الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1199 - 12 شعبان 1437هـ - 19 أيار 2016م
معالم دولة العدل الإلهي

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف:
 التعرّف على جانب من معالم دولة الإمام المهدي عليه السلام.
 
المحاور:
- معالم دولة الإمام المهدي عليه السلام.
 
تصدير:
 جاء عن الإمام علي عليه السلام قوله: (ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام، لا تضع قدميها إلا على النبات، وعلى رأسها زنبيلها لا يهيجها سبع ولا تخافه)[1].
 
مدخل:
فيما يلي  وباختصار أهم مميزات ومعالم دولة الإمام المهدي (عج)على ضوء الروايات الواردة من الرسول وأهل البيت (عليه السلام).
 
المعلم الأول: العالمية
إن دولة الإمام المهدي عليه السلام في ضوء ما هو الثابت من النص الديني هي دولة عالمية، تسقط فيها الحواجز القومية، وتتوحد فيها الملل البشرية.متجاوزة حدود اللغات، والأعراق، والتضاريس.

هي دولة الأرض كلها كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم بالقول: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)[2].

وروي عن الإمام علي (عليه السلام)، قوله: (يبعث الله رجلاً في آخر الزمان.يملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر إلا آمن ولا طالح إلا صلح.) اعيان الشيعة
 
المعلم الثاني: الإسلامية
تؤكّد النصوص الصحيحة أنّ دولة الإمام المهدي (عج ) هي دولة تقوم على أساس الإسلام، الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله (ص)، وليس ديناً جديداً،  وهو إسلام القرآن وحده، وفي هذا الإسلام سوف تدخل جميع البشرية، ويعم نوره كل الأرض.

ورغم أن بعض النصوص تؤكد أنه يأتي (بدين جديد) إلاّ أن مراجعة دقيقة لكل تلك النصوص توضح أن المقصود هو الإسلام نفسه، لكنه حيث كان غريباً على الناس يومئذ فأضحى كأنه دين جديد.

ورد عن عبد الله بن عطا قال: سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام):فقلت: إذا قام القائم عج بأي سيرة يسير في الناس؟

فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (ص) ويستأنف الإسلام جديداً[3].
 
المعلم الثالث: الإزدهار الاقتصادي
ومن أبرز معالم دولة الإمام المهدي (عج) هو الازدهار الاقتصادي، حيث يزول التفاوت الطبقي الفاحش، كما يزول الفقر والحرمان، وتعمّ ظاهرة الثراء والغنى لمختلف شرائح الناس.

وربما يمكن تفسير هذه الظاهرة على أساس التقدم التقني، والاستثمار الواسع لثروات الطبيعة، لكن ما يظهر من الروايات الشريفة أن المسألة ترتبط بصلاح الناس وإيمانهم الذي يستنزل رحمة الله وعطفه على العباد كما في قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأْرْضِ)[4].

فإن  ظاهرة الازدهار الاقتصادي والرفاه العيشي في دولة الإمام المهدي عليه السلام يستند على تنامي البُعد المعنوي لدى البشرية إلى جانب التقدم العلمي، والاستثمار الواسع للطبيعة.
 
روي  عن رسول الله (ص) قوله:يخرج رجل من أهل بيتي ويعمل بسنتي وينزل الله له البركة من السماء وتخرج الأرض بركتها وتملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً[5].

وعن الإمام علي(عليه السلام): (ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلا على نبات)[6].
 
المعلم الرابع: الإزدهار الثقافي
قد يبدو الحديث عن الإزدهار الثقافي في مستقبل التاريخ البشري حديثاً عن أمر واضح وحقيقة لا تحتاج إلى بيان، لكن النصوص الدينية التي بين أيدينا والتي تعود إلى أكثر من اثني عشر قرناً ماضياً حين تؤكد ذلك فإنها تتحدث عن نهوض علمي، وقفزة ثقافية هائلة لم تكن بالحسبان يومئذ.

وربما تكون تلك النصوص إشارة إلى التقدم العلمي الذي نشهده اليوم، لكنها في الحقيقة أقرب إلى مدلول آخر، هو انتشار الوعي والثقافة ليس على مستوى النُخَب الفكرية وإنما على مستوى أبناء المجتمع كلهم، فهي تشير إلى نقلة نوعية حضارية أوسع وأعمق مما نشهده الآن.

عن الإمام الباقر(عليه السلام): (كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ـ بقدميه ـ ثم لا يردّه عليكم إلا رجل منّا أهل البيت ـ وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)[7].
 
المعلم الخامس: التقدم العلمي الهائل
وفي أكثر من نصٍ ربما نقرأ الإشارة إلى التقدم العلمي الهائل، والتقنية المتطوّرة التي نشهد في عصرنا الحاضر بعض أشكالها.ما ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): (إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق)[8].

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم، وكملت بها أحلامهم)[9].
 
المعلم السادس: حكومة العدالة
العدالة هي عنوان الدولة التي يؤسسها الإمام المهدي عج  وهذا العنوان لا يعني مجرد شعار ترفعه هذه الدولة بمقدار ما يعني مدلولاً سياسياً وايديولوجياً يرتبط بهدف النظام الحاكم ومناهجه وأولوياته.

ولقد جاء التأكيد المكرّر، والمقصود، والهادف على أن العدالة هي عنوان تلك الدولة وهدفها وأولى أولوياتها.

عن رسول الله (ص): (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً مني يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً)[10].

وربما يشير إلى هذه الظاهرة ما جاء من الروايات العديدة التي تقول: (لن تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منا أهل البيت يحكم بحكم داود وآل داود لا يسأل الناس البيّنة)[11] حيث كانت حكومة داود تعمل على أساس المعرفة الكاملة بالحقيقة بدلاً عن اعتماد وسائل الاثبات الظنية.

المعلم السابع: دولة الأمان
هذه ظاهرة أخرى يرد التركيز عليها في الروايات عن دولة الإمام المهدي عج حيث لا تكفي العدالة وحدها لتحقيق الصورة المثالية لمجتمع صاحب العصر والزمان (عج).

فربما تكون عدالة لكنها مشحونة بالاضطرابات والاعتداءات، فما هو واقع الحياة في دولة الإمام المهدي عليه السلام؟

يبدو أن دولة الإمام المهدي عليه السلام لا تخلو من مشاكل، ونزاعات في داخل المجتمع، ومن هناكان هناك ـ كما جاء في الثابت من الروايات ـ موقع كبير للقضاء والمحاكم، إلاّ أن (الأمان) هو الظاهرة البارزة في تلك الدولة.

جاء عن الإمام علي (عليه السلام) قوله: (ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام، لا تضع قدميها إلا على النبات، وعلى رأسها زنبيلها لا يهيجها سبع ولا تخافه، حيث تعطي هذه العبارة الأخيرة دلالة واضحة على استتباب الأمن أو انقطاع مصادر الرعب والقلق)[12].
 
المعلم الثامن: البعد الصحي
عجز الطب عن معالجة كثير من الأمراض مثل العمى والبرص والجنون والإيدز والسرطانات وحتى الأنفلونزا وغيرها، في عصر الأمام سيتم القضاء عليها.

ورد عن الإمام السجاد(عليه السلام): (إذا قام قائمنا أذهب الله عن شيعتنا كل عاهة وجعل قلوبهم كزير الحديد وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجل)[13].

وعمر الإنسان في زمن الإمام يطول أكثر وأكثر بسبب القضاء على أغلب الأسباب ألمؤديه إلى الوفاة وهناك أحاديث في ذلك.
 
ختاماً:
أراد الله للإنسان كل الخير والسعادة في الحياة ,فبتدئها من الجنة وسيختمها في الجنة وسبب الخروج هو الإنسان ولو اطاع العباد خالقهم لكانت حياتهم جميعا في الجنة ,ابتعاد الإنسان عن قيم السماء والرسل والأنبياء هو السبب في شقائه وحرمانه وأبتلائه ,ودولة المهدي هي الجنة الدنيوية التي فيها كل أسباب الحياة الكريمة السعيدة الآمنةوهذا المعنى  تأكده الآية المباركة: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم)[14].
 
دعاء الإمام المهدي (عج):
(اللهم أنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا فيها كرامة الدنيا والآخرة)[15].


[1] - الخصال، الصدوق، ص 626.
[2]- الانبياء، آية 105.
[3]- احقاق الحق للتستري
[4]- الاعراف، آية 96.
[5]- احقاق الحق للتستري
[6]- المصدر نفسه
[7]- بحار الأنوار، المجلسي، ج 52، ص 352.
[8]- بحار الأنوار، المجلسي، ج 52، ص 391.
[9]- الخرائج للرواندي
[10]- الغيبة للطوسي
[11]- الكافي للكليني
[12]- بحار الأنوار، المجلسي، ج 10، ص 104.
[13]- حق اليقين
[14]- المائدة 66
[15]- مفاتيح الجنان

18-05-2016 | 16-17 د | 2775 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net