورة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف لن تأتي من فراغ بل إذا أردنا الإنصاف نقول إن من أهم من مهَّد لهذه الثورة هو الإمام الحسين عليه السلام.

بين الحسين عليه السلام والمهدي عجل الله فرجه الشريف:
إذا أردنا أن نحصي وجوه الاشتراك والشبه بين الإمامين في الشخص والأهداف والقضية نجد الكثير، لكن نقتصر على بعضها فمنها:

1- المهدي عجل الله فرجه الشريف من ذرية الحسين عليه السلام:

مما ورد عن الإمام الحسين عليه السلام أنه قال: "منا اثنا عشر مهدياً، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون"2.

2 - الشبه في الخَلق والخُلق:

في رواية أنه دخل الإمام الحسين على علي بن أبي طالب وعنده جلساؤه فقال: "هذا سيدكم سماه رسول الله صلى الله عليه واله سيداً وليخرجن رجلاً من صلبه، شبهه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً..."3.

3- وارثان وثائران

إن الإمام الحسين عليه السلام وارث النبوات جميعاً فهو امتداد لها جميعاً يحمل مبادئها وقيمها ويعمل على نشرها وتجسيدها وحفظها ولذا ورد في زيارتة: "السلام عليك يا وارث آدم... نوح... إبراهيم... إلى محمد... والإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف باعتباره ولده فهو وارثهم وعبر آبائه والذين يوصلونه به عليه السلام فهو وارث الأنبياء عبر جده الإمام الحسين عليه السلام.

والإمام الحسين عليه السلام قائد لأعظم ثورة في تاريخ البشرية وبطلها الذي حمل راية رفض الظلم وواجه الطغيان وهذا مسلك آبائه الطاهرين الرافضين للظلم وهو عليه السلام أعظم شهداء هذه المواجهة وهذا الرفض، فهو شهيدها الخالد الذي لولا نهضته وشهادته لما بقي للإسلام اسم ولا رسم ولا بقي للنبي صلى الله عليه واله ذكر.
ولذا حقّ للرسول الأكرم صلى الله عليه واله أن يقول: "حسين مني وأنا من حسين..."4.

لقد كانت قضية الإمام الحسين عليه السلام هي العدالة وحفظ الدين والدفاع عن الأمة ودينها وقيمها من الظالمين والمنحرفين حيث وصل الخطر درجة الخوف على الإسلام نفسه من طاغية الزمان حيث يقول عليه السلام: "وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براعٍ مثل يزيد"5.

والإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يبني على ارث الشهيد الخالد، ويثور على واقع لخصته الروايات بأنه واقع امتلأت فيه الأرض كل الأرض ظلماً وجوراً.

ففي معركة الطف كان الحسين عليه السلام وصحبه يمثلّون الحق كله والعدل كله وهم بقية أهل الإيمان في الأرض، وبالمقابل فإن الطرف المقابل يزيد وجلاوزته يمثلون الباطل والشرك والظلم والانحراف والانحطاط.
والإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هو بقية الله في هذه الأرض الذي ادخره الله ليقود الثورة النهائية على انحراف المسيرة البشرية وغرقها في الظلمات.

4 - مظلومان:
إن المظلومية في قضية الإمام الحسين عليه السلام واضحة وجلية وهي أحد أبرز ملامح ومعالم واقعة الطف؛ ولقد كانت هذه المظلومية مسألة مهمة طلب أئمة أهل البيت عليهم السلام إحياءها سواء في إقامة المآتم وإحياء ذكرى عاشوراء أو حتى في موضوع شرب الماء وغير ذلك، وكانوا يصفون لشيعتهم مدى الثواب المترتب على ذلك وعلى البكاء على مصاب سيد الشهداء عن الإمام الرضا عليه السلام "يا بن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين بن علي عليه السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله"6 ، وهذا الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف نفسه يقول فيما ورد عنه في زيارة الناحية المقدسة: "فلأندبنك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً"7.

فبمظلومية الإمام الحسين عليه السلام تتم تنمية الروح الثورية والتوعية على القيم وزرع الهدى والصلاح في النفوس، ويتم استنهاض الأمة وهذا ما ربما يفهم من كون شعار أصحاب المهدي عجل الله فرجه الشريف "يا لثارات الحسين".

فثورة الإمام الحسين بكل أبعادها لا سيما العاطفية والقدسية هزت ضمائر المسلمين فلا نجد ثورة بعدها إلا استلهمتها في شعاراتها وأهدافها بل حتى رفع اسم الحسين عليه السلام لأنها ثورة لها قدرة على تحريك الضمير الإنساني وحيث إن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ثورته عالمية فإن أهم ما يكون باباً لاستقطاب الثوار في العالم إلى نصرته هو شعار يا لثارات الحسين.

كما أن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ليس بأقل مظلومية من جده الحسين عليه السلام فمظلومية الإمام الحسين هي بعينها مظلومية له عجل الله فرجه الشريف فهو الإمتداد الجسدي والروحي لجده الثائر الذي سطَّر بدمه أروع معاني التضحية والفداء.

وللإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف مظلومية أخرى تتأتى من شيعته الذين يزيدون ظلامته ظلامة بذنوبهم وعدم جهوزيتهم لنصرته، وتوانيهم عن العمل للتمهيد لعودته ورجعته، فيطيلون بذلك فترة غيبته ويزيدون عليه آلام غربته.

5- المهدي محقق آمال الحسين عليه السلام وينتقم له:

إذا كان هدف الإمام الحسين كما عبر هو عليه السلام نشر الصلاح في أمة جده "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله"، فإن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يبني على ما أسسه جده عليه السلام ويثمر جهوده وتضحياته بأن ينشر الهدى والصلاح ليس فقط في أمة جدِّه بل في كل الدنيا، فحركة الإمام الحسين عليه السلام جاءت لتبقى الصلاح في أمة الإسلام بينما تأتي حركة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف لتنشر الصلاح في البشرية بل كافة أرجاء المعمورة.

والمهدي عجل الله فرجه الشريف هو اليد الإلهية المدخرة للاقتصاص من الظالمين والمجرمين كل المجرمين وعلى رأسهم قتلة الحسين عليه السلام.
ولذا جاء في دعاء الندبة: "أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء، أين الطالب بدم المقتول بكربلاء...".

خاتمة:
وجوه التقاء أخرى:ومن وجوه الالتقاء الملفتة أن عدو الإمام الحسين عليه السلام هو يزيد وهو من بني أمية وعدو الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هو من آل أبي سفيان وهو السفياني.

ومنها أن الإمام الحسين عليه السلام كانت عاصمة انطلاق حركته التغييرية مدينة الكوفة رغم أنه قد وردته كتب من البصرة والمدائن واليمن تعرض ولاءها له وبيعتها إلا أنه عليه السلام اختار الكوفة وكان منطلق رحلته من المدينة إلى مكة فالعراق.

وكذلك فإن خريطة حركة المهدي عجل الله فرجه الشريف تبدأ من المدينة فمكة فالكوفة حيث يجعلها عاصمة لدولته المباركة ومنها أن ثورته عجل الله فرجه الشريف تكون يوم عاشوراء.
جعلنا الله وإياكم من أنصاره وأعوانه عجل الله فرجه الشريف.


1-أمالي الطوسي.
2-كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص317.
3- معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام ، الشيخ علي الكوراني، ج3، ص 40.
4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج43، ص 261.
5- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج44، ص 326.
6- وسائل الشيعة، ج14، ص503.
7- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج98، ص 238.

20-06-2013 | 12-39 د | 2767 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net