الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1108 - 23شوال1435هـ الموافق 19آب2014م
بناء الجماعة الصالحة عند الشيعة من خلال وصايا الإمام الصادق عليه السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

 محاور الموضوع
• توطئة
• بناء الكادر القدوة
• خاتمة صفة الإخوة في الله

الهدف:
بيان القرارات والإجراءات والسياسات التي قام بها الإمام الصادق عليه السلام لبناء المجتمع الصالح من خلال وصاياه وإرشاداته

تصدير:
"حبّبونا إلى الناس ولا تبغضونّا إليهم..."

توطئة:
لقد شَهدت الفترة الزمنية التي عاصرها الإمام الصادق عليه السلام تحولات كبيرة على المستوى السياسي والفكري مع ما كان عليه المجتمع من انحراف سلوكي بسبب السياسات لملوك وسلاطين بني أميه،الذين شكّلوا مظلةً واسعة لنشر الفساد من الرشوة وشرب الخمر إلى الربا والزنا، مما أدى إلى تفكك ٍكامل للروابط الاجتماعية وفقدان الثقة، وإضعاف أواصر العلاقات الأسرية، فكل هذه الأمراض تحتم على الإمام العمل على معالجتها ان لم يواجه معوقات من السلطة المهيمنة، ولذا وجد الإمام الصادق عليه السلام الظرف المناسب للشروع في العلاجات مستفيداً من الظروف الأمنية القائمة بين السلطات الأموية والعباسية، فالأولى أمست تلفظ أنفاسها الأخيرة، والثانية مشغولة بتثبيت أركان سلطتها والجميع مشغول عن أهل البيت عليها السلام. وهنا لابد من تسليط الضوء على الأعمال التي قام بها الإمام جعفر الصادق عليه السلام في هذا المضمار فنقول:

الأول: بناء الكادر القدوة وفيه جهات:


الجهة الأولى: النوعية
إن إيصال العلوم والإرشادات إلى كل فرد بصورة مباشرة غير ممكن، ووصول أي فرد إلى الإمام عليه السلام فيه عسر وحرج لكثرة الأمصار وبُعد الأسفار، ركزّ الإمام الصادق عليه السلام على بناء أفراد لهم قابلية ولياقة أن يكونوا قدوة يعلّمون أناساً ويقتدي بهم آخرون، وكلهم ينتسبون إلى الصرح العلمي الضخم الذي شيَّد أركانه الإمام عليه السلام، كما حصل لمجموعة من الطبقة الأولى ممن تخرجوا على يديه الكريمتين وقد جاء في الرواية الصحيحة عن جميل بن دراّج عن الإمام الصادق عليه السلام "بشر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي، وأبا بصير ليث البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، ولولا هؤلاء لانقطعت أثار النبوة واندرست"1

الجهة الثانية: العدد
وأما من جهة العدد فالذين سمعوا من الإمام فهم في غاية الكثرة ومما يشير إلى ذلك ما ذكره النجاشي في ترجمة الحسن بن علي بن زياد الوشّاء، في رواية يقول فيها لأحمد بن محمد بن عيسى:"أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد"2

الجهة الثالثة: التنوع في العلوم
وأما من هذه الجهة فنقرأ أن الأمام الصادق عليه السلام عمل على تربية الكادر وتنميته في فنون متعددة وحقول مختلفة ولذا نقرأ في مدرسته أنها قد خرّجت طلاباً يحملون اختصاصات متنوعة وذلك لأجل تأمين الحاجة لكل شرائح المجتمع وتنوعه وأهمها هي:

أ: الفقه والأصول: ومن ابرز المتخصصين زرارة، ومحمد بن مسلم، وبريد العجلي، وليث المرادي، والمئات من امثالهم ومن جملة من تتلمذ على يديه ثم ترك ملازمته فزهق لتقدمه على الإمام أو هلك لتخلفه عنه أمثال أبي حنيفة وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري.

ب: علم الكلام: أمثال هشام بن الحكم، وهشام بن سالم، ومؤمن الطاق، والطيار، وقيس الماهر وغيرهم.

ج: الفلسفة وحكمة الوجود: أبرزهم المفضّل بن عمر الذي أملى عليه الإمام عليه السلام كتابه الشهير المعروف بتوحيد المفضّل.

د: الكيمياء: وقد برع في ذلك جابر بن حيان الكوفي مضافا إلى علم الفلك والنبات والحيوان والفيزياء والعلاجات النباتية والطب، فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول في علم التشريح والطب حينما سئل عن جسم الإنسان فقال عليه السلام: "إن الله خلق الإنسان على اثني عشر وصلاً وعلى مائتين وثمانية وأربعين عظماً وعن ثلاثمائة وستين عرق فالعروق...الخ"3.

الثاني: فتح باب الاجتهاد

ومن الإجراءات الإستراتيجية التي اتخذها الإمام الصادق عليه السلام هو فتح باب الاجتهاد لتشكيل نواة من أهل الاختصاص والفقاهه لإصدار الفتاوى إلى عموم الناس واليه يشير كلام الإمام عليه السلام "إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم أن تفرعوا" وفي هذا السياق نفقه كل القواعد الأصولية والفقهية التي أملاها وألقاها على بعض أصحابه منها ما جاء في معالجة الأخبار المتعارضة حيث قال "إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من رسول الله وإلا فالذي جاءكم به أولى به"4

الثالث: التأليف والتصنيف

خلافاً للعصر السابق على عصره حثّ الإمام الصادق عليه السلام أصحابه على التأليف والتصنيف وان يقيدوا العلم بالكتابة، ووجه العلة لإيصال علومهم وإرشاداتهم إلى كل الغائبين عنه بل إلى المعدمين أي الذين لم يوجدوا بعد، وبفضل هذا التوجيه المبارك ضمن وصول علومهم ألينا والى كل الذين سبقونا والذين يأتون من بعدنا، ولذا صنف في مجال القواعد العامة أربعمائة مصنف التي عرفت بالأصول الأربعمائة يضاف إليها ستة ألاف وستماية كتاب5 وبعضها شكل المادة الأساسية التي اعتمد عليها المشايخ الثلاثة القدماء في تأليف كتبهم الأربعة-الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار.

الرابع: تربية عموم الشيعة

القاعدة الشعبية هي المستهدفة على مستوى التربية والتعليم، والتركيز على بناء أفرادها فكرياً وروحياً وسلوكياً، ويريدهم ان يكونوا على صورته المباركة، وبعبارة اخرى أن ينتسب كل فرد إليه ويقال له هذا جعفري وكان يؤكد على مسلمات رئيسية يجب ان يتحلى بها عموم الناس:

الأول- العلاقة مع الله سبحانه وتعالى:
وعمدتها تقوى الله عز وجل والورع في دينه والاجتهاد له وإقامة الصلاة وطول السجود.

الثاني- حسن الروابط الاجتماعية:
وقوامها أمران صدق الحديث وأداء الأمانة، مضافاً إلى حسن الجوار وصلة أقاربهم وحضور جنائزهم، وعيادة مرضاهم، وان يحسن خلقه مع عموم الناس.وكشاهد على المسألة الأولى ما رواه زيد الشحّام انه قال قال لي أبو عبدلله عليه السلام "اقرأ على من ترى انه يطيعني منهم ويأخذ بقولي وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد في الله... وطول السجود... فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم 6. وعلى الثاني قال الإمام الصادق عليه السلام: عليكم بالصلاة في المساجد وحسن الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز، انه لابد لكم من الناس، إن احداً لا يستغني عن الناس في حياته، والناس لا بد لبعضهم من بعض"7

الخامس: حبًبونا إلى الناس

من المسؤوليات التي جعلها الإمام على عاتق كل محب وشيعي وهي مسؤولية ثقيلة وضخمة حقيقة أن يتحول كل واحد منا إلى داعية ودليل يرشد المخالفين لأهل البيت عليها السلام وكل من يجهلهم إليهم، وليس بالكلام والألفاظ وإنما بالسلوك وحسن التواصل وهذا يحتم علينا ان نتحلى بالصفات الحميدة والسلوك المستقيم والسمعة الطيبة لكسب ثقة الناس بنا والدليل عليه ما قاله الإمام الصادق عليه السلام "فإنّ أبي حدثني أن شيعتنا اهل البيت كانوا خيار من كانوا منهم، ان كان فقيه كان منهم ،وان كان مؤذن كان منهم، وان كان إمام كان منهم وان كان كافل يتيم كان منهم وان كان صاحب أمانة كان منهم وان كان صاحب وديعة كان منهم وكذلك كونوا حبًبونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم"8

خاتمة: صفة الإخوة في الله

كان الإمام عليه السلام في معرض بيان الإخوة الواردة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له ابن أبي يعفور وما هن جعلت فداك؟قال: "يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعز أهله، ويكره المرء المسلم ما يكره لأعز أهله ويناصحه الولاية..."9

والحمد لله رب العالمين.


1- معجم رجال الحديث - الخوئي-ج7-ص222
2- رجال النجاشي-ص 39و40
3بحار الانوار - ج 14 - ص 480 والمناقب - ج 4 - ص 256
4- اصول الكافي ج1-ص 69
5- تاسيس الشيعةلعلوم الاسلام –حن الصدر-ص 288
6- وسائل الشيعة –ج12-ص 5 واصول الكافي ج-2-ص 464-ج 5
7- وسائل الشيعة:ج-12-ص 5 والكافي ج 2 ص-464-ج1
8- بحار الانوار ج-74-ص-162 ومشكاة الانوار-ص-146
9- وسائل الشيعة-ج-8-ص542

05-09-2014 | 17-54 د | 3118 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net