الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1102 - 10رمضان1435هـ الموافق 08 تموز2014م
نزول القرآن في شهر الله إيذان للبشرية برشدها الإنساني

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

 
محاور الموضوع

 
 1. عظمة القرآن.
 2. نزول القرآن في شهر رمضان.
 3. القرآن مأدبة الله فتعلّموا من مأدبة الله.
 4. القرآن كتاب هداية ورشد للمجتمع والبشرية.
 
الهدف:
 
التعرّف على عظمة القرآن وسرّ نزوله في شهر الله، وجوانب من تشريعاته في هداية المجتمع ورشده.
 
تصدير:
 
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "القرآن هدى من الضلال، وتبيان من العمى، واستقالة من العثرة، ونور من الظلمة، وضياء من الأحداث، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار"1.
 
عظمة القرآن
 
القرآن هو الكتاب المقدّس، والنور، والهدى، والفرقان بين الحقّ والباطل، والحياة، والميزان والشفاء، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه"2.
 
وإنّ عظمة كلّ كلام وكلّ كتاب: إمّا بعظمة متكلّمه وكاتبه، وإمّا بعظمة مطالبه ومقاصده، وإمّا بعظمة نتائجه وثمراته، وإمّا بعظمة الرسول والواسطة، وإمّا بعظمة المرسَل إليه وحامله، وإمّا بعظمة حافظه وحارسه، وإمّا بعظمة شارحه ومبيّنه، وإمّا بعظمة وقت إرساله وكيفية إرساله... وجميع هذه الأمور التي ذكرناها موجودة في هذه الصحيفة النورانية (القرآن) بالوجه الأعلى والأوفى، بل هي من مختصّاته3.
 
ولهذا كان حَمَلَة القرآن، يتمتّعون بمكانة مرموقة في المجتمع، كما روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "أشراف أُمّتي: حَمَلَة القرآن، وأصحاب الليل".
 
نزول القرآن في شهر رمضان
 
ذُكِرَ في نزول القرآن عدّة أقوال، أبرزها:
 
الأوّل: ومفاده: أنّ القرآن نزل إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثمّ نزل بعد ذلك منجّماً مدّة إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعد البعثة، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنّه قَالَ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الَقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا وَكَانَ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَكَانَ اللَّهُ يُنَزِّلُهُ عَلَى رَسُولِ الِلَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُهُ فِي إِثْرِ بَعْضٍ"4. وفهم من الروايات أيضاً أنّه نزل بعد ذلك منجّماً طيلة السنة. وهكذا كلّ سنة حتى رحيله صلى الله عليه وآله وسلم.
 
الثاني: ابتدأ إنزاله في ليلة القدر، ثمّ نزل بعد ذلك منجّماً في أوقات مختلفة حتى رحيله صلى الله عليه وآله وسلم.
 
الثالث: التفريق بين الإنزال والتنزيل: وهو ما ذهب إليه العلامة الطباطبائي، حيث أفاد: "أنّ الإنزال دفعي والتنزيل تدريجي... فقوله تعالى: ﴿وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلً5، ظاهر في نزوله تدريجاً في مجموع مدّة الدعوة؛ وهي ثلاث وعشرون سنة تقريباً، والمتواتر من التاريخ يدلّ على ذلك، ولذلك ربما استشكل عليه بالتنافي مع آيات أخرى يستفاد من مجموعها نزول القرآن في ليلة القدر. والذي يعطيه التدبّر في آيات الكتاب...: أنّ الآيات الناطقة بنزول القرآن في شهر رمضان أو في ليلة منه إنّما عبّرت عن ذلك بلفظ الإنزال الدالّ على الدفعة دون التنزيل؛ كقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ...6، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ...7، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(القدر،1)8.
 
القرآن مأدبة الله فتعلّموا من مأدبة الله
 
ينبغي أن لا يغيب عن بالنا أنّنا مأمورون من قبل الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن نتدبّر في آيات القرآن، ونحرص على تعليمه وتعلّمه. قال الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ9، ولم يكتف القرآن بهذا المقدار، بل وبّخ الذين لا يتدبّرون هذا الكتاب العزيز: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِير10. وقد حرص النبي وآله على مباشرة تعليم القرآن لأصحابهم، وأمرهم بتعليم بعضهم البعض ليتحوّل تعلّم القرآن وتعليمه إلى فريضة واجبة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "القرآن مأْدبة الله فتعلَّموا مِن مأْدبة الله ما استطعتم..."11.
 
وورد الحثّ على العَمَل بكتاب الله بعد تعلّمه، روي عن رسول الله: "من تعلَّم القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أَعمى، فيقول: يا رب لم حشرتني أَعمى وقد كنت بصيراً ؟ قال كذلك أَتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى، فيؤمر به إِلى النار"12.
 
والحكمة واضحة من الحث والتشديد على العمل بالقرآن هي أنّ الغاية المرجوة من كتاب الله هي إضافة إلى هداية البشرية إلى عقيدة التوحيد وتعزيز بنيانها الفكري، إنقاذها من التخلّف والانحطاط الاجتماعي والأخلاقي والتربوي والسياسي...
 
القرآن كتاب هداية ورشد للمجتمع والبشرية
 
يحتوي القرآن الكريم على مقاصد وأهداف عظيمة تتعلّق بالحياة والكون والإنسان؛ فهو بالإضافة إلى كونه كتاب هداية وإرشاد للفرد، شرّع نظاماً شاملاَ للحياة البشرية بما فيها من قضايا الخلق والوجود، والتضامن والتآخي الاجتماعي، والضبط الأخلاقي الاجتماعي، ومعرفة النفس...
 
فعلى صعيد الوجود؛ فإنّ القرآن يقدّم الإجابات على ما يشغل بال الإنسان حول الوجود والغيب والحياة الأبدية؛ وفلسفته توضح معنى الوجود الإنساني في هذه الحياة... ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون13. والأنبياء والرسل عليه السلام ما هم إلا حلقات الاتصال بين عالمي الغيب والشهادة، فلا ريب أن تكون أولى مهماتهم دعوة الأفراد إلى الإيمان بما وراء العالم المحسوس وهو عالم الغيب: ﴿عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول14.
 
وعلى صعيد معرفة النفس؛ فان القرآن يكشف للإنسان أن للنفس الإنسانية قابلية عظيمة على تنمية الخير أو إنشاء الشر، واستعداداً عظيماً لعمل الطيبات والحسنات أو لفعل السيئات والخبائث: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَ15، وما على المكلف إلا سلوك الطريق الذي رسمه له القرآن.
 
وعلى صعيد المجتمع؛ فانّ القرآن يقوم بتوحيد المؤمنين على محور العبودية لله، ويجمعهم تحت راية العقيدة المشتركة والمصير الواحد: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقو16، ويدعوهم إلى الارتباط الاجتماعي: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ17، وعدم التنازع ﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ 18، والتعاون على الخير: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان19، والتأكيد على صلة الرحم: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوء الْحِسَابِ20...
 
وعلى صعيد الضبط الأخلاقي الاجتماعي؛ فانّ القرآن الكريم يرشد الأمة إلى تنظيم شؤونها الاجتماعية عن طريق تقديم نظام اجتماعي إلهي في غاية الكمال، فيدعوها -على النطاق السياسي - إلى طاعة الولاية الشرعية ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ21.
 
وعلى النطاق القضائي، يدع الأمة إلى العدالة القضائية: ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ22.
 
وعلى النطاق العائلي، يدعوها إلى حفظ الحقوق الزوجية المادية والمعنوية: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِير23. وحرص على أقوى وأجمل العلاقات العاطفية بينهما. فقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ24.
 
ختام: لهذا كله حثّت الأخبار على التمسّك بالقرآن، واعتبر القرآن هادياً للآنام، ومصلحاً لشؤون البشر وقضاياهم، ومنقذاً لهم من التيه والضلالة والردى...، وهو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله عن القرآن...هدى من الضلال، وتبيان من العمى، واستقالة من العثرة، ونور من الظلمة.


1- الكليني، الكافي، ج2، ص600، ح 8.
2- بحار الأنوار، ج89، ص17، ب1.
3- الإمام الخميني، منهجيّة الثورة الإسلامية، ص79.
4- النيسابوري، أبو عبدالله: المستدرك على الصحيحين، ج2، ح1، ص530.
5- الإسراء: 106
6- البقرة: 185
7- الدخان: 3
8- انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن،ج2، ص15-18.
9- ص، 29.
10- النساء، 82.
11- وسائل الشيعة، ج4، ص826.
12- بحار الأنوار.
13- الذاريات، 56.
14- الجن، 27.
15- الشمس،7-8.
16- النساء، 103.
17- آل عمران، 200.
18- الأنفال،46
19- المائدة،2.
20- الرعد،21.
21- المائدة، 55-56
22- المائدة،42.
23- النساء، 19.
24- الروم، 21.

18-07-2014 | 16-37 د | 3223 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net